التماسيح والأصلات.. خطر دائم يتهدد سكان ضفاف النيل في السودان
تاريخ النشر: 19th, August 2025 GMT
متابعات – تاق برس- يشهد نهر النيل هذه الأيام ظهور عدد من التماسيح العملاقة. حيث كشفت مصادر عن ظهور تمساح بمنطقة العبيدية القيزان، مما أثار قلق المواطنين خاصة مع تواجد أعداد كبيرة من الأطفال على شاطئ الترعة الفرعية لنهر النيل.
وناشد المواطنون قوات الحياة البرية بالتدخل السريع لاصطياد التمساح وحماية الأهالي من أي خطر محتمل.
وتم تحديد منطقة تحركات التمساح داخل الترعة الممتدة بين “سام الشيخ” إلى “سام الشيخ” بالعبيدية القيزان، مما يسهل عملية تتبعه والسيطرة عليه إذا تمت الاستجابة السريعة من قبل قوات الحياة البرية.
ويأتي هذا في ظل مخاوف حقيقية من تعرض المواطنين أو الأطفال لهجوم مباغت، خاصة مع ازدحام شاطئ الترعة الفرعية لنهر النيل بعشرات الأطفال، وضرورة مراقبة الأطفال جيدًا لمنع أي حوادث مؤسفة.
وناشد المواطنون قوات الحياة البرية التدخل العاجل لإصطياد التمساح وإنهاء حالة الخطر التي تتهدد حياتهم، وتأتي هذه الخطوة في ظل انقطاع المياه الصالحة للشرب بالمنازل، مما يدفع المواطنين للجوء للنيل مباشرة لتأمين احتياجاتهم اليومية.
وفي يونيو الماضي، كشف شهود عيان عن مرابطة تمساح “عشاري” منذ أكثر من شهر بجزر وشواطئ نهر النيل في القرى الواقعة شمال الباوقة بولاية نهر النيل.
وتعرض صبي بمنطقة القروناب بقرية فتوار شمال الباوقة إلى هجوم من التمساح أثناء وجوده على الشاطئ قبل أن ينجو من موت محقق بلحظات من وقوع افتراسه من قبل التمساح الهائج.
وقال شهود عيان أن التمساح يتنقل بين منطقة الجول حتى القروناب شمال فتوار، وينشط بالظهور قبيل المغرب يوميًا بتلك المناطق.
وأشتكى عدد من المواطنين هناك من فتك التمساح لعدد من مواشيهم التي يهجم عليها ليلًا، مطالبين شرطة حماية الحياة البرية والطوارئ بالتدخل لوقف مغامرات التمساح الشرس.
وفي شهر يوليو الماضي، تعرض مواطن في جزيرة بلنارتي الواقعة غرب أرقو في الولاية الشمالية إلى إصابات خطرة متفرقة في جسده بعد أن هاجمه تمساح ضخم. وإثر ذلك تم نقله إلى المستشفى.
كما يشتكي أهالي ذات الجزيرة من مهاجمة الأصلات لمواشيهم لاسيما في المزارع القريبة من نهر النيل. إذا لا بكاد يمر الشهر حتى تظهر الأصلات لتطارد مواشيهم بهدف الالتهام.
* ما هي الأصلة؟
والأصلة أو التنين البري أو ما يسمى علميا بثعبان البايثون هو جنس من الثعابين العاصرة غير السامة تتواجد في إفريقيا وآسيا. وحتى وقت قريب، تم التعرف على سبعة أنواع فقط منها. وبعد ذلك تم ترقية ثلاث نويعات إلى أنواع جديدة. وتعتبر الأصلة الشبكية التي هي أحد أعضاء هذا جنس من بين أطول أنواع الثعابين والزواحف الموجودة في العالم.
وهذه الثعابين قادرة على ابتلاع طفل يبلغ من العمر خمسة عشر عاماً بسهولة.
