قالت الحكومة إن مشروع قانون المالية برسم سنة 2026، وفقا للمذكرة التوجيهية الخاصة بهذا المشروع، التي وجهها رئيس الحكومة إلى القطاعات الوزارية، يهدف إلى توطيد وتسريع الإصلاحات الهيكلية من أجل مواكبة الدينامية الاقتصادية والاجتماعية التي من شأنها تعزيز مكانة المملكة ضمن الدول الصاعدة ».

وأضاف المصدر ذاته أن تعزيز مكانة المغرب ضمن الدول الصاعدة يقتضي التوفر على قطاع عمومي عصري، قادر على تنسيق مختلف السياسات العمومية، وتعبئة الموارد بشكل فعال خدمة للتنمية الشاملة، إلى جانب إدارة ترابية فعالة وقادرة على الاستجابة للتطلعات المتزايدة لكافة الفاعلين، وفي مقدمتهم المواطنون والمستثمرون.

وفي هذا السياق، تعتزم الحكومة مواصلة تنزيل ورش إصلاح قطاع المؤسسات والمقاولات العمومية، من خلال تسريع وتيرة عمليات إعادة الهيكلة، التي تهدف إلى ترشيد المحفظة العمومية، وإعادة توجيه تدخلها نحو مهامها الاستراتيجية، وتعزيز أدائها الاقتصادي والاجتماعي، وتقليص اعتمادها على ميزانية الدولة عبر تطوير آليات تمويل أكثر تنوعا ونجاعة.

من جانب آخر، يستوجب تعزيز مسار التنمية المجالية المندمجة التوفر على إدارة عمومية حديثة وأكثر قربا من المجالات الترابية، حيث ستتم خلال سنة 2026 مواصلة جهود تحديث المنظومة الإدارية بما يضمن قربها من المواطن وتعزيز نجاعة العمل العمومي، تكريسا لمقاربة التنمية المجالية المندمجة.

وبالموازاة مع ذلك، ستعمل الحكومة على مواصلة العمل على تفعيل ورش اللاتمركز الإداري، لا سيما من خلال استكمال الإطار القانوني، وتحديث البنيات الإدارية، وتحيين المخططات المديرية، بما يعزز هذا التحول المؤسساتي العميق.

بالإضافة إلى ذلك، وبالنظر إلى أهمية ترسيخ مرتكزات دولة الحق والقانون، عبر حكامة أكثر شمولا لضمان الأمن القانوني وتعزيز الثقة بين المواطنين والإدارة، وضع مشروع قانون المالية لسنة 2026 في صميم أولوياته تكريس أسس الدولة الحديثة التي تقوم كذلك على ترسيخ سيادة القانون، وتعزيز نجاعة العدالة، وصون التنوع الثقافي في إطار الوحدة الوطنية والتماسك المجتمعي.

وقد شهدت هذه المرتكزات، خلال الفترة الأخيرة، دينامية نوعية تجسدت أساسا في تقدم ورش إصلاح العدالة، خاصة من حيث رقمنة المساطر، وتنظيم المهن القضائية.

وتعتزم الحكومة مواصلة هذا الإصلاح خلال سنة 2026، من خلال التركيز على أولويتين تتمثلان في مواكبة إصلاح مدونة الأسرة، وتقريب العدالة من المواطنين، عبر مراجعة الخريطة القضائية وتوسيع الاختصاص الترابي والوظيفي للمحاكم بهدف تعزيز الأمن القانوني وجاذبية المملكة.

وعلاوة على ذلك، تشهد السياسة الجنائية تحولا عميقا من خلال إدماج العقوبات البديلة، حيث تم تحديد مرحلة التنزيل العملي لهذه الإجراءات انطلاقا من سنة 2025، من خلال إصدار المرسوم التطبيقي للقانون المتعلق بالعقوبات البديلة، وتحديد كيفيات تنفيذ الأشغال ذات المنفعة العامة، وتحضير التدابير المواكبة من قبيل التكوين والتحسيس والتنسيق بين المتدخلين.

كما أشارت المذكرة إلى أنه ستتم مواصلة تعزيز استعمال اللغة الأمازيغية عبر إدماج أزيد من 1100 موظف استقبال بالإدارات العمومية، وإدراج الأمازيغية في الهوية البصرية للمؤسسات، وتوسيع نطاق استعمالها في ميادين التعليم والتشريع والخدمات العمومية.

وفي سياق آخر، سيتم إطلاق إصلاح القانون التنظيمي لقانون المالية من أجل الارتقاء بتدبير المالية العمومية ليواكب الرهانات التنموية والتحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وما تفرضه من متطلبات جديدة على مستوى التخطيط متعدد السنوات، والبرمجة، والتنسيق المؤسساتي، والتقويم، بما يعزز انسجام وتكامل السياسات العمومية.

كما يرمي هذا الإصلاح إلى تعزيز استدامة المالية العمومية من خلال اعتماد قاعدة ميزانياتية جديدة ترتكز على هدف استدانة متوسط الأجل تقترن بأحكام للمرونة يمكن تفعيلها لمواجهة الظروف الاستثنائية، وذلك بالموازاة مع التدبير المعقلن لتراخيص الالتزام وترشيد الموارد المرصدة.

