أعلنت كوريا الجنوبية رسميًا إلغاء المحادثات التجارية الثنائية مع الولايات المتحدة، والتي كانت مقررة في إطار اجتماع "2+2" في واشنطن.

جاء الإعلان بسبب تضارب مفاجئ في جدول وزير الخزانة الأمريكي، ما أثار تساؤلات حول مستقبل العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

يُعدّ إعلان إلغاء المحادثات التجارية “2+2” بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة حدثًا بارزًا في سياق التوترات الاقتصادية المتصاعدة على خلفية التهديدات الأمريكية بفرض رسوم جمركية على الصادرات الكورية ابتداءً من 1 أغسطس المقبل.

وقد اتَّضح أن السبب الفوري وراء هذا الإلغاء هو تضارب عاجل في الجداول الزمنية من طرف الجانب الأمريكي، وتحديدًا لوزير الخزانة سكوت بيسنت.
 

كوريا الجنوبية تحت الأمطار.. مصرع 17 شخصًا وفقدان 11 آخرين خلال 5 أيامارتفاع حصيلة ضحايا الأمطار في كوريا الجنوبية إلى 14 شخصاً

المحادثات "2+2"، التي هي بطبيعتها جلسة تفاوضية بين وزيري مالية وتجاري الدولتين، كانت مقررة يوم الجمعة في واشنطن. على الجانب الكوري حضرها وزير المالية كو يون-تشول ووزير التجارة يو هان-كو، في حين كان من المفترض أن يلتقيهما وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت وممثل التجارة الأمريكي جيميسون غرير.

وجاء الإلغاء إثر إعلان وزارة الاقتصاد الكورية أن "المحادثات المقررة يوم الجمعة مع الجانب الأمريكي أُلغيت بسبب الجدول العاجل لوزير الخزانة"، مضيفة أن الطرفين يسعيان إلى إعادة جدولتها في أقرب فرصة ممكنة، وفقًا لموقع كوريا يونجانج ديلي الإخباري.

لكن بعض الوزراء الكوريين قد سبق لهم التوجه إلى واشنطن بالفعل في محاولة لإنقاذ الاتفاق أو تحييد خطر الرسوم، من بينهم وزير الصناعة والطاقة كيم جونغ-كوان، الذي بدأ مباحثات من نوع آخر مع مسؤولين أمريكيين؛ حيث ناقشوا مجالات تشمل الطاقة، وبناء السفن، وأشباه الموصلات والبطاريات، وفقًا لرويترز.

يجدر الإشارة إلى أن الساحة الدولية تشهد ضغوطًا مشابهة، لا سيما في ظل اضطرار كوريا الجنوبية للمنافسة أمام اتفاق التجارة بين اليابان والولايات المتحدة. هذا الاتّفاق الياباني منح أمريكا تسهيلات في قطاعات مثل السيارات والمنتجات الزراعية، وهو ما دفع سيول لإعادة النظر في موقفها لتفادي خسارة تنافسية.

تلك الصفقة اليابانية مثلت ضغطًا إضافيًا على كوريا، في محاولة من واشنطن لتوحيد السياسات التجارية في المنطقة، حسب رويترز.

في الوقت الراهن، برزت كوريا الجنوبية كطرف متأثر بشدة بالتهديدات الأمريكية الجديدة من فرض رسوم جمركية قد تصل إلى 25%. هذه التطورات دفعت الحكومة الكورية إلى تسريع الخطى في محادثاتها؛ إذ تعهدت بأن تستجيب بحساسية لكافة القطاعات، خاصة الزراعة والثروة الحيوانية، إلى جانب استعدادية تفاوضية تجاه التنازلات المحسوبة، وفقًا لموقع CNBC.

وعلى الرغم من تلك الإجراءات، يؤكد جانب الحكومة أنّ المحادثات الأصغر جارية بفعالية. فعلى سبيل المثال كان من المفترض أن يعقد وزير الصناعة والطاقة محادثات منفصلة تهدف إلى بناء شراكات استراتيجية في مجالات التكنولوجيا والطاقة وبناء السفن وأشباه الموصلات.

في الخلاصة، يعكس هذا الإلغاء اللحظي أبعادًا أكبر من التعارض غير المتوقع في الجداول الزمنية، لكنه يسلط الضوء أيضًا على مستوى الضغط الأمريكي في فرض شروط تجارية أكثر صرامة على كوريا الجنوبية. 

