الآية التي فتحت باب الرحمة والشفاعة.. هدية نبوية مطلقة
تاريخ النشر: 17th, August 2025 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية إن الآية الكريمة:﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا﴾ [النساء: 64]،لم تُقيد بزمن حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بل هي مطلقة، وباقية إلى يوم القيامة؛ إذ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
وقد فهم الصحابة هذا العموم، ومنهم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الذي عدّها من أعظم الآيات التي تُبشر المؤمنين بالرحمة والقبول.
حياة النبي ﷺ بعد وفاته
قال العلامة الشوكاني في نيل الأوطار إن هذه الآية دليل على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيٌّ في قبره بعد وفاته، مستشهدًا بالحديث: «الْأَنْبِيَاءُ أَحْيَاءٌ فِي قُبُورِهِمْ» الذي صححه البيهقي، مؤكداً أن حياة النبي بعد وفاته من المسلَّمات عند العلماء المحققين.
أجمع فقهاء المذاهب الأربعة على استحباب قراءة هذه الآية عند زيارة مقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعدّوها مشروعيةً لطلب الشفاعة منه ﷺ، فيخاطب الزائر النبي بقوله: "جئتك مستغفرًا من ذنبي، مستشفعًا بك إلى ربي"، تأسّيًا بما جاء في الآية الكريمة.
ومن أبرز الشواهد ما رواه العتبي، إذ جاء أعرابي إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال: "السلام عليك يا رسول الله! سمعت الله يقول: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ...﴾، وقد جئتك مستغفرًا من ذنوبي، مستشفعًا بك إلى ربي"، ثم أنشد أبياتًا مؤثرة يخاطب فيها النبي. وبعد انصرافه، رأى العتبي النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام وهو يبشره بأن الله قد غفر للأعرابي.
وقد نقل هذه القصة واستشهد بها كبار الأئمة والعلماء من مختلف المذاهب، منهم: القرطبي، القاضي عياض، النووي، ابن كثير، السيوطي، ابن حجر الهيتمي، وابن قدامة، وغيرهم كثير، وكلهم أكدوا على مشروعية الاستشفاع بالنبي ﷺ عند قبره الشريف.
الآية الكريمة ليست مجرد نصٍّ يرتبط بزمن محدد، بل هي باب مفتوح من أبواب رحمة الله وشفاعة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم لكل من قصده تائبًا ومستغفرًا، ليجد عند الله توابًا رحيمًا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الآية النبي زيارة مقام النبي قبر النبي أبواب رحمة النبی صلى الله علیه وآله وسلم
إقرأ أيضاً:
حكم صيام يوم المولد النبوي الشريف
أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد إليها عبر موقعها الرسمي مضمونة: “اعتدت صيام يوم المولد النبوي الشريف شكرًا لله تعالى على هذه النعمة العظمى؛ فما حكم الشرع في ذلك؟”.
لترد دار الإفتاء المصرية، أن يوم مولد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم هو يوم تفضل الله تعالى به على العالمين بإيجاد خير الأنام، فاستحق لذلك مزيد فضل واعتناء وإظهار أبلغ معاني الشكر والثناء لله تعالى بالإكثار من الطاعات والقربات التي من أَجَلِّها قربة الصيام، كما استحق إظهار ما لهذه النعمة من أثر في النفوس من السعادة والسرور والحفاوة والاحتفاء والاحتفال؛ إذ يزيد فرح المؤمن بمولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم على فرحه بأيِّ حدث وبكل عيد.
وأضافت دار الإفتاء أن وما اعتدته -أيها السائل- من صيام يوم المولد النبوي الشريف يُعَدُّ أمرًا مشروعًا، وفعلًا حسنًا، وهو من شكر المُنعِم على إنعامه، والمُحسِن على إحسانه، وهو أيضًا اقتداءٌ وتأسٍّ بأصل فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث كان يخص يوم الإثنين وهو يوم مولده الشريف بالصيام.
مشروعية الصيام فرحًا بميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلموتابعت دار الإفتاء، مِن جملة الأمور التي يُشرَع فعلها احتفالًا بهذه المناسبة العظيمة: صيام يوم مولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم؛ ذلك أنَّ الشارع قد حثَّ على الصيام على جهة الإطلاق ورغَّب فيه، وجعل صوم التطوع مندوبًا إليه إلا ما استثناه بالنص عليه، وعظَّم أجره وثوابه، بل أفرد للصائمين بابًا من أبواب الجنة لا يدخل منه أحدٌ إلا هُم، وعلى هذا تواترت الأخبار؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ؛ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ؛ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ؛ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي» أخرجه مسلم في "صحيحه".
وعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَدْخُلُ مَعَهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَدْخُلُونَ مِنْهُ، فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ، أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ» أخرجه الشيخان.