شمسان بوست:
2025-12-13@06:04:34 GMT

بين الإعلام والسلطة: نحو المؤسسية لا الفردية

تاريخ النشر: 7th, August 2025 GMT

انضم إلى قناتنا على واتساب

كتب / عوض المجعلي:

لا أحد ينكر الدور المحوري الذي لعبه الإعلام في دفع عجلة الإصلاح، بدءًا من كشف الخلل في أحداث حضرموت، وصولًا إلى تسليط الضوء على معاناة المواطنين، مما أجبر القائمين على الملف اليمني على إظهار الحقائق للعلن. وقد أسهم هذا الحراك الإعلامي في تعافي العملة، وتحقيق بعض الإصلاحات الاقتصادية، وتحسن نسبي في مستوى الخدمات.


ومن أبرز الأمثلة على ذلك:
1. البرامج الإعلامية الناقدة بذكاء وسخرية، مثل برنامج كبربر، الذي لم يكتفِ بتشخيص الوضع، بل طالب بتفعيل المؤسسات والإدارات الحكومية، وانتقد ضعف أداء بعض القيادات المدنية والعسكرية.
2. المنصات والمؤسسات الإعلامية الحرة، من قنوات وصحف ومواقع ومنصات تواصل اجتماعي، التي نشطت بفاعلية في تحليل الأوضاع، واقتراح الحلول، ونقل معاناة الشعب – أفرادًا وجماعات – منذ ما بعد 2015، كما كشفت الظواهر السلبية وسلطت الضوء على النماذج الإيجابية.
3. الشرفاء من أبناء الوطن، من صغار الموظفين إلى كبار المسؤولين، الذين يعملون بصمت وإخلاص بعيدًا عن الأضواء، مؤمنين بأن التغيير يبدأ من داخل المؤسسات وبالعمل الصادق.
4. المواطنون الأحرار، الذين مارسوا حقهم في المطالبة السلمية والاحتجاج المشروع، دون أن يضروا بالوطن أو إنجازاته، فكانوا نواة الوعي، وصوت الضمير الحي.
5. الأحزاب السياسية الوطنية الواعية، التي لم تتهالك على السلطة، ولم تذبل في مستنقع المصالح، بل استمرت في معارضة بنّاءة هدفها الإصلاح والتصحيح، لا المعاندة من أجل المكاسب.
6. القيادات العسكرية والأمنية الشريفة، التي صمدت في ميادين الشرف والبطولة، دفاعًا عن الوطن، وحماية لأمنه وثرواته وسيادته، تحت مظلة الشرعية والدستور.
إن هذه المواقف النبيلة لم تصنعها المناصب أو الأموال، بل غُرست جذورها في الولاء لله، ثم للوطن، وفي قيم الثورة، ودماء الشهداء الذين ضحوا من أجل أن نحيا بحرية وكرامة ورفاهية.
ولا شك أن هذه الجهود تستحق التحية والتقدير والامتنان، فهي تجسد القدوة الوطنية الصادقة في زمن التحديات.
لكن مع ذلك، فإن ما نود التأكيد عليه – وبشدة – هو ضرورة الفصل بين السلطات والصلاحيات، والتمسك باللوائح والأنظمة والدستور. فليس من المقبول أن تتحول “السلطة الرابعة” إلى سلطة أولى، أو أن يُختزل النظام كله في شخص أو جهة بعينها.
إن تفعيل مؤسسات الدولة من أعلى الهرم إلى قاعدته، وقيام كل مسؤول بواجباته ومعرفته بحدود صلاحياته، يمثل حجر الزاوية في أي مشروع إصلاحي ناجح. فغياب المؤسسية يؤدي إلى نمو أمراض خطيرة، مثل: النرجسية، والأنانية، وشعارات “أنا الدولة” و”حقي وحدي”، وهي مفاهيم خطيرة تقوّض الدولة وتفرّغها من مضمونها.

لذا، المطلوب اليوم:
تعزيز العمل المؤسسي بدلًا من الحكم الفردي.
تقليص المركزية المفرطة، وإشراك الجميع في القرار.
ضمان الشفافية والمساءلة، حتى يشعر الجميع أنهم في ظل دولة حقيقية تحكمها القوانين والمؤسسات، لا الأفراد.
هكذا فقط، يمكننا بناء وطن يحكمه القانون، ويحتضن الجميع بعدالة وإنصاف.

