شمسان بوست:
2025-08-07@10:49:07 GMT

بين الإعلام والسلطة: نحو المؤسسية لا الفردية

تاريخ النشر: 7th, August 2025 GMT

انضم إلى قناتنا على واتساب

كتب / عوض المجعلي:

لا أحد ينكر الدور المحوري الذي لعبه الإعلام في دفع عجلة الإصلاح، بدءًا من كشف الخلل في أحداث حضرموت، وصولًا إلى تسليط الضوء على معاناة المواطنين، مما أجبر القائمين على الملف اليمني على إظهار الحقائق للعلن. وقد أسهم هذا الحراك الإعلامي في تعافي العملة، وتحقيق بعض الإصلاحات الاقتصادية، وتحسن نسبي في مستوى الخدمات.


ومن أبرز الأمثلة على ذلك:
1. البرامج الإعلامية الناقدة بذكاء وسخرية، مثل برنامج كبربر، الذي لم يكتفِ بتشخيص الوضع، بل طالب بتفعيل المؤسسات والإدارات الحكومية، وانتقد ضعف أداء بعض القيادات المدنية والعسكرية.
2. المنصات والمؤسسات الإعلامية الحرة، من قنوات وصحف ومواقع ومنصات تواصل اجتماعي، التي نشطت بفاعلية في تحليل الأوضاع، واقتراح الحلول، ونقل معاناة الشعب – أفرادًا وجماعات – منذ ما بعد 2015، كما كشفت الظواهر السلبية وسلطت الضوء على النماذج الإيجابية.
3. الشرفاء من أبناء الوطن، من صغار الموظفين إلى كبار المسؤولين، الذين يعملون بصمت وإخلاص بعيدًا عن الأضواء، مؤمنين بأن التغيير يبدأ من داخل المؤسسات وبالعمل الصادق.
4. المواطنون الأحرار، الذين مارسوا حقهم في المطالبة السلمية والاحتجاج المشروع، دون أن يضروا بالوطن أو إنجازاته، فكانوا نواة الوعي، وصوت الضمير الحي.
5. الأحزاب السياسية الوطنية الواعية، التي لم تتهالك على السلطة، ولم تذبل في مستنقع المصالح، بل استمرت في معارضة بنّاءة هدفها الإصلاح والتصحيح، لا المعاندة من أجل المكاسب.
6. القيادات العسكرية والأمنية الشريفة، التي صمدت في ميادين الشرف والبطولة، دفاعًا عن الوطن، وحماية لأمنه وثرواته وسيادته، تحت مظلة الشرعية والدستور.
إن هذه المواقف النبيلة لم تصنعها المناصب أو الأموال، بل غُرست جذورها في الولاء لله، ثم للوطن، وفي قيم الثورة، ودماء الشهداء الذين ضحوا من أجل أن نحيا بحرية وكرامة ورفاهية.
ولا شك أن هذه الجهود تستحق التحية والتقدير والامتنان، فهي تجسد القدوة الوطنية الصادقة في زمن التحديات.
لكن مع ذلك، فإن ما نود التأكيد عليه – وبشدة – هو ضرورة الفصل بين السلطات والصلاحيات، والتمسك باللوائح والأنظمة والدستور. فليس من المقبول أن تتحول “السلطة الرابعة” إلى سلطة أولى، أو أن يُختزل النظام كله في شخص أو جهة بعينها.
إن تفعيل مؤسسات الدولة من أعلى الهرم إلى قاعدته، وقيام كل مسؤول بواجباته ومعرفته بحدود صلاحياته، يمثل حجر الزاوية في أي مشروع إصلاحي ناجح. فغياب المؤسسية يؤدي إلى نمو أمراض خطيرة، مثل: النرجسية، والأنانية، وشعارات “أنا الدولة” و”حقي وحدي”، وهي مفاهيم خطيرة تقوّض الدولة وتفرّغها من مضمونها.

لذا، المطلوب اليوم:
تعزيز العمل المؤسسي بدلًا من الحكم الفردي.
تقليص المركزية المفرطة، وإشراك الجميع في القرار.
ضمان الشفافية والمساءلة، حتى يشعر الجميع أنهم في ظل دولة حقيقية تحكمها القوانين والمؤسسات، لا الأفراد.
هكذا فقط، يمكننا بناء وطن يحكمه القانون، ويحتضن الجميع بعدالة وإنصاف.

