المعارضة الرئيسية في تركيا تتعرض لانتقادات لرفضها اجتماع أوجلان مع البرلمان
تاريخ النشر: 23rd, November 2025 GMT
أنقرة (زمان التركية)ــ تواجه المعارضة الرئيسية في تركيا انتقادات لمعارضتها اجتماعًا برلمانيًا مع زعيم الانفصاليين الأكراد المسجون عبد الله أوجلان.
اجتمعت لجنة برلمانية مكونة من 51 عضوًا، تم تشكيلها في وقت سابق من هذا العام لتوفير إطار قانوني لمحادثات السلام الجارية بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني لإنهاء أربعة عقود من الصراع المميت، يوم الجمعة لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كان ينبغي لوفد من الهيئة زيارة زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون أوجلان في سجن إمرالي.
حزب العدالة والتنمية الحاكم وحليفه اليميني المتطرف، حزب الحركة القومية، وحزب المساواة والديمقراطية الشعبية المؤيد للأكراد وحزبان آخران أصغر لصالح الزيارة بينما قاطع حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي الجلسة.
أوضح زعيم حزب الشعب الجمهوري أوزجور أوزيل لاحقًا أن حزبه لا يعارض عملية السلام بين حزب العمال الكردستاني وأنقرة، التي بدأت رسميًا قبل عام، لكنه أكد أنه لا يمكن لأحد فرض آراء عليهم. كما انتقد بشكل غير مباشر حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية لإدانتهما سابقًا انخراط حزبه مع حزب الديمقراطية، بينما يتحالفان الآن مع الحزب المؤيد للأكراد في البرلمان.
ولجأ العديد من الأكراد إلى وسائل التواصل الاجتماعي لانتقاد موقف حزب الشعب الجمهوري.
وقال الرئيس المشارك لحزب الديمقراطية، تونجر بكرهان، إن حزب الشعب الجمهوري، الذي كان في تحالف غير رسمي مع حزبه في الانتخابات المحلية الأخيرة، جرح مشاعر الأكراد بمعارضته زيارة إمرالي. وأضاف بكرهان خلال اجتماع
حزبي في أرضروم مساء الجمعة: “لقد أساء حزب الشعب الجمهوري للأكراد وأساء إليهم. إذا لم نتحمل مسؤولية مداواة جرحٍ عميقٍ منذ قرن، فمتى سنفعل؟ من سيصدق ذلك؟ لقد لاحظنا هذا التقصير في تحمل المسؤولية في وقتٍ كان من الممكن فيه مداواة هذا الجرح العميق”.
ولم يعارض حزب الشعب الجمهوري، الذي يضم أعضاءً في اللجنة البرلمانية، عملية السلام بين الدولة وحزب العمال الكردستاني، لكنه تعامل معها بحذر.
انتقد كمال كيليجدار أوغلو، الزعيم السابق لحزب الشعب الجمهوري، والذي يختلف مع القيادة الحالية للحزب، قرار الحزب.
وقال في رسالة مصورة: “يجب على حزب الشعب الجمهوري أن يشارك في عملية السلام للقضاء على آفة إسرائيل وأمريكا اللتين تتربصان لنا بالتعثر في الشرق الأوسط، ولصالح الدولة العليا”. وأضاف: ”
يجب أن يخاطر ويضع يده تحت الحجر، وينظر إلى القضية فوق السياسة. إن أمتنا تنتظر من حزب الشعب الجمهوري أن يكون رائدًا في مسيرة الأخوة، وأن يحدد مسارها. إن الوقوف على صراط مستقيم في التاريخ يتطلب غالبًا شجاعة وعزيمة. نواصل مسيرتنا من أجل الحقوق والقانون والعدالة مع أمتنا الحبيبة قبل أن يُكتب التاريخ”.
لم يتضح بعد موعد زيارة الوفد لأوجلان، لكن وسائل إعلام تركية أفادت أن الزيارة من المتوقع أن تتم في منتصف الأسبوع.
وصرح زكريا يابجي أوغلو، زعيم حزب الدعوة الحرة الإسلامي الكردي (هدى بار)، الذي عارض الزيارة، لشبكة روداو يوم الجمعة أن معارضتهم ترجع إلى قلة عدد أعضاء الوفد. واقترح أن يزور جميع أعضاء اللجنة، البالغ عددهم 51 عضوًا، أوجلان. وأضاف:
“لا نقول إنه لا ينبغي إشراك عبد الله أوجلان في العملية أو الاستماع إليه، بل على العكس، نقول بما أن المسألة تتعلق بإلقاء السلاح وحل حزب العمال الكردستاني، فإن على من يملك السلاح أن يتحدث، ولكن ليس فقط مع أربعة أو خمسة أعضاء من اللجنة”.
