الجزيرة:
2025-12-12@19:42:54 GMT

هآرتس: كبش الفداء الأخير لنتنياهو رئيس أركان جيشه

تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT

هآرتس: كبش الفداء الأخير لنتنياهو رئيس أركان جيشه

بعد مرور 22 شهرا على "طوفان الأقصى" الذي يصفه الإسرائيليون بأنه أسوأ يوم في تاريخ دولتهم، لم يتبقّ من كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين والسياسيين الذين تولّوا مناصبهم آنذاك سوى شخص واحد في موقعه: بنيامين نتنياهو.

وبينما أُقيل وزير الدفاع، واستقال كل من رئيس الأركان، ورئيس الشاباك، ورئيس الاستخبارات العسكرية، وأُطيح برئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، ظل نتنياهو رئيسا للوزراء وبلا محاسبة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب إسرائيلي: واقعنا اليوم أسوأ من دولة أورويل الشموليةlist 2 of 2قادة عسكريون وأمنيون سابقون بإسرائيل: حرب غزة عبثية وتكبدنا الخسائرend of list

والآن، وقد نضب معين "كبوش الفداء" يوجّه نتنياهو سهامه نحو الجنرال إيال زامير (رئيس الأركان الذي عيّنه بنفسه) محاولا تحميله مسؤولية كارثة غزة المستمرة.

وفي مقال تحليلي نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، سلط الكاتب عمير تيبون الضوء على أزمة القيادة التي تواجهها الحكومة بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأعاد الكاتب إلى الأذهان أن نتنياهو كان -عشية ذلك الهجوم- على رأس السلطة، ومحاطاً بقيادات عسكرية وأمنية رفيعة: وزير الدفاع يوآف غالانت، رئيس الأركان هرتسي هاليفي، رئيس الشاباك رونين بار، رئيس الاستخبارات العسكرية أهارون حاليفا، قائد القيادة الجنوبية يارون فينكلمان، رئيس لجنة الخارجية والأمن بالكنيست يولي إدلشتاين.

واليوم، وحده نتنياهو لا يزال في منصبه، بينما أُقيل الآخرون أو استقالوا تباعا بعد أن أصبحوا عقبة أمام طموحاته السياسية، أو أعربوا عن معارضتهم لسياسات تمسّ بأمن إسرائيل، مثل إعفاء طائفة الحريديم الدينية المتشددة من الخدمة العسكرية زمن الحرب.

ووفق مقال هآرتس، ربما ظن نتنياهو أنه -بعد أن ترك كل هؤلاء مناصبهم- سيتمكن هو من القيام بجولة انتصار لكونه "آخر الناجين" من "كارثة" 7 أكتوبر/تشرين الأول، والوحيد الذي لم يدفع ثمن الإخفاقات "المفجعة" التي حدثت في عهده.

إعلان

ويعتقد تيبون في تحليله أن نتنياهو اختار عن عمد رئيس الأركان الجديد إيال زامير ووزير الدفاع يسرائيل كاتس لتطبيق سياسة عسكرية عدوانية في غزة، بعد أن أجهض الهدنة مع حركة حماس في مارس/آذار 2025 وأمر باستئناف الحرب، واعدا بصفقة أفضل لتحرير (الأسرى) الرهائن.

نتنياهو حاول -كما جرت العادة- استثمار ماكينة دعائية من وسائل إعلام موالية له، ومحللين سياسيين، وحسابات مجهولة التأثير، لتوجيه أصابع الاتهام إلى شخصيات أمنية سابقة، لكن بعد أن بات الجميع خارج المشهد، لم يعد أمامه إلا "الجنرال الذي اختاره بنفسه" أي زامير

لكن هذه الوعود -برأي الكاتب- انهارت سريعا، لتُسفر الحرب المتجددة عن مقتل نحو 50 جنديا إسرائيليا، وتدهور وضع الرهائن، وتفاقم الأزمة الإنسانية، وسط اتهامات دولية لإسرائيل بارتكاب تجويع جماعي.

ويشير المقال إلى أن نتنياهو حاول -كما جرت العادة- استثمار ماكينة دعائية من وسائل إعلام موالية له، ومحللين سياسيين، وحسابات مجهولة التأثير، لتوجيه أصابع الاتهام إلى شخصيات أمنية سابقة. لكن بعد أن بات الجميع خارج المشهد، لم يعد أمامه إلا "الجنرال الذي اختاره بنفسه" وهو زامير.

ويوضح الكاتب أن آلة الدعاية هذه رسمت صورة مشوّهة مفادها أن كل فرد في القيادة العليا -من غالانت وهاليفي إلى بار وإدلشتاين- كان جزءا من مؤامرة سرية تهدف إلى إضعاف إسرائيل ومنعها من تحقيق النصر في غزة.

وضمن هذا الادعاء، يُصوّر نتنياهو نفسه "ضحية" لهذا المخطط، لا كمسؤول كان على رأس إسرائيل طوال 95% من السنوات الـ16 الأخيرة.

لكن تيبون يقول إن زامير يرفض الانصياع لخطط نتنياهو الجديدة التي يسعى من ورائها لتوسيع العمليات العسكرية لمناطق يُحتجز فيها أسرى أحياء، محذرا من أن الاقتراب من هذه المناطق قد يُفضي إلى مذبحة بحقهم، استنادا لسوابق دامية، بينها مقتل أكثر من 40 "رهينة" خلال الحرب، من ضمنهم الأميركي الإسرائيلي هيرش غولدبرغ-بولين الذي لقي حتفه في رفح "عند اقتراب القوات الإسرائيلية من نفق كان محتجزا فيه.

