منصة إيكاد: كتيبة ليبية تقاتل مع “الدعم السريع” عبر ممر إمداد من الكفرة
تاريخ النشر: 16th, August 2025 GMT
متابعات – تاق برس- كشفت منصة إيكاد للتحقيق في المصادر المفتوحة أن كتيبة “سبل السلام” الليبية لعبت دورًا مباشرًا في دعم مليشيا الدعم السريع خلال المعارك الأخيرة على المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر، عبر توفير مقاتلين وسلاح وتنظيم خطوط إمداد عسكرية.
وبحسب معطيات تحقيق إيكاد فإن الإمدادات وصلت إلى السودان عبر مطار الكفرة الليبي، لتشق طريقها نحو إقليم دارفور، في خطوة يرى مراقبون أنها تهدف إلى فتح ممر استراتيجي دائم يغذي قوات الدعم السريع ويمدها بوسائل القتال، ما يضع تشاد وليبيا في دائرة الاتهام بإطالة أمد الحرب في السودان.
وأضافت المنصة أن كتيبة “سبل السلام”، التي نشأت كقوة محلية في جنوب ليبيا، تحولت خلال السنوات الماضية إلى ذراع عسكرية عابرة للحدود، مستفيدة من هشاشة الوضع الأمني الليبي وغياب سلطة الدولة المركزية. ويضم تشكيلها عناصر مرتبطة بتيارات قبلية وعسكرية متداخلة، ما جعلها أداة مثالية للتدخل في صراعات دول الجوار.
التحقيق أشار إلى أن العلاقة بين الكتيبة الليبية ومليشيا الدعم السريع ليست وليدة اللحظة، بل تمتد لسنوات سابقة من التنسيق، خصوصًا في ملف التهريب عبر الحدود. ومع اندلاع الحرب السودانية الأخيرة.
وأشارت إلى أن هذا التنسيق تصاعد إلى مستوى المشاركة الميدانية، حيث شاركت عناصر ليبية بالفعل في معارك ضد القوات المشتركة المتحالفة مع الجيش السوداني.
ويرى خبراء أن انخراط هذه الكتيبة في حرب السودان يكشف عن تشابك إقليمي خطير، قد يجعل من دارفور ساحة نفوذ متقدمة لقوى خارجية، في وقت يسعى فيه الجيش السوداني لتأمين حدوده الغربية وإغلاق أي ممرات محتملة للإمداد الأجنبي.
ولفتت إلى إن هذه المعطيات تضيف أبعادًا جديدة للمعركة في السودان، وتؤكد أن المواجهة لم تعد مقتصرة على الداخل؛ بل تتجاوز ذلك إلى تدخل مباشر من أطراف ليبية، بما يضاعف من حساسية المعركة ويجعلها رهينة حسابات إقليمية أوسع.
يذكر أنه في يونيو الماضي أعلن الجيش السوداني أنه أسر مجموعة جنود يتبعون لكتيبة سبل السلام المسلحة التابعة لرئاسة أركان القوات البرية الليبية. وأوضح الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني أن الكتيبة شاركت مع قوات الدعم السريع في الهجوم على تمركزات للجيش السوداني في النقاط الحدودية المشتركة بين السودان وليبيا ومصر.
الجيش السودانيالدعم السريعالكفرةالمصدر: تاق برس
كلمات دلالية: الجيش السوداني الدعم السريع الكفرة الجیش السودانی الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
البرهان يخاطب الشعب السوداني من “معبد الأسد أبادماك”.. ماذا أراد من وراء الرسالة؟
متابعات- تاق برس- في مشاهد تحمل رسائل عدة ودلالات عميقة خاطب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان الشعب السوداني من منطقة الأهرامات الملكية بمدينة مروي التاريخية، وتحديدا منطقة النقعة حيث “معبد الأسد أبادماك” الذي يبعد نحو 100 كيلومتر شمال شرقي الخرطوم.
وهنأ البرهان في كلمته اليوم الخميس الشعب السوداني وضباط وجنود بلاده بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس القوات المسلحة و 71 عاما على سودنتها.
وقال إن هذا اليوم يمثل مجداً وحضارة للسودان. مبينا أن هذا المجد بناه السودانيون. في دلالة على أنهم هم نفسهم بناة هذه الحضارة العظيمة وهم نفسهم من بنوا القوات المسلحة وداوموا على إسنادها.
وحيا البرهان الشعب السوداني صانع الحضارات ومؤسس هذه القوات التي اقترن اسمها بالدفاع عن السودان، وقال أنه حينما أنشئت القوات المسلحة في عام 1925 بخلاف كل الجيوش الأخرى، لم تسمى بإسم ملك أو غيره بل سميت بإسم قوة دفاع السودان ومنها انطلقت عزيمة البناء والمحافظة على تاريخ هذه الأمة.