لعقود من الزمن، كانت العلاقات بين هدى بار وحزب العمال الكردستاني متوترة.
في فبراير، أصدر أوجلان دعوة تاريخية لأتباعه لإلقاء السلاح وحل الحزب الذي أسسه عام 1978. وبحلول مايو، كان حزب العمال الكردستاني قد نفذ كلا التوجيهين. ومنذ ذلك الحين، اتخذت المجموعة تدابير إضافية لتسهيل العملية، كان آخرها سحب مقاتليها من جبل الزاب الاستراتيجي – وهي منطقة لم تتمكن أنقرة من السيطرة عليها على الرغم من سنوات من العمليات العسكرية المكثفة.
Tags: أوجلانالعمال الكردستانيعبد الله أوجلانالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: أوجلان العمال الكردستاني عبد الله أوجلان حزب العمال الکردستانی حزب الشعب الجمهوری
إقرأ أيضاً:
هارتس: رسائل واشنطن المربكة تدفع بيروت إلى مأزق بين إسرائيل وحزب الله
قالت صحيفة "هارتس" الإسرائيلية إن الرسائل المتضاربة الصادرة من واشنطن تبقي بيروت في وضع معقد، إذ تجد القيادة اللبنانية نفسها محاصرة بين مطالب إسرائيل من جهة، وضغوط حزب الله من جهة أخرى.
ويبرز هذا الارتباك في قرار إلغاء زيارة قائد الجيش اللبناني رودولف هيكل إلى الولايات المتحدة، بعد خفض مستوى اللقاءات الرسمية ثم إلغاء اجتماعات الكونغرس، في خطوة قالت واشنطن إنها جاءت ردا على تصريحات هيكل المنتقدة للضربات الإسرائيلية على لبنان.
وتنقل "هارتس" عن مصادر أمريكية قولها إن واشنطن ألغت الزيارة عقب تصريحات هيكل المنتقدة للضربات الإسرائيلية على لبنان، كما أن السيناتور ليندسي غراهام قاد موجة الانتقاد.
وكتب على منصة X: "من الواضح أن رئيس الأركان اللبناني بسبب إشارته إلى إسرائيل كعدو، وجهوده الضعيفة، والتي تكاد تكون معدومة، لنزع سلاح حزب الله يمثل انتكاسة كبيرة للجهود المبذولة لدفع لبنان إلى الأمام، هذا المزيج يجعل القوات المسلحة اللبنانية استثمارا غير مربح لأمريكا".
It is clear that the Lebanese Chief Head of Defense -- because of a reference to Israel as the enemy and his weak almost non-existent effort to disarm Hezbollah -- is a giant setback for efforts to move Lebanon forward.
This combination makes the Lebanese Armed Forces not a very… https://t.co/qLl8alCiCj — Lindsey Graham (@LindseyGrahamSC) November 17, 2025
وتشير الصحيفة إلى أن هذه الرؤية تكاد تتطابق مع ما يقال في إسرائيل، وأن ضباطا كبارا في جيش الاحتلال الإسرائيلي عبروا عن الموقف نفسه في إحاطات داخلية.
كما عبر الجنرال الأمريكي جوزيف كليرفيلد، رئيس لجنة الإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار في لبنان، ، قبل ثلاثة أسابيع، عن تقديره للجيش اللبناني، حيث قال: "إن احترافية الجيش اللبناني والتزامه جديران بالملاحظة، ويعكس أداؤهم قوة الجيش اللبناني وعزمه على ضمان مستقبل وطنه".
ولاحقا، قدم قائد القيادة المركزية الأمريكية براد كوبر تقييما مماثلا، مؤكدا أن الشركاء اللبنانيين "يقودون الجهود لضمان نجاح نزع سلاح حزب الله اللبناني"، مضيفا أن الجيش اللبناني أزال "ما يقرب من 10,000 صاروخ، وحوالي 400 قذيفة، وأكثر من 205,000 قطعة ذخيرة غير منفجرة".
وتوضح "هارتس" أن التناقض بين مواقف العسكريين الأمريكيين والسياسيين يترك القيادة اللبنانية أمام حالة قلق شديد من استئناف الحرب إذا لم ينفذ الجيش ما تطلبه إسرائيل، بينما يصر الرئيس جوزيف عون على ضرورة التفاهم مع حزب الله لتجنب الانفجار الداخلي.
