كاتب أسترالي: هل ينتبه العالم لمجزرة غزة في ذكرى سربرنيتسا؟
تاريخ النشر: 11th, July 2025 GMT
قال الكاتب الأسترالي إد هيوسيك إن العالم يكرر عبارة "لن يتكرر ذلك أبدا" عقب كل إبادة جماعية، ولكنه يفشل مرارا في منع تكرار المأساة في أماكن جديدة، مثلما يحدث في غزة الآن.
وأكد هيوسيك -في مقاله الذي نشرته غارديان- أن الذكرى الـ30 لـمجزرة سربرنيتسا تفرض علينا مراجعة أخلاقية وسياسية شاملة، خاصة في ظل استمرار معاناة المدنيين الأبرياء في غزة من دون تدخل فعال من المجتمع الدولي.
وأضاف الكاتب -وهو عضو في البرلمان الأسترالي عن حزب العمال- أن العالم اعتاد السكون والخنوع أمام معاناة الأبرياء، ولا يتحرك إلا بعد مقتل الآلاف، ثم ينتظر بضع سنوات حتى يتم الاعتراف رسميا بأن ما حدث إبادة جماعية، ويبدأ بعدها النحيب والندم "المخجل" والوعود الفارغة بعدم تكرار ما جرى.
وشدّد على ضرورة التحرّك العاجل لإنهاء المعاناة في غزة، متسائلا "كم من الوقت سيستغرق الأمر قبل أن نقول لن يتكرر ما حدث لك يا غزة أبدا؟".
و سلّط الكاتب الضوء على قصة ميرِيلا موراتوفيتش التي كانت تبلغ من العمر 5 سنوات فقط حين وقعت المجزرة عام 1995، التي كان أحد ضحاياها والدها منيب.
وسبق مقتل والدها بعامين اختفاء والدتها (جيفا) -التي لم يعثر على رفاتها حتى اليوم- فكبرت ميريلا بلا أم ولا أب، ولجأت عائلتها عام 2002 إلى أستراليا، حيث حاولت التعايش مع الذكريات المروعة والندوب النفسية التي خلفتها المجزرة.
وبعد 8 سنوات، أُبلغت العائلة أنه تم التعرف على "جزء" من والدها عبر تحليل الحمض النووي، فجمعت الأسرة مدخراتها لتنظيم جنازة تليق به في البوسنة.
"جلست أبكي من أجل أهل غزة، وتساءلت إن كان أحدهم بكى علينا بهذه الطريقة قبل 30 عاما... علينا أن نرفع صوتنا، لا ينبغي لمثل هذه المعاناة أن تتكرر".
بواسطة ميرِيلا موراتوفيتش، ناجية من مجزرة سربرنيتسا
وذكر الكاتب أن ميرِيلا، بعد 3 عقود من المجزرة، لا تزال تتألم من المصاب الذي حل بعائلتها وأهلها، وقد انفجرت بالبكاء صباح مقابلتها معه في أثناء مشاهدتها تقريرا عن معاناة أهالي غزة، لأنها رأت نفسها فيهم.
إعلانوقالت له "جلست أبكي من أجل أهل غزة، وتساءلت إن كان أحدهم بكى علينا بهذه الطريقة قبل 30 عاما"، وأضافت "علينا أن نرفع صوتنا، لا ينبغي لمثل هذه المعاناة أن تتكرر".
وتنظم البوسنة يوم 11 يوليو/تموز من كل عام جنازات لدفن رفات من تم التعرف عليهم حديثا.
ولفت الكاتب إلى أن ذكريات المجازر تتوالى دون أن تُترجم إلى دروس عملية، مشيرا إلى أنه العام الماضي مرّت 30 سنة على مجزرة رواندا التي قُتل فيها 800 ألف إنسان خلال 100 يوم فقط.
وشدد على ضرورة التحرك لإنهاء المعاناة في غزة، وقال إننا دائما نردد "لن تتكرر المحرقة أبدا، لن تتكرر مجازرك يا رواندا أبدا، لن تتكرر أهوالك يا سربرنيتسا أبدا، ولكن ها هي مجازر غزة تتكشف أمام أعيننا، ونحن لا نحرك ساكنا".
