دور الكنيسة في حرب أكتوبر حين امتزجت الصلوات بصوت المدافع من أجل مصر.. ماذا فعل البابا شنودة؟
تاريخ النشر: 6th, October 2025 GMT
يحل، اليوم، ذكرى انتصار السادس من أكتوبر، ويعتبر هذا اليوم واحدا من أهم المحطات في تاريخ مصر، حيث أعاد الجيش المصري العزة والكرامة للشعب وللوطن.
الكنيسة وحرب أكتوبروفي هذه الملحمة الوطنية الكبرى لم يكن دور الكنيسة المصرية غائبا بل كان واضحا ومؤثرا يؤكد دائما أن الكنيسة شريك أصيل في نسيج هذا الوطن.
ومنذ اندلاع الحرب وقفت الكنيسة بكل طاقاتها الروحية والمعنوية إلى جانب الدولة والجيش فقد تحولت الكنائس إلى ساحات للصلاة اليومية من أجل الجنود والضباط على جبهة القتال وارتفعت أصوات القداسات والصلوات في مختلف الأبرشيات تتضرع لله أن يحفظ مصر ويمنحها النصرة.
وكان حضور الشعب في الكنائس كبيرا يحمل مشاعر الخوف والأمل معا فيجدون في صلوات الكنيسة دعما وسندا نفسيا.
وكانت القيادة الكنسية برئاسة المتنيح ( الراحل) قداسه البابا شنودة الثالث البطريرك الـ117 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لعبت دورا محوريا في دعم الروح الوطنية.
فقد أكد البابا شنودة في عظاته وكلماته أن الدفاع عن الوطن مسؤولية مقدسة على كل المصريين مسلمين ومسيحيين مشددا على أن "مصر ليست وطنا نعيش فيه بل وطنا يعيش فينا".
وكانت هذه الكلمات بمثابة وقود روحي ومعنوي يلهب مشاعر الشباب والجنود ويجعلهم أكثر استعدادا للتضحية.
ولم يقتصر دور الكنيسة على الصلاة فقط بل امتد ليشمل الدعم العملي للمجهود الحربي فقد فتحت الكنائس أبوابها لجمع التبرعات وخصصت مبالغ كبيرة لمساندة الدولة في وقت الحرب.
كما أولت الكنيسة اهتماما خاصا بأسر الشهداء والمصابين، فكانت تقدم المساعدة المادية والمعنوية لهم، وتعمل على تخفيف آلامهم، مؤكدة أن دماء أبنائهم لم تذهب هدرا بل كانت جسرا للعبور إلى النصر.
وقد سجل التاريخ أن الكنيسة وقفت موقفا وطنيا موحدا فلم تفرق بين أبنائها وأبناء الوطن جميعا بل رأت أن المعركة هي معركة كل المصريين وأن استعادة الأرض والكرامة واجب قومي يلتف حوله الجميع، وتجلى ذلك في التلاحم الكبير بين الهلال والصليب حيث وقف رجال الدين المسلمون والمسيحيون جنبا إلى جنب يدعون لشعب واحد وجيش واحد.
هكذا يظل دور الكنيسة في حرب أكتوبر علامة مضيئة في تاريخها الوطني يؤكد أنها مؤسسة روحية ووطنية في آن واحد، وأنها ستبقى دائما شريكا أساسيا في كل مراحل النضال والبناء.
وقدمت، أمس، الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني التهنئة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى قواتنا المسلحة الباسلة وجموع الشعب المصري العظيم، بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لانتصارات السادس من أكتوبر المجيد.
وأكدت الكنيسة في تهنئتها أن نصر أكتوبر سيبقى دائمًا علامة مضيئة في ذاكرة المصريين، ودليلًا على أن إرادة الإنسان لا تُهزم متى أراد، مشيرة إلى أن العزيمة والإخلاص والالتزام بالعلم والعمل كفيلان بتحقيق ما يبدو للجميع أنه مستحيل.
وأوضحت أن تلك الرؤية والإرادة تقود فكر الجمهورية الجديدة، وتمنح مصر القدرة على بلوغ المكانة التي تستحقها، بجهود أبنائها المخلصين وقيادتها الحكيمة.
واختتمت الكنيسة تهنئتها بالصلاة من أجل أن يحفظ الله مصر الغالية، وأن يثبت خطاها نحو مزيد من التقدم والازدهار.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: انتصار السادس من أكتوبر الجيش المصري الكنيسة البابا شنودة الثالث البابا شنودة وحرب أکتوبر دور الکنیسة حرب أکتوبر
إقرأ أيضاً:
اللواء مجدي شحاتة: صمود المصريين بعد هزيمة 67 كان الشرارة الأولى لنصر أكتوبر
أكد اللواء أركان حرب مجدي شحاتة، أحد أبطال قوات الصاعقة في حرب أكتوبر المجيدة، أن الشعب المصري والقوات المسلحة عاشوا بعد هزيمة عام 1967 حالة من الثبات الوجداني والإصرار الجماعي على تجاوز الصدمة، موضحًا أن الجميع اتفق على ضرورة الاستمرار والعمل من أجل استعادة الكرامة الوطنية.
بطل الصاعقة بحرب 73: فصيلة صغيرة في بور فؤاد كسرت أسطورة الجيش الذي لا يُقهروأضاف "شحاتة"، خلال لقاء خاص له في ذكرى انتصارات أكتوبر، مع الإعلامية مروة عبدالجواد، ببرنامج "حوار الساعة"، عبر شاشة "هي"، أن هذه الروح تجسدت في موقف الشعب من قرار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالتنحي، إذ رفض المصريون رحيله وأصروا على استمراره في قيادة البلاد، ليبدأ بعدها "مرحلة الإعداد والتجهيز والثبات في مواجهة العدو".
وأشار إلى أن أولى المواجهات جاءت في منطقة بور فؤاد، حين حاول العدو الإسرائيلي التقدم لاستكمال احتلال سيناء، إلا أن مجموعة صغيرة من ضباط وجنود الصاعقة تصدت له ببسالة رغم ضعف الإمكانيات، وتمكنت من إغلاق الطريق أمام قواته ومنعه من التوغل.
وأوضح بطل الصاعقة أن هذه العملية، التي خاضتها فصيلة محدودة العدد، أحدثت صدمة للعدو الذي كان يظن أنه لا يُقهر، إذ فشل في اختراق مواقعها وتكبد خسائر كبيرة اضطرته إلى التراجع تحت نيران القوات المصرية من الضفة الغربية لقناة السويس، متابعًا: "تلك العملية كانت أول انتصار حقيقي للجيش المصري بعد النكسة، ومثّلت بداية حرب الاستنزاف التي كسرت غرور العدو وأعادت الثقة للمقاتل المصري، لتكون تمهيدًا مباشرًا لنصر أكتوبر المجيد".