هل يغير تعاون وزارة الأوقاف ونقابة الممثلين من مشهد الدراما المصرية؟
تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT
في الوقت الذي تعاني فيه الدراما المصرية من سيطرة حكومية، على أدوات تلك الصناعة التي اشتهرت بها القاهرة، وحملت معها لقب "هوليود الشرق" كونها الأقدم عربيا وإفريقيا، ظهرت مؤخرا وزارة الأوقاف في المشهد؛ ما دفع للتساؤل حول ما قد تلعبه من أدوار في هذا المجال.
الأحد الماضي، التقى وزير الأوقاف المصري، أسامة الأزهري، بنقيب المهن التمثيلية المصري، أشرف زكي، والفنانة ماجدة زكي، والمايسترو أمير عبدالمجيد، لبحث التعاون في دعم الدراما الدينية والأنشطة الفنية والثقافية في البلاد.
الوزير الأزهري، المستشار الديني السابق لرئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، قال إنّ: "الدراما الدينية تمثل ركيزة أساسية من ركائز تجديد الخطاب الديني"، مؤكدا أنّ: "التعاون يأتي في إطار مبادرة "صحح مفاهيمك" التي أطلقها الوزير من مجلس الوزراء الأربعاء الماضي".
بيان الأوقاف، لم يوضح ماهية الدور المحتمل الذي تلعبه الوزارة في الدراما المصرية، أو الصورة المحتملة التي ستسعى لنشرها، ولم يؤكد أو ينفي احتمال أن تشارك بشكل مباشر في الإنتاج الدرامي، كما لم يعلن طريقة مساهمة الوقاف المرتقبة في النهوض بالدراما المصرية، والخروج بها من كبوة الإسفاف، وانتشار أعمال البلطجة.
لكن حديث نقيب الممثلين الذي قال فيه إن الفنون قادرة على "إحداث تغيير بوعي الشعوب، ومعالجة الظواهر السلبية"، أكد على "دور الدراما الدينية والتاريخية"، في هذا الجانب، ما يشير لاحتمال التعاون في إنتاج هذا النوع من الدراما الذي اختفى على مدار السنوات الماضية.
وفي 30 تموز/ يوليو الماضي، وفي حضور رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، بمقر الحكومة بمدينة العلمين الجديدة، أعلن وزير الأوقاف، إطلاق مبادرة "صحح مفاهيمك"، (الدينية، والسلوكيات المجتمعية الخاطئة، وتعزيز قيم الانتماء، والانضباط)، بالتركيز على 40 قضية مجتمعية.
ومؤخرا تعاظمت أدوار وزارة الأوقاف، بشكل لافت، والتي كان آخرها توقيعها ووزارة التعليم، وبتوجيه من السيسي، 23 تموز/ يوليو الماضي، بروتوكول تعاون لإطلاق "حضانات تعليمية" صباحية بالمساجد، في خطوة أثارت جدلا واسعا.
النهوض بالدراما
في حديثه لـ"عربي21"، يرى الفنان معتز السويفي، أنه يمكن لوزارة الأوقاف المشاركة في عملية النهوض بالدراما الدينية والتاريخية المصرية والخروج بهما من الكبوة، بل وتغيير مشهد الإسفاف، الحالي.
وقال إنّ: "الأوقاف، والأزهر الشريف، هما الأساس للنهوض بالدراما الدينية المبنية على الحقائق الصحيحة، والبعيدة عن التلاعب، ومتابعة ومراجعة مؤلفين الدراما الدينية في كل كلمة، كما كان يحدث سابقا بالمسلسلات الدينية والتى كانت تذاع من خلال مبنى التلفزيون".
وتوقع السويفي، أيضا أن يكون للأوقاف دور في تقليل دراما الأكشن وما يطلق عليه البعض "البلطجة"، والعودة للدراما الاجتماعية والأسرية، موضّحا أنه "يمكن أن يكون لها دور أو أن تكون أحد الأسباب في تقليل فن البلطجة"، مبينا أن "الدراما أرقى بكثير جدا من وضع كلمة بلطجه بجانبها، ولذا أُطلق على هذا النوع فن البلطجة أو أسلوب هدم قيم المجتمع المصري بالتحديد لتفتيت مصر داخليا من خلال شعبها".
لسنا أقل تدينا من الإخوان
في رؤيته لأسباب حضور وزارة الأوقاف في المشهد الدرامي المصري، قال الناقد السينمائي والكاتب الصحفي المصري، أمير العمري، إنّ: "هدف الحكومة المصرية هو منافسة الدولة، لجماعة الإخوان المسلمين، والإدعاء بأن الدولة لا تقل عنها تمسكا بالقيم والأخلاق وتعاليم الدين".
