فتاوى المولد النبوي.. اعرف حكم الاحتفال به وشراء الحلوى فيه
تاريخ النشر: 27th, August 2025 GMT
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنه لا بأس بشراء وأكل حلوى المولد النبوِي الشريف، والتوسعة على الأهل في هذا اليوم من باب الفرح والسرور بمقدِمه للدنيا، وقد أخرج الله تعالى الناسَ به من الظلمات إلى النور.
. الإفتاء تجيبمظاهر الاحتفال بالمولد النبوي
وأكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يُعدُّ مظهرًا من مظاهر شكر الله تعالى على نعمة المولد، وقد سنَّ لنا سيدنا رسول الله بنفسه جنسَ الشكر لله تعالى على ميلاده الشريف؛ فقد صحَّ أنه كان يصوم يوم الاثنين، فلما سُئل عن ذلك قال: «ذلك يومٌ وُلِدتُ فيه». [ أخرجه مسلم].
وتابع مركز الأزهر: وإذا ثبت ذلك، وعُلِم؛ فمن الجائز للمسلم -بل من المندوبات له- ألا يمرَ يومُ مولدِه من غير البهجة والسرور والفرح به، وإعلانِ ذلك، واتخاذِ ذلك عُنوانا وشعارًا، وقد تعارف الناسُ واعتادوا على أكل وشراء أنواعٍ من الحلوى التي تُنسب إلى يوم مولدِهِ ابتهاجًا وفرحةً ومسرَّةً بذلك، وكلُّ ذلك فضلٌ وخير، فما المانع من ذلك؟!
وتساءل: ومن يجرؤ على تقييد ما أحله الله تعالى لخلقه مطلقًا؟!، والله تعالى يقول:{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ...} [الأعراف: 32].
كما تساءل: وما وجه الإنكار على إعلان يوم مولده شعارًا يتذكَّر المسلمون فيه سيرته، ويراجعون فضائلَه وأخلاقه، ويَنْعَمون فيما بينهم بصلة الأرحام، وإطعام الطعام التى حثَّ عليها صاحبُ المولِدِ الأنورِ.
الاحتفال بالمولد النبويوقالت دار الإفتاء المصرية، إن الاحتفال بالمولد النبوي يستحب بكل أنواع العبادات من ذكر وصلاة على النبي المختار وصوم وقراءة للقرآن وأن الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم ليس ببدعة مذمومة كما يدعيه البعض.
ونبهت دار الإفتاء في فتوى لها، من أن التهنئة بهذا الشهر من الأعمال الصالحة لما فيه من عظيم نعمة الله على عباده، منوهة بأن المظاهر الدينية للاحتفال بذكرى مولد النبي الشريف؛ كقراءة القرآن الكريم، وتلاوة السيرة العطرة، وإحياء مجالس الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والإنشاد بمدائحه الكريمة وشمائله العظيمة، كل ذلك جائز ومستحب شرعًا.
وأضافت دار الإفتاء أن المراد من الاحتفال بذكرى المولد النبوي هو تجمع الناس على الذكر، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وإطعام الطعام صدقة لله، إعلانًا لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإعلانًا لفرحنا بيوم مجيئه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المولد النبوي الاحتفال بالمولد النبوي مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الاحتفال بالمولد النبوی صلى الله علیه وآله وسلم المولد النبوی الله تعالى ی الشریف
إقرأ أيضاً:
حكم الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر المجيد
قالت دار الإفتاء المصرية إنَّ الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر المجيد يعدُّ من الأمور المشروعة المستحبَّةِ، ففيه إحياء لذكرى يومٍ مِن أيام الله تعالى أجرى بتأييده فيها النَّصر للحق على الباطل، وأعاد لمصر وأهلها الظفر والأمان والاستقرار، وهو نوعُ إظهارٍ لشكر الله تعالى على نعمائه، وفرحٌ بفضل الله تعالى على عباده.
حكم الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر والانتصارات الوطنية:وأوضحت الإفتاء أن الله سبحانه وتعالى جعل في اختلاف الأيام، وكرِّ الدهور والأعوام، وما تحمله في طياتها من الأحداث والأقدار العظام، ذكرى وعظةً واعتبارًا للأنام، فأمر عباده أن يتذاكروا تلك الأيام، فقال عزَّ وجلَّ: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّه﴾ [إبراهيم: 5].
