إلى أين تتجه الحرب الروسية الأوكرانية بعد مباحثات ترامب وزيلينسكي؟| تفاصيل
تاريخ النشر: 27th, August 2025 GMT
بعد أيام من اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا، استضافت العاصمة الأمريكية واشنطن، في 18 أغسطس 2025، اجتماعات حاسمة جمعت ترامب بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بحضور عدد من القادة الأوروبيين.
وجاءت هذه اللقاءات في إطار جهود وساطة أمريكية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، ما فتح باب التساؤلات حول مستقبل هذه الحرب ومآلاتها المحتملة بعد هذه المحادثات الثلاثية.
1. حضور أوروبي رفيع المستوى
شهدت اللقاءات انضمام وفد أوروبي رفيع ضم كبار القادة الأوروبيين، من بينهم الأمين العام لحلف الناتو مارك روته، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، بالإضافة إلى الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب.
وركز الأوروبيون على الضغط لتقديم ضمانات أمنية أمريكية لأوكرانيا، بعضها مشابه لالتزامات المادة الخامسة من ميثاق الناتو.
2. نقاش حول الضمانات الأمنية
أشار ترامب خلال اجتماعه مع زيلينسكي إلى إمكانية تقديم الولايات المتحدة ضمانات لأمن أوكرانيا ضمن أي اتفاق سلام، دون تحديد ماهيتها. وبعد تلميحات أولية بشأن احتمال نشر قوات أمريكية، تراجع ترامب وأكد رفضه التام لذلك.
في المقابل، ألمح زيلينسكي إلى صفقة تسليح بقيمة 90 مليار دولار، قالت تقارير إنها ستكون ممولة من أوروبا.
3. تغيير في أسلوب زيلينسكي
خلافا لزيارته السابقة التي شهدت توترا، اعتمد زيلينسكي خطابا أكثر تصالحا وارتدى بدلة رسمية بدلا من زيه العسكري، في إشارة إلى تبدل في تكتيكاته الدبلوماسية مع الإدارة الأمريكية لتجنب تصعيد التوتر.
1. تراجع عن شرط وقف إطلاق النار
أظهرت تصريحات ترامب وزيلينسكي تراجعا عن اشتراط وقف إطلاق النار قبل بدء المفاوضات، وهو موقف عارضه بعض القادة الأوروبيين، خاصة ميرتس وماكرون، الذين دعوا للضغط على موسكو لوقف إطلاق النار كخطوة أولى نحو أي تسوية.
2. غموض التنازلات الأوكرانية
لا تزال قضية التنازلات الإقليمية مثار غموض وتجنب، وسط مؤشرات إلى قبول أوكرانيا بحكم الواقع للسيطرة الروسية على مناطق في دونباس.
وقد لمح ترامب إلى أن القرم ستبقى روسية، دون توضيح موقفه من الأقاليم الأربعة الأخرى المتنازع عليها.
3. تحميل أوروبا مسؤولية الأمن الأوكراني
رفض ترامب فكرة عضوية أوكرانيا في الناتو، مؤكدا أن المسؤولية الأمنية يجب أن تتحملها أوروبا.
في حين يظهر أن واشنطن تريد الاكتفاء بدور داعم عبر صفقات تسليح وتمويل أوروبي، دون التورط العسكري المباشر.
4. ترقب صيني حذر
بينما تراقب الصين دبلوماسية ترامب من موقع الحياد المعلن، فإنها تواصل تعزيز تحالفها مع موسكو.
وترى بكين في أي انفراجة تفاوضية فرصة لتعميق الخلافات بين واشنطن والاتحاد الأوروبي، ولفت الأنظار بعيدا عن ملف تايوان.
5. تركيز استراتيجي أمريكي على الصين
تسعى واشنطن لتسريع إنهاء الحرب الأوكرانية لتوجيه مواردها الاستراتيجية نحو مواجهة بكين، التي تعتبرها التهديد الأكبر.
ويبدو أن ترامب غير راغب في استمرار الإنفاق على حرب يعتبرها ثانوية مقارنة بالصراع الجيوسياسي مع الصين.
انعكاسات مرتقبة للمحادثات1. اجتماع ثلاثي في الأفق
وطرحت واشنطن فكرة عقد لقاء ثلاثي يجمع ترامب وبوتين وزيلينسكي، وقد حصل ترامب على موافقة مبدئية من بوتين، لكن تبقى الشكوك قائمة حول إمكانية عقد هذا اللقاء المباشر قريبا، وسط تحفظات روسية وتحذيرات من التسرع.
2. ضغوط على كييف لقبول التجميد
يتوقع مراقبون أن تمارس واشنطن ضغوطا على أوكرانيا لقبول اتفاق سلام يكرس الوضع الميداني الحالي دون تنازلات إضافية لموسكو.
ورغم قبول كييف المحتمل بتجميد الجبهات، فإنها ترفض مبدئيا الاعتراف بضم أراض إضافية لا تسيطر عليها روسيا حاليا.
3. تأجيل وقف إطلاق النار
ما دام وقف إطلاق النار لم يعد شرطا أمريكيا أو أوكرانيا للمفاوضات، فإن استمرارية العمليات العسكرية تظل مرجحة، بل قد تسعى موسكو لتحقيق مكاسب ميدانية جديدة قبل أي اتفاق محتمل.
