بوابة الوفد:
2025-11-22@00:41:41 GMT

حكم الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر المجيد

تاريخ النشر: 7th, October 2025 GMT

قالت دار الإفتاء المصرية إنَّ الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر المجيد يعدُّ من الأمور المشروعة المستحبَّةِ،  ففيه إحياء لذكرى يومٍ مِن أيام الله تعالى أجرى بتأييده فيها النَّصر للحق على الباطل، وأعاد لمصر وأهلها الظفر والأمان والاستقرار، وهو نوعُ إظهارٍ لشكر الله تعالى على نعمائه، وفرحٌ بفضل الله تعالى على عباده.

حكم الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر والانتصارات الوطنية:

وأوضحت الإفتاء أن الله سبحانه وتعالى جعل في اختلاف الأيام، وكرِّ الدهور والأعوام، وما تحمله في طياتها من الأحداث والأقدار العظام، ذكرى وعظةً واعتبارًا للأنام، فأمر عباده أن يتذاكروا تلك الأيام، فقال عزَّ وجلَّ: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّه﴾ [إبراهيم: 5].

قال الإمام الطبري في "جامع البيان" (16/ 519، ط. مؤسسة الرسالة): [وقوله: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّه﴾ يقول عز وجلَّ: وعِظْهُم بما سَلَف مِن نُعمَى عليهم في الأيام التي خَلَت، فاجتُزِئ بذكر "الأيام" مِن ذكر النعم التي عناها؛ لأنها أيامٌ كانت معلومةً عندهم، أَنعَمَ الله عليهم فيها نِعَمًا جليلةً] اهـ.

وأيَّام النَّصر والظَّفر على الأعداء مِن أَولى وأظهر آيات الله تعالى التي يتجلى فيها نصر الحق والتمكين لأهله بين الخلق، مما يستدعي منهم الاهتمام والتذكرة، والشكر لله ذي الفضل والمنَّة الغامرة، سيما أنها ذكرى فضلٍ ورحمةٍ وعناية من الله جل وعلا تستوجب من أهلها معاني الفرح بفضل الله ونعمته عليهم، قال الله تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [يونس: 58].

نصر أكتوبر:

كما حثنا الشرع الشريف على إظهار ما للنِّعم مِن آثارٍ علينا، ومن أوَّليات إظهار أثر النعم على العبد: إظهار الفرح وبذل المِنَح؛ كما قال تعالى: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ [الضحى: 11].

وأضافت أن تعلق الشعوب بالأوطان أشبه ما يكون بتعلق النفوس بالأبدان، فكما أنَّ حياة الإنسان لا تستقيم من غير سلامة الجسد، فالشعوب لا تهنأ إلا بسلامة الوطن، وقد ساوى الله تعالى بين فراق الوطن وبين القتل في أنَّ كليهما مِن أقصى العقوبات التي قررها الله تعالى لأبشع الجرائم وهي الإفساد في الأرض؛ كما قال تعالى: ﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ﴾ [المائدة: 33]، فيلزم عن ذلك أن يكون صلاح الوطن وسلامته وانتصار أهله من أجزل النعم والعطايا من الله تعالى، ومن أعلى وأصدق حالات السعادة التي تعتري شعور الإنسان.

الأدلة على مشروعية الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر:

لقد تواردت النصوص الشرعية على جواز الاحتفال بنعمة النصر والنجاة كاحتفال شعب مصر العظيم بانتصارهم في حرب السادس من أكتوبر عام 1973م على ما كانوا يلاقوا مِن مهالك الاحتلال.

فمن ذلك: ما سطرته آيات القرآن الكريم على لسان نبي الله موسى مِن أمره لقومه بأن يتذكروا كيف نجاهم الله من عدوهم، وأن يقدروا تلك النعمة حق قدرها، فقال جل وعلا: ﴿وإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ﴾ [إبراهيم: 6].

فما كان منهم إلا أن داوموا على تذكر ذلك اليوم؛ حتى صاموا ذلك اليوم في كل عامٍ شكرًا لله تعالى واحتفالًا بهذا النَّصرِ وتلك النجاة، فلما علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بذلك صام ذلك اليوم وأمر المسلمين بصومه شكرًا لله سبحانه وتعالى على نجاة سيدنا موسى عليه السلام.

فعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ، وَجَدَهُمْ يَصُومُونَ يَومًا؛ يَعنِي عَاشُورَاءَ، فَقَالُوا: هَذَا يَومٌ عَظِيمٌ، وَهُوَ يَومٌ نَجَّى اللهُ فِيهِ مُوسَى، وَأَغرَقَ آلَ فِرعَونَ، فَصَامَ مُوسَى شُكرًا لِلهِ، فَقَالَ: «أَنَا أَولَى بِمُوسَى مِنهُم» فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. أخرجه الإمام البخاري.

ذكرى نصر أكتوبر:

- ومنها: امتنان الله تعالى على عباده المؤمنين بالنصر وتذكيرهم بأيام حصوله، في آيات الذكر الحكيم الذي يتعبد الله بتلاوته إلى يوم القيامة؛ ليكون تذكرة دائمةً يتناقلها المسلمون سلفًا وخلفًا؛ احتفاء بأحداثها، وتمييزًا لها عن غيرها مِن الأيام؛ كانتصار يوم بدر، ويوم حنين، وصلح الحديبية، وفتح مكة؛ وغيرها.

فقال تعالى في يوم بدر: ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [آل عمران: 123]، وقال تعالى في يوم حنين: ﴿لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ﴾ [التوبة: 25]، وقال تعالى في ذكر صلح الحديبية: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾ [الفتح: 1]، وقال تعالى في حدث فتح مكة: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾ [النصر: 1].

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نصر أكتوبر إحتفالية نصر أكتوبر إحتفالية ذكرى نصر أكتوبر الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر الاحتفال بذکرى نصر أکتوبر الله تعالى تعالى على قال تعالى تعالى فی ن الله ى الله

إقرأ أيضاً:

جلالة السُّلطان يشمل برعايته السامية استعراض الأسطول 2025 احتفالًا باليوم الوطني المجيد


مسقط – العُمانية
تفضّل حضرة صاحب الجلالةُ السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم – القائد الأعلى – حفظهُ الله ورعاهُ فشمل برعايته السامية الكريمة استعراض الأسطول البحري 2025، وذلك في إطار احتفالات البلاد بـ اليوم الوطني المجيد.

وانطلق الموكب البحري من ميناء السُّلطان قابوس بولاية مطرح، حيث أبحر اليخت السلطاني (فلك السلامة) مُقِلًّا جلالة القائد الأعلى – أيّده الله – تحفّهُ عناية المولى عز وجل. ورافقت اليخت مجموعة من السفن الشراعية التقليدية في مشهد بديع يجسد أصالة التراث البحري العُماني واعتزاز أبناء الوطن بتاريخهم البحري العريق، وما وصلت إليه البحرية السلطانية العُمانية من تطور وحداثة.

ولدى اقتراب اليخت السلطاني من موقع سفن الاستعراض قبالة شاطئ القرم، أطلقت سفينة شباب عُمان الثانية إحدى وعشرين طلقة تحيةً للمقام السامي – رعاه الله. كما أدّت السفن المشاركة التحية العسكرية البحرية عند مرور “فلك السلامة” بمحاذاتها، موجهة الهتاف ثلاثًا بحياة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظّم – أبقاه الله – في مشهد يرسّخ روح الولاء والانتماء للوطن وقائده.

ويأتي هذا الاستعراض البحري ضمن فعاليات وطنية تعكس ما تحظى به القوات المسلحة العُمانية والبحرية السلطانية على وجه الخصوص من اهتمام ورعاية سامية، وتبرز حضور السلطنة التاريخي والحديث في مجال الملاحة والهوية البحرية.

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء يعزي بوفاة وزير الدولة الأسبق جمال حديثة الخريشة
  • جلالة السُّلطان يشمل برعايته السامية استعراض الأسطول 2025 احتفالًا باليوم الوطني المجيد
  • عطية لاشين يوضح معنى قوله تعالى “وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو”
  • جلالةُ السُّلطان المعظّم القائدُ الأعلى يشملُ برعايته السّامية الاستعراضَ العسكريَّ الكبيرَ بمناسبة اليوم الوطنيّ المجيد
  • تأملات قرآنية
  • ما حكم التسمية باسم رحيم وكريم؟.. الإفتاء توضح
  • ثلاثة يحبهم الله ويضحك لهم.. اغتنم الفرصة وكن منهم
  • اليوم الوطني المجيد.. إرث خالد ومستقبل مزدهر
  • علي جمعة يوضح سنن الله في صراع الحق والباطل وثباتها عبر الزمان والمكان
  • علي جمعة: الذكر عماد القلب وأساس الطريق إلى الله