استمرار السقوط الصهيوني في اليمن .. أثر الضربات اليمنية على اقتصاد العدو الإسرائيلي
تاريخ النشر: 22nd, July 2025 GMT
تواصل قوات الاحتلال الصهيوني سقوطها المتسارع في مستنقع الصراع مع اليمن، في ظل استمرار التصعيد العسكري والعدوان الجوي على محافظة الحديدة والساحل الغربي، وسط حصار جوي وبحري خانق تفرضه القوات المسلحة اليمنية على سفن العدو الإسرائيلي والمصالح الغربية المرتبطة بها في البحر الأحمر وباب المندب.
يمانيون / تقرير/ طارق الحمامي
اختار العدو الصهيوني المضي في عدوانه ، محاولاً كسر طوق العزلة والخسائر المتصاعدة، مما يكشف هشاشة موقفه العسكري والاستراتيجي في مواجهة الفاعلية اليمنية المتزايدة، ولمحاولة جر الولايات المتحدة إلى مربع المواجهة مع القوات المسلحة اليمنية من جديد .
الضربات اليمنية .. كفاءة عسكرية تفضح العدو
الضربات اليمنية المركزة التي طالت موانئ سفنًا تجارية وعسكرية، ومنشآت اقتصادية للعدو الإسرائيلي مباشرة أو عبر تحالفاتها البحرية، باتت تشكل رعبًا حقيقيًا في دوائر صنع القرار الصهيوني، والأهداف التي تم اختيارها بدقة أظهرت تطورًا نوعيًا في الاستطلاع والقدرة على الوصول إلى نقاط استراتيجية، خاصة في ظل الحظر الجوي والبحري الذي أوقف حركة النقل للعدو الإسرائيلي في البحر الأحمر بنسبة تتجاوز 80%، بحسب تقارير استخبارية غربية.
الأبعاد الاقتصادية للحصار والضربات
تأثر الاقتصاد الإسرائيلي بشكل مباشر بالضربات والحصار المفروض، خاصة في قطاعي التجارة والطاقة ، وتعطل حركة الملاحة عبر باب المندب أجبر شركات العدو الإسرائيلي والداعمين الغربيين على استخدام طرق بديلة أطول وأكثر كلفة عبر رأس الرجاء الصالح ، وهو ما أدى إلى ارتفاع تكاليف التأمين البحري على السفن المرتبطة بإسرائيل بنسبة 300%، مما تسبب بخسائر بمليارات الدولارات شهريًا ، كما تراجعت مؤشرات بورصة العدو وسط خوف المستثمرين من تصاعد التوترات وخسائر قطاع اللوجستيات ، وشلل في الواردات الحيوية، خاصة في المعدات العسكرية والإلكترونيات القادمة من آسيا.
الحصار الجوي والبحري .. أدوات حرب استراتيجية
القوات المسلحة اليمنية نجحت في تحويل الجغرافيا إلى أداة ردع فعّالة، باستخدام الصواريخ البحرية والطائرات المسيّرة، بالإضافة إلى الدعم الاستخباراتي في تشكيل طوق خانق حول نشاط العدو الإسرائيلي، ولم يعد الحصار مجرد تهديد رمزي، بل أصبح واقعًا مفروضًا على الملاحة الدولية ذات الصلة بالعدو.
الأثر بعيد المدى
الاستمرار في هذا الحصار من قبل اليمن له تأثيرات استراتيجية بعيدة المدى ، والتي سؤدي حتماً إلى فقدان الثقة الدولية بالعدو الإسرائيلي كشريك مستقر في المنطقة ، وصعود اليمن كقوة إقليمية وازنة في المعادلات الدولية ، ومن جانب آخر اهتزاز صورة الردع للعدو الإسرائيلي أمام الجبهة الداخلية والجوار العربي ، وفتح المجال أمام تحالفات مقاومة أوسع تشارك في الضغط على العدو.
الدور الأمريكي بعد اتفاق وقف إطلاق النار
توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة واليمن أرسل إشارات متعددة ، أهمها اعتراف ضمني بقوة اليمن على الأرض والبحر، وتحول في أولويات واشنطن نحو التهدئة وتخفيف الاشتباك العسكري خوفاً على مصالحها في المنطقة ، إلا أن الدعم العسكري والاستخباري الأميركي للعدو الإسرائيلي لا يزال مستمراً ، وتبرز فاعلية هذا الدعم عبر الغطاء السياسي الكامل للعدو في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وتزويده بالسلاح والقنابل الفتاكة التي يستخدمها العدو في الإبادة الجماعية لأبناء غزة ، التي ترتكب يومياً وعلى مدار الساعة أمام مرأى ومسمع العالم أجمع .