* الأصلة الجبلية الإفريقية النيلية:
وتُعد الأصلة الجبلية الإفريقية من الثعابين العملاقة المثيرة للأنظار، حيث قد يصل طولها إلى 6.5 متر. وتتميز بجسم أسود مزخرف ببقع صفراء زاهية، بينما يظهر على رأسها علامة تشبه رأس الرمح، مما يضفي عليها هالة من الغموض والخطورة.
وتتواجد هذه الأفعى بالقرب من ضفاف نهر النيل ومصادر المياه في السودان، وتنتشر بشكل كثيف في ولايتي الشمالية ونهر النيل، وتعد جزءاً من البيئة الطبيعية في هذه المناطق.
وعلى الرغم من أن الأصلة غير سامة، فإن قوتها المذهلة تتيح لها عصر فريستها بقبضة قاتلة، مما يجعلها تهديداً خاصة للحيوانات والأطفال، الذين يُعتبرون الفئة الأكثر عرضة للخطر.
ومع ازدياد حجمها، تتعاظم خطورتها، لذلك من الضروري اتخاذ الحيطة والحذر ومنع الأطفال من التنزه بمفردهم على ضفاف النهر لحماية سلامتهم من هذه الكائنات الخطرة.
* تحذيرات الخبراء:
تتميز الأصلة بأنها ماهرة في السباحة، لكنها تفضل الصيد على اليابسة. لذا من الضروري الحذر ومنع الأطفال من النزول إلى النهر في المناطق التي تشهد زيادة في أعداد هذه الثعابين.
يذكر أن الأصلة محمية بموجب قانون حماية الحياة البرية في السودان، وينصح بضرورة إبلاغ قوات حماية الحياة البرية أو الدفاع المدني عند مصادفتها
ويكثر ظهور الأصلات وتماسيح النيل غالبًا في فترة الفيضان والخريف، مما يزيد من المخاطر على المواطنين الذين يرتادون النيل والترع الفرعية خلال هذه الفترات.
مما يدفع لتحذير السكان ودعوتهم لمنع أطفالهم من الاقتراب من مياه النيل للاستحمام أو اللعب.
الأصلةتماسيح النيلثعبان البايثونالمصدر: تاق برس
كلمات دلالية: الأصلة ثعبان البايثون الحیاة البریة نهر النیل
إقرأ أيضاً:
ماذا تغير على سكان غزة بين النزوحين الأول والثاني خلال سنتين؟
تدخل حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة سنتها الثالثة، وسط تواصل عمليات القتل والتهجير والتجويع والحصار ومختلف الجرائم ضد الإنسانية التي جرى توثيقها من كبرى المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان.
ولم تتوقف عمليات النزوح داخل محافظات قطاع غزة الذي يمتد من الشمال إلى الجنوب على طول نحو 41 كيلومترًا، ويتراوح عرضه بين 6 كيلومترات و12 كيلومترًا فقط، منذ بدء الحرب، لكنها تكررت بشكل واسع في مناسبتين بارزتين.
وكان النزوح الأول من شمال قطاع غزة إلى جنوب منطقة وادي غزة التي تقع على أطراف المدينة في الأسابيع الأولى من حرب الإبادة، بينما جاء النزوح الأكبر التالي قبل أسابيع قليلة من الذكرى الثانية لاندلاع الحرب، وذلك مع انطلاق عملية "عربات جدعون 2" التي تهدف إلى احتلال المدينة بالكامل.
"أيام مثل السنوات"
يقول تامر (33 عاما) وهو الذي بقي في مدينة غزة وواجه الإبادة والمجاعة طول فترات الحرب حتى مطلع تشرين الأول/ أكتوبر 2025: إنه وصل إلى مدينة دير البلح وسط القطاع منذ 4 أيام فقط.
ويؤكد تامر لـ"عربي21" أن هذه "الأيام الأربعة مرت عليه وكأنها 4 سنوات، اشتريت خيمة منذ بدء تهديدات احتلال مدينة غزة، وحاولت تجهيز نفسي وعائلتي لكل الأزمات التي يمكن أن أتعرض لها، لكن لا أحد يمكنه الاستعداد لكل شيء، لأنه فعليا هناك أزمة في كل شيء".