بعد معارضته سياسة توسيع العمليات العسكرية هل يلحق زامير (يسار) بمن أطاح بهم نتنياهو؟ (غيتي)

كما يعارض زامير -علنا وداخل الغرف المغلقة- استمرار إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية، مؤكدا أن الجيش بحاجة ماسة إلى المزيد من المجندين لتنفيذ المهام، وأن المساس بمبدأ التجنيد الشامل يضر بأمن إسرائيل.

محاولة انقلابية

وردا على هذه المواقف، بدأ المحيطون بنتنياهو -وفي طليعتهم نجله يائير المقيم في ميامي بولاية فلوريدا الأميركية- شنّ حملة تشويه علنية ضد زامير، وصلت إلى اتهامه بتدبير محاولة "انقلابية" والادعاء بأن نتنياهو لم يكن يرغب أصلا في تعيينه. كما صدرت تسريبات تقول إنه إذا قرر زامير الاستقالة فإنها ستجد القبول، في لهجة تحمل تهديدا مبطّنا، بحسب المقال التحليلي.

ويصف المقال رئيس الاستخبارات العسكرية الحالي شلومي بيندر بأنه "ضعيف وخائف وخانع" مشيرا إلى أنه حضر مؤخرا جلسة في محكمة نتنياهو بطلب شخصي منه، لمحاولة إقناع القضاة بإلغاء شهادته في قضية فساد، متذرعا بـ"تطورات أمنية حساسة" تتعلق بالرهائن.

واعتبر تيبون شهادة بيندر بمثابة ورقة قانونية استخدمها نتنياهو للحصول على مهلة إضافية، ولكن رغم مرور أكثر من شهر على هذا الإجراء، لم يتمكن رئيس الوزراء من إحراز أي تقدم حقيقي في قضية الرهائن.

ورغم حملات التشويه والتضليل، فإن تحويل رئيس الأركان إلى "كبش فداء نهائي" يبدو -بحسب الصحيفة- خيارا غير ناجع في الوقت الراهن، في ظل إدراك واسع بأن إسرائيل تواجه أزمة إستراتيجية شاملة سببها قرارات نتنياهو وحده.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات ترجمات رئیس الأرکان أن نتنیاهو بعد أن

إقرأ أيضاً:

سياسي فلسطيني: إسرائيل لا تزال متمسكة باستراتيجيتها العسكرية تجاه الجنوب اللبناني

أكد حابس الشروف، مدير معهد فلسطين للأمن القومي، أن إسرائيل ما تزال متمسكة باستراتيجيتها العسكرية تجاه الجنوب اللبناني دون أي تغيير حقيقي، رغم الهدوء النسبي الذي يراه "هدوءاً خادعاً".

إسرائيل تستعد لسيناريو الرعب.. فيديو إعلام عبري: المبعوث الأمريكي يزور إسرائيل الأسبوع المقبل  تل أبيب لا تزال جاهزة لتنفيذ عمليات اغتيال

وأوضح الشروف، في حديثه للإعلامية فيروز مكي خلال برنامج "مطروح للنقاش" على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن تل أبيب لا تزال جاهزة لتنفيذ عمليات اغتيال تستهدف شخصيات لبنانية، خاصة قيادات من حزب الله، متى سنحت لها الفرصة.

وأشار إلى أن هذه الاغتيالات تمثل جزءاً أصيلاً من النهج الثابت الذي تتبعه إسرائيل منذ سنوات.

وبيّن أنّ لهذه العمليات أهدافاً متعددة، أبرزها تعزيز سياسة الردع داخل المنظومة الأمنية الإسرائيلية، إلى جانب إرضاء الحكومة اليمينية المتطرفة التي تدفع نحو مواجهة مفتوحة مع ما تعتبره "تهديدات وجودية" صادرة من الجنوب اللبناني.

كما يدخل ضمن هذا النهج السعي للضغط على الدولة اللبنانية للإسراع في نزع سلاح حزب الله وتمكين الجيش اللبناني من بسط سيطرته على الحدود.

وأضاف الشروف أن هذه السياسات تعكس ما وصفه بـ"العنجهية الإسرائيلية"، مؤكداً أنه لا يمكن تحقيق أي سلام أو استقرار في الجنوب ما دامت إسرائيل تحتل أراضٍ لبنانية وتتهرب من اتفاق سلام شامل مع الولايات المتحدة والدول العربية والإقليمية.

 

 

مقالات مشابهة

  • إسرائيل مسؤولة.. هآرتس: المياه أغرقت خيام غزة والأوضاع تنذر بالخطر
  • ما الذي تخطط له العدل الإسرائيلية بشأن العفو الرئاسي عن نتنياهو؟
  • رسالة غير مسبوقة من نتنياهو إلى إسرائيل
  • تهديدات داخل بيت هرتسوغ: رجل أعمال يلوّح بكشف “أسرار خطيرة” إذا مُنح نتنياهو عفوا
  • سياسي فلسطيني: إسرائيل لا تزال متمسكة باستراتيجيتها العسكرية تجاه الجنوب اللبناني
  • الأمم المتحدة: تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي حول الخط الأصفر تتعارض مع خطة ترامب للسلام
  • هآرتس تستعرض قائمة الأسلحة الأميركية لدى إسرائيل
  • رئيس هيئة الأركان يزور مجموعة حمزة بن عبد المطلب في الحرس الملكي الخاص
  • رئيس أركان حزب الله من بينها.. إليكم أبرز الشخصيات الراحلة والتي اغتيلت خلال عام 2025
  • الأمم المتحدة: تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي حول «الخط الأصفر» تتعارض مع خطة ترامب للسلام