ويعتقد في حديثه لـ"عربي21"، أنّ: "هذا هدف سياسي بالطبع، ومقصده سحب البساط من تحت أقدام قوى الإسلام السياسي"، مؤكدا رفضه "جميع أنواع التدخلات من طرف أي مؤسسة والتدخل السلطوي أيا كان، في الفكر سواء كان تدخلا دينيا أو سياسيا في الأعمال الفنية والإبداعية عموما".
ويرى أن "هذا تراجع مخيف إلى دولة تخلط المطلق وهو الدين، بالنسبي وهو العمل الإبداعي"، مضيفا: "كما أنه تكريس لهيمنة تفرض على الناس طريقة معينة في السلوك".
وختم بالقول: "ليست لدي توقعات لما قد يكون عليه تعاون الأوقاف ونقابة الممثلين، سوى الأسوأ على جميع المستويات، بسبب حالة التردي الثقافي وانهيار التعليم والإعلام".
وضع غير مألوف وجهات غير مختصة
عبر مواقع التواصل الاجتماعي، انتقد الصحفي سليم عزوز، الأمر، مؤكدا أن الدراما الدينية ليست اختصاص وزارة الأوقاف، وموضحا أن نقابة المهن التمثيلية ليست جهة إنتاج للدراما الدينية.
مراقبون رأوا كذلك، في مشهد جلوس وزير الأوقاف وإلى جواره، نقيب الممثلين وشقيقته ماجدة زكي، "وضع غير مألوف"، وبينما أشار البعض لاحتمال أن يكون "الأمر فيه توجيه من الدولة"، التي فرضت الكثير من القيود طوال السنوات الماضية على حرية الكتابة والإنتاج وكل أشكال صناعة الدراما.
وتباينت التوقعات بين احتمالات فرض قيود على صناع الدراما الشعبية لتقليل تأثير المحتوى السلبي لمسلسلات الحركة والإثارة والأكشن، وبين توقعات بدخول الأوقاف بما لها من أموال سائلة وأصول في مجال الإنتاج الدرامي بشكل عام، ومنه الدراما الدينية والتاريخية والاجتماعية.
وعلى الرغم من التقديرات المتفاوتة فإن القيم المالية الإجمالية لأصول أوقاف مصر، وفقا لتقديرات عام 2021، تريليون و87 مليار جنيه مصري تضم الأموال السائلة والأصول والأراضي والعقارات، والتي جرى تقديرها العام الماضي بـ5 تريليونات جنيه مصري بعد تضاعف قيمتها وفق معدلات التضخم.
وعلى الجانب الآخر، قلل البعض من أهمية اللقاء، ونتائجه المرتقبة، خاصة وأنه ليس الأول الذي يجمع الوزير بنقيب الممثلين، الذين التقيا 4 أيلول/ سبتمبر الماضي، بمقر وزارة الأوقاف بالعاصمة الإدارية الجديدة، وتناقشا في ذات الإطار، وأكدا أن الدراما الدينية من ركائز تجديد الخطاب الديني.
كما يلفت آخرون، إلى أنه لو ظهر دور تمويلي من الأوقاف فإن عودة الدراما التاريخية والدينية أم صعب المنال، وسط تراجع مستوى الكتابة الدرامية، وغياب الإبداع، وتقييد المبدعين، وغلبة الأعمال الشعبية وانتشارها وسهولة ترويجها وتحقيقها أرباحا هائلة.
واقع مظلم للدراما التاريخية والدينية
في ظل سيطرة نظام الحكم الحالي في القاهرة على العملية الانتاجية بجميع مراحلها، خرجت المسلسلات التاريخية والدينية من حسابات صناع الدراما لسنوات وغابت عن موسم العرض السنوي بشهر رمضان، الذي طالما ذخر بها لعقود.
ومنذ الانقلاب العسكري الذي ضرب مصر منتصف العام 2013، وتخضع إدارة قطاع الإعلام والصحافة والإنتاج الدرامي والتلفزيوني والسينمائي، وكعكتها الاقتصادية الكبيرة لجهاز المخابرات العامة.
وعلى مدار عقد التسعينيات من القرن الـ20 والعقد الأول من القرن الـ21، تبارت الدراما المصرية والسورية في صناعة المسلسلات الدينية والتاريخية، ولكن ومنذ الأزمة السورية والانقلاب العسكري في مصر توقف إنتاج الدراما الدينية والتاريخية.