وأشارت المذكرة التوجيهية إلى أنه من شأن هذه المقتضيات الجديدة مواءمة منظومة تدبير المالية العمومية الوطنية مع أفضل الممارسات الدولية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كلمات دلالية الحكومة المذكرة التوجيهية الوزراء رئيس الحكومة مشروع قانون المالية

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: الحكومة الوزراء رئيس الحكومة مشروع قانون المالية قانون المالیة من خلال سنة 2026

إقرأ أيضاً:

ثالث زيارة خلال 9 أشهر.. فيدان يؤكد مواصلة دعم سوريا في حربها ضد الإرهاب


أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في منشور على منصة "إكس" أن بلاده ستواصل دعم دمشق في حربها ضد التنظيمات الـ"إرهابية" ، فيما أشاد بالتقدم الذي أحرزته سوريا في مجالات عديدة.

وكتب فيدان: "زرتُ دمشق للمرة الثالثة خلال 9 أشهر منذ الإطاحة بنظام الأسد , ومع كل زيارة، ألاحظ شخصيا التقدم الذي أحرزته سوريا في مجالات عديدة" , مشددا على العزم في تعميق التعاون بين تركيا وسوريا في جميع المجالات.
Bugün, Esad rejiminin devrilmesinin ardından geçen dokuz ay içinde üçüncü kez Şam’ı ziyaret ettim.⁰⁰Her ziyaretimde, Suriye’nin birçok alanda katettiği ilerlemeyi bizzat müşahede etmekteyim.⁰⁰Sayın Cumhurbaşkanımızın ve Suriye Cumhurbaşkanı Sayın Şara’nın liderliklerinde,… pic.twitter.com/eaJ28ApUAD — Hakan Fidan (@HakanFidan) August 7, 2025
وتابع: "خلال اجتماعاتنا مع السيد أحمد الشرع ، أتيحت لنا فرصة مناقشة العديد من القضايا، بما في ذلك التجارة والاستثمار والنقل والطاقة وتم تقييم الخطوات الممكنة على الصعيدين الثنائي والإقليمي لإعادة إعمار سوريا".


مشيرا إلى التطرق بشكل خاص خلال الاجتماع على القضايا الأمنية، والتهديدات الداخلية والخارجية لسيادة سوريا ووحدتها السياسية.

وأكد فيدان استعداد بلاده لتقديم المساعدة اللازمة للحكومة السورية في أي مسؤوليات قد تضطلع بها فيما يتعلق بإدارة وأمن المخيمات في شمال شرق سوريا.

وقال إن المجتمع الدولي، لاسيما الولايات المتحدة والدول الأوروبية، قدم دعما كبيرا للتغلب على هذه المشكلات.

وأردف: "أما إسرائيل فإنها تنتهج سياسة زعزعة استقرار منطقتنا , وتقع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية مشتركة لصد هذه السياسات , ونحن في تركيا، سنواصل الوقوف إلى جانب الشعب السوري ودعم تطلعاته وإرادته المشروعة".

وفي وقت سابق الخميس 7 آب / أغسطس، التقى الوزير فيدان بالرئيس أحمد الشرع في دمشق، ضمن زيارة عمل يجريها إلى العاصمة السورية لوضع ملامح مرحلة جديدة من التعاطي مع الملف السوري , تتضمن مواجهة التهديدات الإسرائيلية والانفصالية التي تمس وحدة سوريا وأمن تركيا القومي.

وكانت زيارة فيدان الأولى إلى سوريا في 22 كانون الأول / ديسمبر 2024، وتلتها زيارة عمل قام بها رفقة وزير الدفاع التركي يشار غولر، ورئيس الاستخبارات إبراهيم قالن، في 13 آذار / مارس 2025.

مقالات مشابهة

  • أبوراس: شراكة جديدة مع الأمم المتحدة لدعم مسار التنمية في ليبيا
  • ثالث زيارة خلال 9 أشهر.. فيدان يؤكد مواصلة دعم سوريا في حربها ضد الإرهاب
  • وزير المالية: ندعم جهود تعزيز قدرة الشركات العامة على تحقيق الأرباح
  • تجاذبات على مسار تشكيل الحكومة الموحدة.. بين إرادة الشعب وضغوط الأطراف الدولية
  • وزير الدفاع يطالب الحكومة البريطانية بمعدات وتقنيات حديثة لإيقاف تهريب الأسلحة الإيرانية
  • "التنمية المحلية": انطلاق العام التدريبي الجديد 2025/2026 بعد غد
  • الأحد المقبل.. التنمية المحلية: انطلاق العام التدريبي الجديد 2025/2026
  • جديد قانون المالية 2026: توجيه الاستثمار العمومي نحو الجبل والمناطق الهشة وضمان حق المواطن دون تمييز أو إقصاء
  • هل يتم طرد المستأجر ين في قانون الإيجارات الجديد؟.. مصطفى بكري: الحكومة ستوفّر البديل