المصدر: شمسان بوست

إقرأ أيضاً:

"الجامعة الوطنية" تستعرض إرث الدولة البوسعيدية ومسيرة النهضة العمانية

 

 

مسقط- الرؤية

نظّمت الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا، الأربعاء، ندوة وطنية رفيعة المستوى بعنوان "الدولة البوسعيدية وأسس السلام في عُمان: من إرث التاريخ إلى نهضة الحاضر"، بحضور معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي، محافظ مسقط، وذلك ضمن احتفال الجامعة بيومها السنوي، وبالتزامن مع مرور 281 عاما على تأسيس الدولة البوسعيدية التي شكّلت حجر الأساس في بناء الدولة العُمانية الحديثة وترسيخ نهج السلام والاستقرار.

وأكد معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي أنّ استحضار إرث الدولة البوسعيدية يمثل جسراً معرفياً يربط الماضي بالحاضر، ويعزّز وعي الأجيال بتاريخ وطنهم ودوره الحضاري والإنساني، مشيرا إلى أن مسيرة السلام التي أرساها الأئمة والسلاطين البوسعيديون استمرت عبر النهضة المباركة بقيادة السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- وتُستكمل اليوم في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله.

وشهدت الندوة مشاركة واسعة من الأكاديميين والمتخصصين من داخل السلطنة وخارجها، حيث تناولت ستة محاور رئيسية شملت: الجذور التاريخية للدولة البوسعيدية وبناء المؤسسات السياسية، قيم التعايش والتسامح والحياد الإيجابي في السياسة العُمانية، ملامح النهضة المباركة بقيادة السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله، النهضة المتجددة في عهد جلالة السلطان هيثم بن طارق واستمرارية الإصلاح، الدور العُماني في معالجة القضايا الإقليمية والدولية والوساطات الدبلوماسية، مكانة ودور المرأة في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية خلال العصر البوسعيدي.

وقدّم رياض بن عبدالله البوسعيدي الكلمة الرئيسية، مستعرضاً الإرث السياسي والفكري للدولة البوسعيدية، ودورها في ترسيخ قيم الحكمة والتسامح، وتعزيز حضور عُمان الحضاري في محيطها الإقليمي والدولي.

وأكد سعادة الدكتور علي بن سعود البيماني، رئيس الجامعة، أنّ تنظيم هذه الندوة يأتي ضمن التزام الجامعة بدورها العلمي والمعرفي، وإسهامها في تسليط الضوء على المحطات التاريخية التي أسست لنهج السلام العُماني، وبما ينسجم مع مستهدفات رؤية عُمان 2040 في تعزيز الهوية الوطنية وتنمية الوعي المجتمعي.

وحظيت الجلسات العلمية بتفاعل كبير من الحضور، وشكّلت منصة للحوار البنّاء وتبادل الخبرات بين الباحثين والمختصين، بما يعزز الفهم العميق لمسيرة الدولة العُمانية وإسهاماتها التاريخية في تعزيز الأمن والاستقرار والسلام.

مقالات مشابهة

  • مصر تعزز التحول الأخضر بإطلاق الاستراتيجية الوطنية للعمران والبناء المستدام
  • 9 مرشحين فازو إلى الآن.. الوفد يحصد أول مقاعده الفردية بانتخابات النواب
  • الوزيرة الجنجويدية… هل يُفتح أخيراً ملف المتعاونين الذين عادوا إلى مؤسسات الدولة
  • خبير سياسي: مصر الوحيدة التي تواجه المشروع الدولي لتقسيم سوريا وتفكيك الدولة
  • دعم الصحة مسئولية الجميع
  • الوطنية للانتخابات توجه رسائل للناخبين والمرشحين ووسائل الإعلام في اليوم الثاني بالتصويت في 30 دائرة مُلغاة
  • أحمد موسى: الدولة تتعرض لحملات مستمرة من الشائعات منذ عام 2011
  • وزير الإعلام استقبل عائلة سمير كساب: الدولة مُلتزمة متابعة هذا الملف
  • "الجامعة الوطنية" تستعرض إرث الدولة البوسعيدية ومسيرة النهضة العمانية
  • السريري: بيان المفوضية خطوة مهمة نحو انتخابات أبريل والسلطة التشريعية أوفت بالتزاماتها