الجزائر "العُمانية": يعد الخط الكوفي من أقدم الخطوط العربية وأجملها وأكثرها تطوُّرًا وشهرةً، وعُرف بهذا الاسم لأنه انتشر فيمدينة الكوفةفي العراق أولًا، ثم في أنحاء مختلفة من العالم الإسلامي، وكان مصاحبًا لانتشار الإسلام، إذ استُخدم في كتابة القرآن الكريم لأربعة قرونٍ هجرية، كما وصل في العصر العباسي إلى مكانة عالية نتيجة الاهتمام به والإبداع في رسمه وشكله، وبالتالي أصبح الخط الكوفي يمثّل مظهرًا من مظاهر جمال الفنون العربية.

ويقوم المؤلف والخطّاط والباحث والفنان التشكيلي مفتاح زبيلة في كتابه "تعلّم قواعد الخط الكوفي الفاطمي البسيط والزخرفة"، بتوضيح ميزان ومقياس الخط الكوفي الفاطمي البسيط، وتبيان جوانب من قواعد الزخرفة الإسلامية النباتية والهندسية مع تقديم نماذج قوالب الديكور الزخرفي.

وأكد المؤلف في حديث لوكالة الأنباء العُمانية على أنه اشتغل في هذا الكتاب على أحد أجمل فروع فنون الخط العربي والزخرفة الإسلامية، الذي ازدهر خلال العصر الفاطمي (909م/ 1171م) وامتاز بجماله الهندسي الاستثنائي؛ مشيرا إلى أن الخط الكوفي يعتمد على القلم والمسطرة، ويعتبر تراثًا بصريًّا غنيًّا يعكس ذوقًا رفيعًا وفلسفة جمالية عميقة، حيث تتداخل الحروف والزخارف لتشكل لوحات جمالية.

ويضيف: "يتميّز الخط الكوفي بأنه خط زخرفي هندسي، حيث تعتمد إجادته على التمكن والتفوق في النواحي الهندسية، كما أنه خط سلس يقبل التطوير والتحسين والابتكار في الشكل الجمالي العام، ويتفرع منه الكثير من الأنواع والأشكال، ما يقارب العشرات من الخطوط الكوفية، التي لا تكتب أغلبها بالقلم والحبر، بل يجب تصميمها أولًا للوصول إلى الشكل المطلوب، ثم يتم تحديد الكتابة على الحواف الخارجية لها، ومن ثم ملؤها بعد ذلك بالحبر، كما يتكون شكل هذا الخط من إمالة في أحرف الألف واللام نحو اليمين قليلًا، وهو خط غير منقّط".

كما يقدم الكتاب قواعد الخط بأسلوب مبسط وواضح للباحثين والمهتمين والدارسين، والخطاطين المبتدئين الذين بإمكانهم الاستفادة منه بشكل عميق، كما أنّه يمثّل مرجعا لأساتذة التكوين المهني والتربية الفنية".

وللخط الكوفي العديد من الأنواع، أبرزها الكوفي البسيط، وهو الذي يتناوله هذا الكتاب؛ ويُعدُّ من أقدم أنواعه، ويتّصف بأنّ مادته كتابية بحتة، أي أنها خالية من الإضافات الزخرفية واللغوية، وقد شاع في العالم الإسلامي في القرون الهجرية الأولى حتى وقت متأخر، وهناك أيضا الكوفي المورق، والكوفي المزهر (المحمّل)، والكوفي المضفور، والكوفي الهندسي، والكوفي التذكاري، والكوفي المصحفي.

أما من حيث تسميته، فقد كانت تسمية الخطوط عند العرب سابقًا تُنسب تبعًا للأقاليم والبلدان التي وردتهم منها هذه الخطوط، فكما عُرف الخط عند عرب الحجاز قبل عصر الكوفة بالنبطي، والحيري، والأنباري، لأنه جاء من بلاد النبط، والحيرة، والأنبار، وعُرف الخط العربي، في وقت من الأوقات، باسم (الكوفي) لأنه انتشر من الكوفة إلى أنحاء مختلفة من العالم الإسلامي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الخط الکوفی

إقرأ أيضاً:

ضغوط أمريكية لسلام سريع .. هل يفرض ترامب قواعد اللعبة على نتنياهو؟

 يدفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نحو الانتقال من التهديدات العسكرية إلى الدبلوماسية،  لكن يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التمسك بهدف “النصر الكامل” في غزة ولبنان وسوريا، بما يشمل نزع سلاح حماس وحزب الله. 

ويحدث ذلك في لحظة سياسية شديدة الحساسية، إذ يسعى ترامب لترسيخ إرثه عبر اتفاقيات سلام جديدة وحصد نفوذ اقتصادي واسع لشركات عائلته، في حين لا يزال مسار نتنياهو الاستراتيجي غامضاً حتى لمقربيه.

نتنياهو والمستشار الألماني يلتقيان في القدسمصادر إسرائيلية: ترامب يوصي نتنياهو بالتحول للدبلوماسيةالكشف عن لقاء سري بين نتنياهو ورئيس وزراء بريطاني سابقإعلام إسرائيلي: نتنياهو أجري لقاء سريا مع توني بلير .. وخطة دولية لإدارة غزة قبيل نهاية 2025


دخلت إسرائيل فعلياً مرحلة “غسق الحرب”، حيث يسود وقف إطلاق النار المؤقت بينما تُبنى التفاهمات الأمنية والسياسية التي ستشكّل أسس المرحلة المقبلة. ورغم استمرار إمكان اللجوء للقوة العسكرية، إلا أنّ مركز الثقل ينتقل تدريجياً إلى المفاوضات وصياغة ترتيبات طويلة الأمد.


