الأرض تئن في الشرق الروسي.. زلزال جديد يهز كامتشاتكا بعمق 64 كم
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
ضرب زلزال بقوة 6.0 درجات على مقياس ريختر صباح اليوم الثلاثاء قبالة سواحل شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى الشرق الروسي، في تطور جديد يعكس تصاعد النشاط الزلزالي في المنطقة التي تشهد توتراً جيولوجياً غير مسبوق في السنوات الأخيرة.
ووفقًا لبيان صادر عن الفرع الإقليمي للهيئة الجيوفيزيائية الموحدة التابعة للأكاديمية الروسية للعلوم، فإن مركز الزلزال يقع على بعد 234 كيلومترًا من مدينة بتروبافلوفسك – كامتشاتسكي، وعلى عمق 64.
وأضاف البيان، الذي نُشر عبر قناة الفرع الإقليمي على “تلغرام”، أن قوة الزلزال بلغت 6 درجات، دون تسجيل أي موجات تسونامي حتى الآن أو ورود تقارير أولية عن وقوع خسائر بشرية أو مادية.
ويأتي الزلزال الجديد بعد أيام فقط من زلزال ضخم بلغت قوته 8.8 درجات ضرب المنطقة في 30 يوليو الماضي، ليُسجل كأقوى هزة أرضية تضرب كامتشاتكا منذ زلزال عام 1952 المدمر، الذي تسبب آنذاك في موجات تسونامي مدمرة عبر المحيط الهادئ، وقد تلت الهزة الكبرى في يوليو زلزالان ارتداديان بقوتي 6.0 و5.1 درجات في اليوم التالي، مما رفع حالة التأهب الجيولوجي في المنطقة إلى أعلى مستوياتها.
وتقع كامتشاتكا على الحافة الغربية لما يُعرف بـ“حلقة النار” في المحيط الهادئ، وهي منطقة جيولوجية نشطة تحيط بالمحيط وتضم أكثر من 75% من البراكين النشطة في العالم، بالإضافة إلى كونها مسرحًا لنحو 90% من الزلازل العالمية.
وتتميّز كامتشاتكا بأنها من أكثر المناطق الروسية عرضة للنشاط الزلزالي والبراكيني. فإلى جانب الزلازل الأخيرة، شهدت المنطقة أيضًا في 3 أغسطس الجاري ثوران بركان كاريمسكي، للمرة الأولى منذ 600 عام، ما يعزز المخاوف من ارتباط النشاط البركاني بالحراك التكتوني العنيف في المنطقة.
وعززت السلطات الروسية عمليات المراقبة الزلزالية في المنطقة، كما صدرت توصيات للسكّان بتوخي الحذر والبقاء على اطلاع دائم بتحذيرات الطوارئ.
وتشير تقديرات الخبراء إلى أن النشاط الزلزالي في كامتشاتكا قد يستمر خلال الفترة المقبلة، مع ترجيحات بوقوع هزات ارتدادية جديدة، خصوصًا مع تراكم الطاقة التكتونية في القشرة الأرضية ضمن “حلقة النار”.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: جزيرة كامتشاتكا زلزال زلزال روسيا كامتشاتكا
إقرأ أيضاً:
الأنظمة الذكية للتدفئة والتهوية وتكييف الهواء تكتسب زخماً مع سعي منطقة الشرق الأوسط نحو مستقبل مستدام
في ظل تسارع وتيرة التوسع الحضري وتطوير البنية التحتية الذكية في منطقة الشرق الأوسط، يشهد قطاع التكييف والتدفئة والتهوية (HVAC) تحوّلاً جذرياً يُعد الأكبر من نوعه منذ عقود. فمع تزايد الطلب على حلول التبريد، وتنامي التحديات المناخية، وتكامل الاستراتيجيات الوطنية للاستدامة، بدأ يتغيّر مفهوم تصميم وتشغيل وإدارة المباني في مختلف أنحاء المنطقة. وفي هذا الإطار، قدّمت كريستينا تشوي، مديرة إدارة تشغيل منتجات التكييف في شركة TCL لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، رؤيتها حول التقنيات الناشئة، وأولويات القطاع، والتطورات المستقبلية لحلول المناخ في منطقة الخليج.
