كشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، نقلًا عن مسؤولين وسفراء إسرائيليين سابقين، أن مكانة إسرائيل الدولية تمر بـ"وضع حرج"، وسط تصاعد الهجمات السياسية والدبلوماسية على شرعية حكومة الاحتلال الإسرائيلية في الخارج، ووصف أحد السفراء السابقين الوضع بأنه "غير مسبوق" من حيث حدة الانتقادات وسلبية الإشارات القادمة حتى من "أصدقاء إسرائيل التقليديين".

ووفق الصحيفة البريطانية، فإن مسؤولين سابقين في تل أبيب اعترفوا بأن العزلة التي تواجهها إسرائيل الآن "أعمق وأوسع وأخطر" من أي فترة مضت، مشيرين إلى أن أغلبية الإسرائيليين باتوا يعتقدون أن الحرب الجارية – في إشارة إلى العدوان على قطاع غزة – يجب أن تنتهي.

ضغوطات داخلية وخارجية

وتعكس هذه التصريحات تحولًا مهمًا في المزاج السياسي داخل إسرائيل نفسها، حيث تزداد الضغوط الداخلية والخارجية على حكومة بنيامين نتنياهو، في ظل ما تعتبره القاهرة ومعظم العواصم العربية حربًا مفتوحة ضد المدنيين الفلسطينيين ومحاولة لفرض واقع التهجير القسري.

كما يرى مراقبون في القاهرة أن هذا التراجع في الدعم الدولي لتل أبيب يفتح نافذة أمام الدبلوماسية العربية، خاصة مع اقتراب موعد المؤتمر الدولي للسلام المقرر في سبتمبر، لتعزيز المواقف الداعمة لوقف العدوان وفرض مسار تفاوضي جاد يفضي إلى حل الدولتين، مع ضمانات أمنية وإنسانية شاملة للفلسطينيين.

إشارات سلبية من الحلفاء

ويؤكد محللون أن "الإشارات السلبية" من حلفاء إسرائيل، والتي أشار إليها المسؤولون السابقون، قد تمهد لمزيد من التحركات الدولية، بما في ذلك قرارات أممية أكثر صرامة، وربما عقوبات أو ضغوط اقتصادية، إذا استمرت تل أبيب في رفض المطالب الدولية بوقف الحرب والالتزام بالقانون الدولي الإنساني.

منذ السابع من أكتوبر 2023، دخلت غزة في واحدة من أعنف الحروب في تاريخها الحديث، حيث شنت إسرائيل حملة عسكرية واسعة النطاق شملت قصفًا جويًا مكثفًا، عمليات برية، وحصارًا شاملًا شل الحياة في القطاع. 

وأسفرت هذه الحرب عن دمار هائل للبنية التحتية، استهداف أحياء سكنية ومراكز طبية ومدارس، وارتفاع أعداد الضحايا إلى مستويات غير مسبوقة، معظمهم من المدنيين، بينهم أعداد كبيرة من النساء والأطفال. 

ترافق ذلك مع أزمة إنسانية خانقة تمثلت في نقص حاد للغذاء والمياه الصالحة للشرب، وانهيار الخدمات الصحية، ومنع دخول الإمدادات الأساسية. 

ورغم النداءات الدولية المتكررة لوقف إطلاق النار، ظل التصعيد مستمرًا وسط تعثر المفاوضات، مما جعل هذه الحرب علامة فارقة في مسار الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، وترك تداعيات عميقة على الواقع الإنساني والسياسي في المنطقة.

طباعة شارك إسرائيل غزة عزلة دولية فايننشال تايمز الاحتلال

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل غزة عزلة دولية فايننشال تايمز الاحتلال

إقرأ أيضاً:

المدعي العام السابق للجنائية الدولية: اتهام إسرائيل لأنس الشريف غير قابل للتصديق

قال لويس مورينو أوكامبو المدعي العام السابق للمحكمة الجنائية الدولية، إن اتهام إسرائيل للشهيد أنس الشريف والتحريض ضده غير قابل للتصديق، وأكد أنه لولا الصحفيون الذين اغتيلوا ما كنا لنعرف ما يحدث في قطاع غزة.

