مسؤول أمني إسرائيلي سابق: جيشنا عاجز عن النصر في غزة
تاريخ النشر: 22nd, July 2025 GMT
دعا المسؤول الأمني الإسرائيلي السابق، إيهود ياتوم، إلى وقف الحرب في قطاع غزة فورا، متهما حكومة بنيامين نتنياهو بأنها تقود إسرائيل إلى منحدر خطير، وتعاني من العجز السياسي والتخلي الأخلاقي عن الجنود والمخطوفين، في ظل إدارة وصفها بـ"الفاشلة والمنهارة أخلاقيا".
عاجزون عن النصروقال ياتوم، وهو نائب سابق في الكنيست وقيادي أمني خدم في وحدة "قيساريا" بجهاز الموساد، في مقال نشرته صحيفة "معاريف" إن "اليأس لم يعد حكرا على عائلات الأسرى أو الجنود القتلى والجرحى، بل أصبح شعور غالبية الإسرائيليين الذين يراقبون حكومة التخلف عن السداد ولا يفهمون ما الذي يجري".
ووصف ياتوم الحرب في غزة بأنها "غير ضرورية"، وأكد أن الجيش الإسرائيلي يخوض مواجهة ضد "عدو يشن حرب عصابات"، معتبرا أن "الوسائل العسكرية عاجزة عن تحقيق النصر ضد حركات مثل حماس والجهاد الإسلامي".
وقال في هذا الصدد "حتى الجيش الإسرائيلي، وهو من أفضل الجيوش في العالم، لا يستطيع هزيمة عدو لدود وقاسٍ يشن حرب عصابات ضده" متسائلا "أليس من الواضح أن هذه الحرب لا طائل منها؟".
وتابع "بعد 20 شهرا من القتال، ما زلنا نخوض في وحل غزة، ونرسل جنودنا إلى حرب نتائجها السلبية معروفة مسبقا، وكأننا لا نعرف أن جنودا يسقطون ويصابون يوميا، وبعضهم ينتحر بسبب معاناتهم النفسية".
وانتقد المسؤول الأمني السابق بشدة انشغال الحكومة الإسرائيلية بما سماه "الانقلاب على النظام"، ومن ذلك سعيها لتمرير قانون يعفي الحريديم (اليهود الأرثوذكس المتشددين) من الخدمة العسكرية، في وقت تعاني فيه إسرائيل من نقص حاد في القوى البشرية بالجيش.
وتساءل قائلا: "يصعب علي أن أفهم كيف لا يدرك قادة الأحزاب الدينية والسياسية الأرثوذكسية المتشددة خطورة المرحلة التي تمر بها البلاد، من حيث النقص في الجنود والمخاطر الأمنية التي تهدد استقلالنا من كل الاتجاهات".
إعلانوأضاف "لا أستطيع أن أفهم زعيم الحكومة الذي يروّج لهذا القانون غير الأخلاقي والمعادي للروح القومية، ولا أعضاء الكنيست الذين يمدون أيديهم لسن هذا القانون الفاسد".
واتهم ياتوم حكومة نتنياهو بأنها منشغلة بتصفية الحسابات الداخلية، وتفكيك مؤسسات الدولة، بدل التركيز على المصالح الأمنية والإستراتيجية.
وأشار إلى استقالة رئيس الشاباك رونين بار، ومحاولة إقالة المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا، والضغط على رئيس هيئة الأركان السابق هرتسي هاليفي والحالي إيال زمير، قائلا: "كيف يمكن لجنودنا في الخدمة النظامية والاحتياطية أن يشعروا بالأمان أو بالدعم، وهم يرون الفوضى السياسية التي تتخبط فيها القيادة؟".
وأضاف: "الجنود فقدوا أعمالهم، وتعطلت دراستهم، وتفككت أسرهم. كيف نشرح لهم كل هذا الجنون السياسي؟ للأسف، ليست لدي أي إجابات".
وبنبرة محبطة، تساءل المسؤول المني السابق عن غياب أي تحرك جاد للمحاسبة السياسية، قائلا "لماذا لم تُشكّل حتى الآن لجنة تحقيق وطنية؟ لماذا وحدهم رؤساء الأجهزة الأمنية قبلوا المسؤولية واستقالوا، بينما لم يتحرك أحد من السياسيين؟".
وأكد أن "الجيش والشاباك لديهما قادة يتحملون المسؤولية ويتصرفون بأمانة وشجاعة، لكن على العكس تماما، فإن المستوى السياسي يرفض استخلاص النتائج أو تحمّل تبعات الإخفاقات".
واختتم ياتوم مقاله بدعوة مباشرة إلى وقف الحرب وسحب القوات من غزة، مع إبرام صفقة فورية عبر الوسطاء لإعادة الأسرى الإسرائيليين لدى حماس.
وقال "الآن يجب على رئيس الوزراء اتخاذ القرار، وعليه أن يوقف الحرب فورا، ويسحب القوات، ويعيد جميع الأسرى الخمسين إلى ديارهم دفعة واحدة، مقابل كل ما يُطلب في المفاوضات، حتى لو كان الثمن كبيرا".
وشدد على أن "لا ثمن يعلو على عودة الأسرى، الذين تخلّت عنهم الدولة"، داعيا إلى الاعتراف بالفشل وإنهاء الحرب قبل فوات الأوان.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تفاصيل عملية دهس قرب بيت ليد.. 9 مصابين واستنفار أمني إسرائيلي واسع
أسفرت عملية دهس وقعت صباح اليوم الخميس بالقرب من مفترق بيت ليد شرق مدينة طولكرم عن إصابة تسعة إسرائيليين، معظمهم من الجنود، بجراح وصفتها مصادر طبية إسرائيلية بأنها بين الطفيفة والمتوسطة.
وذكرت مراسلة "القاهرة الإخبارية" من رام الله، ولاء السلامين، خلال مداخلة على الهواء مع الإعلامية منى عوكل، أن العملية نُفّذت عند محطة حافلات كان يتجمع فيها جنود بانتظار المواصلات.
المهاجم لاذ بالفرار.. والمطاردة مستمرة
وأوضحت السلامين أن المنفذ فرّ من الموقع عقب تنفيذ العملية، مما دفع قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى إطلاق حملة مطاردة مكثفة باستخدام المروحيات والطائرات المُسيّرة، وسط استنفار واسع للقوات في محيط طولكرم ومداخل مدن الضفة الغربية.
ووفق الإعلام العبري، تم العثور على المركبة التي استُخدمت في العملية، بينما لا يزال البحث جارياً عن السائق الذي نفذ الهجوم.
الموقع شهد عملية دامية عام 1995وسلطت السلامين الضوء على حساسية الموقع الجغرافي للعملية، مشيرة إلى أن مفترق بيت ليد يُعد نقطة مرور مركزية للمستوطنين بين مستوطنة "عناب" ومدينة نتانيا، وأن هذا المفترق كان قد شهد في عام 1995 عملية كبيرة نفذتها حركة الجهاد الإسلامي أسفرت عن مقتل 22 جنديًا إسرائيليًا، وهو ما يرفع من مستوى التوتر الأمني في المنطقة.
استنفار في الضفة الغربية ونشر حواجزفي أعقاب العملية، فرضت قوات الاحتلال حالة استنفار أمني واسع، شملت نشر الحواجز العسكرية ونقاط التفتيش في عدة مناطق من الضفة الغربية، خصوصًا في محيط طولكرم، وسط مخاوف من تصاعد الأوضاع الأمنية في الأيام المقبلة.