قال الإمام الطبري في "جامع البيان" (16/ 519، ط. مؤسسة الرسالة): [وقوله: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّه﴾ يقول عز وجلَّ: وعِظْهُم بما سَلَف مِن نُعمَى عليهم في الأيام التي خَلَت، فاجتُزِئ بذكر "الأيام" مِن ذكر النعم التي عناها؛ لأنها أيامٌ كانت معلومةً عندهم، أَنعَمَ الله عليهم فيها نِعَمًا جليلةً] اهـ.
وأيَّام النَّصر والظَّفر على الأعداء مِن أَولى وأظهر آيات الله تعالى التي يتجلى فيها نصر الحق والتمكين لأهله بين الخلق، مما يستدعي منهم الاهتمام والتذكرة، والشكر لله ذي الفضل والمنَّة الغامرة، سيما أنها ذكرى فضلٍ ورحمةٍ وعناية من الله جل وعلا تستوجب من أهلها معاني الفرح بفضل الله ونعمته عليهم، قال الله تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [يونس: 58].
نصر أكتوبر:
كما حثنا الشرع الشريف على إظهار ما للنِّعم مِن آثارٍ علينا، ومن أوَّليات إظهار أثر النعم على العبد: إظهار الفرح وبذل المِنَح؛ كما قال تعالى: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ [الضحى: 11].
وأضافت أن تعلق الشعوب بالأوطان أشبه ما يكون بتعلق النفوس بالأبدان، فكما أنَّ حياة الإنسان لا تستقيم من غير سلامة الجسد، فالشعوب لا تهنأ إلا بسلامة الوطن، وقد ساوى الله تعالى بين فراق الوطن وبين القتل في أنَّ كليهما مِن أقصى العقوبات التي قررها الله تعالى لأبشع الجرائم وهي الإفساد في الأرض؛ كما قال تعالى: ﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ﴾ [المائدة: 33]، فيلزم عن ذلك أن يكون صلاح الوطن وسلامته وانتصار أهله من أجزل النعم والعطايا من الله تعالى، ومن أعلى وأصدق حالات السعادة التي تعتري شعور الإنسان.
الأدلة على مشروعية الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر:
لقد تواردت النصوص الشرعية على جواز الاحتفال بنعمة النصر والنجاة كاحتفال شعب مصر العظيم بانتصارهم في حرب السادس من أكتوبر عام 1973م على ما كانوا يلاقوا مِن مهالك الاحتلال.
فمن ذلك: ما سطرته آيات القرآن الكريم على لسان نبي الله موسى مِن أمره لقومه بأن يتذكروا كيف نجاهم الله من عدوهم، وأن يقدروا تلك النعمة حق قدرها، فقال جل وعلا: ﴿وإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ﴾ [إبراهيم: 6].
فما كان منهم إلا أن داوموا على تذكر ذلك اليوم؛ حتى صاموا ذلك اليوم في كل عامٍ شكرًا لله تعالى واحتفالًا بهذا النَّصرِ وتلك النجاة، فلما علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بذلك صام ذلك اليوم وأمر المسلمين بصومه شكرًا لله سبحانه وتعالى على نجاة سيدنا موسى عليه السلام.
فعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ، وَجَدَهُمْ يَصُومُونَ يَومًا؛ يَعنِي عَاشُورَاءَ، فَقَالُوا: هَذَا يَومٌ عَظِيمٌ، وَهُوَ يَومٌ نَجَّى اللهُ فِيهِ مُوسَى، وَأَغرَقَ آلَ فِرعَونَ، فَصَامَ مُوسَى شُكرًا لِلهِ، فَقَالَ: «أَنَا أَولَى بِمُوسَى مِنهُم» فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. أخرجه الإمام البخاري.
ذكرى نصر أكتوبر:
- ومنها: امتنان الله تعالى على عباده المؤمنين بالنصر وتذكيرهم بأيام حصوله، في آيات الذكر الحكيم الذي يتعبد الله بتلاوته إلى يوم القيامة؛ ليكون تذكرة دائمةً يتناقلها المسلمون سلفًا وخلفًا؛ احتفاء بأحداثها، وتمييزًا لها عن غيرها مِن الأيام؛ كانتصار يوم بدر، ويوم حنين، وصلح الحديبية، وفتح مكة؛ وغيرها.
فقال تعالى في يوم بدر: ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [آل عمران: 123]، وقال تعالى في يوم حنين: ﴿لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ﴾ [التوبة: 25]، وقال تعالى في ذكر صلح الحديبية: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾ [الفتح: 1]، وقال تعالى في حدث فتح مكة: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾ [النصر: 1].