الجزيرة:
2025-12-12@19:03:26 GMT

هآرتس: كبش الفداء الأخير لنتنياهو رئيس أركان جيشه

تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT

هآرتس: كبش الفداء الأخير لنتنياهو رئيس أركان جيشه

بعد مرور 22 شهرا على "طوفان الأقصى" الذي يصفه الإسرائيليون بأنه أسوأ يوم في تاريخ دولتهم، لم يتبقّ من كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين والسياسيين الذين تولّوا مناصبهم آنذاك سوى شخص واحد في موقعه: بنيامين نتنياهو.

وبينما أُقيل وزير الدفاع، واستقال كل من رئيس الأركان، ورئيس الشاباك، ورئيس الاستخبارات العسكرية، وأُطيح برئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، ظل نتنياهو رئيسا للوزراء وبلا محاسبة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب إسرائيلي: واقعنا اليوم أسوأ من دولة أورويل الشموليةlist 2 of 2قادة عسكريون وأمنيون سابقون بإسرائيل: حرب غزة عبثية وتكبدنا الخسائرend of list

والآن، وقد نضب معين "كبوش الفداء" يوجّه نتنياهو سهامه نحو الجنرال إيال زامير (رئيس الأركان الذي عيّنه بنفسه) محاولا تحميله مسؤولية كارثة غزة المستمرة.

وفي مقال تحليلي نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، سلط الكاتب عمير تيبون الضوء على أزمة القيادة التي تواجهها الحكومة بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأعاد الكاتب إلى الأذهان أن نتنياهو كان -عشية ذلك الهجوم- على رأس السلطة، ومحاطاً بقيادات عسكرية وأمنية رفيعة: وزير الدفاع يوآف غالانت، رئيس الأركان هرتسي هاليفي، رئيس الشاباك رونين بار، رئيس الاستخبارات العسكرية أهارون حاليفا، قائد القيادة الجنوبية يارون فينكلمان، رئيس لجنة الخارجية والأمن بالكنيست يولي إدلشتاين.

واليوم، وحده نتنياهو لا يزال في منصبه، بينما أُقيل الآخرون أو استقالوا تباعا بعد أن أصبحوا عقبة أمام طموحاته السياسية، أو أعربوا عن معارضتهم لسياسات تمسّ بأمن إسرائيل، مثل إعفاء طائفة الحريديم الدينية المتشددة من الخدمة العسكرية زمن الحرب.

ووفق مقال هآرتس، ربما ظن نتنياهو أنه -بعد أن ترك كل هؤلاء مناصبهم- سيتمكن هو من القيام بجولة انتصار لكونه "آخر الناجين" من "كارثة" 7 أكتوبر/تشرين الأول، والوحيد الذي لم يدفع ثمن الإخفاقات "المفجعة" التي حدثت في عهده.

إعلان

ويعتقد تيبون في تحليله أن نتنياهو اختار عن عمد رئيس الأركان الجديد إيال زامير ووزير الدفاع يسرائيل كاتس لتطبيق سياسة عسكرية عدوانية في غزة، بعد أن أجهض الهدنة مع حركة حماس في مارس/آذار 2025 وأمر باستئناف الحرب، واعدا بصفقة أفضل لتحرير (الأسرى) الرهائن.

نتنياهو حاول -كما جرت العادة- استثمار ماكينة دعائية من وسائل إعلام موالية له، ومحللين سياسيين، وحسابات مجهولة التأثير، لتوجيه أصابع الاتهام إلى شخصيات أمنية سابقة، لكن بعد أن بات الجميع خارج المشهد، لم يعد أمامه إلا "الجنرال الذي اختاره بنفسه" أي زامير

لكن هذه الوعود -برأي الكاتب- انهارت سريعا، لتُسفر الحرب المتجددة عن مقتل نحو 50 جنديا إسرائيليا، وتدهور وضع الرهائن، وتفاقم الأزمة الإنسانية، وسط اتهامات دولية لإسرائيل بارتكاب تجويع جماعي.

