رغم أن السلطات البريطانية سارعت بكل قوتها لحل مشكلة تعطل أنظمة مراقبة الحركات الجوية، التي تسببت في إلغاء رحلات طيران وتأخير أخرى، فإنها لم تنجح -على ما يبدو- في إقناع كثيرين بالسبب الحقيقي لهذا العطل، ولم تبدد مخاوف النشطاء على منصات التواصل من احتمال وقوف إرهابيين وراء الأزمة التي شهدتها المطارات البريطانية.

عرض برنامج "شبكات" -في حلقته بتاريخ (30/8/2023)- مقاطع فيديو تظهر حالة الازدحام الشديد في مطارات المملكة المتحدة، وتكدس المسافرين، وافتراش بعض الركاب وأطفالهم الأرض لأخذ قيلولة واستراحة، في حين لجأ آخرون لمتابعة أعمالهم ومصالحهم عبر الحواسيب المحمولة، خشية تأخر الرحلات لوقت أطول أو حتى إلغائها.

ومع أن شركة خدمات الحركة الجوية الوطنية "ناتس" -المسؤولة عن جدولة الرحلات تلقائيا في المطارات- سارعت للتأكيد أنه "لا وجود لمؤشرات على أن العطل كان هجوما إلكترونيا"، فإن ذلك لم يمنع المغردين من طرح تساؤلات واستفسارات عن السبب الحقيقي لما حدث.

فرضية "الإرهابيين" حاضرة

المغرد فريدو فتح الباب واسعا أمام فرضية سيطرة الإرهابيين على أنظمة الحركة الجوية وشلها، وقال في هذا الإطار: "لا أحد يطرح السؤال الذي نريد جميعا أن نعرف إجابته: ما مدى سهولة قيام الإرهابيين بتعطيل نظام مراقبة الحركة الجوية؟".

وذهب في هذا الاتجاه المغرد أحمد، إذ اعتبر ما حدث إغلاقا عاما ولكن مشفرا، مضيفا "الظاهر إنهم حاسين (يشعرون) بشيء ولا مسويين (قاموا بـ) مصيبة، نشوف الأيام الجاية!".

ورجح بعض المغردين وقوف احتمالات أخرى وراء العطل، ومن ضمن هؤلاء الناشط روب الذي قال: "هناك عدد كبير جدا من الطائرات التي تحلق هذه الأيام، ونحن بحاجة إلى الحد من هذه الرحلات، ومنع الأشخاص من الطيران كثيرا من دون داعٍ".

أما تورميد مايك، فاعتبر ما حدث إخفاقا كارثيا في البنية التحتية، وليس مجرد "مشكلة فنية"، مشيرا إلى أنه "لا أحد لديه أدنى فكرة عن ماهية المشكلة أو إلى متى ستستمر"، في حين قلل عبد الرزاق من المشكلة لكون الأعطال تحدث في أي مطار وتحتاج لفترة حتى تعود الأمور إلى نصابها.

يذكر أن هذا العطل تسبب في إلغاء أكثر من ألفي رحلة في مطارات بريطانيا منذ الاثنين الماضي، وهو ما أكدته بيانات موقع "فلايت رادار" للملاحة الجوية، إذ وصل عدد الرحلات الجوية إلى 915 رحلة يوم 21 أغسطس/آب الجاري، ولكنها انخفضت إلى 400 رحلة فقط يوم حدوث العُطل (28 أغسطس/آب).

ورغم أن المشكلة قد تم حلها، فإن حركة الملاحة الجوية لم تعد لطبيعتها على الفور، إذ أكد وزير النقل البريطاني مارك هاربر أن "الرحلات لا تزال متأثرة، للأسف!"، وهو ما اعتُبر ضربة كبيرة لمطارات بريطانيا التي تعد بعضها الأكثر ازدحاما في أوروبا.