ويشير التقرير إلى أن عون اتخذ في الأيام الأخيرة موقفا علنيا موجها لواشنطن وتل أبيب، عارضا رؤيته في مقابلة واسعة مع موقع "أساس ميديا"، شرح فيها وجهة نظره بشأن عمليات الجيش ضد حزب الله.
وقال: "نعمل بصبر وحكمة واعتدال، وننظر إلى المدى البعيد لكن لا شيءَ من هذا يمنعنا من التوصل إلى النتيجة النهائية الحدُ من سلاح حزب الله واتخاذ القرارات، ففي النهاية، هذه هي أبجديات بناء الوطن".
وتقول الصحيفة إن هذا الموقف ليس جديدا، إذ طرحه عون في خطاب تنصيبه في كانون الثاني/يناير، ثم عاد ليعززه في آب/أغسطس عندما أجبر حكومته، تحت ضغط مبعوث واشنطن الخاص توم باراك، على إقرار قرار يدعو إلى نزع سلاح حزب الله وتقديم خطة بهذا الخصوص قبل نهاية العام.
وفي المقابل، رفع لبنان مطالب تشمل انسحاب دولة الاحتلال من المواقع اللبنانية الخمسة التي تحتفظ بها، ووقف غاراتها الجوية، وإعادة المعتقلين اللبنانيين.
وتوضح الصحيفة أنه حتى ستة أسابيع مضت كانت هذه المطالب مقبولة بالنسبة لباراك، الذي طرح خطة لوقف الهجمات الإسرائيلية شهرين والتفاوض على الترتيبات الأمنية وترسيم الحدود وتحديد حدود المنطقة منزوعة السلاح وسحب إسرائيل تدريجيًا من المواقع الخمسة.
لكن إسرائيل، كما يقول باراك، رفضت الاقتراح وزادت من غاراتها، التي استهدف بعضها عناصر من حماس. وتزعم تل أبيب أن الجيش اللبناني يتعاون مع حزب الله، وأنه يرفض تفتيش منازل في الجنوب يخزن فيها الحزب أسلحة وذخائر وفق معلومات استخباراتية إسرائيلية.
وتنقل الصحيفة عن محلل لبناني قوله: "ليس واضحا ما تريده إسرائيل، فلماذا إذن تحتاج إلى الاستمرار في السيطرة على تلك المواقع الخمسة؟".
ويتساءل المحلل عن جدوى الاستمرار في الهجمات مع الدعم الأمريكي الكامل، وعن سبب عدم استخدام الحكومة اللبنانية هذه النقاط كورقة تفاوض ضد حزب الله.
وترى الصحيفة أن هذه الأسئلة تتقاطع مع موقف عون، الذي قال في المقابلة إن "انتهى الجانب العسكري لنشاط حزب الله"، وإن مقربين من الحزب تحدثوا إليه عن ضرورة "نهاية كريمة"، إلا أن التقرير يشير إلى أنه ليس واضحا على أي أساس يستند عون، خصوصا أن نعيم قاسم أعلن صراحة أن الحزب لا يعتزم نزع سلاحه.
وبحسب التقرير، يلفت الوضع الحالي إلى أن حزب الله اكتفى حتى الآن بالانتقادات السياسية والإعلامية للهجمات الإسرائيلية، موجها سهامه نحو الحكومة اللبنانية لضعفها العسكري والدبلوماسي في مواجهة انتهاكات وقف إطلاق النار، بينما تجد القيادة الرسمية نفسها محاصرة داخل معادلة سياسية معقدة.
وتلفت الصحيفة إلى أن دولة الاحتلال تواجه بدورها تساؤلات حول جدوى التصعيد وأسباب تمسكها بالمواقع الخمسة، مشيرة إلى أن تجارب الحروب في لبنان وغزة أظهرت أن الغارات الجوية غير كافية لنزع سلاح التنظيمات، وأن العمليات البرية الواسعة لم تتمكن من القضاء على ترسانات حماس أو حزب الله.
وتوضح الصحيفة أن دولة الاحتلال وجدت نفسها في غزة مضطرة للحديث عن إشراك قوة دولية لم تتشكل حتى الآن، وربما لا تشكّل أصلا، بينما يواصل الجيش اللبناني تنفيذ مهامه ميدانيا ويحرز نتائج ملموسة، رغم أن ما تحقق ما يزال أقل من الوصول إلى الهدف النهائي.