ويشير المقال إلى أن نتنياهو حاول -كما جرت العادة- استثمار ماكينة دعائية من وسائل إعلام موالية له، ومحللين سياسيين، وحسابات مجهولة التأثير، لتوجيه أصابع الاتهام إلى شخصيات أمنية سابقة. لكن بعد أن بات الجميع خارج المشهد، لم يعد أمامه إلا "الجنرال الذي اختاره بنفسه" وهو زامير.

ويوضح الكاتب أن آلة الدعاية هذه رسمت صورة مشوّهة مفادها أن كل فرد في القيادة العليا -من غالانت وهاليفي إلى بار وإدلشتاين- كان جزءا من مؤامرة سرية تهدف إلى إضعاف إسرائيل ومنعها من تحقيق النصر في غزة.

وضمن هذا الادعاء، يُصوّر نتنياهو نفسه "ضحية" لهذا المخطط، لا كمسؤول كان على رأس إسرائيل طوال 95% من السنوات الـ16 الأخيرة.

لكن تيبون يقول إن زامير يرفض الانصياع لخطط نتنياهو الجديدة التي يسعى من ورائها لتوسيع العمليات العسكرية لمناطق يُحتجز فيها أسرى أحياء، محذرا من أن الاقتراب من هذه المناطق قد يُفضي إلى مذبحة بحقهم، استنادا لسوابق دامية، بينها مقتل أكثر من 40 "رهينة" خلال الحرب، من ضمنهم الأميركي الإسرائيلي هيرش غولدبرغ-بولين الذي لقي حتفه في رفح "عند اقتراب القوات الإسرائيلية من نفق كان محتجزا فيه.

بعد معارضته سياسة توسيع العمليات العسكرية هل يلحق زامير (يسار) بمن أطاح بهم نتنياهو؟ (غيتي)

كما يعارض زامير -علنا وداخل الغرف المغلقة- استمرار إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية، مؤكدا أن الجيش بحاجة ماسة إلى المزيد من المجندين لتنفيذ المهام، وأن المساس بمبدأ التجنيد الشامل يضر بأمن إسرائيل.

محاولة انقلابية

وردا على هذه المواقف، بدأ المحيطون بنتنياهو -وفي طليعتهم نجله يائير المقيم في ميامي بولاية فلوريدا الأميركية- شنّ حملة تشويه علنية ضد زامير، وصلت إلى اتهامه بتدبير محاولة "انقلابية" والادعاء بأن نتنياهو لم يكن يرغب أصلا في تعيينه. كما صدرت تسريبات تقول إنه إذا قرر زامير الاستقالة فإنها ستجد القبول، في لهجة تحمل تهديدا مبطّنا، بحسب المقال التحليلي.

ويصف المقال رئيس الاستخبارات العسكرية الحالي شلومي بيندر بأنه "ضعيف وخائف وخانع" مشيرا إلى أنه حضر مؤخرا جلسة في محكمة نتنياهو بطلب شخصي منه، لمحاولة إقناع القضاة بإلغاء شهادته في قضية فساد، متذرعا بـ"تطورات أمنية حساسة" تتعلق بالرهائن.

واعتبر تيبون شهادة بيندر بمثابة ورقة قانونية استخدمها نتنياهو للحصول على مهلة إضافية، ولكن رغم مرور أكثر من شهر على هذا الإجراء، لم يتمكن رئيس الوزراء من إحراز أي تقدم حقيقي في قضية الرهائن.

ورغم حملات التشويه والتضليل، فإن تحويل رئيس الأركان إلى "كبش فداء نهائي" يبدو -بحسب الصحيفة- خيارا غير ناجع في الوقت الراهن، في ظل إدراك واسع بأن إسرائيل تواجه أزمة إستراتيجية شاملة سببها قرارات نتنياهو وحده.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات ترجمات رئیس الأرکان أن نتنیاهو بعد أن

إقرأ أيضاً:

هل يلتقي نتنياهو والسيسي في قصر ترامب؟ مطالب مصر وتحذير في إسرائيل

الولايات المتحدة – تجري اتصالات دبلوماسية بقيادة الأمريكيين في الكواليس، قبل لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأمريكي نهاية الشهر، لعقد اجتماع ثلاثي يشمل أيضا الرئيس المصري.

