ممرضة أمريكية من داخل غزة تتحدث لـعربي21 عن معاناة الجوع (شاهد)
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
لا يقتصر التجويع القسري الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي ضد سكان قطاع غزة على المواطنين العاديين فقط ، بل طال أيضاً الطواقم الطبية سواءً المحلية أو الدولية المتطوعة والتي حضرت لتقديم المساعدة في ظل نقص الكوادر هناك.
وتعاني الطواقم الطبية من معاناة الجوع القسري، حيث لا يكادون يجدون قوت يومهم في ظل منع الاحتلال دخول الغذاء للقطاع من المعابر التي يُغلقها منذ بداية الحرب تقريبا.
وكان من ضمن الطواقم الطبية الدولية أطباء وممرضين أمريكيين، التقت "عربي21" أحدهم وهي الممرضة، إليداليس بورغوس، والتي أكدت مشاهدتها لتأثير التجويع القسري الإسرائيلي على الجميع، سواء الناس في الشارع أو حتى الكوادر الصحية في المستشفيات.
وقالت بورغوس في مقابلة مصورة مع "عربي21"، إن "الطواقم الطبية تنهار بسبب التجويع ويصابون أيضا بالجفاف وسوء التغذية، ما يؤثر على عملهم، وقد يمنعهم من تقديم الخدمات الطبية للمصابين والمرضى الذين يصل عددهم بالآلاف".
وبشأن حديث الاحتلال عن أن المقاومة هي المسؤولة عن تجويع سكان القطاع، قالت الممرضة الأمريكية المتطوعة في مستشفى ناصر، "على العكس الاحتلال هو من يمارس التجويع القسري على السكان عبر منعه دخول الغذاء".
وأكدت أن "الحكومة الأمريكية متواطئة وهي تعرف تمامًا ما يجري ، إنها تكذب على الشعب الأمريكي، فهي من تمول هذا بذريعة أنه دفاع عن النفس، لكنه ليس كذلك، إنها كذبة".
وتاليا نص الحوار كاملاَ:
عربي21:" كيف هو وضع الكوادر الطبية في قطاع غزة الآن خاصة في ظل التجويع القسري الذي يعاني منه جميع السكان؟
بورغوس :" الوضع سيء للغاية، وأنا متأكدة من أنه لم يكن جيداً لفترة طويلة طوال هذه الإبادة الجماعية، لكننا الآن نشهد أيضًا انهيارً العاملين في مجال الرعاية الصحية بسبب التجويع القسري.
لقد رأيت العديد من الزملاء الذين يحتاجون إلى سوائل "محاليل" وريدية لأنهم يعانون من الجفاف الشديد، وفي بعض الأحيان ينهارون بسبب عدم استنزافهم للطاقة اللازمة للقيام بواجبهم.
كما أننا نرى تأثيرًا كبيرًا للتجويع القسري على الجميع، خاصةً على الطواقم الطبية الذين يساعدون الناس هنا، لدرجة أنهم قد يعجزون قريبًا عن تقديم المساعدة لمجتمعهم، وهذا سيكون كارثة حقيقية.
نتيجة لنقص الغذاء يُقدم لنا في المستشفى وجبة واحدة يوميًا، عادةً ما تكون أرزًا وعدسًا، هذا ما يأكله موظفو المستشفى المحليين، أما العاملون الدوليون مثلي، فنستطيع إحضار بعض الطعام، لكن أمتعتنا محدودة جدًا.
نحن نحمل حقيبة سفر واحدة فقط، وبعد وضع قليل من الملابس والمستلزمات الطبية فيها، لا يتبقى سوى مساحة صغيرة للطعام، وقد حرصنا على ترشيد استهلاكنا من الطعام، ووزّعنا بعضه مجانًا، لأننا لم نكن نتضور جوعًا منذ خمسة أشهر كما هو حال الكوادر المحلية.
ولهذا أُعطي القليل منه هنا وهناك، كما أحاول إعطاء أكياس الإلكتروليت – مزيج من المعادن – للممرضين الذين ينهارون، لأنهم بحاجة إليها أكثر مني، ولذلك، سآكل وجبة واحدة يوميًا معهم وأحاول تقنين طعامي حتى أتمكن من مشاركته معهم، لأن الوضع هنا مُريعٌ وسيء للغاية.
