واشنطن"أ.ف.ب": أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات غير مسبوقة على الرئيس الكوبي ميجيل دياز كانيل بسبب دوره في قمع تظاهرات مناهضة للحكومة شهدتها الجزيرة قبل أربع سنوات.

ويعد هذا الإجراء الأحدث في سلسلة إجراءات اتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لزيادة الضغوط على الحكومة الكوبية.

وأشار وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في منشور على منصة إكس إلى أن الوزارة فرضت قيودا على منح الرئيس الكوبي تأشيرة دخول إلى البلاد "بسبب دوره في وحشية النظام الكوبي تجاه الشعب الكوبي".

وفي يونيو 2021، هزت تظاهرات الجزيرة بعد خروج آلاف الكوبيين إلى الشوارع للاحتجاج على نقص السلع الأساسية وتدهور الظروف الاقتصادية.

وإثر ذلك، شنت الحكومة حملة قمع أسفرت عن توقيف المئات ومقتل شخص وإصابة العشرات في أكبر احتجاجات منذ الثورة الشيوعية التي قادها فيدل كاسترو عام 1959.

وأوضحت وزارة الخارجية الأمريكية أنها فرضت عقوبات على "مسؤولين آخرين... بسبب تورطهم في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان" من بينهم وزير الدفاع ألفارو لوبيز مييرا ووزير الداخلية لازارو ألبرتو ألفاريز كاساس.

كما ستتخذ الولايات المتحدة إجراءات لمعاقبة المسؤولين القضائيين ومسؤولي السجون الكوبيين المرتبطين بـ "الاحتجاز غير العادل لمتظاهرين وتعذيبهم في يوليو 2021".

وقال روبيو "في حين يعاني الشعب الكوبي نقصا في الغذاء والماء والدواء والكهرباء، فإن النظام ينفق المال بسخاء على المقربين منه".

من جهته، ندّد وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز بالعقوبات في منشور على إكس قال فيه إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يمكنها إخضاع "شعب أو قادة" كوبا.

وفي مايو الماضي، استدعت وزارة الخارجية الكوبية السفير الأمريكي في هافانا للاحتجاج على "تدخله" في الشؤون الداخلية للبلاد.

وتفرض الولايات المتحدة حصارا تجاريا على كوبا منذ ستة عقود.

واتهم روبيو أيضا على منصة إكس كوبا بتعذيب زعيم المعارضة خوسيه دانيال فيرير وقال إن "الولايات المتحدة تطالب بإثبات فوري على أن السجناء السياسيين هم على قيد الحياة وبإطلاق سراحهم جميعا".

وبحسب الولايات المتحدة، ما زال 700 شخص يقبعون في السجون لمشاركتهم في احتجاجات يوليو 2021. وتقدر منظمات حقوقية العدد بما يتراوح بين 360 و420 شخصا.

وأطلق سراح بعض المتظاهرين المدانين في الأشهر الأخيرة بعد تمضية عقوباتهم.

وهناك آخرون من بينهم فيرير، زعيم مجموعة الاتحاد الوطني من أجل كوبا، تم الإفراج عنهم في يناير بعدما وافق الرئيس الأميركي السابق جو بايدن على شطب الجزيرة من القائمة السوداء للدول الراعية للإرهاب.

لكن في نهاية أبريل، ألغي الإفراج المشروط عنه، ما أثار انتقادات من واشنطن التي أدرجت مجددا كوبا في القائمة السوداء بعد عودة ترامب إلى السلطة.

كما أدرجت الخارجية الأمريكية "توري كيه"، وهو فندق مؤلف من 42 طابقا في هافانا، في قائمة الكيانات المحظورة "لمنع تمويل النظام القمعي الكوبي بالدولارات الأمريكية".

