تواجه حرية الصحافة في قطاع غزة تحديا وجوديا حقيقيا، مع وصول عدد الصحفيين الذين استشهدوا إلى أكثر من 200 صحفي خلال 22 شهرا من العمليات العسكرية الإسرائيلية، في رقم وصفته منظمة مراسلون بلا حدود بالفظيع الذي يستحق التوقف عنده واتخاذ كل التدابير اللازمة لإيقاف هذه المجزرة المرتكبة بحق الصحفيين.

وفي هذا السياق، أكد رئيس قسم الأزمات في المنظمة، مارتن رو، أن ما شهدته غزة من استهداف لصحفيي الجزيرة ليس حادثا معزولا، بل يمثل نمطا متكررا من العمليات المنهجية ضد الإعلاميين.

وتحمل الحادثة الأخيرة تشابها مقلقا مع استهداف سابق وقع في 31 يوليو/تموز 2024، عندما استهدف الجيش الإسرائيلي الصحفيَين إسماعيل الغول ورامي الريفي من قناة الجزيرة بضربة مباشرة.

ويبدأ هذا النمط المتكرر وفقا لرو بحملة تشويه وإساءة إلى الصحفيين المستهدفين، تليها عملية القتل المباشرة، في محاولة لتبرير هذه الجرائم المقصودة.

ويضع هذا الرقم "المرعب" من الضحايا المجتمع الدولي أمام مسؤولية عاجلة لاتخاذ رد فعل قوي وحاسم، الأمر الذي دفع منظمة مراسلون بلا حدود للمطالبة بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، استنادا إلى القرار الصادر عام 2015 لحماية الصحفيين في مناطق النزاع، والذي يلزم الدول بالاجتماع عند تعرض الإعلاميين للخطر.

ويضع التجاهل الإسرائيلي المستمر للقوانين والقرارات الدولية هذه القوانين في موضع الاختبار الحقيقي، حيث تجد إسرائيل -كما يوضح رو- باستمرار حججا ظاهرية لارتكاب هذه الجرائم، مما يثير تساؤلات جدية حول فعالية الآليات الدولية الحالية لحماية الصحفيين.

ورغم هذا التجاهل الصارخ، تؤكد منظمة مراسلون بلا حدود وجود أدوات وأوراق لم تُستخدم بعد من جانب المجتمع الدولي لإجبار الجيش الإسرائيلي على احترام القانون الدولي.

وتوضح أن هذه الأدوات قادرة على إلزام إسرائيل بوقف هذه المجزرة المرتكبة بحق الصحفيين، شريطة أن تجد الإرادة السياسية الكافية لتفعيلها.

إعلان

ويرى رو أن محاسبة الجيش الإسرائيلي تمثل ضرورة حتمية لمنع الإفلات من العقاب، الذي يعني في نهاية المطاف أن القانون الدولي فقد قوته وفعاليته.

شكاوى أمام المحكمة

وفي هذا السياق، تقدمت منظمة مراسلون بلا حدود بـ4 شكاوى إلى المحكمة الجنائية الدولية بسبب جرائم الحرب المرتكبة من قبل الحكومة الإسرائيلية بحق الصحفيين.

وتسير هذه الشكاوى حاليا عبر الإجراءات القانونية المطلوبة، لكن ضرورة الوضع تستدعي تحركا أسرع وأكثر فعالية، كما يتطلب الوضع الحالي استجابة فورية تتناسب مع حالة الطوارئ التي يواجهها الصحفيون الفلسطينيون المستهدفون بشكل مباشر ومنهجي.

