9 أغسطس، 2025

بغداد/المسلة: جدل متصاعد في العراق إثر تصريحات السفير البريطاني حول الحشد الشعبي، إذ شهدت الساعات الماضية تصعيدًا غير مسبوق في ردود الفعل السياسية والشعبية بعد أن دعا السفير البريطاني في بغداد، عرفان صديق، يوم الجمعة 8 أغسطس 2025، إلى ضرورة حل الحشد الشعبي أو دمجه تحت سلطة الدولة، معتبرًا ذلك خطوة ضرورية لإعادة بناء مؤسسات الدولة وتحقيق الاستقرار الأمني.

وقد أثارت هذه التصريحات، التي وصفها البعض بـ”التدخل في الشأن الداخلي”، نقاشًا ساخنًا حول مستقبل الحشد الشعبي، الذي يُعتبر ركيزة أساسية في المشهد الأمني والسياسي بالعراق.

وأشار السفير إلى أن الحشد الشعبي يُعد “غطاء للفصائل الولائية”، مؤكدًا أن حله هو “قرار دولي” يجب أن يتم تنفيذه.

وما أن خرج السفير بتصريحاته حتى اجتاحت موجة انتقادات حادة من الأحزاب والقوى السياسية العراقية، واعتبرها كثيرون تجاوزًا غير مقبول للسيادة الوطنية، فقد دعا الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، وزارة الخارجية العراقية إلى توجيه تنبيه رسمي للسفير البريطاني، معتبراً أن تصريحاته تمثل “تجاوزًا غير مقبولًا” للسيادة العراقية.

و دعا عضو مجلس النواب فالح الخزعلي،  السبت، السفير البريطاني لدى العراق عرفان صديق، إلى “التزام حدوده”، و”عدم التدخّل في الشأن العراقي”، مهدّداً بـ”طرده من العراق”.

وقال الخزعلي في تدوينة إن “السفير البريطاني عرفان صديق، باكستاني الأصل، اختصاصه فتنة في كل الدول التي فيها”.

وأضاف: “كان سفيراً في أذربيجان 2015 – 2018، وحدثت نزاعات بين إيران وأذربيجان، وعمل سفيراً في إيران، حدثت تظاهرات واتهم فيها، وحالياً في العراق عليه أن يلتزم بحدوده ولا يتدخل في الشأن العراقي، وإلا نقدم طلباً لطرده من العراق”.

وعلى منصات التواصل الاجتماعي، شهدت منصة X نقاشات حامية حول التصريحات، حيث وصف المستخدم @dr_daark تصريحات السفير بأنها تندرج ضمن مسار بريطاني-أمريكي لتفكيك الحشد الشعبي.

و سخر حساب @sajjad8619 من صمت بعض السياسيين الذين يدّعون الدفاع عن السيادة، فيما رفض @Banjamiin منح السفير الحق في تحديد أولويات العراق.

وعلى الرغم من غياب رد رسمي من الحكومة العراقية حتى الآن، فإن هذه التصريحات أعادت إلى الواجهة التوترات المستمرة بين بغداد والدول الغربية بشأن دور الفصائل المسلحة.

وتشير مصادر  إلى أن هذا الجدل قد يفتح الباب أمام تصعيد دبلوماسي، خاصة في ظل الدعوات المتكررة لإعادة هيكلة القوى الأمنية في العراق، وهو موضوع يظل محط خلاف سياسي حاد في الداخل.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: السفیر البریطانی الحشد الشعبی

إقرأ أيضاً:

السفير الأميركي بإسرائيل يهاجم رئيس الوزراء البريطاني

هاجم سفير أميركا في إسرائيل مايك هاكابي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بعد أن حثّ الأخير إسرائيل على "إعادة النظر على الفور" في خطتها بشأن احتلال قطاع غزة.

وتساءل هاكابي متهكما "هل من المفترض أن تستسلم إسرائيل لحماس وتطعمها بينما يتضور الرهائن الإسرائيليون جوعا؟" حسب زعمه.

وأضاف السفير المعروف بتأييده المطلق والشديد لإسرائيل "هل استسلمت المملكة المتحدة للنازيين وأسقطت عليهم الطعام؟ هل سمعت بدريسدن يا رئيس الوزراء ستارمر؟ لم يكن هذا طعام أسقطتموه. لو كنت رئيسا للوزراء آنذاك لكانت المملكة المتحدة تتحدث الألمانية". ودأبت إسرائيل ومؤيدوها في حال انتقاد سياستها من قبل دول أوروبية على تذكير الأخيرة بماضيها الاستعماري والفظاعات التي ارتكبتها في تلك الفترة.

وجاء دفاع هاكابي المستميت عن إسرائيل ردا على تصريح ستارمر الذي وصف فيه خطة إسرائيل المعلنة "لهزيمة" حماس في غزة بأنها "خطأ" حاثا حكومة بنيامين نتانياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب– على "إعادة النظر فيها على الفور".

ورغم تصريحات لندن المنتقدة لسياسات الاحتلال الإسرائيلي، فإنها لم توقف دعمها العسكري لإسرائيل. وكان آخر ما كشفه عنه من تعاون ما ذكرته صحيفة التايمز الأربعاء الماضي أن الجيش البريطاني تعاقد مع شركة أميركية خاصة لتنفيذ عمليات تجسس فوق قطاع غزة بحثا عن الأسرى الإسرائيليين، بسبب نقص طائرات التجسس لدى القوات الجوية الملكية.

يُشار إلى أن هاكابي أول سفير إنجيلي أميركي لإسرائيل، ويعرف بدعمه القوي لإسرائيل وتشكيكه في وجود الشعب الفلسطيني ويدعو لتهجيره إلى دول الجوار.

وهو معروف بدفاعه عن إسرائيل رغم منصبه الذي يفترض أن يبعده عن تلك التصريحات، كما اعتبر في نهاية يوليو/تموز أن اعتراف فرنسا بدولة فلسطين يعادل "إعطاء النصر للنازيين بعد الحرب العالمية الثانية".

إعلان

مقالات مشابهة

  • برلماني يهدد بتقدم طلب طرد السفير البريطاني في العراق
  • مركز دراسات:لن يستقر العراق دون إلغاء الحشد الشعبي الإيراني
  • العراق بين فكي الطاقة والسياسة.. حين تتحوّل الكهرباء إلى ورقة ضغط دولية
  • من فتوى الجهاد إلى نص القانون: الحشد الشعبي يبحث عن صيغة البقاء
  • السفير الأميركي بإسرائيل يهاجم رئيس الوزراء البريطاني
  • بين سطور القانون وحدود السيادة: من يكتب مستقبل الحشد الشعبي؟
  • إيران: الحشد الشعبي أصبح أقوى وأكثر تماسكاً من السابق
  • نائب:خامنئي “زعلان” جداً لعدم إقرار قانون الحشد الشعبي
  • تأثير صراع الكتل السياسية على المسار التشريعي بالعراق