وتوالت الإدانات الدولية على جريمة اغتيال صحفي الجزيرة أنس الشريف وزميله محمد قريقع، والمصورين إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل، وصحفيين آخرين هما مؤمن عليوة ومحمد الخالدي.

وقال أوكامبو إن "قتل الصحفيين أشبه بحرمان العالم من نعمة البصر"، ودعا صحفيي العالم إلى تبني قضية صحفيي غزة وأن يجعلوها قضيتهم.

وأضاف أن "إسرائيل المدعومة أميركيا وألمانيا تقصف الناس في غزة وتلك معضلة كبرى، لأن الولايات المتحدة كانت تعد بأن تكون الأمينة على النظام العالمي. ووقفت ضد تأسيس المحكمة الجنائية الدولية وتعهدت بحماية من يستحق الحماية، وراحت بلادي الأرجنتين تدعم تلك السياسة الضالة".

ودعا أوكامبو إلى "إعادة النظام إلى العالم وإلا فإن الاقتتال إيذان بنهاية البشرية".

وعلى وقع دعوات متصاعدة لمحاسبة المسؤولين عن جريمة اغتيال الصحفيين باستهداف خيمة للصحفيين بمحيط مستشفى الشفاء بمدينة غزة شمال القطاع، قدمت مؤسسة هند رجب شكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد قتلة أنس الشريف وزملائه. واتهمت المؤسسة 6 من قادة الجيش الاسرائيلي شاركوا في عملية الاغتيال ليلة الأحد في غزة.

وأعربت المملكة المتحدة عن قلقها البالغ من استهداف الصحفيين في غزة، وقال جيمس كاريوكي القائم بأعمال المندوبة البريطانية في مجلس الأمن الدولي، إنه يجب إجراء تحقيق شامل ومستقل في هذه القضية.

وأضاف أن عشرات الصحفيين قُتلوا منذ بدء هذا الصراع وأنه بموجب القانون الإنساني الدولي، لا يجوز استهداف الصحفيين أبدا.

ودانت وزارة الخارجية الفرنسية الغارة الإسرائيلية التي أودت بحياة الفريق الصحفي في قطاع غزة أثناء تأدية واجبهم الإعلامي.

إعلان

وأعربت عن القلق العميق إزاء الخسائر الفادحة التي تكبدها الصحفيون في غزة، وطالبت السلطات الإسرائيلية بضمان وصول الصحفيين الدوليين بشكل آمن ودون عوائق إلى قطاع غزة مع تمكينهم من العمل بحرية واستقلالية لتوثيق واقع الصراع.

وباستشهاد الشريف وزملائه يرتفع عدد الشهداء الصحفيين في قطاع غزة إلى 237 صحفيا، منذ بداية الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • ئيس هيئة دعم الشعب الفلسطيني: الإدانات الدولية غير كافية لردع إسرائيل
  • قبل قمة ألاسكا.. نيويورك تايمز: ترامب يتبنى لهجة مختلفة تجاه بوتين
  • دعوى أمام الجنائية الدولية تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم ضد الصحفيين في غزة
  • رفع دعوى قضائية أمام الجنائية الدولية بشأن استهداف إسرائيل للصحفيين بغزة
  • المدعي العام السابق للجنائية الدولية: اتهام إسرائيل لأنس الشريف غير قابل للتصديق
  • رفع دعوى قضائية أمام الجنائية الدولية بشأن استهداف إسرائيل للصحفيين في غزة
  • الجامعة العربية تؤكد أهمية تضافر الجهود الدولية لإيقاف الحرب في غزة
  • دولة مجذومة.. مستشرق إسرائيلي يحذر من ازدياد عزلة الاحتلال السياسية
  • كاتب سياسي: العزلة الدولية المتزايدة على إسرائيل قد تدفعها إلى السلام