إلا أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يشترط، وفق ما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، عقد الاجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتوقيع على اتفاق لشراء الغاز من حقل ليفياثان (اللوفيتان)، فيما حذرت جهات في قطاع الطاقة الإسرائيلي من أن نتنياهو قد يوافق على ذلك – مجانا دون الحصول على أي مقابل.

وبحسبما نقلت “يديعوت أحرونوت” عن هذه الجهات، فإن الأمر يتعلق بصفقة غاز ضخمة بقيمة 35 مليار دولار بين حقل ليفياثان ومصر – “دون أن تحصل إسرائيل على التزام صريح بأن مصر ستعمل ضد تهريب الأسلحة”.

وقالت مصادر مطلعة على الأمر إن “السيسي يشترط عقد الاجتماع ليس فقط بصفقة الغاز، بل وأيضا بمطالبة إسرائيل بالانسحاب من محور فيلادلفيا ومحور نتساريم – وهو مطلب تعارضه إسرائيل”، وفق “يديعوت أحرونوت”. في الواقع، لم يتحدث نتنياهو والسيسي منذ اندلاع الحرب في غزة، بل وعارض الرئيس المصري دعوة رئيس الوزراء إلى قمة في شرم الشيخ.

وذكرت مصادر سياسية رفيعة للصحيفة أن “إسرائيل ومصر قلصتا الفجوات بينهما، وأن هناك فرصة جيدة لنجاح الطرفين في التوصل إلى اتفاق غاز يتيح عقد الاجتماع بين نتنياهو والسيسي نهاية الشهر”.

وورد في “يديعوت أحرونوت” أن ما يعرقل التوصل إلى مثل هذا الاتفاق الآن هو معارضة وزير الطاقة إيلي كوهين، الذي يرفض الموافقة على الصفقة قبل توقيع اتفاق مع شركة الكهرباء الإسرائيلية يضمن عدم ارتفاع الأسعار للمستهلك الإسرائيلي. يمارس كوهين ضغوطا على مالكي حقل ليفياثان لتزويد شركة الكهرباء الإسرائيلية بالغاز بسعر جذاب، لكن مسؤولي الحقل عرضوا حتى الآن أسعارا مرتفعة جدا تمنع التوقيع.

كما هاجم مصدر مطلع على الأمر الوضع القائم وتساءل: “منذ متى تقدم إسرائيل هدايا قبل الاجتماعات؟” وبحسب قوله، “إذا وافق نتنياهو على صفقة الغاز قبل الحصول على التزام من المصريين بمكافحة تهريب الأسلحة والتراجع عن المطالبة بالانسحاب من فيلادلفيا – فهذا أمر وهمي. بأي حق يضع السيسي مثل هذه الشروط؟ الغاز الإسرائيلي هو أصل استراتيجي من الدرجة الأولى، ولكن من أجل التوقيع على اتفاق مع مصر، يجب التأكد من ضمان جميع المصالح الإسرائيلية”.

وأشار المصدر أيضا إلى أنه إذا وقعت إسرائيل الصفقة مع مصر “فإن ذلك سيوفر 20 في المئة من استهلاك مصر للكهرباء – وسيجعل من الصعب على إسرائيل التصدير إلى أماكن أخرى”. وأضاف: “إسرائيل تعطيهم الكعكة بأكملها وتضمن أمن الطاقة المصري قبل أن تضمن أمن الطاقة الإسرائيلي”.

كما صرح مصدر سياسي رفيع المستوى، حسب الصحيفة، بأن “الوزير كوهين يصر على أن تكون هناك أسعار جذابة لإسرائيل كشرط لتوقيع الاتفاق مع مصر”. وأوضح: “صحيح أن كوهين ربط الاتفاق مع مصر بوجود اتفاق لبيع الغاز بسعر جذاب للسوق المحلية”، لكنه قال إن “هناك فرصة جيدة للتوصل إلى تفاهمات وعقد قمة في مار آي لاغو لأن لجميع الأطراف مصالح بذلك”.