الأطباء يُجرون العمليات الجراحية يومياً حتى شروق الشمس دون تناول الطعام، وبعضهم لا يستطيع إنهاء عمله، الأمر صعبٌ للغاية على الطاقم الطبي هنا.
لذا أود أن أقول إن الأمر لا يتعلق بالأطباء الدوليين إطلاقًا، نحن هنا لنُعبّر وننقل صوت الأطباء والممرضين الغزيين الذين يعيشون هذا الظرف منذ ما يقارب 650 يومًا، إنهم يجدون وقتًا للراحة البتة.
فهم يعملون في نوبات عمل على مدار الساعة، وإذا حصلوا على يوم عطلة، فلا مجال للاسترخاء هنا , فهم سيحاولون إعالة أسرهم، لذا، فإن الطواقم الطبية المحلية تحملوا الكثير في محاولة مساعدة مجتمعهم .
عربي21:" تحدثتِ عن تأثير التجويع القسري على الطواقم الطبية، لكن ما تأثيره على الأطفال والنساء خاصة الحوامل منهن؟
بورغوس :" عملي الأساسي هنا في وحدة العناية المركزة للبالغين، لكنني أحيانًا أذهب إلى قسمي الأطفال والطوارئ، وأرى هناك العديد من الأطفال المصابين بطلقات نارية ليست عرضية يتلقون الإسعافات الأولية.
كما يعاني العديد من الأطفال من سوء تغذية حاد وأصبحوا "جلد على عظم"، وهو نفس حال العديد من الناس الذين يمرون من حولي، حيث يمكن رؤية علامات سوء التغذية الحاد على جميع السكان.
أما النساء المُرضعات، فمعظمهن لا يستطعن إرضاع أطفالهن، لأنهن لا يحصلن على تغذية جيدة، وبالتالي فإن الرضاعة الطبيعية تصبح صعبة، كما لا يمكن شراء أو حتى العثور على حليب الأطفال، فكيف سيطعمن أطفالهن؟ الوضع صعب للغاية الآن.
علما أن بعض أطباء الإغاثة الدولية حاولوا إحضار حليب الأطفال معهم، لكن قام الجيش بمصادرته، بالتالي حتى لو حاولنا إحضار ولو كميات قليلة معنا للمساعدة فإن الجيش سيصادره.
عربي21:" ما هي أصعب حالة تعاملتِ معها خلال عملك في مستشفى ناصر وأثرت بكِ كثيرا؟
بورغوس: " رؤية المرضى وهم يعانون من الصدمات ، فكل مريض تقريبًا في وحدة العناية المركزة إما مُصاب بانفجار أو بطلق ناري، وكل المرضى يعانون من هذه الصدمة ثم يتضورون جوعا ويموتون.
لأنهم إذا ما نجوا من الإصابة وتمكنوا من الخضوع لعملية جراحية، ولكن بعد ذلك لا يمكننا حقًا تحسين حالتهم لأنهم بدون تغذية جيدة، لن يتعافون، كان مشاهدة كل ذلك مؤلماَ للغاية.
الأمر الآخر الذي لفت انتباهي وهو كما ذكرت، التأثير على العاملين في مجال الرعاية الصحية، فهم يبذلون قصارى جهدهم، هم مذهلون، أطباء، وممرضون وغيرهم من الطواقم الطبية، أعني، الجميع مذهلون، متألقون، أذكياء.
وهم يريدون تقديم أفضل رعاية ممكنة، لكن بدون توفر المستلزمات الأساسية، أحيانًا لا نستطيع حتى إجراء الفحوصات أو التحاليل التشخيصية الروتينية التي تُجرى يومياً بشكل طبيعي لأي مريض في أي مكان آخر في العالم، أي ما يُعتبر روتينيًا في الخارج، يُعد هنا في قطاع غزة مهمة شبه مستحيلة.
