كشف مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء عن أبرز ما تناولته التقارير الدولية الصادرة عن مؤسسات مثل وكالة فيتش، بلومبرج، البنك الدولي، ومنظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، مشيرًا إلى أن التجارة العالمية تمر بمرحلة حرجة شديدة التقلب خلال عام 2025، بفعل تصاعد السياسات الحمائية، والتوترات الجيوسياسية، والتحولات في التحالفات التجارية.

 

 

ويتناول التقرير الحالي أهم هذه التطورات وتحليل انعكاساتها على الاقتصاد العالمي.

"معلومات الوزراء" يسلط الضوء على مدرسة بنك مصر للصناعات الدوائية: صرح تعليمي لتأهيل جيل جديد من الفنيين المتخصصين معلومات الوزراء: 2 مليار جنيه مساهمات القطاع المصرفي المصري في المسؤولية الاجتماعية خلال عام 2023 تصاعد السياسات الحمائية وقيود التجارة العالمية

أوضحت وكالة فيتش في تقرير حديث لها (10 يوليو 2025) أن القيود المفروضة على التجارة العالمية في تصاعد مستمر، في ظل سعي الحكومات إلى حماية صناعاتها المحلية وسط بيئة مضطربة سياسيًا واقتصاديًا. 

وقد سجلت بداية يوليو 2025 اتخاذ 75% من 12 إجراءً عالميًا جديدًا، طابعًا يقيد التجارة الدولية من خلال فرض حواجز إضافية وتقليص الوصول إلى الأسواق.

وقد شملت هذه الإجراءات تدخلات كبيرة من قبل خمس أسواق رئيسية، أبرزها الولايات المتحدة والهند، فيما شهدت بعض الصناعات الاستهلاكية تخفيفًا انتقائيًا في الحواجز التجارية لصالح الحلفاء التجاريين.

الولايات المتحدة: بين الانفتاح الانتقائي والتصعيد الجمركي

اعتمدت الإدارة الأمريكية نهجًا مزدوجًا، حيث قامت بتخفيف قيود تصدير أشباه الموصلات إلى الصين، بينما فرضت في المقابل رسومًا جمركية مشددة على عدة أسواق آسيوية وأوروبية وأفريقية. 

من بين هذه الإجراءات:

رسوم بنسبة 50% على النحاس لأسباب أمن قومي.

• رسوم إضافية على منتجات من اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا وتونس.

• استثناءات لأكثر من 1500 منتج ضمن سياسة موازنة تجارية.

كما أعلن الرئيس الأمريكي في 11 يوليو 2025 فرض رسوم بنسبة 35% على واردات كندية، مهددًا برفعها على معظم الدول الأخرى لتتراوح بين 15% و20%. 

وقد بررت الإدارة الأمريكية ذلك بوجود عجز تجاري “غير عادل” سببه السياسات الكندية.

 

ردود دولية وتصاعد المواجهات التجارية

في تطور متسارع، فرضت الولايات المتحدة رسومًا بنسبة 50% على الواردات البرازيلية، مما أدى لانهيار الريال وتراجع سوق الأسهم البرازيلي. 

ويأتي ذلك على خلفية محاكمة الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، فيما رد الرئيس البرازيلي الحالي “لولا دا سيلفا” بتوعد بردود انتقامية قانونية.

من جانبها، أعلنت الهند تعليق بعض التنازلات التي كانت قد قدمتها للولايات المتحدة، ردًا على استمرار الرسوم المفروضة على صادراتها من السيارات.

أما الصين والاتحاد الأوروبي فقد دخلا أيضًا في دوامة من القيود المتبادلة، حيث فرضت الصين رسوم إغراق على النبيذ الأوروبي وقيودًا على المشتريات الحكومية من المعدات الطبية الأوروبية، كرد فعل على خطوات أوروبية مماثلة.


 

تأثيرات اقتصادية وقلق من تآكل النمو العالمي


أشارت مجلة الإيكونوميست إلى أن الأسواق المالية لم تُظهر ردود فعل كبيرة تجاه التهديدات الجمركية المتصاعدة، رغم الإعلان عن رسوم متبادلة تجاوزت في بعض الحالات 200%. هذا الهدوء، حسب الإيكونوميست، قد يكون خادعًا ويشجع الإدارة الأمريكية على المضي في سياساتها الحمائية.

وتؤكد البيانات الاقتصادية أن هذه السياسات بدأت تؤثر فعليًا على الاقتصاد الأمريكي:

• تباطؤ الاستهلاك والمبيعات.

• تراجع متوقع للنمو الاقتصادي إلى نصف مستواه في 2024.

• مؤشرات تضخم تتجه للصعود، مع احتمال تخطي حاجز 3%.

وترى الإيكونوميست أن هذا التآكل التدريجي في النمو يشبه ما حدث في بريطانيا عقب خروجها من الاتحاد الأوروبي، وقد يؤدي إلى تهديدات هيكلية للاقتصاد الأمريكي، مع تحول الشركات إلى الاعتماد على النفوذ السياسي بدلًا من الكفاءة.

 

تباطؤ التجارة العالمية حسب البنك الدولي والأونكتاد

 

حسب البنك الدولي، فإن نمو التجارة العالمية في 2025 يشهد تباطؤًا كبيرًا مقارنة بعام 2024.

 بعد بداية قوية في مطلع العام بفعل الشحن الاستباقي، انخفض معدل النمو من 3.4% في 2024 إلى 1.8% في 2025، وهو أقل من نصف متوسط ما قبل جائحة كورونا.

