حكايات الشجرة المغروسة 10.. رحلة الجوع والشبع في اجتماع الأربعاء
تاريخ النشر: 28th, August 2025 GMT
ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم من الكنيسة المرقسية الكبرى بالإسكندرية.
وقبل صلوات العشية تفقد قداسته معرض الأعمال الفنية لشباب وشابات ثانوي بالإسكندرية والتقط الصور التذكارية مع أوائل الثانوية والدبلومات والشهادات المعادلة.
وصلى قداسته صلوات العشية، بمشاركة صاحبي النيافة الأنبا باڤلي الأسقف العام لكنائس قطاع المنتزه، والأنبا هرمينا الأسقف العام لكنائس قطاع شرق الإسكندرية، والقمص أبرآم إميل وكيل عام البطريركية بالإسكندرية والآباء كهنة الكنيسة وعدد من مجمع كهنة الإسكندرية، وخورس الشمامسة وأعداد كبيرة من الشعب امتلأت بهم الكنيسة.
وبعد انتهاء صلوات العشية كرّم قداسته أوائل الثانوية العامة والدبلومات والشهادات الأجنبية وما يعادلها في احتفالية نظمتها الأمانة العامة لخدمة ثانوي بالاسكندرية.
حكايات الشجرة المغروسةواستكمل قداسة البابا سلسلة "حكايات الشجرة المغروسة"، وتحدث اليوم عن موضوع "رحلة الجوع والشبع في الكتاب المقدس"، وقرأ جزءًا من الأصحاح السادس من إنجيل معلمنا يوحنا والأعداد (٤٨ - ٥٨)، مشيرًا إلى الجوع والشبع في تاريخ كنيستنا، وأنه منذ أكل آدم وحواء من الشجرة وكسرا الوصية دخل الجوع والعري والخوف إلى العالم.
وشرح قداسته من خلال الكتاب المقدس، كيف تجعل الخطية الإنسان جائعًا وعطشانًا دائمًا، كالتالي:
- عندما جاع الشعب في برية سيناء أعطاهم الله المن والسلوى بشكل يومي.
- سليمان الحكيم بعد أن سقط في جميع الخطايا اكتشف "فَإِذَا الْكُلُّ بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ، وَلاَ مَنْفَعَةَ تَحْتَ الشَّمْسِ" (جا ٢: ١١).
- المرأة السامرية قال لها السيد المسيح "مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ" (يو ٤: ١٤)، فقدمت اعترافًا بخطاياها، وذهبت تقول: "هَلُمُّوا انْظُرُوا إِنْسَانًا قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْت" (يو ٤: ٢٩).
وأشار قداسة البابا إلى أن الخطية تتسبب في جوع قلبي وإيماني ونفسي وداخلي، وليس فقط جوع جسدي، بينما لا يوجد الشبع إلا بيد الله، "قَلْبًا نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ، وَرُوحًا مُسْتَقِيمًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي" (مز ٥١: ١٠)، لهذا جاء السيد المسيح للأرض لكي: يعطينا جسده ودمه، ويجدد طبيعتنا، ويُتمم عمل الفداء على الصليب.
وقدّم قداسته ثلاثة أدوار للسيد المسيح من أجل شِبع العالم، وهي:
١- منقذًا للبشر جميعًا: في العهد القديم كانت تُقدم ذبائح عن الخطية يوميًّا، أما في العهد الجديد قدم السيد المسيح جسده ذبيحة ممتدة في التاريخ، "وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ الْخُبْزَ، وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا. هذَا هُوَ جَسَدِي»" (مت ٢٦: ٢٦).
٢- يجدد طبيعتنا ويعطينا إمكانية: "أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي" (في ٤: ١٣).
٣- أن يكون هو المثال والقدوة لنا باستمرار: لذلك نذكر اسم الله في التسبحة باستمرار، كما نقول "أعطى فرحًا لنفوسنا تذكار اسمك القدوس".
وتناول قداسة البابا رحلة الشِبع في الكنيسة من خلال عدة أشكال، هي:
١- الشِبع بكلمة ربنا: لذلك من تداريب الكنيسة قراءة الإنجيل يوميًّا "اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ" (يو ٦: ٦٣).
٢- سر الإفخارستيا (سر التناول): فحضور القداس يجعلنا نشعر بالشبع، لأنه هو الوليمة العظمى.
٣- الألوجية (لقمة البركة): والتي ننقلها لإنسان آخر لم يحضر القداس ونتقاسمها معه، لكي يحصل على البركة ويشبع.
٤- وجبة الأغابي: كما تفعل العديد من الكنائس الآن ويأكل الأشخاص عقب صلاة القداس وجبة أغابي (محبة) معًا.
٥- فترة الصوم: هي فرصة للإعلان لله أن الحياة من الله وليس من الأكل، وهذا يشبعنا.
واختتم قداسته بأننا لكي نعيش رحلة الشِبع فليس أمامنا إلا أن نشبع بالمسيح، فالمسيح هو الشِبع الحقيقي في الحياة، "أَمَّا أَنَا فَبِالْبِرِّ أَنْظُرُ وَجْهَكَ. أَشْبَعُ إِذَا اسْتَيْقَظْتُ بِشَبَهِكَ" (مز ١٧: ١٥).
وأوصى قداسة البابا بحفظ الآية: "طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ (المسيح)، لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ" (مت ٥: ٦).
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البابا تواضروس البابا تواضروس الثاني قداسة البابا
إقرأ أيضاً:
البابا تواضروس يهنئ بانتصار أكتوبر.. ويدعو المهاجرين غير الشرعيين للعمل بمصر
هنأ قداسه البابا تواضروس الثاني الرئيس عبد الفتاح السيسي والقوات المسلحة والشعب المصري بمناسبة ذكرى انتصار ٦ أكتوبر، في بيان صدر عن الكنيسة أمس، كما هنأ تهنئة مماثلة في ختام عظته صباح اليوم، في قداس تدشين كنيسة القديس مار مرقس الرسول بدير الأمير تادرس الشطبي بمنفلوط.
وأكد قداسته أن مصر غالية علينا جميعًا وعلينا أن نجتهد فيها ونحقق أحلامنا بالمشروعات والاجتهاد ونحافظ عليها،
وعن الشباب الذين يتركون مصر بحثًا عن عمل ويغادورنها عبر المراكب بطرق غير شرعية تعرض حياتهم للخطر، نصحهم قداسة البابا بالبقاء في مصر والسعي للرزق فيها سواء داخل بلدانهم أو في أي مدينة مصرية، ويستطيعون أن يقوموا بعمل مشروعات صغيرة لا تتطلب رأس مال كبير معطيًا بعض الأمثلة عن بعض النماذج الناجحة في هذا المجال.
وعن تاريخ الكنيسة القبطية قال قداسته أنها كنيسة عريقة كرز بها مار مرقس الرسول وصارت مصر أول بلد تنال الإيمان بالمسيح في أفريقيا، وهي من أوائل البلاد التي عرفت المسيح على مستوى العالم.