دولة قطر تجدد رفضها استخدام الغذاء وتجويع المدنيين كسلاح حرب
تاريخ النشر: 24th, July 2025 GMT
جددت دولة قطر رفضها استخدام الغذاء وتجويع المدنيين كسلاح حرب، داعية المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى قطاع غزة، وتوزيعها من قبل المنظمات الدولية الإنسانية.
جاء ذلك في بيان دولة قطر الذي ألقته سعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، أمام اجتماع المناقشة المفتوحة الفصلي لمجلس الأمن حول الحالة في الشرق الأوسط بما فيها قضية فلسطين، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.
وأشارت سعادتها إلى أن مستوى الحالة الإنسانية في قطاع غزة "تعجز المفردات عن وصفه" وذلك في ظل انتشار المجاعة، وانهيار البنى التحتية والمنظومة الصحية، وتفشي الأوبئة، وبعد أن تجاوز عدد القتلى 58 ألف شخص، بمن فيهم ما يقرب من 18 ألف طفل.
ونوهت سعادتها إلى أن دولة قطر تدين هجمات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة على الأعيان المدنيّة، بما في ذلك المستشفيات والمدارس وتجمعات السكان، مشددة على أن تهجير الفلسطينيين، بأي صورة من الصور، يشكّل انتهاكا سافرا للقانون الإنساني الدولي.
وأفادت سعادتها بأن دولة قطر حرصت على بذل جهود مخلصة مع جمهورية مصر العربية الشقيقة والولايات المتحدة الأمريكية للتوصل لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، مضيفة أن الجهود الدبلوماسية أثبتت إمكانية تحقيق إنجازات فعلية كما تم في الاتفاقات السابقة، ولذلك فلا زالت هذه المساعي مستمرة بشكل مكّثف لتقريب وجهات النظر بين الأطراف وصولا إلى اتفاق عاجل.
وقالت سعادتها "تدين دولة قطر التصريحات الصادرة عن وزير العدل في حكومة الاحتلال بشأن ضم الضفة الغربية، وتعدها امتدادا لسياسات الاحتلال الاستيطانية وانتهاكا سافرا للقانون الدولي ولقرار مجلس الأمن رقم 2334. كما تدين بشدة مصادقة سلطات الاحتلال على بناء مستوطنات جديدة، والاعتداءات التي يشنها المستوطنون في سلسلة الجرائم المستمرة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، وتشدد على ضرورة تحرك المجتمع الدولي عاجلا لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين وضمان عدم الإفلات من العقاب."
ونقلت سعادتها إدانة دولة قطر لمحاولات الاحتلال للمساس بالوضع الديني والتاريخي للأماكن المقدسة، بما في ذلك اقتحام المسجد الأقصى من قبل مسؤولين ومستوطنين إسرائيليين، وإغلاق صندوق ووقفية القدس، ونقل سلطة إدارة الحرم الإبراهيمي إلى المجلس الديني اليهودي.
وذكرت سعادتها أن دولة قطر حذرت من مخاطر امتداد الصراع ومغبة التصعيد الإسرائيلي في المنطقة، لافتة في هذا الصدد إلى إدانة دولة قطر الهجمات التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي على سوريا، مؤكدة دعمها للجمهورية العربية السورية الشقيقة وسيادتها ووحدتها الإقليمية والوطنية وتحقيق تطلعات شعبها في الاستقرار والتنمية.
وجددت سعادتها التأكيد على موقف دولة قطر الثابت والداعم للجمهورية اللبنانية الشقيقة ووحدة وسلامة أراضيها، وضرورة انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من جميع الأراضي اللبنانية، داعية كافة الأطراف إلى الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار.
وأعربت سعادتها عن ترحيب دولة قطر باستئناف عقد المؤتمر الدولي الرفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، برئاسة المملكة العربية السعودية الشقيقة والجمهورية الفرنسية، الأسبوع القادم، وتطلعها إلى أن يشكّل فرصة للوصول إلى نتائج ملموسة والتزامات دولية واضحة، ليكون الخطوة الأساسية على طريق الاعتراف الكامل بعضوية دولة فلسطين الشقيقة في الأمم المتحدة.