ويرجع هذا التباطؤ إلى:

• الزيادة الكبيرة في الرسوم الجمركية والإجراءات الانتقامية.

• اضطراب سلاسل التوريد.

• تصاعد عدم اليقين بشأن السياسات التجارية.

 

أما تقرير الأونكتاد فقد أشار إلى نمو معتدل في التجارة خلال الربع الأول من 2025 بنسبة 1.5% فصليًا و3.5% سنويًا، بينما سجلت التجارة في الخدمات نموًا بنسبة 9%. 

وتشير التقديرات إلى تحسن بسيط في الربع الثاني، لكن استمرار النمو مرهون بتطور السياسات العالمية وقدرة الأسواق على التكيف.

 

التحديات المستقبلية ومخاطر تفكك النظام التجاري العالمي

 

أكدت الأونكتاد أن استمرار الغموض بشأن السياسات التجارية، خاصة من الولايات المتحدة، مع تزايد السياسات الحمائية حول العالم، قد يؤدي إلى احتكاكات تجارية أوسع نطاقًا. 

وفي ظل انخفاض مؤشرات النشاط الصناعي مثل مؤشر مديري المشتريات في الصين، فإن احتمالات تباطؤ أكبر في التجارة العالمية قائمة بقوة.

 

ورغم الدعم المحدود الناتج عن التكامل الإقليمي، فإن مؤشرات الشحن البحري ما زالت دون متوسطات 2024، وهو ما يضيف إلى حجم التحديات.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: التجارة العالمية 2025 السياسات الجمركية التوترات الجيوسياسية الاقتصاد العالمي الحرب التجارية الرسوم الجمركية فيتش بلومبرج البنك الدولي الأونكتاد ترامب الصين الولايات المتحدة الاتحاد الاوروبي تباطؤ النمو العالمي التجارة العالمیة الولایات المتحدة رسوم ا

إقرأ أيضاً:

ترامب يهدد المكسيك برسوم جمركية جديدة بسبب نزاع على المياه

هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية على المكسيك بنسبة 5%، متهمًا البلاد بانتهاك اتفاق لتشارك المياه بين الجانبين.

وأعلن ترامب على منصته تروث سوشال أنه سيفرض "تعريفة جمركية بنسبة 5% على المكسيك إذا لم يجر الإفراج عن هذه المياه فورًا"، مشيرًا إلى أن المحاصيل والثروة الحيوانية تضررت بشدة في تكساس.

أخبار متعلقة "أمر بالغ السوء".. ترامب يحذر أوروبا من مضيها في مسارات خطِرةترامب يسمح بتصدير رقاقات "انفيديا" للذكاء الاصطناعي إلى الصين

واتهم ترامب المكسيك بانتهاك اتفاق أبرم عام 1944 تتقاسم مع الولايات المتحدة بموجبه المياه من نهر كولورادو مقابل تدفقات من نهر ريو جراندي الذي يشكل جزءا من الحدود بين البلدين.

تضرر المزارع الأمريكية

وقال ترامب إن المكسيك مدينة للولايات المتحدة بـ 800 ألف فدان - قدم من المياه بموجب شروط الاتفاق، مطالبًا إياها "بالإفراج عن 200 ألف فدان - قدم منها قبل 31 ديسمبر، على أن يفرج عن الكمية الأخرى بعد ذلك بوقت قصير".

وأضاف: "كلما طال الوقت الذي تستغرقه المكسيك لإطلاق المياه، ازداد الضرر الذي يلحق بمزارعينا".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية على المكسيك بنسبة 5% - رويترز

وتزامنت هذه الخطوة الرامية إلى تعزيز إمدادات المياه لمزارعي تكساس مع إعلان ترامب حزمة مساعدات بقيمة 12 مليار دولار لقطاع الزراعة الأمريكي الذي تضرر جراء سياساته التجارية والتعرفات الجمركية التي فرضها على شركاء تجاريين.

تهديدات ترامب السابقة

وكان ترامب هدد في أبريل الماضي المكسيك بتبعات اقتصادية على خلفية النزاع على المياه، ما دفع المكسيك وقتها إلى إطلاق المياه فورًا، ومواصلة الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق 1944.

وتواجه السلع المكسيكية حاليًا تعريفة جمركية بنسبة 25% إذا لم تكن خاضعة اتفاقية USMCA للتجارة الحرة القائمة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك والتي أبرمت خلال الولاية الأولى لترامب.

مقالات مشابهة

  • ترامب يهدد المكسيك برسوم جمركية جديدة بسبب نزاع على المياه
  • تباين مؤشرات الأسهم العالمية قبل صدور قرار الفائدة الأمريكية
  • رشان أوشي: تحاول الإمارات إشعال جبهة إقليم النيل الأزرق
  • موانئ دبي العالمية تُطوّر مرافق حدودية إستراتيجية في أفغانستان
  • موانئ دبي العالمية تُطوّر مرافق حدودية استراتيجية في أفغانستان
  • ماكرون يلوّح بفرض رسوم جمركية على الصين اذا لم تعالج العجز التجاري المتنامي مع أوروبا
  • أسواق المال العالمية تترقب خفضاً جديداً لأسعار الفائدة الأميركية
  • اليمن عند مفترق طرق: خارطة طريق معطلة وانقسامات داخلية تعمّق الأزمة
  • وزير الأوقاف: المسابقة العالمية للقرآن من أهم الفعاليات الدولية
  • روسيا تخفض رسوم تصدير الحبوب إلى الصفر مع ضعف الأسعار العالمية