قد يتحول الاشتباك إلى حرب.. ماذا يحدث بين تايلاند وكمبوديا؟
تاريخ النشر: 25th, July 2025 GMT
يعقد مجلس الأمن الدولي الجمعة جلسة طارئة يبحث خلالها الاشتباكات الحدودية الأخيرة بين تايلاند وكمبوديا، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية.
ويأتي عقد هذا الاجتماع غداة شن تايلاند غارات جوية على أهداف عسكرية في كمبوديا التي قصفت من جهتها بالمدفعية والصواريخ أهدافا في جارتها، مما أسفر وفقا لبانكوك عن مقتل 14 شخصا على الأقل أغلبهم مدنيين، في أخطر تصعيد عسكري بين البلدين منذ حوالى 15 عاما.
والجمعة، أعلنت تايلاند أنها أجلت عقب هذه الاشتباكات أكثر من 100 ألف مدني من قراهم الواقعة على حدودها مع كمبوديا والبالغ طولها حوالى 800 كلم.
ماذا حدث؟
في مايو تحول نزاع حدودي طويل الأمد في منطقة تعرف بالمثلث الزمردي تتقاطع فيها حدود البلدين مع حدود لاوس إلى مواجهة عسكرية قتل فيها جندي كمبودي.
وكان انفجار لغم على الحدود الأربعاء، قد أشعل الاشتباكات وأسفر عن إصابة 5 جنود تايلانديين، ودفع بانكوك إلى سحب سفيرها من كمبوديا وطرد السفير الكمبودي.
وبلغت التوترات التي تراكمت على مدى أسابيع، ذروتها الخميس بعد تبادل لإطلاق النار قرب معبدين قديمين يعود تاريخهما إلى فترة أنغكور (القرنين التاسع والخامس عشر)، في محافظة سورين التايلاندية ومقاطعة أودار مينتشي الكمبودية.
وتقاذفت وزارة الدفاع الكمبودية والجيش التايلاندي المسؤولية عن هذا الاشتباك، إذ اتّهم كل من الطرفين الطرف الآخر بأنه من بدأ بإطلاق النار، في أحدث تصعيد في هذا الخلاف الطويل الأمد بين البلدين حول منطقة حدودية يتنازعان السيادة عليها.
وشكل القتال مثالا نادرا على صراع عسكري مفتوح بين دولتين عضوين في رابطة دول جنوب شرق سيا.
تايلاند ترفض الوساطة
وقالت وزارة الخارجية التايلاندية الجمعة إن بانكوك رفضت جهود دول ثالثة للوساطة من أجل إنهاء الصراع مع فنومبينه، وأصرت على أن توقف كمبوديا الهجمات وأن تحل الوضع من خلال المحادثات الثنائية فقط.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التايلاندية نيكورنديج بالانكورا لـ"رويترز" إن الولايات المتحدة والصين وماليزيا، التي تتولى الرئاسة الحالية لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، عرضت تسهيل إجراء حوار، لكن بانكوك تسعى إلى حل ثنائي للصراع.
وأضاف نيكورنديج في مقابلة: "لا أعتقد أننا بحاجة حاليا إلى أي وساطة من دولة ثالثة".
المواجهة "قد تتحول إلى حرب"
وحذر رئيس الوزراء التايلاندي بالوكالة بومتام ويشاياشاي من أن الاشتباكات الحدودية مع كمبوديا " قد تتحول إلى حرب".
وقال ويشاياشاي في بانكوك "إذا ما شهد الوضع تصعيدا، فهو قد يتحول إلى حرب، حتى لو كانت الأمور تقتصر الآن على اشتباكات".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات كمبوديا تايلاند نزاع حدودي بانكوك وزارة الدفاع الكمبودية الجيش التايلاندي الاشتباكات الحدودية تايلاند كمبوديا اشتباكات مجلس الأمن كمبوديا تايلاند نزاع حدودي بانكوك وزارة الدفاع الكمبودية الجيش التايلاندي الاشتباكات الحدودية أخبار آسيوية إلى حرب
إقرأ أيضاً:
تايلند تحذر من تحول الاشتباكات مع كمبوديا إلى حرب
حذرت تايلند من تحول الاشتباكات الحدودية التي دخلت يومها الثاني اليوم مع جارتها كمبوديا إلى حرب، في وقت تشهد المناطق الحدودية بين البلدين نزوح الآلاف، قبل جلسة مقررة لمجلس الأمن الدولي لبحث الأزمة.
وفي بانكوك قال رئيس الوزراء التايلندي بالوكالة بومتام ويشاياشاي للصحفيين اليوم "إذا ما شهد الوضع تصعيدا، فقد يتحوّل إلى حرب، حتى لو كانت الأمور تقتصر الآن على اشتباكات".
