حرب السودان.. واشنطن تضغط للهدنة والبرهان يصر على "الحسم"
تاريخ النشر: 22nd, November 2025 GMT
تتواصل الجهود الدبلوماسية الأميركية المكثفة لإعادة مسار السلام إلى السودان، في وقت تشهد به البلاد تصاعدا في وتيرة المعارك، مع تمسك قيادة الجيش بخيار مواصلة الحرب.
وخلال زيارة إلى مدينة القطينة بولاية النيل الأبيض، جدد قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان التمسك بالعمليات العسكرية، مؤكدا أن قواته مصممة على الاستمرار حتى "القضاء على قوات الدعم السريع"، وفقا لتصريحاته.
ويزيد هذا الموقف من هشاشة فرص التهدئة، ويضع المدنيين أمام واقع إنساني متدهور سريعا.
وفي خضم هذا المشهد المأزوم، أكد المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان مسعد بولس، في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، أن "الهدنة الإنسانية الفورية ليست خيارا، بل واجبا أخلاقيا وإجراء عاجلا لا يحتمل التأجيل".
وشدد بولس على رفض أي دور لتنظيم الإخوان وإيران في مستقبل السودان، مشيرا إلى أن إشراك هذه الأطراف سيطيل أمد الحرب ويعقد المشهد الإقليمي.
وتأتي هذه التحركات الأميركية ضمن إطار الرباعية الدولية، التي تعمل على دفع السودان نحو خارطة طريق شاملة تبدأ بوقف النار، مرورا بفتح الممرات الإنسانية، وصولا إلى استئناف العملية السياسية نحو انتقال مدني متوافق عليه.
وتؤكد واشنطن أن هذه الخارطة تمثل "المسار الوحيد القابل للحياة"، وأن أي محاولات بديلة ستدخل السودان في فراغ سياسي مفتوح.
ويرى مراقبون أن تمسك الجيش السوداني بمواصلة الحرب يثير تساؤلات حول من يتحكم فعليا بقرار المؤسسة العسكرية، مؤكدين أن تضارب مراكز النفوذ داخل الجيش، وتخوف بعض الدوائر من ترتيبات انتقالية تقلص من دور المؤسسة أو تعيد تشكيلها، يزيد من تعقيد قرار وقف الحرب.
وفي سبتمبر الماضي، اقترحت مجموعة الرباعية خطة تتضمن هدنة لمدة 3 أشهر، واستبعاد الحكومة الحالية وقوات الدعم السريع من المشهد السياسي لما بعد النزاع، وهو بند يرفضه الجيش حتى الآن.
ومطلع نوفمبر، أعلنت قوات الدعم السريع قبولها بمقترح هدنة إنسانية بعد سيطرتها على مدينة الفاشر، آخر معقل للجيش في إقليم دارفور (غرب).
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات عبد الفتاح البرهان قوات الدعم السريع السودان الهدنة الإنسانية الرباعية الدولية الجيش السوداني الفاشر دارفور السودان عبد الفتاح البرهان هدنة السودان قوات الدعم السريع الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان قوات الدعم السريع السودان الهدنة الإنسانية الرباعية الدولية الجيش السوداني الفاشر دارفور أخبار السودان
إقرأ أيضاً:
السودان.. «الدعم السريع» تعلن استجابتها الكاملة لمبادرات وقف الحرب
أعلنت قوات “الدعم السريع” السودانية استجابتها الكاملة والجادة لكل المبادرات الرامية لوقف الحرب في البلاد، مشيرة إلى تقديرها للجهود الدولية المبذولة للتوسط وإنهاء النزاع.
وقالت “الدعم السريع” في بيان اليوم الجمعة إنها تتابع باهتمام التحركات الدولية المكثفة بشأن الأوضاع في السودان، وتوجهت بالشكر للرئيس دونالد ترامب ولقادة دول الرباعية على مساعيهم للتوسط في النزاع ووقف الحرب المفروضة على الشعب السوداني.
وأضاف البيان أن العقبة الرئيسية أمام تحقيق السلام تكمن في فلول النظام البائد وقيادات تنظيم الإخوان المسلمين، الذين أشعلوا الحرب بهدف العودة إلى الحكم على أشلاء المدنيين، مؤكدة التزامها بعدم التراجع عن أهداف الشعب السوداني وتطلعاته لتفكيك دولة التمكين والفساد التي أسسها الإسلاميون داخل المؤسسة العسكرية وبقية مؤسسات الدولة.
وشددت “الدعم السريع” على المضي قدما نحو معالجة جذور الأزمة وبناء سودان جديد بجيش وطني مهني واحد خالٍ من الأيديولوجيات المتطرفة.
في السياق، أكد مصدر عسكري سوداني اليوم الجمعة تدمير مخازن وعربات قتالية تابعة لقوات “الدعم السريع” بالمسيّرات في المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا.
وأشار المصدر إلى أن العملية جرت صباح اليوم، وتُعد جزءاً من الحملة العسكرية المستمرة للجيش السوداني ضد قوات “الدعم السريع” في المناطق الحدودية الاستراتيجية، التي تُستخدم أحياناً كمسارات لنقل الأسلحة والمقاتلين.
وفي سياق متصل، حذر ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، من تدهور الوضع الإنساني في شمال دارفور، حيث فر أكثر من 100 ألف مدني من مدينة الفاشر ومحيطها منذ سيطرة “الدعم السريع” عليها في 26 أكتوبر الماضي.
وقال دوجاريك خلال مؤتمره الصحفي اليومي إن الوضع في شمال دارفور مروع، مشيراً إلى أن النازحين وصلوا إلى مناطق كانت تعاني أصلاً من نقص حاد في الموارد، والآن تُضاف إليهم احتياجات ملحة لا تُحتمل. وأضاف أن العديد من الأسر ما زالت مفقودة، ولا تزال أخبارهم مجهولة.
كما أشار دوجاريك إلى أن التصعيد في إقليم كردفان أدى إلى نزوح نحو 40 ألف شخص منذ أواخر أكتوبر، فيما تواصل المعارك دفع العائلات إلى الهروب بحثاً عن الأمان.
ودعا المجتمع الدولي إلى ضمان وصول آمن وغير محدود للمساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق المتضررة، مؤكداً أن الإغاثة ليست رفاهية، بل ضرورة حيوية لمنع كارثة إنسانية شاملة.