خاتمة .. مؤشرات معاودة العدوان الصهيوني على اليمن
صباح اليوم الاثنين 21 يوليو 2025، شنت إسرائيل غارات جديدة على ميناء الحديدة، بعد ساعات من إعلان إغلاق ميناء إيلات بشكل دائم ، ووزير الدفاع الصهيوني إسرائيل كاتس هدد بأن “الحوثيين سيدفعون ثمنًا باهظًا على تورطهم العسكري”، مقارنةً بإيران ،مؤشر يؤكد أن العدو الصهيوني في أعلى درجات التخبط والإحباط والعجز، أمام الحصار المطبق من قبل القوات المسلحة اليمنية ،
ويثبت العدوان الصهيوني اليوم أن العدو يسعى بشدة لردع النافذة اليمنية التي فرضت هذا الحصار دون جدوى ، لكن هذه التحركات أيضاً تؤكد صلابة الموقف اليمني، القائم على قاعدة إيمانية وإنسانية، وقدرته على فرض واقع ردع استراتيجي جديد في البحر الأحمر.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: القوات المسلحة الیمنیة للعدو الإسرائیلی العدو الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
خبراء فلسطينيون: العمليات اليمنية تعيد رسم خارطة الصراع مع الكيان الإسرائيلي
ويرى مراقبون، وفق تقرير لوكالة "شهاب" الفلسطينية، أن حجم الضربات، جعل من الصعب على المؤسسة العسكرية الإسرائيلية فرض السيطرة الكاملة على المشهد الإعلامي، كما أن تعقيدات الحرب النفسية ومخاوف انهيار الجبهة الداخلية دفعت الإعلام الإسرائيلي، في بعض الحالات، إلى الإقرار الجزئي بوقوع إصابات أو أضرار مادية.
الباحث والمختص في الشأن الإسرائيلي، فايد أبو شمالة، أكد أن الرواية الإعلامية الصهيونية تخضع لرقابة مشددة تهدف إلى فرض سردية أحادية على الجمهور المحلي والدولي.
وأوضح أبو شمالة أن تسلسل الرواية الإسرائيلية بات متكرراً وثابتاً، ويبدأ بالإعلان عن "رصد صاروخ أُطلق من اليمن"، يتبع ذلك انطلاق صافرات الإنذار في عدد من المناطق، ثم تعلن الجبهة الداخلية دعوة المواطنين للدخول إلى الملاجئ، وتُرفق هذه البلاغات عادةً بصور لخريطة توضح أماكن الإنذارات عبر نقاط حمراء.
وبعد دقائق، تُعلن وسائل الإعلام عن "اعتراض الصاروخ"، وتُرفق النشرات بصور بعيدة للسماء، لتنتهي الرواية بالإشارة إلى "عودة الحياة إلى طبيعتها" بعد تعطيل مؤقت لحركة الطيران.
وأشار الباحث إلى وجود مؤشرات واضحة تُضعف من مصداقية هذه الرواية، أبرزها اختفاء مشاهد الهلع في الشوارع، وهي مشاهد كانت تُبث سابقًا، وغياب تام لصور مواقع سقوط الصواريخ أو بقاياها أو حتى بقايا صواريخ الاعتراض.
وأشار إلى أن الاحتلال منع المقابلات العفوية مع المستوطنين للحديث عن مشاعرهم أو تجربتهم أثناء القصف، وحظر تصوير ما يجري داخل المطارات عند إعلان تعليق الحركة الجوية.
وأكد أبو شمالة أن السيطرة على الخطاب الإعلامي بات جزءًا أساسيًا من أدوات الحرب التي تستخدمها "إسرائيل"، لكنها فشلت في الحفاظ على هذه السردية في محطات عدة، أبرزها خلال الأيام الأخيرة من الحرب مع إيران، حين ضربت الصواريخ الإيرانية مواقع لا يمكن التعتيم عليها إعلامياً.
وشدد الباحث قائلا: "لا يمكن الادعاء بأن جميع الصواريخ تُصيب أهدافها، لكن من المؤكد أن ليس جميعها يُعترض. وكل صاروخ يحمل رسالة للعالم: هذا الاحتلال إلى زوال".
ميزان القوى
فيما قال الخبير العسكري الاستراتيجي الفريق قاصد محمود إن القوات المسلحة اليمنية أحدثت تحولاً بارزاً في ميزان القوى على المستوى الاستراتيجي في الصراع مع العدو "الإسرائيلي"، عبر تدخلهم العسكري المباشر والمتواصل من خلال ضربات صاروخية وطائرات مسيّرة قطعت مسافات تصل إلى ألفي كيلومتر، وحصار بحري وجوي جزئي من حين لآخر.
وأوضح الفريق محمود، أن "هذا الضغط النفسي والعصبي على إسرائيل بات يشكل تحدياً حقيقياً، خاصة مع اضطرارها للتعامل مع تهديدات صاروخية مكلفة من جهة لم تكن في السابق ضمن أولويات استخباراتها أو عملياتها العسكرية"، مشيراً إلى أن "اليمن أصبحت ساحة جديدة للعداء مع "إسرائيل"، وهي تتمتع بخصائص جغرافية وحصون طبيعية تجعل من استهدافها تحدياً بالغ الصعوبة".
وأضاف: "اليمن قدمت قيمة استراتيجية جديدة، وسدّت فراغاً على المستوى الاستراتيجي في الحرب، في الوقت الذي بقيت فيه المقاومة الفلسطينية تؤدي أدواراً مهمة على المستويين التكتيكي والعملياتي، لكنها تواجه صعوبات في التأثير الاستراتيجي بسبب الحصار الجغرافي والمحدودية في الإمكانيات".
وأكد أن "الدور اليمني فتح البحر الأحمر والممرات المائية وأدخل تهديدات جديدة على الأجواء، كما أنه ربط بشكل عضوي وواضح بين عملياته العسكرية وما يجري في غزة، من حصار وعدوان ومجازر يرتكبها الاحتلال ضد المدنيين".
وأشار الفريق محمود إلى أن هذا الربط بين جبهتي اليمن وغزة يشكل قيمة سياسية عالية، تدخل في حسابات التفاوض والمقايضات السياسية، ما يعزز من تأثير محور المقاومة بشكل عام.