«محادثات إسطنبول».. اتفاق على تبادل للأسرى بين روسيا وأوكرانيا
تاريخ النشر: 24th, July 2025 GMT
إسطنبول (الاتحاد)
أخبار ذات صلةاتفقت روسيا وأوكرانيا في محادثات جرت في إسطنبول، أمس، على تبادل مزيد من الأسرى، بما في ذلك عسكريون ومدنيون، حسبما أفادت وكالة تاس الروسية للأنباء.
ونقلت الوكالة عن مصدر لم تكشف عن اسمه قوله: «النتيجة الرئيسية: تبادل لا يشمل عسكريين فحسب، وإنما مدنيين أيضاً».
وقال مفاوض روسي «إن البلدين اتفقا على تبادل جديد يشمل 1200 أسير من كل طرف».
واختتمت روسيا وأوكرانيا، أمس، الجولةَ الثالثة من محادثات السلام المباشرة بينهما في إسطنبول، وذلك بعد توقف استمر 7 أسابيع.
من جهته، قال رئيس الوفد الأوكراني في المحادثات، إن كييف عرضت على موسكو عقد قمة لزعيمي البلدين بهدف إنهاء الحرب بحلول نهاية أغسطس.
وذكر رستم أوميروف، رئيس مجلس الدفاع والأمن الوطني الأوكراني، لوسائل الإعلام، إن أوكرانيا مستعدة لوقف إطلاق النار، ودعا روسيا إلى أن «تظهر نهجاً بناءً وواقعياً».
لكن رئيس الوفد الروسي أكد على أنه من الضروري التوصل إلى شروط اتفاق لعقد اجتماع بين رئيسي روسيا وأوكرانيا، قائلاً، إن الاجتماع المحتمل بين رئيسي روسيا وأوكرانيا سيكون لتوقيع وثائق وليس لإجراء مناقشات.
في الأثناء، أفاد متحدث باسم الخارجية الأوكرانية بأن روسيا اقترحت الاتفاق على هدن قصيرة الأجل، لكنها ليست وقفاً حقيقياً للأعمال القتالية.
وبدأت المحادثات بلقاء منفرد بين رئيسي الوفدين. وأعلنت تركيا التي تستضيف المحادثات أنها تأمل في إنهاء الحرب بين البلدين في أقرب وقت ممكن، وقال وزير خارجيتها، هاكان فيدان، في كلمته الافتتاحية أمام الوفدين، إن بلاده تأمل من المحادثات أن تركز على النتائج بشأن المذكرات التي تبادلها الجانبان.
وأضاف أن هدف تركيا هو «إنهاء هذه الحرب الدموية في أقرب وقت ممكن»، مشيراً إلى أن «الهدف النهائي هو وقف إطلاق النار الذي سيمهد الطريق للسلام».
ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن مصدر قوله، إن الوفدين اختتما محادثاتهما في إسطنبول بعد مرور أقل من ساعة على بدئها.
وقلل الكرملين من التوقعات بحدوث أي تقدم في الاجتماع، الذي قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذا الأسبوع، إنه يجب أن يركز في جانب منه على التحضير لقمة بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتوقعت الرئاسة الروسية «محادثات صعبة جداً» مع كييف في إطار جولة المباحثات الجديدة، مستبعدةً بذلك إمكانية تحقيق تقدّم دبلوماسي سريع لإنهاء الحرب.
وقال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في مؤتمر صحفي «لا أحد يتوقع مساراً سهلاً. ستكون المحادثات صعبة جداً»، مؤكِّداً أنّ المقترحات التي قدّمتها الأطراف المتحاربة لإنهاء النزاع «متعارضة تماماً».
من جهته، أعرب مصدر في الوفد الأوكراني عن أمله في مقاربة روسية «بنّاءة»، وقال لوسائل الإعلام قبل يوم من المحادثات: «كلّ شيء يعتمد على ما إذا كانت روسيا ستتوقف عن اعتماد لهجة الإنذارات وتتخذ موقفاً بنّاءً»، مضيفاً أنّ «هذا سيحدّد ما إذا كان بالإمكان تحقيق نتائج في هذا الاجتماع».
وذكر مصدر دبلوماسي أوكراني أن كييف ترى أن عقد لقاء بين بوتين وزيلينسكي شرط أساسي لتحقيق تقدم.
