عائلة الناشطة التركية الأمريكية عائشة نور لسيناتورة ديمقراطية: كيف تبررين قتل مواطنتك؟
تاريخ النشر: 4th, August 2025 GMT
اتهمت عائلة الناشطة التركية-الأمريكية عائشة نور أزغي أيغي، التي قُتلت برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، السيناتورة الأمريكية عن ولاية واشنطن ماريا كانتويل، بالتواطؤ السياسي مع جرائم الحرب الإسرائيلية، بعدما صوتت ضد مشروعين في مجلس الشيوخ كانا يهدفان إلى وقف مبيعات الأسلحة الأمريكية للاحتلال.
وقالت العائلة في بيان نُشر عبر حسابها على "إنستغرام"، أمس الأحد، إنها أرسلت خطاباً إلى السيناتورة كانتويل، عبرت فيه عن "الإحباط والغضب" من موقفها الرافض لمشروعي القرار رقم 34 و41، اللذين قدمهما السيناتور التقدمي بيرني ساندرز لتعليق صفقات الأسلحة، بما في ذلك عشرات آلاف البنادق الهجومية المخصصة للجيش الإسرائيلي.
"كيف تبررين قتل مواطنتك؟"
وأكدت العائلة أن عائشة نور٬ التي قتلت في 6 أيلول/سبتمبر 2024، برصاص مباشر في الرأس أثناء مشاركتها في مظاهرة سلمية مؤيدة لفلسطين بالضفة الغربية، كانت من سكان ولاية واشنطن، وبالتالي "تحت التمثيل المباشر" للسيناتورة كانتويل.
وتساءلت العائلة في خطابها: "كيف يمكن لسيناتورة تُفترض مسؤوليتها عن السعي لتحقيق العدالة لمواطنتها، أن تصوّت لصالح الاستمرار في تمويل السياسات التي أفضت إلى قتلها؟".
ووصفت موقف كانتويل بأنه "تناقض لا يمكن التوفيق بينه"، مشيرة إلى أن التصويت ضد مشروعي ساندرز يُعد دعماً مباشراً للسياسات التي سمحت للاحتلال الإسرائيلي بمواصلة "جرائمها المعترف بها دولياً ضد الشعب الفلسطيني".
في المقابل، نوهت عائلة أيغي بموقف السيناتورة الأخرى عن ولاية واشنطن، باتي موراي، التي أيدت مشروعي القرار، واعتبرتها "قدمت خطوة ذات مغزى تتماشى مع تطلعات أهالي واشنطن المطالبين بالمحاسبة والعدالة".
وأشارت العائلة إلى أن موقف موراي يجسد انفصالاً بين الخطاب السياسي والواقع العملي داخل الحزب الديمقراطي، حيث "يدّعي البعض دعم حقوق الإنسان، لكنهم في لحظة القرار يصطفون خلف مصالح المجمع الصناعي العسكري".
تواطؤ سياسي وتشريعي
وترى عائلة أيغي أن المواقف السياسية للسيناتورة كانتويل "لا تُمثل فقط خيانة لعدالة القضية الفلسطينية، بل أيضاً تواطؤاً فعلياً في إدامة نظام الفصل العنصري والإفلات من العقاب"، معتبرين أن "المال والسلاح الأمريكيين هما الركيزة التي تستند إليها آلة القتل الإسرائيلية".
وفي خطابهم الموجه مباشرة لكانتويل، قالت العائلة: "نطلب منك، بصفتك ممثلة لنا، أن تفسري لنا كيف يمكنكِ دعم استمرار جرائم الحرب بتمويل أمريكي، بينما تتحدثين عن العدالة والحقوق؟ أين كانت هذه المبادئ عندما قُتلت أيشنور؟".
عائشة نور.. ضحية الاحتلال
وكانت عائشة نور قد لقيت مصرعها خلال مظاهرة سلمية في الضفة الغربية المحتلة، في وقت تصاعدت فيه الاعتداءات الإسرائيلية في مختلف الأراضي الفلسطينية، سواء في غزة أو الضفة.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فقد قُتل أكثر من ألف و12 فلسطينياً في الضفة الغربية على يد قوات الاحتلال والمستوطنين منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تاريخ بدء العدوان الإسرائيلي الشامل على قطاع غزة. كما أُصيب ما يزيد على 7 آلاف فلسطيني خلال الفترة ذاتها.
كما أصدرت محكمة العدل الدولية في تموز/يوليو٬ رأياً استشارياً يقضي بعدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ويطالب بتفكيك جميع المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية باعتبارها غير قانونية بموجب القانون الدولي.
ورغم هذا الرأي القضائي، والمناشدات المتكررة من المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار، لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يمضي في عدوانه، حيث بلغت حصيلة الشهداء في غزة حتى الآن أكثر من 60 ألف و400 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.
الازدواجية الأمريكية أمام المحك
وتأتي هذه الانتقادات في وقتٍ يواجه فيه البيت الأبيض ضغوطا متزايدة من قواعد شبابية وحقوقية، تطالب بتعليق المساعدات العسكرية للاحتلال الإسرائيلي٬ ووقف "التواطؤ السياسي في الإبادة الجماعية الجارية في غزة".
