أنقرة (زمان التركية) – من زنزانته في سجن سيليفري، شن أكرم إمام أوغلو، المرشح الرئاسي المعتقل وعمدة بلدية إسطنبول، هجوما على ما وصفه بـ الحكومة الأسيرة لنظام فاسد”، وقال إن هذا النظام دائما ما يحاول إيجاد كبش فداء ليتحمل أخطائه، متهما القضاء بالتخلي عن الحيادية.

جاء ذلك في رسالة وجهها إمام أوغلو إلى عشرات الآلاف الذين احتشدوا في ميدان “كاكا باي” بمدينة قرشهر احتجاجا على استمرار حملة اعتقال عمد بلديات حزب الشعب الجمهوري.

وقال إمام أوغلو: “ميزان العدالة في هذه البلد بات مختلا منذ فترة طويلة جدًا”.

واحتج الحشد على اعتقال 44 شخصًا، بمن فيهم رئيس بلدية بيوغلو إينان غوناي، يوم السبت، في أحدث الهجمات على نتائج الانتخابات البلدية لعام 2024 التي أسفرت عن فوز كبير للمعارضة جعل الحزب الحاكم في المرتبة الثانية لأول مرة منذ سنوات. وخلال الاحتجاج قرأ شرف باران غنتش، أمين حزب الشعب الجمهوري في قرشهر، رسالة أرسلها إمام أوغلو من زنزانته.

وجاء في الرسالة: “أيها المواطنون الأعزاء، أيها الشباب، أيها الأطفال… تحية من سيليفري إلى مدينة قرشهر الجميلة، مسقط رأس المرحوم نيشات إرتاش. أحتضنكم جميعًا بشوق. مرحبًا. لقد عادت قرشهر بعد 39 عامًا إلى فكر البلدية الاجتماعية لحزب الشعب الجمهوري. وبعد 39 عامًا، تعرفت على البلدية العملية والشعبية. أتوجه بشكري العميق إلى رئيس البلدية صلاح الدين إكيجي أوغلو الذي يعمل بجد من أجل قرشهر منذ عام 2019”.

وأضاف إمام أوغلو في رسالته: “أخاطبكم بشوق للحرية. وعلى الرغم من أننا لا نتقابل وجهًا لوجه، إلا أنني أسمع أصواتكم جميعًا. وأشعر بقلوبكم تبحث عن العدالة. كلنا نعلم جيدًا أن ميزان العدالة في هذه البلد بات مختلا منذ فترة طويلة. نحن نبحث عن العدالة في كل جانب من جوانب حياتنا. الظلم لا يقتصر عليّ، وعلى رؤساء بلديات حزب الشعب الجمهوري الذين انتخبتهم إرادة الشعب، وعلى رفاقي. بل يمتد الظلم ليشمل العامل الذي يُسرق جهده، والمزارع الذي لا يحصل على مقابل عرقه، والمتقاعد الذي أمضى حياته في العمل، والشاب الذي يريد التعبير عن أفكاره بحرية، والنساء اللاتي يرغبن في العمل والتجول في الشوارع دون خوف”.

وأكد عمدة إسطنبول المعتقل: “ميزان العدالة في المحاكم لا يزن بالتساوي. لا توجد عدالة في دخلك الذي تحصل عليه، ولا في الضرائب التي تدفعها. لا يستطيع الجميع الحصول على خدمات تعليم وصحة جيدة على قدم المساواة. لا يمكن لأحد الاستفادة من موارد الدولة باستثناء فئة قليلة محظوظة. الظلم يسود في كل مكان من بلادنا الجميلة. وفي كل منزل من منازلنا، تُعاش مرارة الظلم. هناك نار مشتعلة في كل جانب من جوانب حياتنا. أصحاب السلطة لا يستطيعون إخماد حرائق الغابات، ولا يستطيعون إطفاء نار المطبخ، ولا يستطيعون إخماد النار في نظام العدالة. لا يستطيعون إخماد النار في قلوب الشباب، والنساء، والمتقاعدين، والعمال. أصحاب السلطة لا يستطيعون إخماد النار في قلوب الأمة. نحن نواجه حكومة أصبحت أسيرة لنظام فاسد، لا تتحمل المسؤولية، وتبحث عن مذنب في كل خطأ ترتكبه”.

