كلام دون فعل.. لماذا لا يتدخل الغرب في غزة؟
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
قالت صحيفة هآرتس إن الحكومات الغربية تدين دمار غزة لكنها تتجنب أي تدخل جاد، رغم معاناة المدنيين غير المسبوقة وسوابق التدخل العروفة، كاستخدام القوة ضد ليبيا لحماية مواطنيها من الجرائم التي ارتكبتها حكومتهم، بإذن من مجلس الأمن.
وأوضحت الصحيفة -في مقال بقلم ياجيل ليفي- أن قمة للأمم المتحدة أقرت في سبتمبر/أيلول 2005، مبدأ "مسؤولية الحماية"، وهو واجب الدول في حماية سكانها من الإبادة الجماعية، وجرائم الحرب والتطهير العرقي، والجرائم ضد الإنسانية، وعندما تفشل حكومة ما في القيام بذلك، يكون المجتمع الدولي ملزما باستخدام التدابير الدبلوماسية والإنسانية وغيرها لحماية السكان المتضررين، وإذا لزم الأمر، يجوز لمجلس الأمن فرض عقوبات أو حتى الإذن باستخدام القوة العسكرية، كما فعل في ليبيا عام 2011.
وفي الظروف العادية، يتوقع المرء ضغوطا دولية متزايدة لتطبيق مبدأ "مسؤولية الحماية" في غزة، بعد أن فشلت السلطة الفلسطينية صاحبة السيادة في حماية شعبها، وأن يشمل هذا الضغط دعوات لفرض عقوبات، وإذا لزم الأمر عملا عسكريا.
ومع ذلك، لا يبدو التدخل مطروحا حتى الآن، فالولايات المتحدة تستخدم حاليا حق النقض (الفيتو) ضد قرارات أكثر تواضعا بكثير في مجلس الأمن، وقد عرقلت مؤخرا اقتراحا دعا، من بين تدابير أخرى، إلى رفع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
لا أحد يجرؤوذكر الكاتب بأن حلف شمال الأطلسي (ناتو) تجاوز مجلس الأمن عام 1999، قبل إضفاء الطابع الرسمي على مبدأ "مسؤولية الحماية"، وقصف صربيا لوقف التطهير العرقي الذي يمارس على الألبان في كوسوفو، رغم أنه لم يقتل سوى نحو ألفي مدني ألباني مع تشريد 350 ألفا، مقابل قتل ما يزيد على "30 ألفا" وتشريد حوالي مليوني شخص في غزة، حسب الصحيفة.
إعلانوبناء على هذا المنطق -كما يقول الكاتب- فإن الكارثة الأشد وطأة في غزة اليوم، بالإضافة إلى تحميل معظم الأوروبيين إسرائيل المسؤولية الكاملة، ينبغي أن يدفع القادة الأوروبيين إلى الضغط من أجل تحرك الناتو، كما أنه يمكنهم استلهام سلوك إسرائيل الأخير عندما تصرفت كممثل للمجتمع الدولي، وطبقت مبدأ "مسؤولية الحماية" بضرب سوريا دفاعا عن السكان الدروز، حسب قولها.
من المشكوك فيه أن يفكر أي شخص في الغرب في القيام بعمل عسكري ضد إسرائيل، بل إنه لا أحد في الغرب سوف يرحب بهذه الفكرة، لأن إسرائيل تتمتع بحماية الولايات المتحدة، ولا تزال تعتبر جزءًا من الغرب، وركيزة من ركائز "الجدار الحديدي" ضد العالم الإسلامي
ولكن في حالة غزة، من المشكوك فيه أن يفكر أي شخص في الغرب في القيام بعمل عسكري ضد إسرائيل، أو فرض حصار جوي، أو حتى اتخاذ خطوات بسيطة مثل نشر قوات لفصل سكان غزة عن الجيش الإسرائيلي، بل إنه لا أحد في الغرب سوف يرحب بهذه الفكرة، لأن إسرائيل تتمتع بحماية الولايات المتحدة، ولا تزال تعتبر جزءا من الغرب، وركيزة من ركائز "الجدار الحديدي" ضد العالم الإسلامي.
وهكذا، ستواصل الدول الغربية مشاهدة الجوع والدمار والقتل والنزوح الجماعي في غزة، وستواصل مشاهدة الأطفال الرضع وهم يدفنون في غزة بأجسادهم الصغيرة، وتدفن معهم الهوية الأخلاقية لإسرائيل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات ترجمات مسؤولیة الحمایة فی الغرب فی غزة
إقرأ أيضاً:
هل يجب على الزوج قول كلام حب لزوجته؟.. انتبه
لعل ما يطرح مسألة هل يجب على الزوج قول كلام حب لزوجته؟، هو ذلك الجفاء الذي شاع مؤخرًا بين الأزواج، حيث ألهتهم ضغوط الحياة فأنستهم المودة والرحمة التي ينبغي أن تكون بينهم، وحيث يستهين بعض الأزواج بمشاعر زوجاتهم بل ويبخلون عليهم بالكلمات الجميلة ، لذا ينبغي الوقوف على حكم هل يجب على الزوج قول كلام حب لزوجته؟.