تصف كريستينا تشوي مشهد قطاع التكييف في المنطقة بأنه يشهد تطوراً سريعاً ومتسارعاً. وقالت: “القطاع ينتقل من التركيز على زيادة السعة إلى التركيز على الكفاءة والاستدامة والتكامل الذكي”. وأضافت: “تضع مشاريع التطوير العمراني والأنشطة الضخمة الجارية على مستوى المنطقة معايير جديدة لما يجب أن تقدمه أنظمة التبريد، مؤكدةً أن “المدن تنمو بوتيرة متسارعة، ومع هذا النمو يرتفع الطلب على التبريد بشكل حاد. ولهذا باتت الحكومات والمطورون يضعون أولوية أكبر لاختيار أنظمة تساهم في تقليل استهلاك الطاقة على المدى الطويل، مع الحفاظ في الوقت ذاته على مستويات عالية من الراحة”.
وأشارت إلى أن هذا التحوّل قد أدى إلى اعتماد واسع النطاق لأنظمة التبريد متغير التدفق VRF، والمبرّدات المعيارية، والمضخات الحرارية المتقدمة، لاسيما في المشاريع الضخمة متعددة الاستخدامات. وأوضحت: “توفر هذه الأنظمة مرونة وقدرة على التوسّع، إلى جانب كفاءة تشغيلية أعلى، ما يجعلها مثالية لتلبية متطلبات المباني الحديثة في المنطقة. كما لفتت إلى أن “اعتبارات الصحة والعافية باتت تؤثر بشكل متزايد على توجهات السوق، حيث تشهد أنظمة الهواء النقي وتقنيات تحسين جودة الهواء الداخلي اهتماماً متنامياً في المشاريع الجديدة”.
لقد أصبحت كفاءة الطاقة أولوية محورية، وتعتقد كريستينا أن عدداً من التقنيات الناشئة سيُشكّل ملامح العقد المقبل في قطاع التبريد في منطقة الشرق الأوسط. وقالت: “تُعدّ تقنية العاكس للتيار المباشر نقلة نوعية حقيقية، إذ أسهمت بشكل كبير في تحسين كفاءة استهلاك الطاقة وخفض التكاليف التشغيلية بصورة ملحوظة. كما سلطت الضوء على أهمية أنظمة استعادة الحرارة ووحدات معالجة الهواء النقي، مشيرة إلى أنها “تُساهم في تحسين تبادل الحرارة وتقليل الأحمال الكلية على أنظمة التبريد”. وأضافت أن التطورات في تصميم مبادلات الحرارة، إلى جانب استخدام المبردات منخفضة التأثير البيئي مثل R32 وR290، تساعد المنطقة على التقدم نحو حلول تبريد أكثر استدامة. وقالت: “تُعد هذه الابتكارات ضرورية لتعزيز الاستدامة البيئية دون التأثير سلباً على الأداء التشغيلي”.
ومع تحوّل المباني إلى كيانات أكثر ذكاءً، أصبح دمج تقنيات إنترنت الأشياء (IoT) والذكاء الاصطناعي (AI) يعيد تشكيل عمليات أنظمة التكييف بطرق جوهرية. وأوضحت كريستينا قائلة: “تمكّن تقنيات إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي أنظمة التبريد من التعلم والتنبؤ والتكيّف. ومن خلال الحساسات الذكية والمنصات السحابية، يمكن لهذه الأنظمة مراقبة الأداء في الوقت الفعلي، والتفاعل مع أنماط استخدام المستخدمين، وتقليل الهدر عبر توزيع الأحمال بطريقة ذكية”.
ويساهم اعتماد تقنيات الكشف عن الأعطال والصيانة التنبؤية المدعومة بالذكاء الاصطناعي في تقليل فترات التوقف وتعزيز موثوقية الأنظمة. ووفقاً لكريستينا، فإن التكامل مع أنظمة إدارة المباني (BMS) والتطبيقات الذكية يوفّر لمديري المرافق مستويات غير مسبوقة من الرؤية والتحكّم. حيث تُتيح هذه الأدوات للفرق المتخصصة إمكانية إدارة البيئات المعقدة بكفاءة أعلى واستدامة أكبر”.