وأضاف المصدر: «وصل الوفد الأوكراني إلى تركيا مستعداً لاتخاذ خطوات مهمة نحو السلام ووقف إطلاق نار كامل، لكن كل شيء سيعتمد على مدى استعداد الجانب الروسي لاتباع نهج بناء».
وعقد طرفا الصراع جولتي محادثات سابقتين في إسطنبول يومي 16 مايو و2 يونيو، أفضتا إلى تبادل آلاف من أسرى الحرب ورفات الجنود القتلى. لكنهما لم تستمرا سوى لأقل من ثلاث ساعات في المجمل، ولم تحرزا تقدماً يذكر نحو وقف إطلاق النار أو تسوية لإنهاء الحرب التي بدأت في فبراير 2022.
وأصلح ترامب العلاقات مع زيلينسكي بعد خلاف علني معه في البيت الأبيض في فبراير، وعبّر في الآونة الأخيرة عن إحباطه المتزايد تجاه موسكو.
وهدد ترامب الأسبوع الماضي بفرض عقوبات جديدة صارمة على روسيا، والدول التي تشتري صادراتها، في حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام في غضون 50 يوماً، ومع ذلك فإن ردود الفعل في الأسواق المالية أشارت إلى أن المستثمرين متشككون في قدرته على تنفيذ تهديداته.
وميدانياً، تتواصل المعارك على الجبهات ويستمر القصف الروسي على أوكرانيا.
وليل الثلاثاء الأربعاء، استهدفت 71 مسيّرة روسية أوكرانيا، وفقاً لسلاح الجو الأوكراني، مما أدى إلى إصابتين في منطقة خيرسون (جنوب) حيث قُتل شخص أيضاً في قصف مدفعي روسي، وفقاً للسلطات المحلية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: إسطنبول تركيا مباحثات إسطنبول أوكرانيا روسيا روسيا وأوكرانيا الأزمة الأوكرانية الحرب في أوكرانيا المباحثات الروسية الأوكرانية روسیا وأوکرانیا فی إسطنبول
إقرأ أيضاً:
محادثات إيران مع الترويكا الأوروبية.. مناورة دبلوماسية أم محاولة جادة لتفادي المواجهة؟
تشهد الساحة الدولية توترات متصاعدة على خلفية الملف النووي الإيراني، وسط عودة طهران إلى طاولة المحادثات مع الترويكا الأوروبية (ألمانيا، فرنسا، بريطانيا) في إسطنبول، وهذا اللقاء أثار تساؤلات ملحّة حول أهداف إيران الحقيقية، فهل دخلت طهران هذه المحادثات بنية صادقة للتفاوض، أم أنها تسعى مجددا لكسب الوقت وتفادي الضغوط الدولية ربما تعيد ترتيب أوراقها الاستراتيجية؟ وبين تهديدات بإعادة تفعيل العقوبات، وتلميحات إلى احتمالات التصعيد، تبدو المشهدية أكثر تعقيداً من أي وقت مضى.
و دخلت إيران مرحلة جديدة من المراقبة السياسية المكثفة بعد المحادثات الأخيرة مع الترويكا الأوروبية، وبينما يحاول الأوروبيون استكشاف فرص جديدة لإحياء الاتفاق النووي، تدور الشكوك حول ما إذا كانت طهران تتعامل مع هذه المحادثات كفرصة حقيقية للحل، أم كمحطة مؤقتة في سياق استراتيجية أوسع تهدف إلى كسب المزيد من الوقت.
وتنظر طهران من جانبها إلى الأوروبيين كواجهة لمطالب أمريكية وإسرائيلية، وترى أن هذه المحادثات ليست سوى امتداد لمفاوضات غير مباشرة مع واشنطن، تفتقر إلى استقلالية القرار الأوروبي.
بحسب تقرير لصحيفة فاينانشال تايمز، أبدت الدول الأوروبية استعدادا لمنح إيران "تمديدا محدودا" للمهلة الزمنية قبل تفعيل "آلية الزناد"، والتي من شأنها إعادة العقوبات الدولية، وذلك بشرط أن توافق طهران على معايير معينة تتعلق بتخصيب اليورانيوم وشفافية المنشآت النووية.