وبحسب قوله، “للأمريكيين مصلحة في زيادة الاستقرار الإقليمي ومصلحة في أن تربح شركة شيفرون المالكة لحقلي ليفياثان وتمار من الصفقة؛ لإسرائيل مصلحة لأنها ستحصل نتيجة الاتفاق مع مصر على عشرات المليارات من الشواقل من العائدات؛ ولمصر مصلحة لأن ذلك سيوفر لها كمية كبيرة من الغاز”.

وأردف: “يشترط الوزير كوهين ضمان الأسعار للسوق الإسرائيلية قبل الموافقة على الصفقة مع مصر – وهناك اتصالات متقدمة جدا لحل هذا الأمر”، متابعا: “إسرائيل لا تقدم أي هدية. الصفقة مع مصر هي بسعر 7.4 دولار لكل وحدة غاز. الشركات نفسها هي التي تعقد الصفقة والدولة توافق عليها فقط. المستفيد الأكبر هو إسرائيل التي ستحصل على إيرادات ضخمة من الضرائب”.

وقال المصدر السياسي الرفيع أيضا إن “نتنياهو يعمل على تحقيق مكاسب سياسية مقابل مصر، وهذا هو بالضبط ما تجري الاتصالات بشأنه الآن”. وقدر أن “هناك فرصة جيدة جداً لعقد الاجتماع”.

واختتم قائلاً: “السيسي بحاجة إلى الغاز، ترامب يطلب ذلك، وإسرائيل تربح المال من البيع. هناك تطابق في المصالح. واحتمالات معقولة لحدوث ذلك. لدى الأطراف الثلاثة مصلحة في دفع الصفقة قدماً”.

في الواقع، ووفقا لـ”يديعوت أحرونوت”، يمر نتنياهو والسيسي بجمود تام في العلاقات منذ أكثر من عامين. في حين لعبت مصر دورا هاما في صفقة الرهائن، لكن التوتر لا يزال قائماً بشكل أساسي حول تهريب الأسلحة.

في غضون ذلك، تجري محادثات مفاوضات مكثفة هذه الأيام للموافقة على اتفاق تصدير الغاز من حقل ليفياثان إلى مصر. ويتمحور الخلاف حول كمية الغاز التي ستصدرها إسرائيل، مقابل ما ستحتفظ به لنفسها. وتخشى “المنظمات المدنية” من أن تكون إسرائيل قد استنزفت غالبية هذا المورد الطبيعي الثمين في مياهها الاقتصادية، وأن فرصة العثور على مصادر إضافية للغاز الطبيعي ضئيلة.

المصدر: “يديعوت أحرونوت”

مقالات مشابهة

  • ما الذي تخطط له العدل الإسرائيلية بشأن العفو الرئاسي عن نتنياهو؟
  • رسالة غير مسبوقة من نتنياهو إلى إسرائيل
  • تهديدات داخل بيت هرتسوغ: رجل أعمال يلوّح بكشف “أسرار خطيرة” إذا مُنح نتنياهو عفوا
  • سياسي فلسطيني: إسرائيل لا تزال متمسكة باستراتيجيتها العسكرية تجاه الجنوب اللبناني
  • الأمم المتحدة: تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي حول الخط الأصفر تتعارض مع خطة ترامب للسلام
  • هآرتس تستعرض قائمة الأسلحة الأميركية لدى إسرائيل
  • رئيس هيئة الأركان يزور مجموعة حمزة بن عبد المطلب في الحرس الملكي الخاص
  • رئيس أركان حزب الله من بينها.. إليكم أبرز الشخصيات الراحلة والتي اغتيلت خلال عام 2025
  • هل يلتقي نتنياهو والسيسي في قصر ترامب؟ مطالب مصر وتحذير في إسرائيل
  • الأمم المتحدة: تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي حول «الخط الأصفر» تتعارض مع خطة ترامب للسلام