وفي الواقع، اليوم مثلا نفدت القفازات الطبية في وحدة العناية المركزة، لذا نحن الآن نناقش كيفية رعاية المرضى بدونها، وما الذي يمكننا استخدامه؟! ولذلك استخدمنا مؤقتاَ قفازات تُستخدم عادة في المطابخ لتقديم الطعام، وليست تلك المُخصصة للاستخدام الطبي.
علماَ أن القفازات الطبية في اليومين الماضيين كانت أصلا قليلة جدًا، والإمدادات أيضا قليلة جدًا، حتى أنني أحضرت معي قفازات من الخارج ونفدت، هو شيء بسيط لكنه أساسي جدًا، ومع ذلك يتم منع ادخاله، أيضا يتم منع ادخال الأدوية، الإبر، المحاقن، أردية "أغطية" المرضى، أشياء أساسية مثل هذه لا نملكها.
ولهذا مثلا نستخدم الآن أشياء لا نستخدمها عادةً لتغطية المرضى لحماية خصوصيتهم، كذلك العناية بالفم والإجراءات الطبية المختلفة التي تُعتبر طبيعية وروتينية في الوقت العادي يصعُب جدًا القيام بها الآن لعدم توفر الإمدادات المناسبة.
كما لا نستطيع تقديم بعض الأدوية للمرضى، كالمُخدر ومسكنات الألم، وكما قلت، كل مريض يعاني من صدمة نفسية، لذا هو يتألم بشدة، فالمرضى خضعوا لعمليات جراحية ومرّوا بصدمة ويحتاجون للمسكنات والمحاليل التي لا يمكننا توفيرها، لذلك فهم يعانون كثيراَ فوق معاناتهم الأصلية.
ويُسبب هذا الوضع ضغطًا نفسيًا وأخلاقياً للعاملين في مجال الرعاية الصحية، وهم يشعرون بألم عميق لعدم قدرتهم على تقديم الرعاية التي نعلم جميعًا أنها من حق كل إنسان.
أعتقد أن هذا كان أعظم شيء رأيته وأثر بي كثيرًا، بالطبع، العديد من المرضى والمصابين يحاولون الحصول على المساعدة، الوضع مروع للغاية.
ايضا هناك أناسٌ يتضورون جوعًا الآن بسبب التجويع القسري الحاصل منذ ما يقرب من خمسة أشهر، وهم يموتون جوعاً، لذا يُغامرون بحياتهم للذهاب إلى مناطق تسليم المساعدات التي يعلم الجميع أنها محفوفة بالمخاطر، والجميع يعلم أن الذهاب إلى هذه المناطق ينطوي على مخاطرة كبيرة.
ولكن ما الخيار المتاح لهم؟ يقولون: "حسنًا، ربما سأموت وأنا أحاول إطعام عائلتي، لكن عليّ أن أحاول، عليّ أن أفعل شيئًا ما"، الأمر مروع.
كذلك كثير من الشباب، فتيان في السادسة عشرة والسابعة عشرة والثامنة عشرة، ممن ربما يشعرون بالقوة، يذهبون إلى مراكز الإغاثة سعياً للحصول على مساعدة لعائلاتهم، فيُصابون بطلقات نارية، في الرأس والصدر والفخذ، وهي استهدافات مُتعمدة، إنها محاولة واضحة لتدمير الحياة البشرية هنا، أرى ذلك بوضوح، لذا نعم الصورة كاملة مؤلمة جدا.
عربي21:" كما تعلمين هاجم الاحتلال سيارة اسعاف وخطف خلال الهجوم الدكتور مروان الهمص مدير المستشفيات الميدانية، كيث أثر هذا على الطواقم الطبية وعملها؟
بورغوس:" إنه لأمر مؤسف حقًا، نعم لقد استهدفوا الكوادر الطبية، انا أعلم أن هناك عاملين في مجال الصحة هنا تحدثوا بصراحة عن هذا، وهم أيضًا خائفون، يقولون: "مهلاً، إذا كنتُ مستهدفًا، فاستمر في التحدث، وسأموت وأنا أعلم أنني أحاول مساعدة شعبي.
العاملون في مجال الرعاية الصحية يُستهدفون تمامًا كما يُستهدف الصحفيون، لأنهم بمثابة صوت الناس، وهم من يساعدون المجتمع على البقاء، والصحفيون هم من يحاولون إيصال الرسالة، لذا يحاول الجيش قتلهم، واستهدافهم، وكتم أصواتهم، ومنعهم من مساعدة الآخرين.