قال الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن عدم قول الزوج كلمة "بحبك" لزوجته يعد تقصيرًا يحاسب عليه يوم القيامة.
وأوضح “ كمال ” في إجابته عن سؤال: هل يجب على الزوج قول كلام حب لزوجته؟ فزوجي مقصر في النفقة، ومقصر أيضًا في الأمور المعنوية والدعم المعنوي، وأقابل هذا التقصير بحرمانه من بعض الحقوق، هل هذا التصرف يجوز؟، أن العلاقة الزوجية بين الرجل وزوجته ليست قائمة على مقابلة التقصير بتقصير.
ونبه إلى أن التقصير في حق الزوجة حرام شرعًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَعُولُ" (رواه مسلم)"، بمعنى أن الإنسان إذا كان في صحيفته يوم القيامة تقصير في النفقة على زوجته، فهذا يكفيه.
زوجي لا يقول لي أحبكوتابع: وكذلك التقصير حتى في كلمة طيبة، مثل كلمة "بحبك" أو كلمة تجبر خاطر الزوجة، كما تقول السيدة عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان في خدمة أهله".
وأشار إلى أن الزوج الذي يقصر في النفقة الواجبة عليه، ويعبر عن عدم حبه لزوجته، ويبتعد عن منهج الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو آثم شرعًا.. لا ينفع تقابل التقصير بتقصير، لأن ذلك لن يحل المشكلة بل قد يؤدي إلى تفاقمها.. يجب أن تعطي كل ذي حق حقه، فالزوج له حقوق، والزوجة لها حقوق أيضًا.
واستطرد: الخطوة الأولى هي أن تجلس مع الزوج، وتنصحه وتتكلم معه بوضوح، إذا لم يتم حل المشكلة، فيمكن أن تستعين بشخص من أهل الصلاح من طرف الزوج أو من طرف الزوجة للجلوس معهم ومحاولة الوصول إلى حل، إذا لم يُحَل الأمر، يمكن التوجه إلى دار الإفتاء المصرية، حيث يوجد إدارة مخصصة للاستماع من الزوجين وتقديم المشورة المناسبة.
كلام الحب بين الزوجينوبيّن الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أنه ينبغي على الأزواج قول كلمة «أحبك» لزوجاتهم خمس مرات يومياً لتجنب الوصول إلى حالة «الخرس الزوجي».
ولفت إلى أن هناك سبع صفات يجب توافرها في الزوج والزوجة، لتجنب الخرس الزوجي، وهي أن يكون كل منهما مصدر أمان وداعماً ومسانداً ومتفقداً ومشاركاً ومرشداً، بالإضافة لقيام كلا الطرفين بإعطاء الفرص للآخر.
وأكد أن الزوجة تحتاج أن تجد في الزوج الدعم والسند عندما تتعرض لمشكلة، أو توجد أزمة بينها وبين والدتها على سبيل المثال، مشددًا على أن الزوج يحتاج أيضاً من الزوجة الدعم والمساندة عندما يتعرض لأزمة مالية، أو يتعرض لأزمة في العمل، يحتاج لدعم نفسي.
ونوه بأنه يجب أن يكون الزوج راعياً بحق، يجب التفقد بشكل دائم، عند دخول البيت تفقد أهل بيتك، وتفقد أحوالهم هل هم حزينون، فرحون، يحتاجون لشيء؟، والزوجة أيضاً لو وجدت زوجك عند دخوله للبيت صامتاً على غير العادة تكلمي معه وتفقدي حاله».
لزيادة الحب بين الزوجين- التعبير عن المشاعر إنّ الحياةَ مليئةٌ بالمسؤوليّات التي تُشغل الزوجين وتجعلهما لا يُعبران عن مشاعرهما لبعضهما، وعلى رغمَ من هذا الانشغال إلّا أنّ المشاعر موجودة، ويجب اختيار الفرصة المناسبة للتعبير عنها، وقد يظنّ البعض أنّ الأفعال تغني عن الكلام في الحُبّ، وهذا اعتقادٌ خاطئ، فيجب على الزّوجين ألّا يغفلا عن التعبير لبعضهما عن مشاعرهما، فذلك مهمٌ في تعزيز الشعور بالاطمئنانِ والأمان.
- الثقة تعتبر الثقة من أهمّ الأسس التي تُبنى عليها العلاقة بين الزوجين، إذ يجب أن يحرص الزوجان على بناء ثقة متبادلة بين بعضهما البعض، ويكون ذلك من خلال الحرص على الوفاء بالوعود التي تُعطى للشريك، لذا يجب على الزوجين أن يحرصا على ترجمة أقوالهما إلى أفعال، كما يجب أن يتواصلا مع بعضهما بانتظام، والاتفاق على حدود للعلاقة، وتحمل نتيجة الأخطاء.
