انتقد المصري محمد صلاح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بعد نشره نعيا موجزا للاعب كرة القدم الفلسطيني سليمان العبيد الذي استشهد الأربعاء الماضي في غارة جوية إسرائيلية على غزة.

وكتب يويفا منشورا نعى فيه اللاعب الفلسطيني أمس الجمعة، بعد يومين من وفاته، قائلا: "نودع سليمان العبيد، "بيليه فلسطين". موهبة منحت أملا هائلا لعدد لا يُحصى من الأطفال، حتى في أحلك الأوقات".

ولم يذكر منشور يويفا سبب وفاة العبيد، مما دفع صلاح نجم ليفربول لطلب المزيد من المعلومات من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم: "هل يمكنك أن تخبرنا كيف مات؟ وأين؟ ولماذا؟".

Can you tell us how he died, where, and why? https://t.co/W7HCyVVtBE

— Mohamed Salah (@MoSalah) August 9, 2025

في عام 2023، ناشد صلاح زعماء العالم التدخل في المنطقة حتى يمكن توصيل المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في غزة بعد مقتل ما يقرب من 500 شخص في انفجار في مستشفى الأهلي العربي في مدينة غزة.

وفي فيديو نُشر على حسابه على إنستغرام، قال المصري: "ليس من السهل دائما التحدث في مثل هذا الوقت. لقد شهدنا الكثير من العنف، والكثير من الألم والوحشية. إن التصعيدات في الأسابيع الأخيرة لا تُطاق. جميع الأرواح مقدسة ويجب حمايتها. يجب أن تتوقف المجازر. العائلات تُشتت".

وقال الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في بيان إن سليمان العبيد الملقب بـ"بيليه فلسطين" قتل في غارة جوية إسرائيلية "على من ينتظرون المساعدات الإنسانية في جنوب قطاع غزة".

بدأ العبيد مسيرته الكروية في نادي خدمات الشاطئ، ثم انضم إلى نادي مركز شباب الأمعري في الضفة الغربية المحتلة، ثم إلى نادي غزة الرياضي. سجّل أول أهدافه الدولية ضد اليمن عام 2010، وشارك في تصفيات كأس التحدي الآسيوي وكأس العالم 2014.

خلال مسيرته الحافلة، سجّل العبيد أكثر من 100 هدف، مما جعله يُعتبر من قبل الكثيرين أعظم لاعب في تاريخ كرة القدم الفلسطينية. توفي يوم الأربعاء عن عمر يناهز 41 عاما، وكان أبا لـ5 أبناء.

إعلان

بحسب الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، قُتل 421 لاعب كرة قدم أو ماتوا جوعا في غزة، بما في ذلك 103 أطفال. كما تضرر 288 منشأة رياضية أو تحولت إلى أنقاض في جميع أنحاء المنطقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات لکرة القدم

إقرأ أيضاً:

سليمان العبيد.. شهيد الرياضة ولقمة العيش في غزة

غزة – في قلب غزة، حيث تختلط أنفاس الأمل بغبار المعاناة، يرتقي اليوم سليمان العبيد، نجم منتخب فلسطين سابقا وأيقونة نادي خدمات الشاطئ، الذي رحل بينما كان يبحث عن لقمة عيش لأطفاله وسط فوضى المساعدات، تلك التي تحولت إلى مصائد موت تحصد الأرواح بدلا من إنقاذها.

لم يكن استشهاد سليمان العبيد مجرد خبر عابر، بل هو صرخة مدوية تكشف عن واقع الرياضة الفلسطينية تحت الاحتلال، وتضع العالم أمام مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بلا طعام ولا أهل.. حازم البردويل يروي حكاية البقاء في غزةlist 2 of 2الأونروا: لا يمكن استمرار قتل الفلسطينيين أثناء محاولتهم جلب الطعامend of listمسيرة سليمان العبيد

وُلد سليمان العبيد في 24 مارس/آذار 1984 في مدينة غزة، وبدأ كأقرانه اللعب في شوارع المخيمات والمدارس والساحات الشعبية، قبل أن ينضم في وقت مبكر من عمره لنادي خدمات الشاطئ.

لعب سليمان العبيد سنوات طويلة مع خدمات الشاطئ في دوري قطاع غزة، وأصبح الهداف التاريخي للنادي، كما مثّل منتخب فلسطين الوطني، وترك بصمة واضحة في الملاعب الفلسطينية بأدائه الاستثنائي وأهدافه التي لا تُنسى.