لكن حتى الآن، تُواصل الإدارة الأمريكية بدعم من غالبية الكونغرس تسليح الاحتلال وتمكينه دبلوماسيا من تجاهل القرارات الدولية، وهو ما تعتبره منظمات حقوقية دولية "عاملا رئيسيا في استمرار الانتهاكات والجرائم ضد المدنيين الفلسطينيين".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية عائشة نور تسليح امريكا تركيا تسليح عائشة نور المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الضفة الغربیة عائشة نور
إقرأ أيضاً:
نادر النجار.. مدرب فلسطيني خرج للبحث عن طعام لأطفاله ولم يعد
غزة- في صبيحة يوم 24 يونيو/حزيران 2025، توجّه نادر النجار، مدرب فريق خدمات جباليا لكرة القدم، كعادته في الأيام والأسابيع القليلة السابقة، إلى ما يسمى مركز المساعدات الإنسانية لمؤسسة غزة الأميركية في منطقة الشاكوش غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة، أسوة بعشرات الآلاف من الشباب طالبي المساعدات، ممن أنهك الجوع أطفالهم وأجبرهم على السير في هذا الطريق المحفوف بالخطر والذل.
كانت تلك المرة الرابعة التي يذهب فيها النجار (38 عاما) إلى المنطقة، على أمل أن يعود كالمرات السابقة ببضعة كيلوغرامات من الطحين الشحيح في الأسواق والباهظ الثمن، إلى جانب سلع أخرى مثل المعلبات التي لا فائدة صحية ترتجى منها إلا إسكات صرخات الجوعى من أبنائه الستة (أكبرهم 10 أعوام وأصغرهم 8 أشهر) ولو لبعض الوقت. لكنه ذهب ولم يعد، اختفى تماما كأن الأرض انشقت وابتلعته.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بحسابات رياضية.. هكذا صنعت إسرائيل مجاعة غزةlist 2 of 2مسك المدهون طفلة فلسطينية تواجه وضعا صحيا حرجا بسبب سوء التغذيةend of listخرج النجار من خيمته المنصوبة على أراضي المواصي غرب مدينة خان يونس، وهي المنطقة التي استقر بها منذ نزوحه عن معسكر جباليا بعد تدمير منزله ومنزل عائلته بالكامل واستشهاد والدته و3 من أخواته، فقرر البقاء فيها عكس بقية أشقائه الذين عادوا إلى مدينة غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت، وكان الأمل يحدوه بالعودة من جديد وفي يده ما يسد رمق أطفاله.
جلس النجار داخل حفرة كبيرة موجودة خلف حاجز ترابي، منتظرا كغيره فتح المركز أبوابه، قبل أن يباغتهم جيش الاحتلال بإطلاق نار كثيف أوقع العديد بين شهيد وجريح في مجزرة إسرائيلية جديدة، وهذه آخر لحظة شوهد فيها النجار حيا وفق ما قاله شقيقه الأكبر محمد للجزيرة نت.
روايات متضاربةوبحسب محمد، فإن روايات شهود العيان المختلفة والمتناقضة زادت من قلق العائلة وتوترها على مصير ابنها، فهناك من قال إنه شوهد داخل مركز المساعدات بالفعل، وآخرون أكدوا رؤيته وهو داخل سيارة حاملا بعض المساعدات وفي طريقه للعودة إلى خيمته.
إعلانوأمام جميع الروايات، اتخذت العائلة الطرق الرسمية للبحث عن ابنها في محاولة لمعرفة مصيره، خاصة أن اليوم المذكور شهد أيضا حالات اعتقال واسعة من قبل الاحتلال الإسرائيلي لطالبي المساعدات.
طرقت العائلة أبواب المؤسسات المحلية والدولية ذات العلاقة، مثل الصليب الأحمر ومركز الدفاع عن الفرد "الهوموكيد" ومقره في القدس المحتلة، وكذلك مؤسسات الميزان والضمير والهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، فجميعها لديها طلبات رسمية لمتابعة القضية.
هذه الخطوة جاءت بعد بحث مضنٍ من العائلة في جميع المستشفيات الحكومية والميدانية وفي ثلاجات الموتى، أملا في العثور عليه، لكنها لم تحصل على أي معلومة من شأنها أن تهدّئ من روعهم وتقلّل من توترهم، ليبقوا رهينة للخوف والقلق وترقب الأسوأ.
مصير مجهولومنذ اختفائه لم تحصل العائلة على أي معلومات خاصة من الجهات الدولية، فالصليب الأحمر يؤكد أنه تقدّم بطلب لجيش الاحتلال الإسرائيلي لمعرفة إذا ما كان النجار معتقلا لديه، لكن المؤسسة الدولية أخبرت العائلة بأنها لم تحصل على رد وأن الأوضاع الحالية بهذا الخصوص زادت تعقيدا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، خاصة في ظل كثرة ملفات المفقودين لديها وتعنّت الاحتلال في الكشف عن مصيرهم.
أما "الهوموكيد" فلديه توكيل رسمي موقّع من العائلة لمتابعة الملف، والذي ردّ بعد 20 يوما بأن مصلحة السجون الإسرائيلية أكدت أنه غير موجود في السجون المركزية التابعة لها.
وأشار المركز نفسه إلى أن نادر النجار قد يكون في أحد معسكرات الاعتقال التي أقامها جيش الاحتلال في مناطق غلاف غزة، ولا يُفصح عن أسماء من فيها إلا عند تحويلهم إلى مصلحة السجون، كما قال شقيقه محمد.
ولحين العثور على نادر أو معرفة مصيره، يمكث والده الحاج عوض (65 عاما) مع أحفاده ليعوّضهم ولو قليلا عن غياب والدهم، رغم قسوة الظروف المعيشية، بينما يحرص محمد وبقية أشقاء نادر على تقديم ما يمكنهم لإعالة أبناء أخيهم.
يُذكر أن نادر النجار سبق له تدريب أندية السلام وأهلي بيت حانون، كما عمل لفترة مساعدا للمدرب في نادي خدمات النصيرات، أما خلال مسيرته في اللعب فقد ارتدى قمصان أندية عديدة أبرزها شباب جباليا، واتحاد خان يونس، والمشتل، ونماء.