وأسفرت المعارك عن مقتل 14 شخصا على الأقل بتايلند، في حين أكدت كمبوديا أول حالة وفاة جراء الاشتباكات اليوم الجمعة.
وأفاد الجيش التايلندي بوقوع اشتباكات في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة بمناطق متعددة، بما في ذلك على طول الحدود في تشونغ بوك وفو ماخويا بمقاطعة أوبون راتشاثاني التايلندية، وفي فانوم دونغ راك بمقاطعة سورين، وبالقرب من معبد تا موين ثوم البوذي التاريخي.
وفي حين قال شهود عيان بالقرب من الحدود إنهم يسمعون أصوات مدفعية منذ ساعات الصباح الباكر، أعلن الجيش التايلندي أن القوات الكمبودية استخدمت المدفعية الثقيلة وقاذفات صواريخ روسية الصنع من طراز BM-21، مما دفع المسؤولين التايلنديين إلى الرد بما وصفوه بـ"نيران داعمة مناسبة".
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن الجنرال خوف لي، كبير المسؤولين الكمبوديين في مقاطعة أودار مينتشي، قوله إن صاروخا تايلنديا أصاب معبدا بوذيا كان يختبئ فيه. كما أصيب 4 مدنيين على الأقل في القتال.
ونفى الجيش التايلندي اليوم الجمعة استهدافه مواقع مدنية في كمبوديا، واتهم كمبوديا باستخدام "دروع بشرية" من خلال وضع أسلحتها بالقرب من المناطق السكنية.
ومع اشتداد القتال، وقع قرويون من كلا الجانبين في مرمى النيران المتبادلة، مما دفع الكثيرين إلى الفرار خوفا على حياتهم.
إعلانوبينما ذكرت وزارة الصحة التايلندية اليوم أن أكثر من 58 ألف شخص فروا من القرى إلى ملاجئ مؤقتة في 4 مقاطعات حدودية تايلندية متضررة، أعلنت السلطات الكمبودية إجلاء أكثر من 4 آلاف شخص من المناطق القريبة من الحدود.
وفي وقت سابق، حفر بعض القرويين لإنشاء مخابئ مؤقتة تحت الأرض، وغطوها بالخشب والقماش المشمع وألواح الزنك لحماية أنفسهم من القصف.
وشُوهدت عائلات مع أطفالها تحزم أمتعتها على جرارات محلية الصنع للإخلاء، على الرغم من رفض بعض الرجال المغادرة، وتم إجلاء عدة مئات من القرويين الكمبوديين إلى معبد بوذي ناءٍ تحيط به حقول الأرز.
دعوة للهدوءومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعا طارئا بشأن الأزمة في وقت لاحق اليوم الجمعة في نيويورك، بينما دعت ماليزيا، التي ترأس تكتلا إقليميا يضم كلا البلدين، إلى إنهاء الأعمال العدائية وعرضت الوساطة.
ويُمثل هذا الصراع حالة نادرة من المواجهات المسلحة بين الدول الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا، وقد أعربت ماليزيا، الرئيسة الحالية لرابطة دول جنوب شرق آسيا، عن قلقها.
وتحدث رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم أمس إلى كل من الزعيم الكمبودي هون مانيت، ورئيس الوزراء التايلندي بالإنابة فومتام ويتشاياتشاي، وحثهما على إفساح المجال لـ "للحوار السلمي والحل الدبلوماسي". وأضاف أن ماليزيا مستعدة لتسهيل المحادثات.
كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى ضبط النفس، وحث البلدين على حل النزاعات من خلال الحوار.
التوترات الحدودية بين البلدين ليست جديدة، فحدودهما الممتدة على طول 800 كيلومتر محل نزاع منذ عقود، وعادةً ما كانت المواجهات السابقة محدودة وقصيرة. كان آخر تصعيد كبير في عام 2011 قد أسفر عن مقتل 20 شخصا.
واندلعت التوترات الحالية في مايو/أيار، عندما قُتل جندي كمبودي في مواجهة، وأعلن البلدان لاحقا أنهما اتفقا على تهدئة الوضع، لكنهما استمرا في تطبيق أو التهديد بتطبيق تدابير تشمل قيودا على التجارة والسفر، مما أبقى التوترات مرتفعة.
لكن الأمور تفاقمت عندما أصاب لغم أرضي 5 جنود تايلنديين يوم الأربعاء، وقد دفع ذلك بانكوك إلى سحب سفيرها من كمبوديا وطرد مبعوثها إلى تايلند، كما أغلقت تايلند جميع المعابر الحدودية البرية وحثت مواطنيها على مغادرة كمبوديا.
وقال مسؤولون إن جميع شركات الطيران التايلندية السبع مستعدة للمساعدة في إجلاء رعاياها، وردت كمبوديا بخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية، واستدعاء جميع الموظفين الكمبوديين من سفارتها في بانكوك.