ذلك التوقف في مصر، جاء في ظل دعوات السيسي الدائمة لتجديد الخطاب الديني، وهجوم بعض الأذرع الإعلامية -بينهم إبراهيم عيسى- على قواعد وثوابت الدين الإسلامي وشخوصه وأئمته وقياداته التاريخيين.
في المقابل؛ حشدت الدولة المصرية متمثلة في الشركة "المتحدة للخدمات الإعلامية"، التابعة لجهات سيادية جهودها لصناعة مسلسلات تدعم رؤيتها السياسية وبينها مسلسل "الاختيار"، بأجزائه الثلاثة.
المسلسل التاريخي المصري الوحيد الذي كان مقررا إنتاجه عامي 2020، و2021، عن الصحابي "خالد بن الوليد"، بطولة الممثل عمرو يوسف توقف تماما، كما لم تنجح فكرة تقديم مسلسل من تاريخ مصر القديم عن "الملك أحمس"، قاهر الهكسوس.
لكن وفي تطور لافت شهد عام 2023، تقديم الشركة "المتحدة"، مسلسل "الحشاشين"، الإنتاج الأكبر والأكثر تكلفة لها، لكن محللون انتقدوا سياقه وغلبة الإسقاط السياسي عليه، ورصدوا فيه العديد من الأخطاء التاريخية والفنية.
كما شهد العام 2023، أيضا، عودة الدراما الدينية، عبر مسلسل "الإمام الشافعي" للممثل خالد النبوي، فيما قدم المخرج خالد يوسف المسلسل التاريخي "سره الباتع"، من زمن الحملة الفرنسية على مصر، في أعمال لم تلق إقبالا جماهيريا، وفق رؤية البعض.
وحملت بعض الأعمال أخطاء فادحة في وقائع تاريخية قرآنية ونسبة أحاديث نبوية شريفة إلى أقوال بعض الفقهاء، من بينها مسلسل الاختيار في 2020، حيث جاءت جملة "يبعثون على نياتهم" على لسان أحد أبطال المسلسل على أنها قول لابن تيمية رغم أنها جزء من حديث نبوي شريف، رواه "البخاري".
وغلب على تلك الفترة تقديم دراما حول دور الجيش والشرطة، بتعليمات من السيسي، الذي وجه بظهور رجال الجيش والشرطة بصورة جيدة، في الأعمال الدرامية.
إلى ذلك، شهدت نفس الفترة أيضا، إنتاج دراما البلطجة، التي غلبت عليها مشاهد القتل، والضرب، والسحل، والصراع الدامي، والسرقة، والنهب، والنصب، والدجل، ومعاقرة الخمر، والتي لاقت انتقادات المصريين، ووصفها السيسي، في رمضان الماضي بـ"الغث"، و"الهزل".
ما دفع الشركة "المتحدة للخدمات الإعلامية" في آذار/ مارس الماضي، لتشكيل لجنة متخصصة للمحتوى، تتولى وضع خطط وبرامج للإنتاج الدرامي والإعلامي، ومتابعة ورصد الأعمال المنتَجة.
الإنتاج العربي للديني والتاريخي
في ظل غياب مصر، وسوريا عن تقديم الدراما الدينية والتاريخية، دخلت الإمارات هذا المجال بإنتاج العمل التاريخي "ممالك النار" عام 2019، والذي أثار الجدل عن السلطان العثماني "سليم الأول"، وذلك في ظل أجواء سياسية غائمة حينها، بين تركيا من جانب ومصر والإمارات والسعودية، من جانب آخر.
ورغم انطلاق موسم الرياض، عام 2019، واستعانة هيئة الترفيه السعودية بآلاف المصريين والسوريين من ممثلين وموسيقيين وفنيين، لم تقدم على تعويض دور القاهرة ودمشق في الأعمال الدينية والتاريخية، بل انتهج الموسم الجانب الترفيهي فقط.
جرّاء ذلك، كانت السعودية قد قرّرت تقديم مسلسل "معاوية"، بميزانية هي الأضخم في تاريخ الدراما العربية قُدرت بـ100 مليون دولار، كعمل تاريخي عربي مشترك في رمضان الماضي، وتناول سيرة معاوية بن أبي سفيان مؤسس الدولة الأموية، ليحدث جدلا هائلا بالشارع العربي.
والثلاثاء، فاجأ رئيس هيئة الترفيه في السعودية، تركي آل الشيخ، المصريين بقوله إن موسم الرياض القادم سيعتمد اعتمادا كاملا على العازفين والموسيقيين السعوديين والخليجيين، وعلى المسرحيات السعودية والخليجية مع بعض مسرحيات سورية وعالمية.
التصريح الذي قرأ فيه نقاد إعلانا صريحا بالاستغناء عن الفنانين والعازفين والموسيقيين المصريين والأعمال المسرحية المصرية.