ويضيف "في غزة ورغم كل الأهوال التي عشناها كنا دائما في بيت، سواء في بيتي المتضرر أو في بيوت الأقارب والمعارف لفترات مؤقتة، الآن نحن في الطرقات تحت الخيام، أعرف أن هذا حال الكثير من الناس منذ شهور الحرب الأولى، لكنه وضع جديد تماما علينا".
وكشف تامر أنه حاول بالفعل النزوح خلال شهور الحرب الأولى بعدما وجد العديد من معارفه وأقربائه ينزحون بالفعل بسبب وجود أماكن سكنهم ضمن مناطق تعرضت لاجتياح بري وتدمير واسع، قائلا: "بصراحة في ذلك الوقت لم أجد أحد أذهب إليه، والآن نزحت من بيتي إلى الشارع لأقيم خيمة حفاظا على أرواح أفراد عائلتي".
"كل شيء تغير"
يقول أبو يوسف (52 عاما) إنه عندما نزح أول مرة في أسابيع الحرب الأولى استضافه بعض الأقارب في مدينة خانيونس ضمن منطقة "مدينة حمد" جنوب قطاع غزة، مضيفا "هناك عشنا كأننا في بيتنا، كان هناك بضائع يمكن شراؤها بأسعار منطقية، كان هناك بيت ننزح إليه، وكان هناك وسائل مواصلات نستخدمها".
ويؤكد أبو يوسف لـ"عربي21" أنه اضطر إلى إيقاف سيارته الشخصية منذ فترة طويلة، بسبب عدم توفر وقود إلى بأسعار مرتفعة جدا، وبسبب تلف بطاريتها نتيجة توقفها عن الحركة.
ويوضح أنه عندما اضطر إلى تشغيل السيارة مرة أخرى للنزوح حتى يحمل فيها كبار السن من عائلته وبعض الحاجيات الأساسية اضطر إلى دفع مبلغ يقترب من 2000 دولار، من أجل شراء بطارية تشغل السيارة ووقود من أجل رحلة النزوح.
ويشير إلى أنه استأجر "حاصل" (كان محلا تجاريا صغيرا سابقا) ليقيم فيه مع عائلته، موضحا "طبعا ثمن الإيجار كان مرتفعا جدا، لكن يبقى أهون وأقل قسوة من الخيمة، على أمل أستأجره لشهر أو شهرين وتنتهي الحرب بحسب الحركات الحالية".
"مشيا على الأقدام"
يقول أبو محمد (65 عاما) وهو يعمل خياطا بسيطا على ما تبقى من مشغله، وعلى آلة وضعها أمام عتبة بيته عندما عاد إلى غزة خلال الهدنة المؤقتة مطلع العام الجاري: إنه نزح مرة أخرى لكن متأخرا جدا.
ويضيف أبو محمد لـ"عربي21" أنه بقي في بيته رغم اشتداد الخطر بشكل كبير في المنطقة الشمالية الغربية من مدينة غزة، وذلك بسبب عدم توفر إمكانية لديه لتحمل تكاليف النقل إلى الجنوب، مشيرا إلى أنه "يعمل على ماكينة الخياطة ويجمع شواكل بسيطة لقاء تصليح وخياطة الملابس المهترئة لبعض الجيران".
ويذكر أنه "بعد مساعدات من أقاربه في خارج غزة تمكن هو وأولاد أخوته من التشارك في ثمن رحلة شاحنة" لتحمل أثاثهم الأساسي والخيام الممزقة التي عادوا فيها من النزوح الأول، ليعودوا للعيش فيها ضمن النزوح الثاني.
ويكشف أبو محمد "أوضاعنا سيئة جدا، ونعتمد على طعام التكيات والمبادرات الخيرية، لا يوجد أموال أو عمل أو أي مصدر دخل، خيامنا نعرف أنها لم تحمينا من الشتاء، ونتأمل أن تنتهي الحرب خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وندعو الله أن يحفظ ما تبقى من بيوتنا حتى نعود لها من جديد".