وزير الأوقاف الأردني السابق لـ"الوفد": تأهيل المفتين والتوعية ضرورة لمواجهة الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 15th, August 2025 GMT
أكد الدكتور عبد الناصر موسى أبو البصل، أستاذ في الجامعة الأردنية ووزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني السابق، ورئيس رابطة علماء الأردن، أن تطورات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي تفرض على المفتين تأهيلاً خاصًا يمكنهم من التعامل مع هذه التقنيات دون الإخلال بأصول الفتوى وضوابطها الشرعية.
المفتي والذكاء الإصطناعي
وأوضح أبو البصل، في تصريح خاص للوفد على هامش مشاركته بالمؤتمر العالمي العاشر للإفتاء، أن الذكاء الاصطناعي قد يقدم فتاوى مغلوطة، ما يستوجب على المفتي التحقق من المعلومات وتغذية هذه التقنيات بالفتاوى الصحيحة والمنهجية السليمة، حتى تكون مخرجاتها دقيقة إذا ما سُئلت عن مسائل مشابهة.
وأكد أبو البصل أن دور المفتي لا يقتصر على الاستفادة من المعلومات التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، بل يشمل أيضًا تصحيحها إذا كانت غير صحيحة.
فتاوى الذكاء الإصطناعي
وأضاف أن هناك جانبًا آخر لا يقل أهمية، وهو توعية المستفتين بكيفية التعامل مع الذكاء الاصطناعي، مشددًا على ضرورة أخذ الفتاوى من المراكز الإفتائية والعلماء الموثوقين، لأن الفتوى الشرعية تحتاج إلى تقدير للظروف المحيطة بالسائل، وهو ما لا تستطيع الآلة القيام به.
وحذر أبو البصل من أن بعض الفتاوى الصادرة عن الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى نتائج خطيرة، مثل هدم البيوت أو إثارة الفتن، مستشهدًا بحالات نصح فيها الذكاء الاصطناعي بعض النساء بطلاق أزواجهن دون إدراك كامل لأبعاد الموقف.
واختتم الوزير الأردني السابق بتأكيد أن التعامل مع الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى وعي وتأهيل، سواء من جانب المفتي أو الباحث الشرعي أو المستفتي، لافتًا إلى أن هذا يشبه تعلم كيفية التعامل مع أي أداة أو تقنية حديثة، لكن الفارق أن الذكاء الاصطناعي يمثل قمة التطور التكنولوجي، وأي استخدام غير مدروس له قد تكون عواقبه وخيمة.
المؤتمر العالمي العاشر لدار الإفتاء المصرية
وقد عُقد المؤتمر تحت مظلة الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، بمشاركة وفود من أكثر من 70 دولة، من كبار الشخصيات الرسمية والدينية، إلى جانب نخبة من علماء الشريعة والخبراء الدوليين، لمناقشة التحديات والفرص التي يطرحها الذكاء الاصطناعي على صناعة الإفتاء.
ويُعد المؤتمر منصة دولية بارزة لتبادل الخبرات بين المؤسسات الإفتائية حول العالم، وبحث آليات تطوير صناعة الفتوى بما يواكب التحولات التكنولوجية المتسارعة، مع الحفاظ على الثوابت الشرعية والمرجعيات العلمية الرصينة، بما يعزز من دَوره في تحقيق السلم المجتمعي وترسيخ القيم الإنسانية المشتركة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أبو البصل وزير الأوقاف الاردني الوزير الأردني الذكاء الاصطناعي المؤتمر العالمي العاشر للإفتاء الذکاء الاصطناعی العالمی العاشر مؤتمر الإفتاء التعامل مع أبو البصل
إقرأ أيضاً:
مجالس إفتائية وإلقاء خطبة الجمعة ضمن قوافل دار الإفتاء إلى شمال سيناء
واصلت دار الإفتاء المصرية قوافلها الأسبوعية إلى شمال سيناء، بالتعاون مع الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، في إطار جهودها المستمرة لنشر الوعي الديني الصحيح وتعزيز القيم الاجتماعية الأصيلة في المجتمعات المحلية.
شارك في القافلة عدد من أمناء الفتوى الذين عقدوا مجالس علمية وقدموا خطب الجمعة في عدد من المساجد الرئيسية بالمحافظة، ناقلين رسالة تربوية هادفة حول جمال الروح والكمال الأخلاقي وحق الجوار.
ألقى الشيخ حسين فوزي الجندي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، خطبة الجمعة في مسجد الظهير، مشدداً على أن الجمال الحقيقي ليس في المظاهر الزخرفية بل في سمو الأخلاق وصفاء القلب، مؤكداً أن التعامل بالرفق والإحسان، والصبر على أذى الجار، هو سبيل للسكينة والمودة بين الناس، مستشهداً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه».
كما ألقى الشيخ حذيفة محمد خيري عطالله، أمين الفتوى، خطبته في مسجد الزهراء الهواشلة، مبرزاً أهمية تعليم الأبناء حق الجوار، والمبادرة بالسلام والمشاركة في مناسبات الجيران، وإظهار الرحمة والتسامح في العلاقات اليومية، مستشهداً بالحديث الشريف: «سل جيرانك، فإن قالوا: إنك محسن فأنت محسن، وإن قالوا: إنك مسيء فأنت مسيء».
في حين ركز الشيخ محمد علي السعيد، أمين الفتوى، في خطبته بمسجد قباء بالجورة، على ضرورة تجنب الخصام، والحرص على مد جسور المودة والإحسان حتى مع المخالفين في الرأي، وتعزيز قيم التعاون والمساعدة والاحتساب في حياة المسلمين اليومية، مؤكداً أن هذه القيم تمثل الطريق الأسهل إلى الجنة وتحفظ القلوب والأرواح من البغضاء والتوتر.
تأتي هذه القافلة الأسبوعية ضمن خطة دار الإفتاء المستمرة لتعزيز التواصل المباشر مع المواطنين في مختلف المحافظات، وتقديم الفتاوى والرعاية الدينية المبنية على الفهم الصحيح للشريعة، بما يسهم في نشر الوعي الديني الوسطي، وتعزيز اللحمة الاجتماعية، وترسيخ قيم الأخلاق والاحترام المتبادل بين أفراد المجتمع.