كان ترامب أول من دفع بهذا الاتجاه، ففي محادثة أجراها مساء الإثنين مع نتنياهو، أوصى الرئيس الأمريكي بالتحول من النهج الهجومي إلى خطوات دبلوماسية وإجراءات بناء الثقة على الجبهات الثلاث: غزة، لبنان، سوريا، ويهدف هذا التحول إلى تمهيد الطريق لوقف نار شامل وتنفيذ “خطة ترامب ذات العشرين نقطة” في غزة، إضافة إلى فتح الباب أمام مسارات تطبيع جديدة.


الجيش الإسرائيلي يدعم الانتقال إلى الدبلوماسية

مصادر أمنية إسرائيلية تؤكد لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية،  أن كبار مسؤولي الجيش يفضلون نهج ترامب، رغبة في إعادة بناء الجيش بعد عامين من القتال، وتعزيز قدراته المستقبلية، وترى هيئة الأركان أننّ الأهداف المتبقية في غزة ولبنان وسوريا يمكن تحقيقها الآن عبر ترتيبات دبلوماسية تُرسّخ ما تحقق عسكرياً خلال الحرب.
 


تأتي التحركات في ظل انتهاء المهلة التي منحها ترامب للحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله في 31 ديسمبر، وفي الوقت نفسه، أعلن نتنياهو فتح معبر رفح لخروج الجرحى من غزة بإشراف السلطة الفلسطينية والاتحاد الأوروبي  خطوة رفضتها مصر بشكل قاطع حيث أنه من الممكن  أن تتحول إلى بوابة لـ“الهجرة الطوعية” التي روج لها بعض وزراء اليمين الإسرائيلي.


اختراق دبلوماسي غير مسبوق مع لبنان


شهد الأربعاء تطوراً لافتاً: تعيين ممثلين مدنيين من إسرائيل ولبنان لبدء محادثات مباشرة في إطار لجنة التنسيق العسكرية. هذه المرة الأولى منذ أوائل التسعينيات التي يجتمع فيها دبلوماسيون من البلدين مباشرة، في خطوة تعكس رغبة مشتركة وإن كانت هشة  في تجاوز المواجهة العسكرية.


كما زارت مبعوثة ترامب الخاصة، مورغان أورتاغوس، القدس وبيروت، في إشارة إلى دخول واشنطن مرحلة وساطة نشطة لمنع التصعيد.


قواعد اللعبة الجديدة التي يحاول ترامب فرضها وفق تقديرات أمنية، يحاول ترامب رسم ثلاث قواعد:


نقل المواجهة إلى المسار الدبلوماسي في غزة ولبنان وسوريا.
إبقاء الضغط العسكري الإسرائيلي لكن عبر ضربات دقيقة من الجو، لا عمليات برية واسعة، بالإضافة إلى خطوات متبادلة لبناء الثقة بين الأطراف.


رغم هذا التوجه  يتمسك نتنياهو بسقف أعلى، انتصار كامل يعني عملياً تفكيك حماس وحزب الله ونزع السلاح الثقيل من غزة وجنوب لبنان وسوريا، ويبدو أنه يحتفظ بخططه الاستراتيجية سرية للغاية، إذ لا يطلع عليها سوى دائرة ضيقة جداً، كما يشدد نتنياهو على:
منع عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة؛ و إقصاء تركيا وقطر عن ملف إعادة الإعمار.
و الإصرار على أن أي تأخر في تفكيك حماس سيقود إلى عملية برية جديدة داخل المناطق التي لا تزال الحركة تسيطر عليها.


رغم الخسائر الكبيرة التي وقع بها حزب الله، تشير تقديرات إسرائيلية إلى أنه بدأ بإعادة بناء قوته البشرية والبنية التحتية شمال الليطاني وفي البقاع، ما دفع إسرائيل إلى تصعيد عملياتها ضده، ومنها اغتيال رئيس أركانه الجديد قبل أيام.


ماذا يريد ترامب؟ وماذا يريد نتنياهو؟

ترامب يريد شرق أوسط مستقرا يسمح له بقطف ثمار سياسية (نوبل للسلام) واقتصادية (استثمارات ضخمة)، وتقليل الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.


نتنياهو يريد تثبيت واقع أمني وسياسي يضمن سيطرة إسرائيل الواسعة، ويمنع أي مسار يفضي إلى دولة فلسطينية.
وبين هذين المسارين المتناقضين، تدخل إسرائيل مرحلة دقيقة للغاية، حيث يتقاطع الضباب الاستراتيجي مع حسابات السياسة الداخلية الأمريكية والإسرائيلية، ومع احتمالات انفلات الجبهات في أي لحظة.

طباعة شارك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التهديدات العسكرية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

مقالات مشابهة

  • ترامب يعلن قرب إصدار قواعد موحدة لتنظيم قطاع الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة
  • وزير التجارة يوافق على قواعد المستفيد الحقيقي
  • «في مرايا الشعر» جديد هيئة الكتاب للشاعر جمال القصاص
  • في مرايا الشعر.. جديد هيئة الكتاب للشاعر جمال القصاص
  • الخطوط القطرية تعيّن حمد علي الخاطر رئيسا تنفيذيا
  • ضغوط أمريكية لسلام سريع .. هل يفرض ترامب قواعد اللعبة على نتنياهو؟
  • المطيعي بمعرض الكتاب .."حُجّة الله على خليقته" بيان كلام الله من البشر
  • "الخطوط القطرية" تعين رئيسا تنفيذيا جديدا
  • حفل تخريج دفعتين من معهد الكتاب المقدس بالمعادي .. صور
  • ويليامز: الموقف الأمريكي يعيد صياغة قواعد اللعبة داخل الناتو