والتحدي الذي تواجهه سيول يكمن في إعادة الجدولة السريعة للمحادثات، دون أن تنجر خلف صفقة متراجعة مقارنة بما أبرمته طوكيو. في ظل هذا الواقع المتوجس، تظل كوريا الجنوبية أمام امتحان صعب لا يتصل فقط بتوقيت الجلسات، بل أيضًا بحجم التنازلات التي قد تضطر إلى تقديمها قبل 1 أغسطس لتفادي فرض رسوم جمركية أمريكية تزيد من تعقيد موقفها الاقتصادي العالمي.

طباعة شارك كوريا الجنوبية المحادثات التجارية الثنائية الولايات المتحدة وزير الخزانة الأمريكي مستقبل العلاقات الاقتصادية واشنطن

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: كوريا الجنوبية الولايات المتحدة وزير الخزانة الأمريكي مستقبل العلاقات الاقتصادية واشنطن کوریا الجنوبیة وزیر الخزانة

إقرأ أيضاً:

الناتو يحذر من حرب مع موسكو

حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسى مارك روته من اقتراب الغرب نحو مواجهة عسكرية مع روسيا على نطاق لم تشهده أوروبا منذ زمن أجداد وأجداد أجداد سكانها، فى واحدة من أقوى رسائله التحذيرية منذ توليه منصبه. قال روته إن فلاديمير بوتين بات يعتبر الحلف هدفه التالى، محذراً من أن الصراع بات على أبواب القارة وإن على الدول الأعضاء الاستعداد لمستوى حرب واسع يشبه ما عاشته أوروبا خلال الحروب الكبرى. وأضاف أن روسيا أعادت الحرب إلى قلب أوروبا، وأن الحلف يقف بالفعل فى طريق الخطر.
تزامنت هذه التحذيرات مع نهاية أسبوع مكثف من الجهود الدبلوماسية شملت دفع أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين مقترح سلام جديد بات جاهزاً للبحث مع إدارة ترامب خلال اجتماع مرتقب فى باريس. وكان ترامب قد صعّد هجومه على القادة الأوروبيين خلال الأسبوع، واصفاً إياهم بالضعفاء، ومكرراً خططه لابتعاد الولايات المتحدة عن منظومة التحالفات الأمنية التقليدية. وقالت المتحدثة باسمه كارولين ليفيت، إن الرئيس سئم المفاوضات مع كييف وموسكو على حد سواء، وإنه يريد إنهاء الحرب عبر خطوات عملية وليس المزيد من المحادثات.
وكشف «زيلينسكى» أن الولايات المتحدة تريد من أوكرانيا سحب قواتها من منطقة دونباس، وستقوم واشنطن بعد ذلك بإنشاء «منطقة اقتصادية حرة» فى الأجزاء التى تسيطر عليها كييف حاليًا.
فى السابق، اقترحت الولايات المتحدة أن تسلم كييف أجزاء دونباس التى لا تزال تسيطر عليها إلى روسيا، لكن الرئيس الأوكرانى قال إن واشنطن اقترحت الآن نسخة وسطية تنسحب بموجبها القوات الأوكرانية، لكن القوات الروسية لن تتقدم إلى المنطقة.
وأفادت تقارير أوروبية بوجود توتر متزايد بين بعض العواصم الأوروبية والرئيس الأوكرانى، خصوصاً بعد أن مارست جورجيا ميلونى رئيسة وزراء إيطاليا ضغوطاً على زيلينسكى لقبول تنازلات مؤلمة، فى ما يبدو أنه جزء من موقف أمريكى يدفع كييف إلى تقديم عروض أوسع لتسريع الوصول لاتفاق. وفى موسكو، هدد الكرملين باعتبار أى جندى بريطانى يعمل داخل أوكرانيا هدفاً مشروعاً بعد إعلان وفاة جندى مظلى بريطانى فى حادث بعيد عن خطوط القتال. 
واوضح وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف إن من يطلق عليهم اسم قوات حفظ السلام سيعاملون كأهداف مباشرة.فيما قال يور أوشاكوف، مساعد الكرملين فى السياسة الخارجية، إن موسكو لم ترَ المقترحات الأمريكية المعدلة التى قُدمت بعد المحادثات مع أوكرانيا، لكنها قد لا تُعجبها بعض أجزائها، حسبما نقلت وكالة الأنباء الروسية إنترفاكس.