وقال إمام أوغلو: “تركيا لا يمكن أن تنمو أو تزداد قوة بهذه الطريقة. تركيا ستنعم بالخير، والرخاء، والوفرة فقط إذا أصبحت دولة تسودها العدالة المطلقة وغير المشروطة. لقد انطلقنا في هذا الطريق ليس فقط لإدارة تركيا، بل لإصلاحها، وتحسينها، وتنميتها. واسم هذا الطريق هو العدالة. وقضيتنا هي قضية العدالة هذه التي يشعر بها الشعب في قلبه. قضيتنا لا تقتصر على حق شخص واحد في الحرية، بل تشمل قدرة جميع المواطنين الأتراك على العيش حياة عادلة، ومتساوية، وحرة، وكريمة. ونحن كجنود لهذه القضية العادلة للعدالة والحرية، نعلم أننا لن نصل إلى تركيا التي نحلم بها دون أن نقول دائمًا وفي كل مكان: أولًا العدالة، أولًا الحرية. لهذا السبب، سنردد جميعًا وبصوت واحد دائمًا هذا الشعار: للجميع وفي كل مكان؛ أولًا العدالة، أولًا الحرية”.

واختتم إمام أوغلو رسالته: “تركيا التي نحلم بها ستمتلك ليس فقط نظامًا قضائيًا عادلًا، بل أيضًا تنمية متوازنة، ونظامًا منتجًا يتقاسم فيه الرخاء بالعدل. وسنواصل العمل ليلًا ونهارًا مع شعبنا من أجل تحقيق حلم تركيا التي يسودها الديمقراطية، والعدالة، والرخاء، والاستقرار، والسلام. وسنستمر في ممارسة سياسة تداوي الجراح التي عانينا منها لسنوات، لا أن تزيدها ألمًا. حتى لو وضعوني خلف الجدران الأربعة، لا يمكنهم سجن أفكاري، وآمالي، وحبي لقرشهر. حلم الغد الجميل الذي بنيناه معكم لا يزال حيًا. وعندما نصل إلى تركيا العادلة، سننظر إلى بعضنا البعض ونقول: ‘لقد نجحنا’. وعندها، كل شيء سيكون جميلًا جدًا”.

Tags: "الشعب الجمهوريإمام أوغلواعتقالتركياسيليفري

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: الشعب الجمهوري إمام أوغلو اعتقال تركيا سيليفري الشعب الجمهوری إمام أوغلو العدالة فی جمیع ا

إقرأ أيضاً:

تركيا: عودة أكثر من 400 سوري إلى بلادهم منذ سقوط نظام الأسد

أعلنت وزارة الداخلية التركية، اليوم الخميس، عودة أكثر من 400 ألف سوري لاجئ إلى بلادهم منذ سقوط نظام الاسد في الثامن من ديسمبر الماضي.

وأوضحت الداخلية التركية في بيان، أن أكثر من 411 ألفا عادوا إلى بلادهم منذ ديسمبر 2024، ضمن موجة أوسع بلغت أكثر من 1.15 مليون عودة طوعية منذ عام 2016، وذلك وفق بيانات إدارة الهجرة.

وقالت الداخلية التركية، إنه استنادًا إلى بيانات رئاسة إدارة الهجرة، أن أعدادًا كبيرة من اللاجئين السوريين الذين فرّوا من الحرب ولجأوا إلى تركيا بدأوا العودة إلى وطنهم بعد سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد.

ووفقًا للأرقام الرسمية للسلطات التركية، عاد منذ 8 ديسمبر 2024 ما مجموعه 411 ألفًا و649 سوريًا إلى بلادهم "بشكل طوعي وآمن"، فيما بلغ إجمالي عدد السوريين الذين عادوا طوعًا منذ عام 2016 مليونًا و151 ألفًا و652 شخصًا.

وأشارت البيانات إلى أن "عدد السوريين المسجلين تحت الحماية المؤقتة في تركيا يبلغ حاليًا 2 مليون و543 ألفًا و711 شخصًا".

وأكدت وزارة الداخلية أن "كل تفصيل من تفاصيل عملية العودة الطوعية والآمنة والكريمة والمنظمة، بدءًا من التسجيل وحتى التخطيط لوسائل النقل، يُنفذ بدقة وبما يليق بكرامة الإنسان".

طباعة شارك تركيا سقوط نظام الأسد نظام الأسد نظام الاسد وزارة الداخلية التركية الداخلية التركية

مقالات مشابهة

  • النظام القضائي الإلكتروني بداية الطريق
  • تركيا: اعتقال 40 شخصاً بينهم رئيس بلدية بيوغلو المعارض
  • وزير العدل: نسعى لاستئناف جلسات محاكمة تفجير التليل وتحقيق العدالة
  • تركيا.. اعتقال العشرات بينهم رئيس بلدية «بي أوغلو» في تحقيقات فساد
  • اعتقال رئيس بلدية بي أوغلو يُشعل الغضب في تركيا
  • اعتقال رئيس بلدية معارض بتهم فساد.. ورئيسة بلدية من حزبه تنضم لحزب أردوغان
  • تركيا: استقالة عمدة أيضن من حزب الشعب الجمهوري وأنباء عن انضمامها للحزب الحاكم
  • تركيا: عودة أكثر من 400 سوري إلى بلادهم منذ سقوط نظام الأسد
  • نقل إمام أوغلو إلى المستشفى مرة أخرى