«سَنَد».. ابتكار طلابي من جامعة أبوظبي
تاريخ النشر: 13th, July 2025 GMT
مريم بوخطامين (أبوظبي)
انسجاماً مع إعلان 2025 «عام المجتمع» في دولة الإمارات، قدّم فريق من طلبة جامعة أبوظبي نموذجاً ملهماً يجسّد التزام الشباب الجامعي بخدمة الفئات المجتمعية، حيث ابتكر أربعة طلاب من قسم هندسة البرمجيات في كلية الهندسة تطبيقاً ذكياً يحمل اسم «سَنَد»، يمثل إنجازاً نوعياً في توظيف التكنولوجيا لخدمة الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد.
ويُعد «سَنَد» نظاماً ذكياً متكاملاً، يستند إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز وخوارزميات التعلم الآلي، بهدف تقديم دعم معرفي وعاطفي متخصص للأطفال من ذوي التوحّد. ويتميز التطبيق بقدرته على التفاعل مع الطفل عبر وكيل افتراضي ثلاثي الأبعاد يعمل بلغتين، ويقدم أنشطة تعليمية واختبارات معيارية مثل PPVT وEVT، بالإضافة إلى ألعاب تفاعلية وسيناريوهات اجتماعية تحاكي البيئة الإماراتية، ما يعزّز المهارات الإدراكية والتواصلية للطفل في بيئة آمنة ومحفزة.
الفريق المنفذ للتطبيق ضم كلاً من سارة عماد حمدان، أمنية أسامة أحمد، محمود أحمد سليمان، صوالح محمد شافي. وقد تم تنفيذ المشروع بإشراف الدكتور مراد الرجب، أستاذ علوم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات في الجامعة، الذي أكد أن التطبيق يُعد نموذجاً لإنسانية التكنولوجيا، حيث يتجاوز الحلول التقليدية ليوفر أداة علاجية تجمع بين الدقة العلمية والاحتواء النفسي.
وحظي المشروع بدعم من شركة «مبادلة» عبر مبادرة «مواكبة» الهادفة إلى تمكين الحلول المجتمعية المبتكرة، وذلك بالتعاون مع مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم ومركز فونيم لتنمية القدرات، ما أضفى على المشروع بُعداً عملياً وتكاملاً بين الجانبين الأكاديمي والعلاجي.
وأوضح الدكتور مراد الرجب أن المشروع يعتبر قصة إنسانية تُروى بلغة الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن فريق الطلبة المشاركين بالمشروع تجاوزوا النموذج التقليدي للعلاج، وابتكروا وسيلة رقمية، تتميز بخصوصية ثقافية وأمان للبيانات.
وفي هذا السياق، أعرب الطلبة عن فخرهم بالمساهمة في مشروع يحمل رسالة إنسانية، حيث قالت الطالبة أمنية أحمد: «صممنا واجهات تشعر الطفل بأنه مسموع حتى دون أن يتحدث». فيما أشار الطالب محمود سليمان إلى أن المشروع «بدأ من احتياجات الطفل، لا من الفكرة فقط»، مؤكدين أن العمل كان جماعياً، واستند إلى فهم عميق لاحتياجات الفئة المستهدفة. وأضافت الطالبة سارة عماد حمدان أن: «التحدي كان في تحقيق التوازن بين الدقة العلمية والتأثير العاطفي». وبدوره أكد صوالح شافي: «جميع التفاصيل الدقيقة في سَنَد صممَناها كفريق لتكون مألوفة وآمنة نفسياً، فلم تكن المهمة تقنية فقط، بل إنسانية أولاً».
كما وجّه الفريق شكره للدكتورة نرمين عيسى، رئيسة قسم علوم الطب الحيوي بكلية العلوم الصحية في جامعة أبوظبي، على دعمها العلمي ومساهمتها في تعزيز جودة المحتوى التربوي والتشخيصي في التطبيق.
يُذكر أن مشروع «سَنَد» حصد المركز الثالث في كأس مايكروسوفت لتخيل الذكاء الاصطناعي على مستوى الدولة بدعم من صندوق الوطن، إضافة إلى المركز الأول في مسابقة البحث والابتكار لطلبة البكالوريوس بجامعة أبوظبي، ما يعكس تميّز المشروع محلياً وقدرته على المنافسة عالمياً.
طموح
يطمح الفريق إلى توسيع نطاق تطبيق «سَنَد» ليصل إلى مراكز أصحاب الهمم والمدارس المتخصصة في مختلف إمارات الدولة، على أمل تحويله إلى منصة إقليمية تحدث فارقاً ملموساً في حياة الأطفال من ذوي التوحّد وأسرهم، تجسيداً لروح عام المجتمع.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: عام المجتمع جامعة أبوظبي الإمارات التوحد الأطفال طيف التوحد
إقرأ أيضاً:
«روبوت التوحد» بجامعة نجران ضمن أفضل 20 مشروعًا عالميًا في مجال الصحة الإلكترونية
حصلت جامعة نجران ممثلة بكلية الطب، على التكريم ضمن منتدى القمة العالمية لمجتمع المعلومات (WSIS)، المنعقد في مدينة جنيف بسويسرا، نظير الترشح الرسمي من الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) ضمن أفضل (20) مشروعًا عالميًا في مجال الصحة الإلكترونية.
وجاء التكريم للمشروع المتميز تحت عنوان "روبوت التوحد" الذي يهدف لتعزيز مهارات التواصل، والوظائف التنفيذية، والتنظيم العاطفي، والسلامة لدى الأطفال المصابين بالتوحد، وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي والتفاعل الذكي لتحسين جودة الحياة للأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد، من خلال أدوات مبتكرة تدعم تواصلهم، وتنمي قدراتهم السلوكية والمعرفية، وتسهم في تعزيز استقلاليتهم وسلامتهم.
ويأتي المشروع ضمن فئة تطبيقات تقنيات المعلومات والاتصالات في الصحة الإلكترونية (E- health)، لما له من أثر ملموس في دعم أهداف التنمية المستدامة، وتطويع التقنية لخدمة الفئات الأكثر احتياجًا.
من جانبه، عبرّ قائد المشروع البحثي الدكتور حسين آل عماد، عن فخره بهذا الإنجاز الذي يُبرز الجهود البحثية النوعية التي تقودها جامعة نجران في مجالات الابتكار الصحي والتقني، مؤكدًا أن هذا الاعتراف الدولي يحفز الفريق على مواصلة تطوير المشروع وتوسيع أثره التطبيقي داخل المملكة وخارجها.
الجدير بالذكر أن القمة العالمية لمجتمع المعلومات (WSIS) تُعد إحدى أبرز الفعاليات الدولية في مجال التقنية والتحول الرقمي، وتنظم من الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)، بمشاركة منظمات الأمم المتحدة، بهدف إبراز التجارب العالمية الرائدة التي توظف التقنية لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
تألق عالمي جديد لـ #جامعة_نجران..
قاد د.حسين آل عماد، أستاذ الطب النفسي المشارك بكلية الطب، فريقاً بحثياً نال ترشيحاً دولياً مرموقاً ضمن أفضل 20 مشروعاً على مستوى العالم في مجال #الصحة_الإلكترونية#WSIS2025 pic.twitter.com/j45Az3H0Na