ومع أن نائب وزير الخارجية الإيراني، كاظم غريب أبادي، أكد أن بلاده أوضحت مواقفها المبدئية، إلا أنه لم يقدّم أي تنازلات ملموسة، مما يثير الشكوك حول جدية التزام إيران ببنود التعاون المطلوبة.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية: دعوات للشفافية وتفاؤل حذر
من جانبه، دعا مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إيران إلى التحلي بـ"الشفافية الكاملة"، معبرا في الوقت نفسه عن تفاؤله بإمكانية عودة المفتشين الدوليين إلى المواقع النووية الإيرانية في وقت لاحق من هذا العام، مشددا على ضرورة استعادة العلاقات الطبيعية مع طهران وفقاً لأحكام معاهدة حظر
وجهة النظر الإيرانية: تفاوض دون تراجع
وفي هذا الصدد، قال الكاتب والمحلل السياسي الإيراني مصدق بور إن إيران لا تعتبر ما جرى في إسطنبول "مفاوضات حقيقية"، بل مجرد محاولة لجسّ النبض واستكشاف المواقف الغربية، واعتبر أن الشروط الأوروبية المطروحة في جوهرها "نسخة مكررة" من المطالب الأمريكية والإسرائيلية، وأن طهران تتعامل مع الأوروبيين كغطاء سياسي للمطالب الغربية.
وأكد بور- خلال تصريحات له، أن إيران لم تبادر بهذه المحادثات، بل جاءت استجابة لطلب مباشر من دول الترويكا الأوروبية، بعد تنسيقها مع وزير الخارجية الأمريكي، ما يثبت من وجهة نظره– أن الأوروبيين يسعون لإحياء الاتفاق النووي من بوابة سياسية بديلة عن التصعيد العسكري الأخير.
اتفاق نووي جديد.. أم تمديد تكتيكي؟
وتابع بور: "فإن طهران لا ترغب في العودة إلى اتفاق 2015 بصيغته القديمة، خوفاً من استمرار تهديد "آلية الزناد" في كل مرة تقرر فيها الأطراف الغربية التصعيد ووفق رؤيته، فإن إيران تسعى إلى "اتفاق جديد كلياً" يستند إلى أسس سياسية وأمنية محدثة، يضمن لها الاعتراف بحقوقها السيادية ويوسّع هامشها في تخصيب اليورانيوم والتعاون النووي، في المقابل، ترى إسرائيل أن هذه المحادثات ليست سوى "ذريعة مؤقتة"، تستخدمها طهران لتخفيف الضغوط واستعادة أنفاسها قبل جولة تصعيد جديدة، بينما تحاول واشنطن اختبار مدى تأثر البرنامج النووي الإيراني بالضربات الأخيرة".
وسط هذه الأجواء المشحونة، تحاول طهران تحقيق توازن حساس بين الحفاظ على خطوطها الحمراء في التخصيب النووي، والرد على أي تهديد أمني محتمل، من جهة، وبين إظهار حسن النية أمام المجتمع الدولي، من جهة أخرى، لتجنب تحميلها مسؤولية أي تصعيد.
ويؤكد بور أن إيران لا تثق بالولايات المتحدة منذ أكثر من عقدين، مشيرا إلى أن بلاده تعرّضت لضربات عسكرية حتى في أوج فترات التفاوض، وهو ما يعمق فجوة الثقة بشكل يصعب تجاوزه.
ويضيف: "إيران لن تفرّط في أوراقها التفاوضية، ولن تكشف كل منشآتها دون مقابل حقيقي. الغموض النووي أحد أدواتها الأساسية في معادلة القوة".
السيناريوهات المحتملة للفترة القادمة
والجدير بالذكر، أن هل ستفضي محادثات إسطنبول إلى إعادة إحياء المسار الدبلوماسي؟ أم أنها مجرد استراحة تكتيكية قبل اندلاع جولة جديدة من المواجهة؟
وإذا اندلعت مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل، فإن "كل التوازنات ستتغير"، خاصة إذا تمكنت طهران من توجيه "ضربات نوعية" ترفع من رصيدها الإقليمي والدولي، سواء سياسيا أو عسكريا،.
فإيران، بحسب النهج الذي تتبناه حالياً، ترى أن الثقة لا تبنى بالدبلوماسية المجردة، بل بالقوة، وأن أي اتفاق لا يرتكز إلى أوراق ضغط واقعية، ليس سوى وهم سياسي سرعان ما ينهار عند أول صاروخ يطلق في سماء التصعيد.