وكان هذا المرفق دُشن أخيرا هذا في العاصمة الكوبية، ما أثار انتقادات للحكومة بسبب استثمارها الكبير في فنادق جديدة في زمن يشهد تراجعا للسياحة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

عبدالمنعم سعيد: تقرير الأمن القومي الأمريكي يعكس «روح ترامب» ويُعيد الولايات إلى القرن الـ19

 قال الدكتور عبد المنعم سعيد، الكاتب والمفكر السياسي، إن وثيقة الأمن القومي الأمريكي تمثّل استمرارًا لنمط سنوي اعتادت الولايات المتحدة من خلاله إصدار تقرير يشرح إمكاناتها وقدرتها على التأثير الخارجي، وكيف ترى موقعها في النظام الدولي.

وأوضح سعيد خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي، ببرنامج المشهد المذاع على فضائية Ten، مساء الأربعاء، أن التقرير الحالي يحمل بوضوح بصمة إدارة الرئيس دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن المعتاد من هذا التقرير منذ 2017 حتى 2021، وهي المرحلة الأولى من عهد ترامب، أن الشخصيات نفسها ظلت تتولى قيادة مجلس الأمن القومي.

وأضاف أن المجلس الآن يبدو صامتًا، لكن التقرير يكشف الكثير؛ فافتتاحيته تؤكد أن "ترامب جاء لينقذ أمريكا"، في تناقض مع روح التقارير السابقة التي كانت أكثر تحفظًا ومؤسسية.

ووصف سعيد "لغة التقرير ونفَسه السياسي" بأنهما يحملان قدرًا كبيرًا من التحيّز لترامب، إلى جانب نبرة مدح واضحة، وهو ما يكشف عن تغيّر جوهري في ترتيب الأولويات الاستراتيجية الأمريكية.

رؤية ترامب

وأضاف أن أكثر ما يلفت الانتباه هو وضع "أمريكا الجنوبية" كأولوية أولى في الإستراتيجية، وهو توجّه "قد يدهش الكثيرين"، لكنه يعكس رؤية ترامب الذي اعتبر أن التهديد الأكبر للولايات المتحدة يأتي من "الهجرة غير الشرعية" عبر الحدود الجنوبية، وتدفّق المخدرات الذي تعاني منه عدة ولايات في الشمال الشرقي.

وأوضح أن هذا التوجّه يعيد الولايات المتحدة إلى منطق السياسة الأمريكية في القرن التاسع عشر، عندما وضع الرئيس الخامس عقيدة المجال الغربي التي تمنع أي قوة من الاقتراب من محيط النفوذ الأمريكي في نصف الكرة الغربي.

واختتم المفكر السياسي بأن التقرير يكشف عن تحول كبير في الرؤية الأمريكية للعالم، يعكس إرث ترامب ومحاولته إعادة صياغة دور الولايات المتحدة وفق منظور قومي ضيّق وأولويات تختلف جذريًا عن إدارات سابقة.

طباعة شارك عبد المنعم سعيد الأمن القومي الأمريكي ترامب الدكتور عبد المنعم سعيد

مقالات مشابهة

  • الرئيس الكوبي: احتجاز الولايات المتحدة لناقلة نفط قبالة فنزويلا قرصنة وتصعيد للعدوان ضد دولة شقيقة
  • إدارة ترامب تبحث عقوبات خطيرة على الأونروا رغم تحذيرات الخارجية
  • واشنطن تدرس فرض عقوبات متعلقة بالإرهاب على الأونروا
  • عبدالمنعم سعيد: تقرير الأمن القومي الأمريكي يعكس «روح ترامب» ويُعيد الولايات إلى القرن الـ19
  • الولايات المتحدة تهدد المحكمة الجنائية الدولية بعقوبات جديدة
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات على أفراد وكيانات لدورهم في تأجيج الصراع بالسودان
  • الخارجية الأمريكية تعلن تفرض عقوبات تستهدف الدعم السريع في السودان
  • المملكة المتحدة تفرض عقوبات على شركات روسية وصينية يُشتبه بتورطها في حرب معلوماتية
  • الخارجية الأمريكية تفرض عقوبات تستهدف الدعم السريع في السودان
  • وزير الخارجية الأمريكي: ازدهار سوريا رهن تعايشها السلمي مع جيرانها