كتابٌ يتناول قواعد الخط الكوفي الفاطمي البسيط والزخرفة
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
الجزائر "العُمانية": يعد الخط الكوفي من أقدم الخطوط العربية وأجملها وأكثرها تطوُّرًا وشهرةً، وعُرف بهذا الاسم لأنه انتشر فيمدينة الكوفةفي العراق أولًا، ثم في أنحاء مختلفة من العالم الإسلامي، وكان مصاحبًا لانتشار الإسلام، إذ استُخدم في كتابة القرآن الكريم لأربعة قرونٍ هجرية، كما وصل في العصر العباسي إلى مكانة عالية نتيجة الاهتمام به والإبداع في رسمه وشكله، وبالتالي أصبح الخط الكوفي يمثّل مظهرًا من مظاهر جمال الفنون العربية.
ويقوم المؤلف والخطّاط والباحث والفنان التشكيلي مفتاح زبيلة في كتابه "تعلّم قواعد الخط الكوفي الفاطمي البسيط والزخرفة"، بتوضيح ميزان ومقياس الخط الكوفي الفاطمي البسيط، وتبيان جوانب من قواعد الزخرفة الإسلامية النباتية والهندسية مع تقديم نماذج قوالب الديكور الزخرفي.
وأكد المؤلف في حديث لوكالة الأنباء العُمانية على أنه اشتغل في هذا الكتاب على أحد أجمل فروع فنون الخط العربي والزخرفة الإسلامية، الذي ازدهر خلال العصر الفاطمي (909م/ 1171م) وامتاز بجماله الهندسي الاستثنائي؛ مشيرا إلى أن الخط الكوفي يعتمد على القلم والمسطرة، ويعتبر تراثًا بصريًّا غنيًّا يعكس ذوقًا رفيعًا وفلسفة جمالية عميقة، حيث تتداخل الحروف والزخارف لتشكل لوحات جمالية.
ويضيف: "يتميّز الخط الكوفي بأنه خط زخرفي هندسي، حيث تعتمد إجادته على التمكن والتفوق في النواحي الهندسية، كما أنه خط سلس يقبل التطوير والتحسين والابتكار في الشكل الجمالي العام، ويتفرع منه الكثير من الأنواع والأشكال، ما يقارب العشرات من الخطوط الكوفية، التي لا تكتب أغلبها بالقلم والحبر، بل يجب تصميمها أولًا للوصول إلى الشكل المطلوب، ثم يتم تحديد الكتابة على الحواف الخارجية لها، ومن ثم ملؤها بعد ذلك بالحبر، كما يتكون شكل هذا الخط من إمالة في أحرف الألف واللام نحو اليمين قليلًا، وهو خط غير منقّط".
كما يقدم الكتاب قواعد الخط بأسلوب مبسط وواضح للباحثين والمهتمين والدارسين، والخطاطين المبتدئين الذين بإمكانهم الاستفادة منه بشكل عميق، كما أنّه يمثّل مرجعا لأساتذة التكوين المهني والتربية الفنية".
وللخط الكوفي العديد من الأنواع، أبرزها الكوفي البسيط، وهو الذي يتناوله هذا الكتاب؛ ويُعدُّ من أقدم أنواعه، ويتّصف بأنّ مادته كتابية بحتة، أي أنها خالية من الإضافات الزخرفية واللغوية، وقد شاع في العالم الإسلامي في القرون الهجرية الأولى حتى وقت متأخر، وهناك أيضا الكوفي المورق، والكوفي المزهر (المحمّل)، والكوفي المضفور، والكوفي الهندسي، والكوفي التذكاري، والكوفي المصحفي.
أما من حيث تسميته، فقد كانت تسمية الخطوط عند العرب سابقًا تُنسب تبعًا للأقاليم والبلدان التي وردتهم منها هذه الخطوط، فكما عُرف الخط عند عرب الحجاز قبل عصر الكوفة بالنبطي، والحيري، والأنباري، لأنه جاء من بلاد النبط، والحيرة، والأنبار، وعُرف الخط العربي، في وقت من الأوقات، باسم (الكوفي) لأنه انتشر من الكوفة إلى أنحاء مختلفة من العالم الإسلامي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الخط الکوفی
إقرأ أيضاً:
هيئة الكتاب تفتتح أول منفذ بيع داخل مكتبة بورسعيد العامة
تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وفي إطار خطوات التعاون بين مؤسسات العمل الثقافي العام، شهدت مكتبة مصر العامة بمحافظة بورسعيد اليوم افتتاح أول منفذ دائم لبيع إصدارات الهيئة المصرية العامة للكتاب، وذلك بحضور السفير رضا الطايفي، مدير صندوق مكتبات مصر العامة، والدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب.
ويُعد هذا الافتتاح باكورة مشروع ثقافي استراتيجي تتبناه الهيئة، بالتنسيق الكامل مع مكتبات مصر العامة، ويهدف إلى إنشاء منظومة توزيع جديدة للكتاب المصري الرسمي داخل المكتبات العامة، بحيث لا تقتصر الفكرة على إتاحة البيع فقط، بل تمتد لتأسيس حضور دائم للهيئة داخل هذه المكتبات.
ويأتي هذا التوجه ضمن رؤية شاملة تعمل عليها وزارة الثقافة، تقوم على تعزيز العدالة الثقافية، وضمان وصول الكتاب إلى المواطن في كل مكان، بالاستفادة من انتشار مكتبات مصر العامة وخبراتها في خدمة المجتمع.
ويُنتظر أن يتبع افتتاح منفذ بورسعيد افتتاحات متتالية في عدد من مكتبات مصر العامة في المحافظات المختلفة، خاصة في صعيد مصر والدلتا، بحيث تحتوي كل مكتبة على قسم مخصص لإصدارات الهيئة، يقدم خدمات البيع والعرض والترويج، ويُعيد للكتاب مكانته في فضاء الثقافة اليومية.
ولا يقتصر المشروع على الجانب التوزيعي فقط، بل يُعد انطلاقة جديدة للهيئة المصرية العامة للكتاب في فضاء المكتبات العامة، بما يُعزّز من تكامل الأدوار بين جهات النشر الرسمي ومؤسسات الخدمة الثقافية المحلية.
وفي مدينة مثل بورسعيد، ذات التاريخ الوطني والمكانة الثقافية المرموقة، يُمثّل افتتاح المنفذ الأول دلالة رمزية على أن الكتاب ما يزال في قلب المشروع الحضاري المصري، وأن المؤسسات الثقافية، بتعاونها وتكاملها، قادرة على أن تُعيد بناء العلاقة بين المواطن والقراءة، على أسس حديثة، عادلة، ومنفتحة.