- الصراحة والصدق يُعدّ الصدق أساسَ دوام العلاقة بين الزوجين، فهو يدلّ على الاحترامِ بينهما وتقدير كلّ منهما للآخر، كما تُعدّ الصراحة وسيلةً صحيّةً لتجنّب الحُزنِ بين الزوجين، إذ يُعتبر تنبيه كلّ طرف بوجود تصرّفٍ يزعجُ الطرف الآخر أداةً قويةً لمواجهة الفشل الذي قد يصيب العلاقة الزوجيّة.
- تبادل الهدايا إنّ تبادلُ الهدايا بينَ الزوجينِ يُحقّق السعادةَ ويبقي المودّة والألفةَ حاضرةً في قلبيهما، فالهديّة على بساطتها تدلّ على الاهتمامِ والحُبّ، كما تشعلُ ذكرياتِ الأيامِ الجميلة بين الزوجينَ منذ تعارفهما وخطوبتهما وصولاً إلى زواجهما.
- الاحترام تُعدّ محافظة الزّوجين على حدود الاحترام ومراعاة مشاعر بعضهما من أهم الأمور المترتبة عليهما، كما أنّه من الضروري على الشريكِ أن يحترمَ ويُقدّرَ أهل وأقاربَ شريكه، ولا يُبدي أيّ بغضاءَ لهم أمامَ الشريك، وأن يحرص على التواصل معهم باستمرار من خلال تبادل الزيارات وتوطيد أواصر المحبة معهم، إذ إنّ لذلك أثر كبير في زيادة الحب بين الزوجين.
- الإخلاص يُعدّ الإخلاص من أهمّ الأمور التي يجب أن يحافظَ عليها كلا الزوجين، فمن المهم أن يُخلصَ الزوج لزوجته والعكس صحيح في جميع الأوقات والأماكن والظروف والمواقف الصغيرة منها والكبيرة؛ إذ إنّ الإخلاص يزيد الحُبّ بين الزوجين، ويضمن نجاح استمرار زواجهما، ويبعد الفشل عن حياتهما.
- قضاء الوقت سويّاً تكثر الأعباء والمسؤوليّات مع الزواجِ، وينشغلُ كلُّ طرفٍ بأمورِ الحياة وواجباتها المختلفة، مثل تربية الأطفال، والالتزامات المهنية، والواجبات الاجتماعيّة، ويصبحُ الوقتُ الّذي يقضيه الزوجان معاً قصيراً وقليل البهجة؛ لذلك يترتب عليهما تخصيص جزءٍ من الوقت للمُشاركة معاً في الأنشطة المختلفة، وقضاءِ بعضِ الوقتِ للحديث معاً كلّ يوم، وتناولِ وجباتِ الغداء أو العشاء سويّاً، فلا بدّ للشريكين من الاستمتاع بحياتهما معاً، وتعزيز أجواء المرح وتجربة كلّ جديد؛ حتّى يشعرا بجمالِ الحُبّ والعلاقة الوديّة التي تجمعهما تحت سقفِ بيتٍ واحدٍ.
- التعبير عن الامتنان تصبح الحياة الزوجيّة مع مرور الوقت مبنية على الالتزامات والواجبات، وقد ينسى الزوجان استخدام كلمة شكراً البسيطة في التعامل بينهما، فيجب على كلا الزوجين الحرص على التعبير عن امتنانهما لبعضهما بعضاً، مثل أن يشكر الزوج زوجته لوجودها في حياته.
-الاعتذار وعدم العناد يكابرُ بعض الأزواج ويتجنّبون الاعتذار رغم وقوع الخطأ منهم، وهو ما يُسبّب احتداماً وجدالاً متعباً للزوجين، فإذا بادرَ المخطئ بتقديم الاعتذار رفع ذلك من شأنه ومكانته لدى الطرّف الآخر لا العكس كما يعتقد البعض، وفي شكلٍ آخرَ يجب تجنّب العناد المرتبط بالجدال القائم على قناعةٍ قد تكون صحيحة أو خاطئة، لكنّ صاحبها لا يصمّم على رأيه فحسب بل يحاولُ إقناع الطرف الآخر به، وهذا النّوع من العناد لا يجلب إلّا البُعد بين الزوجين، فكسب قلبِ شريك الحياةِ أهمّ من كسب المواقف.
- الحدّ من استخدام التكنولوجيا يؤثّر الإكثار من استعمال الوسائل التكنولوجيّة، وأجهزة الحاسوب، ومواقع التواصل الاجتماعيّ سلبياً في السعادة الزوجيّة، فالانشغال بالهاتف الذكيّ أو التلفاز يخلق مسافة بين الزوجِ وزوجتهِ، فاستعادة الحُبّ بين الزوجين وزيادته تعتمد على التقليل من استخدام التكنولوجيا، واستبدالها بلغةِ التواصل المُباشرِ بينهما.