أجاد سليمان اللعب في مركز الوسط الهجومي، وعُرف بمهاراته العالية ورشاقته وقدرته على تسجيل الأهداف الحاسمة، مما أكسبه ألقابا مثل "بيليه الكرة الفلسطينية، الغزال، هنري غزة".

على الصعيد الشخصي، كان سليمان متزوجا وله ولدان وثلاث بنات، مما يضيف إلى مأساة استشهاده بعدا إنسانيا عميقا.

هدف سابق لنجم المنتخب الفلسطيني الشهيد سليمان العبيد الذي قتله الاحتلال في غزة. pic.twitter.com/os9rTzGS24

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) August 6, 2025

البحث عن الحياة في فم الموت

استشهد سليمان العبيد عن عمر يناهز 44 عاما، إثر إصابته برصاص قناص إسرائيلي قرب مركز توزيع المساعدات في مدينة غزة، إذ كان كغيره من آلاف الفلسطينيين، يبحث عن الغذاء لعائلته في ظل الحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال على القطاع.

في الوقت الذي تحولت المساعدات الإنسانية، التي كان من المفترض أن تكون شريان حياة، إلى فخ للموت، حيث استهدفت قوات الاحتلال المدنيين المنتظرين للمساعدات بشكل مباشر.

إعلان

هذه الحادثة المروعة ليست الأولى من نوعها، بل هي جزء من نمط ممنهج لاستهداف المدنيين في غزة، بمن فيهم الرياضيون.

ويجسد استشهاد سليمان العبيد أثناء سعيه لتوفير لقمة العيش لعائلته، المعاناة اليومية التي يعيشها سكان القطاع، ويكشف زيف الادعاءات حول توفير ممرات آمنة للمساعدات.

مكيالان للرياضة.. صمت عالمي مطبق

قبل سليمان العبيد استشهد المئات من الرياضيين في غزة على يد آلة الحرب الإسرائيلية، وسط صمت مطبق في المؤسسات الرياضية الدولية التي تسارع لإعلان الحداد حين وفاة أي لاعب في العالم، وتلتزم الصمت إذا تعلق الأمر بالرياضيين الفلسطينيين.

حتى منصات التواصل الاجتماعي التي غرقت في منشورات الحداد على اللاعب البرتغالي ديوغو جوتا بعد وفاته مؤخرا في حادث سير، لا تبدي أي اهتمام يذكر باستشهاد سليمان العبيد وغيره من أبناء غزة، الذين يقتلون بدم بارد وعن سبق إصرار، لا بحوادث سير.

إن هذا الصمت يرسل رسالة مفادها أن حياة الرياضي الفلسطيني أقل قيمة من حياة غيره، وأن الرياضة يمكن أن تكون أداة للتسييس والانتقائية.

سليمان العبيد.. حلم رياضي لن يموت

سليمان العبيد لم يكن مجرد لاعب، بل كان رمزا لصمود شعب، وحلما رياضيا قضى جوعا وقهرا، فهل ستُنصفه الرياضة كما أنصفته الأرض التي احتضنت دمه؟

إن قصة سليمان العبيد هي دعوة لكل ضمير حي في العالم، ولكل محب للرياضة، أن يرفع صوته ضد الظلم، وأن يطالب بإنصاف الرياضيين الفلسطينيين وحماية حقهم في الحياة واللعب، وإن دمه لن يذهب هدرا، بل سيبقى شاهدا على جريمة، ووقودا لحلم رياضي فلسطيني لن يموت.

مقالات مشابهة

  • هل يمكنك أن تخبرنا كيف مات؟.. محمد صلاح يعلق على تعزية الاتحاد الأوروبي لـ"بيليه فلسطين"
  • صورة.. محمد صلاح يحرج "يويفا" بعد مقتل "بيليه فلسطين"
  • محمد صلاح يحرج حساب «يويفا» ويطالب بكشف ملابسات استشهاد «بيليه فلسطين»
  • محمد صلاح يثير تفاعلاً بتدوينته عن وفاة اللاعب الفلسطيني سليمان العبيد
  • غضب من منشور لـيويفا يتجاهل قاتل نجم المنتخب الفلسطيني سليمان العبيد
  • بعد مباراة برشلونة وإنتر ميلان.. الـ"يويفا" يعاقب يامال
  • خلال انتظاره المساعدات.. مقتل بيليه فلسطين باستهداف إسرائيلي في غزة
  • سليمان العبيد.. شهيد الرياضة ولقمة العيش في غزة
  • منتخب العراق النسوي يتقدم سبعة مراكز في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم