لماذا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟.. علي جمعة: لـ13 سببا
تاريخ النشر: 30th, August 2025 GMT
لاشك أن في إجابة الاستفهام عن لماذا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟، دلالة على الفضل الذي لا ينبغي تفويته بأي حال من الأحوال، فهو -صلى الله عليه وسلم- الرحمة المهداة لنا في الدنيا وشفيعنا في الآخرة، ومن ثم ينبغي علينا إدراك حقيقة لماذا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟، لعلنا به ندرك قدره بحياتنا فتتحول به إلى نعيم مقيم.
قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الأسباب كثيرة في حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، مشيرًا إلى أنه كلما استهزأتم بنبي الإسلام كلما ازددنا فيه حباً لأنكم تكذبون وهو -صلى الله عليه وسلم - كان يُسَمى بالصادق الأمين، وتركنا على المَحَجَةِ البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك. .
وأوضح «جمعة» في إجابته عن سؤال لماذا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟، أنه جلس معي متحدثٌ يتحدث وسألني ما هذا الحب الفياض الذي تحبون به دينكم ونبيكم وقرآنكم؟.
وواصل، قائلاً: هذا حب لم نره في أتباع أديان كثيرة في الأرض ما هذا الحب الفياض الذي نرى الدموع في عيونكم عندما يذكر محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم - أسحرٌ هذا؟.
لماذا نحب النبيوتابع: ماذا فعل فيكم ذلك الرجل حتى فشلت كل الخطط عبر القرون لإبادتكم أو لإخراجكم من دينكم أفواجاً كما دخلتم فيه أفواجاً؟ ما هذه الحالة الغريبة وقد عرضنا عليكم كل الشهوات والمغريات.
وأردف: وعرضنا عليكم المال والجاه وقوة العلم والتفكير المنطقي في ظاهره فإذ بكم لا تتزحزحون عن دينكم ولو بقوة السلاح، ولو بالإبادة الجماعية ولو باحتلالٍ لبلادكم ولو أريناكم شيئاً من الظلم أو شيئاً من العدل ولو اسمينا الاحتلال استعمارا؟ إني أريد أن أفهم لأن هذه ظاهرةٌ عجيبةٌ فريدةٌ لا تكرار لها عندنا لماذا أنتم تحبون الإسلام ونبي الإسلام بهذه الطريقة؟ .
مما تركنا عليهواستطرد: وقلت له: كلما استهزأتم بنبي الإسلام كلما ازددنا فيه حباً لأنكم تكذبون وهو -صلى الله عليه وسلم - كان يُسَمى بالصادق الأمين، وتركنا على المَحَجَةِ البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وفيها أن الصدق مَنْجاة ولو ظننت فيه هلاكك.
وأضاف أنه مما تركنا عليه : أن نقول قول الحق ولو على أنفسنا، ومما تركنا عليه :{وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} ، ومما تركنا عليه : ألا نظلم أحدًا من خلقه ولو كان من غيرنا، ومما تركنا عليه : «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ في الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ في السَّمَاءِ» ، ومما تركنا عليه : «أنه دخلت النار امرأة في هرةٍ حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خِشَاشِ الأرض» .
ونبه إلى أنه مما تركنا عليه : أن امرأة بغيا من بني إسرائيل أدخلها الله الجنة لأنها سقت كلباً كان عطشاناً، ومما تركنا عليه : أن نأمر بالمعروف وأن ننهى عن المنكر وألا نخاف الناس، وأن : أنا وشهيدُ كلمة حقٍ عند سلطانٍ جائرٍ كهاتين في الجنة.
ترك فينا إنساناوأفاد بأنه مما تركنا عليه :«الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ»، ومما تركنا عليه : أنه أمرنا بالصلاة والزكاة والحج وصيام رمضان ؛أمرنا بكل ذلك لوجه الله وقال: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى»، ترك فينا إنساناً هو ابن آدم وقال: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ }.
وأشار إلى أنه -صلى الله عليه وسلم- ترك فينا إنساناً يشعر بإنسانيته وقال: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } وقال: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ»، وربه وصفه فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.
واستشهد بما قال -صلى الله عليه وسلم -يا عَائِشَةَ: «إِنَّ الرِّفْقَ ما دخل في شَيءٍ إِلاَّ زَانَهُ وَماَ يُنْزَعُ مِنْ شَيءٍ إِلاَّ شَانَهُ»، منوهًا بأن هذا هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي نحبه ، وهذا هو الإسلام الذي نَدِينُ به.
وبين قائلاً: وكلما أثرتم شبهات حول القرآن، أو حول نبي الرحمن، أو حول فقه الإسلام، أو حول تاريخ المسلمين، كلما كَذَبَّكم الواقع ورأينا هذه الشبهات تزيد من إيماننا ، والحمد لله رب العالمين سَلَّطَ الله سبحانه وتعالى ألسنتكم علينا حتى نزداد إيمانا عن يقين .
طاعة الرسول واتّباعهيُقصد بطاعة الرسول فعل المسلم لكلّ ما أمر به الرسول وترك كلّ ما نهى عنه، وذلك إن كان أمره يفيد الوجوب ونهيه يفيد التحريم، سواءً كان ذلك في القول أو العمل أو الاعتقاد، ولكن إن كان الأمر يدلّ على الندب والنهي يدلّ على التنزيه فلا يترتب أي إثمٍ أو حرجٍ في الفعل أو الترك.
حكم طاعة الرسولنصّت العديد من آيات القرآن الكريم على وجوب طاعة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، يُذكر منها: قال تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّـهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّـهِ وَرُسُلِهِ).
فقد ورد الأمر من الله -تعالى- بالإيمان برسله، وتجدر الإشارة إلى أنّ الإيمان بالرسل يستلزم تصديقَهم والإيمان بكلّ ما يبلّغوه عن الله، مع الحرص على طاعتهم واتّباعهم وتنفيذ أوامرهم، والنبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- واحدٌ من الرسل؛ ممّا يعني أنّه داخلٌ في مضمون الحكم العام بوجوب الإيمان بالرسل ممّا يستلزم على كل مسلمٍ طاعته.
وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ)، فالله -تعالى- اختصّ نبيّه محمداً -عليه الصلاة والسلام- بالتأكيد على وجوب طاعته؛ فرسالته آخر الرسالات، ممّا يدلّ على كمال حكمة الله -تعالى-.
وقال تعالى: (قُلْ أَطِيعُوا اللَّـهَ وَالرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ)، وقال أيضاً: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ)، فقد اقترن الأمر بطاعة الله بالأمر بطاعة رسول الله في الآية الأولى؛ ممّا يدلّ على الجمع بين الطاعتين.
أمّا الآية الثانية فأكّدت على عموم الطاعة للنبي في كلّ ما يأمر به، ومن الجدير بالذكر أنّ طاعة الرسول -عليه الصلاة والسلام- وجبت على المسلمين في حياته وبعد وفاته؛ إذ إنّ النصوص التي أوجبت طاعته جاءت عامّةً لم تُقَيّد بأي زمنٍ.
مظاهر طاعة الرسولهناك العديد من المظاهر التي تدلّ على طاعة المسلم للرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، يُذكر منها:
الاهتداء بهديه والحرص على القيام بسنته، ومن سننه: صلاة الوتر، وصلاة الضحى، والسنن الرواتب، وغيرها.
السعي في كسب وطلب الحلال في سائر الأمور والشؤون. الحرص على مساعدة الفقراء والمساكين والإحسان إليهم.
أهمية طاعة الرسولأمر الله -تعالى- بطاعة أنبيائه ورسله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّـهِ)؛ وتجدر الإشارة إلى أنّ الغاية التي من أجلها أرسل الله الرسل تتمثّل في الطاعة، وتأكّدت طاعة الرسول محمدٍ -عليه الصلاة والسلام-لأنّ رسالته كانت خاتمة الرسالات، وتكمُن أهمية طاعته في عدة أمورٍ، يُذكر منها أنّ طاعته:
علامةٌ على محبة العبد لله -تعالى-، حيث قال سبحانه: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي).
سببٌ في نيل الأمان من عذاب الله، فقد حذّر الله -تعالى- من مخالفة أمر رسوله بقوله: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)،فلا يمكن تقديم أي قولٍ غير قول الله -تعالى- على قول الرسول -عليه الصلاة والسلام-.
مرتبطةٌ بطاعة الله -تعالى-، فطاعة الرسول في الحقيقة طاعةٌ لله -تعالى-، قال سبحانه: (مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ)، ذلك أنّ أوامر الرسول ونواهيه من عند الله، لقوله سبحانه: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى*إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى).
تعظيم الرسول وتوقيرهيُقصد بتعظيم النبي -صلّى الله عليه وسلّم- اعتقاد المسلم بأنّ سنّته خير السنن فيحبّه ويتّبعه حقاً في الظاهر والباطن، مع الحرص على عدم تجاوز حدود الله أو الغلوّ أو التقصير، وهناك العديد من دلائل توقير النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، منها: الصلاة عليه، قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)،والأمر بالصلاة عليه يقتضي الوجوب؛ لذا قال النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (رغِمَ أنْفُ رجلٍ ذكِرْتَ عندهُ فلم يُصِلّ عليّ).
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علیه الصلاة والسلام علیه ال ل ى الل إلى أن
إقرأ أيضاً:
تأملات قرآنية
#تأملات_قرآنية
د. #هاشم_غرايبه
يقول تعالى في سورة الماعون: “أَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ . فَذَٰلِكَ ٱلَّذِي يَدُعُّ ٱلۡيَتِيمَ . وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ . فَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ .ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ . ٱلَّذِينَ هُمۡ يُرَآءُونَ .وَيَمۡنَعُونَ ٱلۡمَاعُونَ “.
في هذه السورة يعرّف الله تعالى رسول الكريم بصفات من يكذبون برسالته وينبرون لعدائه، وهم عموما ممن يفتقرون الى قيم الخير والإحسان الى الغير، لذا فهذه هي المواصفة التي تسم كل معادي منهج الله، فهو ما عاداه الا لأنه يتناقض مع نزواته الشخصية ومصالحه الأنانية، وليس لأنه يتناقض مع المنطق أو مع المبادئ السامية التي يحترمها.
لكنه تعالى قسم هؤلاء الى فئتين: الأولى من هم بطبعهم أنانيون لا يحبون العطاء ولا عمل الخير ولا مساعدة المحتاجين، بل يستقوون على الضعفاء كاليتيم، وليس من شيمهم تقديم الخير للمحتاجين.
أما الفئة الثانية فهم ممن يظهرون الإيمان ويؤدون فرائض الدين، والتي أبرزها وأكثرها إظهارا لاتباع المرء الإسلام هي الصلاة، لكنهم لا يؤدونها بقناعة بها وفهما لمناطاتها، بل مراءاة لكي يعرف الناس أنهم مسلمون ملتزمون بالدين، لكن ما يكشف حقيقة إيمانهم هو وقوفهم ضد الإحسان الى الغير، ولما كان أساس الرزق هو الطعام لأنه الحاجة الأساسية اللازمة للحياة، لذا عبر الله عن احتياجات الانسان المتعددة بالماعون من باب التعبيرعن الكل بالجزء.
هذا هو المعنى المباشر للألفاظ، لكن المعاني الكامنة فيها أوسع، فهي تبين مناطات الدين، ولماذا أنزله الله للبشر، وهنا تظهر حكمة الله من ايجاد تباينات في الغنى والفقر بين البشر، فلم يجعلهم كالكائنات الحية الأخرى، كل فرد منها يحصل قوته بذاته ومن غير حاجة الى الآخر، وهذا من باب تكريم الله للجنس البشري فقد أوجد فيه فطرة حب تقديم العون للأخر ونفع الغير، ولأجل ذلك أوجد التباين في قدرات البشر على كسب أقواتهم، وتحصيل ما كتبه الله لهم من الرزق، حتى يبقى هنالك حاجة من البعض الى البعض الآخر، إنه لاستثارة قيم الخير التي اودعها الله في النفوس، فذلك هو مبرر التعاون بين الناس، فهو يقربهم الى بعضهم، فعطاء الغني الى المحرومين يزيل الحسد من نفوسهم، كما يشعر المعطي بالرضا عن ذاته، التي تغلبت على الخوف من الفقر، وتجاوزت أنانية الشح والامساك عن الانفاق مخافة الفقر، والشكر للرزاق الذي أكرمه فرزقه بما يزيد عن احتياجه فأعطى وأصبحت يده هي العليا.
واضح أن ذلك يحقق أفضل النتائج في تحقيق التعاون والتراحم بين البشر، وبالتالي التقارب بين الطبقات وليس تصارعها، والذي ينتج النزاعات والصراعات، ويقطع أسس التعاون الذي لأجل تمتين عراه أوجد الله التباين في القدرات والامكانيات، فخلق الله الانسان مدنيا بطبعه، ليبقى الأفراد بعضهم بحاجة لبعض، فلا يستغنون عن خبرات وقدرات بعضهم بعضا: “نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا” [الزخرف:32].
من المهم في هذه السورة ملاحظة أن الله تعالى ذكر الصلاة من دون باقي العبادات كسمة دالة على الإيمان، مما يدلنا على أهميتها وجلال قدرها، يؤكد ذلك أنه أوصى كل أنبيائه بها تخصيصا، فأول ما أوصى به موسى: “إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي” [طه:14]، وكذلك أوصى عيسى وهو في المهد “وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا” [مريم:31]، وأما محمد صلى الله عليه وسلم فقد أعطاه الكوثرومقابل ذلك فقد أمره: “فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ” [الكوثر:2]، كما أنه تعالى في سورة المؤمنين، وصف المؤمنين المفلحين بعدة صفات بارزة، بدأها بقوله تعالى: “الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ”، وختمها بـ: “وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ”.
وأخيرا لا ننسى فضل الله تعالى ورحمته بعباده المصلين، فلم يقل (في صلاتهم ساهون)، بل “عَن صَلَاتِهِمۡ”، لأن الانسان مهما كان مرتقيا في ايمانه عرضة للسهو والشرود في أثناء الصلاة، ولا يمكنه ضبط انخراطه التام فيها مهما حرص على ذلك، لكنه عن أدائها لا يسهو ولا يتوانى.