يذكر أن المطارات البريطانية تعتمد على نظام الأتمتة، حيث يتولى الكمبيوتر كل شيء عن طريق جدولة الرحلات تلقائيا.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

علي جابر: منصات «التواصل» تبث أخباراً زائفة

دبي: «الخليج»
أكد علي جابر، الرئيس التنفيذي لمجموعة «إم بي سي» و«شاهد»، أهمية دمج الإعلام القديم مع الجديد لمواكبة التغيرات المتلاحقة والمتسارعة في هذه الصناعة والناتجة عن التطور التكنولوجي.
وتحدث خلال جلسة «عالم بلا أخبار» ضمن دردشات إعلامية، التي استضافها منتدى الإعلام العربي ضمن قمة الإعلام العربي، وأدارتها الإعلامية نانسي نور في إكسترا نيوز، عن العلاقة المعقدة بين الإعلام القديم والجديد، مقدماً رؤيته لمستقبل المهنة.
وقال إن الأخبار في السابق كانت تستقى من مصادر محددة، أما الآن فأصبحت تستقى من مصادر متعددة بعضها موثوق والآخر غير موثوق، مثل منصات التواصل الاجتماعي التي تبث في الكثير من الأوقات أخباراً زائفة وغير حقيقة، ما قد يثير بلبلة.
وأكد أن الأخبار هي حاجة إنسانية وليست ترفاً، إذ لا يمكن الاستغناء عنها للوقوف على ما يحصل في العالم من حولنا، مشيراً إلى أن العلاقة بين الإعلام الحديث والقديم هي علاقة تنافسية تكاملية.
وأضاف أن الإعلام التقليدي بحاجة إلى مواكبة المتغيرات بحيث يتم تطويع مواده بحسب كل منصة واشتراطاتها لإيصال المعلومات الصحيحة للجمهور عبر هذه المنصات والاستفادة منها في نقل الحقائق ودحض الزائف منها.
وأوضح علي جابر أن العلاقة بين الإعلام القديم والحديث ليست صراعاً، بل هي تحول طبيعي، إذ إن كل جيل يحمل أدواته، وما نراه اليوم هو تطور تقني فرض نفسه على وسائل الإعلام، مشيراً إلى أن الصحف والقنوات التي لم تتكيف مع هذا التحول ستفقد جمهورها أو تصبح صوتاً خافتاً.
وحول أبرز التحديات التي تواجه الإعلاميين في هذه المرحلة؟ قال إنها تتمثل في المصداقية، في زمن «السوشيال ميديا»، فالجميع ينشرون، دون أن يتحققوا أو يحللوا، فضلاً عن تحدي الحفاظ على الهوية والمهنية وسط فوضى المحتوى التجاري والسريع.
وعن الفرص المتاحة، قال إنه في صناعة الإعلام، فتحت التكنولوجيا الأبواب أمام كل إعلامي شاب ليخلق محتوى مستقلاً، ويصل إلى الجمهور دون مؤسسات ضخمة. من خلال الذكاء الاصطناعي، وأدوات التحليل، والتفاعل المباشر مع الجمهور، وكلها جيدة متى ما وظفت بشكل ذكي وأخلاقي.
وشدد جابر على أهمية أن يعيد الإعلام التقليدي النظر في أسلوبه، في سرعة تفاعله، في طريقة تقديمه للمعلومة، فالجمهور تغير، ولا ينتظر نشرات الثامنة ليعرف ما يحدث، ومن لا يتغير فسينقرض.
ولفت إلى أهمية تطوير مهارات الإعلاميين وتأهيلهم للتعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن هذه التقنية لن تحل محل البشر، وأن اللمسة الإنسانية في العمل الصحفي والإعلامي ستظل مطلوبة.

مقالات مشابهة

  • روسيا تعلق الرحلات في مطارات موسكو بسبب هجمات الدرون
  • قرار عاجل من روسيا بفرض قيود على 6 مطارات
  • علي جابر: منصات «التواصل» تبث أخباراً زائفة
  • نشر حراس أمن مسلحين على متن الرحلات الجوية بين عُمان وإيران
  • وزير الطيران يبحث التعاون مع نظيره الزيمبابوي في تطوير المطارات والسلامة الجوية
  • من ذاكرة التاريخ.. قصة 67 طنًا من المتفجرات ألقتها بريطانيا على هولندا بالخطأ
  • وزارة النقل:الرحلات الجوية بين العراق وسوريا متوقفة
  • النقل العراقية: توقف الرحلات الجوية مع سوريا سببه غياب الموافقات السيادية ومتطلبات السلامة
  • قيود مؤقتة على حركة الطائرات في مطارات موسكو والدفاع الجوي يسقط 4 مسيرات
  • قائد مدمرة أمريكية يكشف تفاصيل صادمة لهجوم شنته قوات صنعاء عليهم