كما نقلت وكالة أنباء ريا نوفوستى الحكومية عن أوشاكوف قوله إن روسيا ستناقش عاجلاً أم آجلاً مع الولايات المتحدة نتائج المحادثات مع أوكرانيا.
تصاعدت المخاوف داخل الناتو من احتمال أن تهاجم روسيا إحدى دول الحلف الشرقية مثل إستونيا بعد انتهاء الحرب الحالية، ما دفع دولاً عدة بينها بولندا وألمانيا إلى تكثيف برامج التدريب العسكرى للمتطوعين وتعزيز تقييمات جاهزية ملاجئ الغارات الجوية. وفى تطور عسكرى منفصل، أعلنت البحرية الملكية البريطانية أنها رصدت غواصة روسية من طراز كراسنودار خلال عبورها من بحر الشمال إلى القناة الإنجليزية، وأن فرقاً من البحرية الملكية شاركت فى مراقبتها خلال عملية امتدت ثلاثة أيام.
وفى برلين، كشف المستشار الألمانى فريدريش ميرز أن أوكرانيا قدمت مقترحات جديدة تتعلق بالتنازل عن أراض لروسيا ضمن إطار خطة سلام يتم بحثها حالياً مع الأمريكيين. وقال إن المقترحات نُقلت إلى واشنطن دون الإفصاح عن تفاصيلها، مشيراً إلى أن الأمر يتعلق بتنازلات إقليمية تدرسها كييف. وأكد أن اتخاذ مثل هذه القرارات يعود إلى الحكومة الأوكرانية وشعبها، وأن المحادثات المقبلة بين الولايات المتحدة وأوروبا وأوكرانيا ستبحث البنود الجديدة. وأوضح أن اجتماعاً قد يعقد فى برلين مطلع الأسبوع المقبل، وأن حضور الجانب الأمريكى سيتحدد بناءً على الوثائق الجارى إعدادها.
امتد المشهد الجيوسياسى إلى أمريكا اللاتينية أيضاً، حيث أعلن الكرملين أن بوتين تحدث مع الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو لطمأنته بشأن استمرار الدعم الروسى فى ظل الضغط الأمريكى المتزايد الذى يقوده ترامب لإجبار مادورو على التنحى. وجاء الاتصال بعد تعزيز الولايات المتحدة وجودها العسكرى فى البحر الكاريبى وقيام قواتها بالسيطرة على ناقلة نفط فنزويلية، فى خطوة زادت من التوتر بين واشنطن وكاراكاس.
خلال عطلة نهاية الأسبوع، سيتحول التركيز إلى باريس حيث من المتوقع استكمال تفاصيل المقترح الغربى الأخير. وتحرص كييف على ربط أى تنازلات إقليمية بمناقشات موازية حول طبيعة الضمانات الأمنية التى يمكن أن توفرها الولايات المتحدة لمنع أى هجوم روسى مستقبلى. وأكد مسئولون مقربون من المفاوضات أن ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر يمارسان ضغوطا هائلة لدفع أوكرانيا إلى قبول انسحاب أحادى من دونباس قبل التوصل إلى أى اتفاقات أخرى.

مقالات مشابهة

  • وزير الحرب الأمريكي: نعيد هيكلة الجيش لضمان الاستعداد لأي صراع
  • نيوزويك: 3 مؤشرات على حرب وشيكة بين الولايات المتحدة وفنزويلا
  • الناتو يحذر من حرب مع موسكو
  • كوريا الجنوبية تسجل انخفاضًا قياسيًا في الزواج 
  • هاتف سامسونغ الجديد يشعل «طوابير الشراء» في كوريا الجنوبية!
  • فورين بوليسي: 3 دروس تعلمتها الصين من الولايات المتحدة
  • إجلاء عشرات آلاف السكان جراء فيضانات في الولايات المتحدة وكندا
  • سامسونغ" تطلق هاتف "غالاكسي زد تراي فولد" في كوريا الجنوبية
  • الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تبحثان تعزيز التعاون الاقتصادي خلال الحوار رفيع المستوى
  • عبدالمنعم سعيد: تقرير الأمن القومي الأمريكي يعكس «روح ترامب» ويُعيد الولايات إلى القرن الـ19