أعمال لا تُنسى
تذكّر "عربي21"، بأشهر المسلسلات الدينية والتاريخية المصرية التي أثرت في المشاهد العربي لعقود، وحققت شهرة واسعة بسبب جودتها الفنية وتناولها لشخصيات وأحداث تاريخية.
ومنها: مسلسل "محمد رسول الله"، الذي جاء في عدة أجزاء ضمت تاريخ الأنبياء وحكايات من التاريخ الإسلامي، وأيضا، "عصر الأئمة"، الذي تناول حياة أئمة المسلمين الأربعة، مالك، وأبي حنيفة النعمان، والشافعي، وأحمد بن حنبل.
ومسلسل "رجل الأقدار"، عن حياة فاتح مصر عمرو بن العاص، بطولة الراحل نور الشريف، الذي قدم أيضا "عمر بن عبدالعزيز"، عن حياة الخليفة الأموي، ومسلسل "هارون الرشيد"، عن الخليفة العباسي.
وذلك إلى جانب مسلسلات تاريخية كثيرة بينها مسلسل "الأبطال"، الذي تدور أحداثه حول الحملة الفرنسية على مصر.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي عالم الفن كاريكاتير بورتريه الدراما المصرية وزارة الأوقاف وزارة الأوقاف الدراما المصرية نقابة الممثلين سياسة عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدراما المصریة وزارة الأوقاف
إقرأ أيضاً:
توقيع بروتوكول تعاون علمي بين جامعتي أسوان ونور مبارك بكازاخستان.. صور
قال الدكتور لؤي سعد الدين نصرت، القائم بأعمال رئيس جامعة أسوان، إن الجامعة وقعت بروتوكول تعاون علمي أكاديمي بين جامعة "نور مبارك" للثقافة الإسلامية بمدينة ألماتي بجمهورية كازاخستان، التابعة لوزارة الأوقاف. يأتي هذا التعاون في إطار سياسة الجامعة الرامية إلى الانفتاح الدولي وتعزيز الشراكات مع الجامعات المرموقة في العالم الإسلامي، بما يدعم مكانة مصر الأكاديمية ويعزز رسالتها الحضارية في نشر قيم الوسطية والتعاون الثقافي والعلمى .
وتم توقيع البروتوكول بحضور الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وذلك بمقر وزارة الأوقاف بالعاصمة الإدارية الجديدة.
ووقع البروتوكول عن جامعة أسوان الدكتور لؤي سعد الدين نصرت، رئيس الجامعة، وعن جامعة "نور مبارك" الدكتور أحمد حسين محمد، رئيس الجامعة. وتقرر تعيين الدكتور محمد أبو الشيخ، عميد كلية دار العلوم بجامعة أسوان، منسقًا للتعاون الأكاديمي، على أن يكون نظيره من جامعة "نور مبارك" الأستاذ الدكتور محمد الورداني، عميد كلية الدراسات الإسلامية.
بروتوكول تعاونويهدف البروتوكول إلى تعزيز أواصر التعاون الأكاديمي والثقافي بين الجانبين، من خلال تبادل أعضاء هيئة التدريس والطلاب، وتنظيم الأنشطة العلمية والبحثية المشتركة، وتقديم برامج دراسات عليا مزدوجة، فضلًا عن عقد محاضرات وورش عمل وندوات علمية، بالحضور المباشر أو عبر الوسائط الإلكترونية.
كما يتضمن الاتفاق آليات تنفيذية واضحة تشمل التبادل الأكاديمي، تنظيم المدارس الصيفية، الإشراف المشترك على رسائل الماجستير والدكتوراه، وتوفير الدعم الأكاديمي واللوجستي لإنجاح البرامج المشتركة.
ويعد هذا التعاون خطوة مهمة نحو التكامل الأكاديمي بين المؤسسات العلمية والدينية في جمهورية مصر العربية وجمهورية كازاخستان، ويعكس حرص وزارة الأوقاف على دعم جهود التواصل المعرفي مع دول آسيا الوسطى.
أكد اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان على دعم المحافظة اللامحدود للإعداد الجيد للإحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف فى بداية سبتمبر المقبل .
فيما قدم محافظ أسوان خالص التهانى القلبية للرئيس عبد الفتاح السيسى والقيادات الدينية والتنفيذية والطرق الصوفية بهذه المناسبة الطيبة والتى نستلهم منها الإرادة الصلبة والعزيمة الصادقة لتحقيق المزيد من العمل والإنتاج بفضل تلاحم وتكاتف كافة قوى المجتمع الأسوانى .