4. سيناريوهات متعددة للضمانات الأمنية
تشمل المقترحات المطروحة مجموعة من السيناريوهات:
- تعهدات مكتوبة شبيهة بمذكرة بودابيست.
- قوة حفظ سلام دفاعية متكاملة.
- قوة رمزية لردع روسيا عبر الحضور الدولي.
- قوة مراقبة صغيرة وغير قتالية.
والجدير بالذكر، أنه رغم أهمية الاجتماعات الثلاثية بين ترامب وزيلينسكي والقادة الأوروبيين، إلا أن الطريق نحو تسوية شاملة لا يزال طويلا، فالخلافات حول الضمانات الأمنية، والتنازلات الإقليمية، وشروط وقف إطلاق النار، لم تحسم بعد.
وحتى مع إمكانية عقد قمة ثلاثية بين زعماء الحرب، فإن أي اتفاق حقيقي يتطلب توازنات دقيقة وضغوطا أمريكية كثيفة على كييف لقبول حلول وسط قد لا تكون مرضية لجميع الأطراف.
وفي المحصلة، فإن هذه التحركات، رغم الزخم الإعلامي والدبلوماسي، تمثل بداية معقدة لمفاوضات طويلة، لا مفر منها، لإنهاء واحدة من أكثر الحروب دموية في أوروبا الحديثة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحرب الروسية الحرب الروسية الأوكرانية ترامب ترامب وزيلينسكي الولايات المتحدة روسيا ترامب وزیلینسکی وقف إطلاق النار الحرب الروسیة
إقرأ أيضاً:
هذا ما قاله خليل الحية تزامنا مع مباحثات شرم الشيخ لوقف حرب غزة
تحدث رئيس الوفد المفاوض بحركة حماس خليل الحية الثلاثاء، عن تفاصيل المباحثات الجارية في مدينة شرم الشيخ المصرية لعقد صفقة تبادل أسرى ووقف الحرب الإسرائيلي في قطاع غزة، وفقا لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال الحية في تصريح متلفز لقناة القاهرة الإخبارية، إنّ "إسرائيل نكثت بوعودها السابقة لوقف الحرب على غزة"، مطالبا بضمانات "حقيقية" من المجتمع الدولي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والدول الراعية للمفاوضات لوقف العدوان "نهائيا".
وتابع: "نؤكد استعدادنا بكل مسؤولية وايجابية للوصول لإنهاء الحرب وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة، والإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات مقابل الأسرى الفلسطينيين الذين تم الحديث عنهم وفق خطة ترامب".
وأضاف: "رغم ذلك، لكن الاحتلال الإسرائيلي للأسف الشديد ما زال منذ يوم أعلنا موافقتنا على رؤية ترامب (في 3 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري)، إلا أن القتل وقطع المساعدات مستمر وخاصة في شمال قطاع غزة".
وأوضح الحية أن "الاحتلال الإسرائيلي خلال هذه الحرب نكث بالاتفاق الأول (نوفمبر/ تشرين الثاني 2023) ولم يكمل، وفي هذا العام عاد للحرب ونحن نتفاوض"، مؤكدا أن الاحتلال الإسرائيلي "لا يلتزم بوعوده عبر التاريخ".
وتابع: "جربنا الاحتلال ولا نضمنه ولو للحظة واحدة"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن حماس تخوض مفاوضات جادة مسؤولة، ووفدها يحمل هموم الشعب الفلسطيني وآلامه وأحزانه خلال حرب استمرت لمدة عامين.
وشدد على أن "حماس" تسعى لتحقيق "أهداف وطموح الشعب الفلسطيني في الاستقرار والحرية وإقامة الدولة وتقرير المصير"، مضيفا: "لتنتهي الحرب إلى الأبد، ويحيا شعبنا الفلسطيني باستقرار مثل باقي شعوب المنطقة".
وقبل ساعات، نقلت "القاهرة الإخبارية" عن مصادر لم تسمها، أن مصر بدأت مناقشة قوائم أسرى فلسطينيين مزمع الإفراج عنهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي.
والاثنين، استأنفت إسرائيل و"حماس" مفاوضات غير مباشرة في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر، بوساطة مصر وقطر.
وفي السياق، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بوقت سابق اليوم الثلاثاء، إن المفاوضات "تعمل على تهيئة الظروف لتبادل الأسرى، والدخول الكامل للمساعدات (إلى غزة) دون أي عوائق".
كما تهدف المفاوضات إلى "الاتفاق على خرائط لإعادة انتشار القوات الإسرائيلية تمهيدا لانسحابها من القطاع"، بحسب عبد العاطي.
وأضاف أن المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، سيتوجه إلى مصر "خلال الساعات المقبلة". وتابع أنه تحدث مع ويتكوف بشأن "أهمية أن يكون هناك قرار في مجلس الأمن لاعتماد خطة ترامب ونشر قوات دولية، بما يوفر الحماية للجانب الفلسطيني".
وفي 29 أيلول/ سبتمبر الماضي، أعلن ترامب خطة تتألف من 20 بندا، بينها: الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح "حماس".
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و173 شهيدا، و169 ألفا و780 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.