الخطوط السعودية تقترب من توفير إنترنت ستارلينك على متن طائراتها
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
الرياض
دخلت الخطوط الجوية السعودية في مرحلة متقدمة من المفاوضات مع شركة “سبيس إكس” لاعتماد خدمة الإنترنت الفضائي عالي السرعة “ستارلينك” على أسطولها، الذي يضم أكثر من 140 طائرة، بحسب ما نقلته وكالة بلومبرغ.
ووفقًا لـ “بلومبيرغ”، لم تحسم الصفقة بعد، إذ لا يزال أمام الشركة الوطنية خيار التوجه إلى مزودين آخرين حال تعثر المفاوضات، في وقت وقعت فيه شركة طيران الرياض اتفاقًا مع مزود الخدمة “فياسات”.
ومن المتوقع أن تمنح هذه الخطوة “ستارلينك” حضورًا أوسع في الشرق الأوسط، ومنافسة أكبر لشركات قائمة في سوق الإنترنت الجوي، فيما تطور مجموعة نيو للفضاء المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة خدمة محلية مماثلة للاتصال عبر الأقمار الصناعية.
وتسوق “سبيس إكس” خدمتها لشركات الطيران عبر نموذج اشتراك، مع تكلفة أولية للأجهزة تتراوح بين 300 و500 ألف دولار للطائرة، إضافة إلى رسوم شهرية لكل مقعد.
كما تسمح المملكة حاليًا باستخدام الخدمة في الطيران والقطاع البحري، بينما لا تزال بعض الدول المجاورة، مثل الإمارات، تفرض قيودًا على تشغيلها.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: الخطوط السعودية خدمات الإنترنت سبيس إكس ستارلينك طيران الرياض
إقرأ أيضاً:
ستارلينك والشيطان
في زمن باتت فيه الحروب تأخذ أشكالًا متعددة ومتطورة، لم يعد السلاح وحده هو الفيصل في انتصار أو هزيمة الأمم، بل بات الفضاء الرقمي وساحات الاتصالات الحديثة ساحة قتال لا تقل خطورة. وفي هذا السياق، برزت أجهزة الإنترنت الفضائي «ستارلينك» كأداة لاستخدامات شتى، بعضها تقني خالص، لكن أخرى تحولت إلى عين الشيطان الرقمي، أداة تجسس وتجريف تستغلها قوى العدوان لتهديد الأمن الوطني في اليمن.
هذه الأجهزة، التي يروج لها بأنها توفّر اتصالًا سريعًا ومستقلاً عن شبكات الاتصالات الحكومية، ليست مجرد تكنولوجيا بريئة. بل هي واجهة خفية لشبكة تجسس معقدة تستغلها المخابرات الأمريكية والإسرائيلية لتتبع تحركات المواطنين، وجمع المعلومات الاستخباراتية، وتنسيق عمليات تخريبية تستهدف تفكيك الدولة اليمنية من الداخل.
ولأن الخيانة أحيانًا تكون من داخل الصفوف، فقد منح ما يسمى بحكومة المرتزقة في عدن تراخيص رسمية لاستخدام هذه الأجهزة، وسمحت بتوزيعها عبر نقاط بيع في المحافظات المحتلة، بل عملت على تهريبها إلى المحافظات الحرة. هذا الانقلاب الصارخ على سيادة اليمن لا يمثل فقط خيانة وطنية، بل هو مشاركة فعلية مع أعداء الشعب اليمني في مؤامراتهم.
لكن يقظة رجال الأمن والمخابرات اليمنية كانت حائط صدّ صلب أمام هذه المحاولات. فبخبرة وعزيمة، تمكنوا من ضبط عدد من هذه الأجهزة والمعدات قبل أن تستخدم في أنشطة تجسسية تهدد أمن الوطن وسلامة مواطنيه. هذه العملية ليست فقط إنجازًا أمنيًا، بل هي رسالة تحذير لكل من تسول له نفسه المساس بسيادة اليمن وأمنه.
ومعركة «ستارلينك والشيطان» ليست مجرّد مواجهة أمنية، بل هي رمز لمعركة كبرى تخوضها اليمن ضد كل أشكال التجسس والعدوان في العصر الرقمي. وتفرض هذه المعركة واجبًا وطنيًا جماعيًا، يقتضي تضافر جهود كل القطاعات، من أجهزة أمنية ومجتمع مدني، للحفاظ على أمن البلاد وحماية سيادتها.
إن الأمن لا يتحقق فقط بقبضة رجال الأمن، بل بوعي المواطن ومشاركته الفعّالة في كشف كل محاولة خيانة أو اختراق. فالتعاون بين المجتمع والأجهزة الأمنية يشكل الدرع الحصين الذي يحول دون تسلل أذرع العدو، ويعزز من صمود الوطن أمام كل المؤامرات.
في ظل هذه المعركة الشاملة، تظل اليقظة الوطنية والدعم المجتمعي أساس نجاح رجال الأمن، الذين يمثلون العين الساهرة والحصن الحصين للوطن. إن كل معلومة تصل إلى أيديهم تمثل حجر أساس في بناء جدار الحماية الوطني، وكل تعاون من الشعب هو قوة تعزز قدرة اليمن على مواجهة التحديات المتزايدة.
في النهاية، سيظل اليمن شامخًا، يتحدى أدوات الشيطان الرقمي وأيادي الخيانة، بفضل إرادة شعبه وجهازه الأمني، وبالتكاتف المجتمعي الذي هو السبيل الوحيد لحماية الوطن وتحقيق النصر.