وأضاف أنه في العام 1954 تولى قيادة القوات المسلحة أول قائد سوداني، وأن هذه القوات تجاوز عمرها أكثر من 100 عام ، وقد كانت قبل عام 1925 تقاتل كفيالق وفرق مع الجيوش الأخرى، ولكن بعد ثورة اللواء الأبيض في عام 1924م، والثورة في مصر تم فصلها وتكوينها بإسم قوة دفاع السودان.
حيث لشتقت أسماء مختلفة من حضارة السودان وتاريخه.
مضيفا أنه عندما سميت بإسم قوات الشعب المسلحة كان فعلا هذا هو الرمز والإسم الذي تحمله الآن وهي تقاتل مع الشعب السوداني في معركة الكرامة.
وحيا الفريق البرهان كل السودانيين الذين ظلوا يقفون بجانب القوات المسلحة مشيداً بالأبطال المرابطين في الثغور في كل مكان لاسيما في الفاشر وبابنوسة وكادقلي وفي كل متحركات القوات التي تدافع عن الحق وتحمي السودان.
وأضاف قائلاً ” نحن نفخر بأننا ننتمي لهذه المؤسسة، والشعب السوداني يفخر بعراقة ورسوخ مؤسسته ” وجدد البرهان العزم على المضي في معركة الكرامة ودحر التمرد وعدم المهادنة والمصالحة مهما كانت التكلفة وأضاف: “لن نخون دماء شعبنا وأبنائنا وإخواننا الذين مضوا وقدموا أنفسهم دفاعا عن السودان”.
وتعد أهرامات مروي في السودان دلالة على حضارة عريقة وشامخة، حيث تقف شامخة كأحد أهم المواقع الأثرية في العالم.
وتُعرف مروي بكونها عاصمة مملكة كوش، وتضم أكبر تجمع للأهرامات في العالم، حيث يزيد عددها عن 200 هرم.
هذه الأهرامات ليست مجرد مقابر، بل هي شهادة على عظمة الحضارة الكوشية وتطورها المعماري والفني.
من هذه الأرض التاريخية، وجه رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان، كلمة للشعب السوداني بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس القوات المسلحة و71 عامًا على سودنتها.
وأباداماك هو إله الحرب لدى النوبيين القدماء، وهو عباره عن رجل بجسد محارب ورأس أسد، أستخدم كوصي مقدس على الملوك والأمراء والزعماء خصوصاً الراحلين منهم فمن يمس قبورهم فإن اباداماك سوف يلعنه.
ويقع المعبد إلى الشرق من معبد أمون، ويعتبر مثالاً للمعمار الكوشي القديم، فالواجهة الأمامية عبارة عن بوابة واسعة تصور الملك نتكامانى والملكة أماني تيري وأسد رمزي تحت أقدامهم يحاصران أسرى من اليمين واليسار.
لكن الأسرى بملامح غير واضحة، وقد وضع العلماء تصوراً عن كون السجناء إنما هم أفراد من القبائل الصحراوية التي كثيراً ما تصادمت المملكة الكوشية معهم، وعلى حواف البوابة الرئيسية يظهر تمثيل جميل لاباداماك يخرج من اللوتس المقدس، كما يظهر على جوانب المعبد أيضاً مجتمعاً مع الملك ومع الإله أمون وحورس.
وفي الحائط الخلفي للمعبد يوجد الرسم الأكبر لاباداماك وهو يتلقي النذور من الملك والملكة، ويظهر أيضاً بثلاثة روؤس واربعة سواعد، ويوجد داخل المعبد أيضا نحت للإله سيرابيس يظهر بلحية يونانية- رومانية، ويظهر إله متوج غير معروف يعتقد بأنه فارسي.
أهرامات مروي دلالة على حضارة عريقة وشامخة، وشهادة على عظمة الحضارة الكوشية وتطورها المعماري والفني، وموقع للتراث العالمي لليونسكو. والقوات المسلحة تمثل مجدًا وحضارة للسودان، وتدافع عن السودان وتحميه، وعريقة وراسخة ومؤسسة وطنية.
وكأن البرهان أراد أن يقول إن أهرامات النقعة والقوات المسلحة رمزان وطنيان مهمان في السودان، حيث تمثل الأولى حضارة عريقة وشامخة، والثانية قوة وطنية تحمي السودان وتدافع عنه. وأن الجيش السوداني هو الأسد أبا داماك وجاهز في أي لحظة للفتك بأعدائه.
أبادماكالبرهاناهرامات السودان