وتتطلب الحماية الفورية للصحفيين إجراءات عملية عاجلة -يضيف رو- تشمل تأمين العلاج الطبي للصحفيين المصابين خارج قطاع غزة، وتوفير مأوى آمن للصحفيين الفلسطينيين الذين يواصلون عملهم في ظروف بالغة الخطورة، وضمان وصولهم إلى الحماية الدولية اللازمة لمواصلة مهمتهم الإعلامية الحيوية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات منظمة مراسلون بلا حدود

إقرأ أيضاً:

“حماس”تنعي الشهداء الصحفيين وتؤكد أنها جريمة وحشية تتجاوَز كل حدود الإجرام

الثورة نت/وكالات نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الليلة الماضية،الشهداء الذين ارتقوا في غارة للعدو الصهيوني على خيمة الصحفيين في مستشفى الشفاء، وهم: مراسلا الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع، والمصوران إبراهيم ظاهر ومؤمن عليوة، ومساعد المصور محمد نوفل. ووصفت الحركة في تصريح صحفي، الجريمة بأنها وحشية تتجاوَز كل حدود الفاشية والإجرام، مشيرة إلى أنها اوسع استهداف للصحفيين يشهده العالم في أي حرب، وذلك بعد استهداف خيمتهم في باحة مستشفى الشفاء. وأضافت أن الشهيد أنس الشريف كان مثالاً للصحفي الحر الذي وثّق جريمة التجويع وكشف للعالم مشاهد المجاعة التي يفرضها العدو على أهلنا في غزة. وأوضحت أن الاستهداف المتواصل للصحفيين في قطاع غزة، هو رسالة إرهاب إجرامي للعالم بأسره، ومؤشر على انهيار كامل لمنظومة القيم والقوانين الدولية، في ظل صمت دولي شجع العدو على المضي في قتل الصحفيين دون رادع أو محاسبة. وشددت على أن تهديدات العدو ضد صحفيين فلسطينيين، ومنهم الشهيدان الشريف وقريقع، بهدف ثنيهم عن أداء واجبهم المهني في نقل الحقيقة وصور الإبادة الوحشية في القطاع، لتُترجم هذه التهديدات إلى عملية قتل بشعة تؤكّد السلوك الفاشي لهذا الكيان الإرهابي. وأكدت أن اغتيال الصحفيين وترهيب من تبقّى منهم، يمهّد لجريمة كبرى يخطط العدو لارتكابها في مدينة غزة، بعد إسكات صوتها الإعلامي، ليستفرد بأهلها وينفّذ مجازره بعيداً عن أعين العالم. وأضافت أن هذه الجرائم الوحشية المستمرة بحق الصحفيين الفلسطينيين، وآخرها هذه الجريمة البشعة، تستدعي تفاعلاً واسعاً من الصحفيين والإعلاميين حول العالم، لفضح العدو وجرائمه، وإعلاء صوت الحقيقة الذي يحاول طمسه، ومواصلة رسالتهم الإنسانية في نقل ما يجري في القطاع. ودعت المجتمع الدولي ومؤسساته، وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي، إلى إدانة هذه الجريمة بوضوح، والتحرك الفوري لوقف انتهاكات العدو غير المسبوقة للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية، ومحاسبة قادته على جرائمهم ضد الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • هيومن رايتس: اغـ.ــتيال أنس الشريف يكشف الخطر الداهم على الصحفيين الفلسطينيين
  • اتحاد الصحفيين البريطاني يدين استهداف إسرائيل صحفيي الجزيرة بغزة
  • محمد شاكر رئيسًا لمجلس أمناء جامعة العلمين الدولية
  • مراسلون بلا حدود تدين اغتيال إسرائيل طاقم الجزيرة في غزة وتطالب بتحرك دولي
  • “حماس”تنعي الشهداء الصحفيين وتؤكد أنها جريمة وحشية تتجاوَز كل حدود الإجرام
  • مجلس التعاون: تحد صارخ وانتهاك للقرارات الدولية
  • دفاع النواب تطالب بتكثيف حملات القبض على التيك توكر لحماية المجتمع والشباب
  • مجلس الأمن يعقد جلسة طارئة اليوم لبحث قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي احتلال قطاع غزة
  • مجلس الأمن يعقد جلسة طارئة السبت لبحث قرار إسرائيل احتلال غزة كلها