المصدر: شمسان بوست

إقرأ أيضاً:

160 لاعباً في بطولة الإمارات الفردية للشطرنج

دبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «الشارقة الخيرية» تستقبل طلبات المشاركة في العرس الجماعي الـ11 عبدالله بن سالم يترأس اجتماع المجلس التنفيذي للشارقة

تنطلق، غداً الخميس، منافسات بطولة الإمارات الفردية للشطرنج للفئات السنية المفتوحة والإناث تحت 12 و14 و16 و18 و20 سنة، التي ينظمها اتحاد الشطرنج، ويستضيفها نادي دبي للشطرنج والثقافة، وتستمر حتى 14 أغسطس الجاري، بمشاركة 160 لاعباً ولاعبة من مختلف الأندية الشطرنجية في الدول، وتقام المنافسات وفق النظام السويسري، من 7 إلى 9 جولات، حسب عدد المشاركين في كل فئة.
ويدير البطولة طاقم تحكيم مكوّن من 9 حكام وحكمات، يترأسهم الحكم الدولي ماجد العبدولي، إلى جانب الحكام علي عبدالعزيز، خالد الطاهر، حامد أحمد، وسلطان فريد، بينما تُدير منافسات الإناث الحكم الدولي جواهر الجسمي، نائب رئيس لجنة الحكام، بمساعدة منال الحمادي، زايد البلوشي، وأنس المنصوري.
وأكد عبدالكريم المرزوقي، الأمين العام لاتحاد الإمارات للشطرنج، أن البطولة تأتي ضمن أجندة الاتحاد المحلية، وتُعد محطة مهمة ضمن استعدادات اللاعبين للاستحقاقات الخارجية، مشيراً إلى أن الموسم لا يزال يشمل عدداً من البطولات، أبرزها الدوري العام للرجال والسيدات في أكتوبر المقبل، وكأس الإمارات، إلى جانب بطولات عالمية مرتقبة، مثل بطولة العالم تحت 8 و10 و12 سنة في كازاخستان من 18 سبتمبر إلى 1 أكتوبر المقبلين، وبطولة العالم تحت 14 و16 و18 سنة في ألبانيا من 3 إلى 16 أكتوبر، وبطولة العرب للرجال والسيدات في الكويت خلال نوفمبر المقبل.
وأوضح المرزوقي أن البطولات المحلية تسهم في تطوير مستويات اللاعبين والحكام على حد سواء، حيث يُعتمد عليها لتأهيل الحكام ومنحهم الفرصة لاكتساب الخبرة وترشيحهم للمشاركة في البطولات القارية والدولية.
واختتم المرزوقي بتوجيه الشكر لنادي دبي للشطرنج على استضافة البطولة، مثمناً تعاون جميع الأندية الشطرنجية في دعم أنشطة الاتحاد وتحقيق أهدافه الاستراتيجية المتمثلة في تأهيل اللاعبين وتمكينهم من الوصول إلى منصات التتويج الخارجية.

مقالات مشابهة

  • الحسيني: مصر الدولة الأولى في العالم التي تمتلك دستور دواء
  • عجز القادرين
  • محمد أبوزيد كروم: عندما يتطاول مناوي على الدولة وعلى الجميع!!
  • «الهوية الوطنية.. انتماء ومسؤولية» ندوة توعوية بمجمع إعلام الإسكندرية
  • 160 لاعباً في بطولة الإمارات الفردية للشطرنج
  • عن الذين تزبَّبُوا قبل أن يتَحصرَموا.. مأساةُ العقول التي نضجت في الوهم
  • المقاومة الوطنية تسقط مسيّرة حوثية كانت تستهدف دورية بحرية في البحر الأحمر
  • التحديات الانتخابية في العراق.. استبعاد مرشحين وتلاعب المال والسلطة
  • أحداث خطيرة في معسكر زمزم.. هل سيكون القشة التي تقصم ظهر الفاشر