وجددت سعادتها موقف دولة قطر المبدئي والثابت الداعم لتحقيق تسوية عادلة ومستدامة للقضية الفلسطينية تستند إلى قرارات الشرعية الدولية، وتصون الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني الشقيق وتطلعاته المشروعة، وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدة في هذا السياق أن دولة قطر لن تدّخر جهدا لتهيئة السبيل ودعم الجهود الرامية إلى تحقيق هذه الغاية.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: أخبار مقالات الكتاب فيديوهات الأكثر مشاهدة أن دولة قطر
إقرأ أيضاً:
لوموند: العنف الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية يُثير قلق المجتمع الدولي
ذكرت صحيفة (لوموند) الفرنسية، أنه بعد شهرين من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن "سلام دائم" في الشرق الأوسط، فإن مستوى العنف الذي تفرضه إسرائيل على الأراضي الفلسطينية يثير قلق المجتمع الدولي، الذي احتشد حول ترامب للمطالبة بإحلال السلام.
وأضافت الصحيفة الفرنسية ـ في افتتاحيتها اليوم السبت ـ أن الجيش الإسرائيلي لايزال يحتل نصف شريط ضيق من الأرض تحول إلى ركام، حيث يكافح أكثر من مليوني فلسطيني من أجل البقاء في ظروف مزرية.. هذا الشريط من الأرض، الذي لا تزال إسرائيل تمنع الصحافة من الوصول إليه بحرية، لا يزال يستحوذ على الاهتمام، لدرجة أنه يطغى على الإرهاب الخبيث الذي يمارسه المستوطنون الإسرائيليون المتطرفون وجيش الاحتلال المتخبط في الضفة الغربية.
وأشارت (لوموند) إلى تقييم دقيق أعدته في العاشر من ديسمبر الجاري يدين هذا الوضع، مضيفة أنه لم يسبق أن شهدت أكبر الأراضي الفلسطينية مثل هذا المستوى من العنف على يد إسرائيل، حيث دفن هذا العدد الكبير من القتلى، وسجل هذا العدد الكبير من الجرحى والأسرى - الذين غالبا ما يتعرضون لسوء المعاملة - والدمار ويعكس موقف الجيش، في مواجهة انتهاكات المستوطنين المتزايدة والدموية، النفوذ المتنامي للصهيونيين المتدينين بين الضباط، والذين تلقى بعضهم تدريبا في أكاديميات عسكرية تقع في قلب الضفة الغربية وفي الوقت نفسه، يتقدم التوسع الاستيطاني، الذي يفتت هذه الأراضي بشكل متزايد ويحول كل رحلة إلى جحيم للفلسطينيين، بخطى ثابتة لا هوادة فيها.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن هذا التحول جاء عقب دخول حزبين يمينيين متطرفين، إلى الائتلاف الذي شكله رئيس الوزراء الإسرئيلي بنيامين نتنياهو قبل ثلاث سنوات، حيث كان هدفهم المعلن هو ضم الضفة الغربية، أو حتى "نقل" سكانها.. لكن هذه السياسة الإرهابية يتبناها الائتلاف الحاكم بأكمله ولا تثير هذه السياسة سوى احتجاجات طفيفة من الأحزاب التي تدعي معارضة نتنياهو، بينما يتجاهلها الرأي العام الإسرائيلي، مرة أخرى.
واختتمت (لوموند) افتتاحيتها بالقول "إن الحديث عن السلام، إن كان هو الهدف حقا، يتطلب منا أن نفتح أعيننا، وأن ندين الإرهاب المفروض على أرض لا تملك دولة إسرائيل أي حق فيها، وأن نطالب بوقفه في أسرع وقت ممكن".