وخلص الكاتب إلى أن عبارة "لن يتكرر ذلك أبدا" يجب ألا تبقى تعبيرا فارغا نردّده بعد وقوع المجازر، بل تعهّدا حيًا يُترجم إلى تحرّك عاجل لحماية الأبرياء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات ترجمات لن یتکرر فی غزة
إقرأ أيضاً:
في ذكرى وفاة عمر الشريف.. كيف عبر لورانس العرب حدود الشرق إلى العالم؟
اليوم هو ذكرى وفاة أحد أعمدة الفن العربي الذي رحل عن عالمنا يوم 10 يوليو 2015 بعدما استطاع أن يخترق جدران السينما المحلية ليصبح رمزًا عالميًا للتمثيل، هو الفنان العالمي عمر الشريف، الذي امتلك موهبة نادرة جمعت بين الأداء الصادق والكاريزما الطاغية، تاركًا إرثًا فنيًا خالدًا في السينما المصرية والعالمية.
وُلد عمر الشريف في مدينة الإسكندرية عام 1932، واسمه الحقيقي ميشيل ديمتري شلهوب، وينتمي لعائلة كاثوليكية من أصول لبنانية وسورية، كان والده يعمل في تجارة الأخشاب، ووالدته "كلير سعادة" سيدة مجتمع تنحدر من أصول أرستقراطية.
التعليمتلقى تعليمه في كلية فيكتوريا المرموقة بالإسكندرية، حيث أبدى منذ صغره شغفًا بالفن، ثم التحق بـ جامعة القاهرة لدراسة الرياضيات والفيزياء، وبعد التخرج عمل في تجارة الأخشاب إلى جانب والده لمدة خمس سنوات، قبل أن يقرر الانحراف عن هذا المسار لدراسة التمثيل في الأكاديمية الملكية للفنون الدرامية في لندن.
اللقاء المصيري مع يوسف شاهينكانت نقطة التحول الكبرى في حياته حين التقى بالمخرج يوسف شاهين، زميله القديم في المدرسة، الذي لمس موهبته واقترح عليه بطولة فيلمه الجديد "صراع في الوادي" عام 1954 أمام الفنانة فاتن حمامة، واختار له اسم "عمر الشريف"، ليبدأ من هنا رحلته في عالم الفن.
قصة حب فاتن حمامةنشأت بينه وبين فاتن حمامة قصة حب قوية تُوجت بالزواج في عام 1955 بعد أن أعلن إسلامه، ورُزقا بابنهما الوحيد "طارق" عام 1957، لكن الحياة بين نجمين شهيرين لم تكن سهلة، وبعد انتقاله إلى أوروبا وتفرغه للسينما العالمية، بدأت العلاقة تتصدع حتى انفصلا عام 1966، وتم الطلاق رسميًا في 1974.
الانطلاقة العالميةمنذ عام 1962، بدأ عمر الشريف يخطو بثقة نحو العالمية، وكانت انطلاقته الكبرى من خلال دوره في فيلم "لورنس العرب" (Lawrence of Arabia)، الذي نال عنه جائزة الجولدن جلوب لأفضل ممثل مساعد، بالإضافة إلى ترشيحه لجائزة الأوسكار.
واصل نجاحه بفيلم "دكتور زيفاجو" (Doctor Zhivago)، الذي منحه جائزة الجولدن جلوب كأفضل ممثل درامي عام 1965، ما رسّخ مكانته كنجم عالمي لا يقل عن نظرائه الغربيين.
مسيرة فنية حافلة محليًا وعالميًاقدّم عمر الشريف أكثر من 113 عملًا فنيًا، تنوعت بين أفلام عربية وعالمية.
أبرز أعماله في السينما المصرية"أيامنا الحلوة" (1955)"صراع في الميناء" (1956)"لا أنام" (1957)"نهر الحب" (1960)"إشاعة حب" (1960)"في بيتنا رجل" (1961)"أيوب" (1983)"الأراجوز" (1989)"حسن ومرقص" (2008)"المسافر" (2010)الصعيد العالميأما على الصعيد العالمي، فشارك في أفلام مثل:
"فاني جيرل" (1968) مع باربرا سترايسند"مايرلينغ" (1968)"بذور التمر الهندي" (1974) مع جولي أندروز"سلالة" (1979)"نسيت أن أخبرك" (2009)"روك القصبة" (2013)السنوات الأخيرة والرحيلتراجع عمر الشريف عن الأضواء تدريجيًا في السنوات الأخيرة من حياته، وقلّت مشاركاته الفنية، وفي مايو 2015 أعلن نجله عن إصابة والده بمرض الزهايمر، الذي أثر على ذاكرته بشكل كبير.
وفي يوم الجمعة 10 يوليو 2015، الموافق 23 رمضان 1436 هـ، توفي عمر الشريف عن عمر ناهز 83 عامًا إثر نوبة قلبية حادة، في أحد مستشفيات القاهرة، وشُيّعت جنازته من مسجد المشير طنطاوي بالتجمع الخامس، ودُفن في مقابر السيدة نفيسة، وسط حضور حاشد من أقاربه ومحبيه وأصدقائه.