ولقد رأينا رجلاً مُصاباً في الهجوم على سيارة الإسعاف وقمنا برعايته في وحدة العناية المركزة، والحمد لله، كان حاله يتحسن، لكنه أيضًا يعاني كثيرًا.
لكننا لا نعلم ما الذي حدث للدكتور مروان ولا نعرف مكانه، تمامًا مثل العديد من العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين فُقدوا أو اختُطفوا أو اختفوا طوال هذين العامين، إنهم محتجزون في سجون بل معسكرات التعذيب، وأعتقد أن من تم اختطافهم بالفعل هم بالمئات، لذا من المخيف جدًا معرفة أن هذا يحدث.
عربي21:" تتهم الحكومة الأمريكية المقاومة الفلسطينية بأنها هي المسؤولة عن تجويع سكان قطاع غزة وأنها تسرق المساعدات، ما رأيك بهذه الاتهامات وما مدى مصداقيتها؟
بورغوس:" أقول إنها كذبة صارخة، إنها كذبة، الجيش الإسرائيلي هو من يمنع الطعام ولا يسمح بدخول المساعدات، جميع المعابر مُغلقة وهو من يتحكم بكل هذا، وليس الناس هنا , الناس هنا يريدون العيش، ولذلك لن يمنعوا الطعام عن بعضهم البعض، بل على العكس هم يُشاركونني طعامهم رغم أنني لست من جاع كما تعلمون بل هم، ويصرون على مشاركتي طعامهم، القليل الذي لديهم.
ولم أرَ أي حالة يصادر الناس فيها هنا الطعام، إنها عملية عسكرية مُصممة لتجويع سكان غزة قسرًا، وكما قلت الجيش يرمي حتى حليب الأطفال الذي يُحضره عمال الإغاثة الدوليون.
ما التهديد الذي نُشكله؟ لماذا يرمون حليب الأطفال الذي نُحضره؟ ليس سكان غزة من يفعل ذلك، بل الجيش الإسرائيلي، ولهذا، فهي كذبة صارخة، وهذا ليس له أي علاقة بالمقاومة هنا.
الأمر يتعلق بمنع الجيش الإسرائيلي للطعام، وحكومتنا متواطئة وهي تعرف تمامًا ما يجري، إنهم يكذبون على الشعب الأمريكي، إنهم يمولون هذا ويتظاهرون بأنه دفاع عن النفس، لكنه ليس كذلك، إنها كذبة.
الشعب الأمريكي بحاجة لأن يستيقظ فالكثير منهم غارقون في النوم، إنهم يواصلون حياتهم اليومية، أو يصدقون ما يشاهدونه في الإعلام الأمريكي الذي لا يغطي الأحداث والقصص بوضوح تام.
لذا، على الشعب الأمريكي أن يستيقظ ويفهم أن حكومتنا هي من تفعل هذا، وأن أموالنا تدفع ثمن القنابل التي تُلقى هنا، كما أنها تمنح النظام الإسرائيلي غطاءً سياسيًا، دون أي محاسبة على جرائم الحرب التي يرتكبها، لذا فهي كذبة، إنها كذبة.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 تشرين الأول / أكتوبر 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة، وتجوّع الفلسطينيين، فيما شددت إجراءاتها في 2 آذار / مارس الماضي بإغلاق المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي مجاعة ووصولها إلى مستويات كارثية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية مقابلات حصار غزة أطفال غزة تجويع غزة المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی وحدة العنایة المرکزة فی مجال الرعایة الصحیة التجویع القسری الشعب الأمریکی الطواقم الطبیة حلیب الأطفال الطبیة فی العدید من إنها کذبة قطاع غزة الذی ی تمام ا جمیع ا
إقرأ أيضاً:
السيسي: مصر لن تكون بوابة للتطهير العرقي أو الإخلاء القسري لأهلنا في غزة
يشهد قطاع غزة، منذ أكثر من 21 شهراً، واحدة من أشد الأزمات الإنسانية في العصر الحديث، حيث تفشى سوء التغذية الحاد، وانتشر الجوع بين المدنيين. اعلان
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن الحرب المستمرة في قطاع غزة "تجاوزت منذ زمن أي منطق أو مبرر"، مشدداً على أنها لم تعد تدور حول تحقيق أهداف سياسية أو تحرير رهائن، بل تحولت إلى "حرب للتجويع والإبادة الجماعية وتصفية القضية الفلسطينية".
وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده السيسي مع نظيره الفيتنامي في العاصمة المصرية، حيث أعاد التأكيد على الموقف المصري الثابت برفض استخدام الأراضي المصرية كممر لتهجير الشعب الفلسطيني من وطنه، معلناً بحزم أن "مصر لن تكون بوابة للتطهير العرقي أو الإخلاء القسري لأهلنا في غزة".
وكان السيسي دعا نظيره الأميركي دونالد ترامب ، في كلمة متلفزة قبل شهر، إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، مؤكداً أن "الوقت قد حان لإنهاء هذه الحرب".
ويشهد قطاع غزة، منذ أكثر من 21 شهراً، واحدة من أشد الأزمات الإنسانية في العصر الحديث، حيث تفشى سوء التغذية الحاد، وانتشر الجوع بين المدنيين، لا سيما بعد أن فرضت إسرائيل حظراً شبه كامل على دخول المساعدات الإنسانية والسلع الأساسية إلى القطاع في مارس/آذار الماضي.
ورغم إقامة نظام توزيع مشترك بين إسرائيل والولايات المتحدة عبر ما يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، إلا أن هذا النظام أثار جدلاً واسعاً، وفشل في تلبية الحاجات الأساسية، بل تسبب في مقتل مئات الفلسطينيين أثناء تدافعهم للحصول على المساعدات.
Related يوميات الجوع في غزة: 8 وفيات جديدة و43% من النساء الحوامل والمرضعات في خطر صندوق مساعدات يقتل ممرضًا في غزة ومنظمات الإغاثة تحذّر من خطورة الإنزال الجويقبل 20 عاماً انسحبت إسرائيل من غزة.. هل تعود إلى القطاع بقرار من نتنياهو؟وفي ظل تصاعد الضغوط الدولية، سمحت إسرائيل، منذ نهاية يوليو/تموز، بدخول شحنات محدودة من المساعدات البرية، إلى جانب عمليات إلقاء جوي، لكن الأمم المتحدة تؤكد باستمرار أن كميات الغذاء التي تصل إلى القطاع "لا تكفي لمنع مجاعة جماعية"، محذرة من أن الوضع بات على حافة الانهيار الكامل.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الثلاثاء، إن على إسرائيل "استكمال هزيمة حماس" بهدف تحرير الرهائن المحتجزين في غزة، وذلك قبيل اجتماع مرتقب مع كبار قادة الأجهزة الأمنية لبحث خطة عسكرية جديدة، تشير تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أنها قد تتضمن احتمالاً باحتلال كامل للقطاع.
وفي السياق الدولي، تواصل المنظمات الإنسانية دعواتها الملحة لإدخال الغذاء والدواء بشكل فوري وآمن إلى غزة، محذرة من وقوع "مجاعة جماعية" لا سابق لها. وفي موازاة ذلك، أعلنت عدداً من العواصم الغربية نيتها التقدم باعتراف رسمي بدولة فلسطين، في خطوة تُعدّ تطوراً دبلوماسياً مهماً، رغم المعارضة القوية من الولايات المتحدة وإسرائيل.
وكان الهجوم الذي نفذته حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 قد أسفر عن مقتل 1219 شخصاً، وفقاً لحصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استناداً إلى بيانات رسمية إسرائيلية، معظمهم من المدنيين. وفي المقابل، تواصل إسرائيل حملتها العسكرية في غزة، التي أسفرت، بحسب إحصائيات وزارة الصحة في القطاع، عن مقتل 61,020 شخصاً على الأقل، غالبيتهم من النساء والأطفال والمواطنين العزل، في أرقام تُعتبرها الأمم المتحدة "موثوقة وشاملة".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة