وقف ضد خطيئة أوسلو ورحل مقهورا على غزة والضفة (بورتريه)
تاريخ النشر: 30th, August 2025 GMT
يعرف بأنه شخصية مبدئية ومتواضعة، وكان رجل عائلة "محب لعائلته" ورجل مجتمع نشط، بقي يكتب على منصات التواصل عن الهم الوطني الفلسطيني دون انقطاع. كان أحد ركائز النضال المبدئي، لم يبدل ولم يساوم على مبادئه يوما. وأحد السياسيين والمناضلين الفلسطينيين ورمز من رموز الحركة الوطنية المعاصرة.
ولد عبد الجواد صالح في مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله بالضفة الغربية عام 1931، حصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد السياسي من "الجامعة الأمريكية" بالقاهرة عام 1955.
وكان في فترة دراسته ناشطا في "حزب البعث" لكنه انفصل عنه بداية ستينات القرن الماضي.
عمل في بداية حياته معلما في مدرسة "القدس الثانوية" التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في عام 1955، ومعلما في دار المعلمين في ليبيا، وكاتبا في صحيفة "الاتحاد" بين عامي 1957 و1962.
وسيلتحق بالعمل السياسي المنظم ومن ثم في العمل السياسي الجماهيري في مرحلة مبكرة من حياته، وتوج ذلك بانتخابه رئيسا لبلدية البيرة على رأس قائمة وطنية في عام 1972، وشكل مع آخرين من ممثلي المؤسسات الشعبية والأحزاب التي نشطت في الأراضي المحتلة "الجبهة الوطنية الفلسطينية" التي قادت النضال الفلسطيني ضد الاستيطان وممارسات الاحتلال.
وبعد عام من انتخابه قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإبعاده بالقوة مع سبعة من القادة الفلسطينيين للأراضي الأردنية عبر وادي عربة، وكان بينهم الدكتور وليد قمحاوي، والقائد الشيوعي عربي عواد، وجريس قواس رئيس بلدية جفنا، وثلاثة آخرون.
وأدى الإبعاد إلى اندلاع مظاهرات عفوية في سائر أنحاء الضفة الغربية والقدس، تحولت إلى نواة انتفاضة، شكلت الحدث الأهم جماهيريا منذ احتلال الضفة الغربية عام 1967.
أسس وترأس "مركز القدس للدراسات التنموية" في عمان بعد إبعاده عن الضفة الغربية في عام 1973.وأحدث استشهد ابنه ماهر عبد الجواد في تدريبات عسكرية كان يجريها في لبنان في عام 1974 قناعة لديه بمواصلة النضال مهما كان الثمن.
وكان في انتقاله من بيروت إلى عمان يحمل دائما رسالة احتجاج على حالة الترهل التي حلت بمنظمة التحرير في بيروت قبل عام 1982.ومع توقيع " أوسلو" عاد إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة في عام 1993، فانتخب عضوا في المجلس التشريعي الفلسطيني عن رام الله في عام 1996، وكانت حملته الانتخابية تحمل شعارا بسيطا "ليس لنا غير هذا الوطن".
وعلى أثر ذلك عين وزيرا للزراعة في السلطة الوطنية الفلسطينية لمدة عامين إذ ما لبث أن استقال من منصبه في عام 1998، وكان أحد الموقعين على "وثيقة العشرين" أول بيان علني ينتقد الفساد في السلطة الفلسطينية تحت عنوان "صرخة من أرض الوطن".
اتخذ صالح مواقف مستقلة ومعارضة لسياسة "أبو عمار" الذي لم ينجح في تطويعه كما طوع غالبية القيادات الفلسطينية، فعارض بشدة التنازلات التي وقعت إبان "اتفاق أوسلو" وبقي على مبدئه. وكان له موقف صريح ضد " أوسلو" من منطلق رؤيته بأنها "تشكل خطيئة سياسية، ونحن نرى نتائجها وآثارها على الأرض".
رفض الإدلاء بشهادته أمام لجنة من الكونغرس الأمريكي في عام 2004 في تحقيق حول إساءة استخدام المال من قبل رئيس السلطة الفلسطينية، وحالات الفساد المستشرية في هذه السلطة، وقال يومها "رفضي للشهادة أمام لجنة المالية التابعة للكونغرس الذي يمثل أعتى أعداء حقوق شعبنا الفلسطيني وينعت نضاله بالإرهاب ويمول عشرات جرائم الحرب التي تنفذها إسرائيل يوميا".
داعيا الشعب الفلسطيني مع ذلك إلى مكافحة الفساد والإفساد الذي قال إنه ينهش في جسم "شعبنا الجائع الواقع تحت ضربات الاحتلال الإسرائيلي من الإعدامات خارج القانون والاعتقالات الجماعية والعيش تحت إجراءات تعسفية تمثل نموذجا جديدا عن الإبادة". بحسب قوله.
وأحدثت استقالته من المجلس المركزي لمنظمة التحرير في عام 2020 ضجة كبيرة في الحياة السياسية الفلسطينية، فقد اتهم في نص الاستقالة قيادة منظمة التحرير وعلى رأسها محمود عباس بتقويض القضية الفلسطينية.
صالح أعلن استقالته مرجعا ذلك لعدة أسباب أبرزها عدم تنفيذ قرار المجلس المركزي بوقف التنسيق الأمني بأشكاله كافة مع سلطة الاحتلال، وقال في كتاب استقالته غاضبا "لقد بلغ السيل الزبا".
صدرت له عدة كتب منها: "المشكلات الذاتية لمؤسسات التعليم العالي في الضفة الغربية وقطاع غزة "، و"الاحتلال الإسرائيلي: وأثره على المؤسسات الثقافية والتربوية في فلسطين المحتلة"، و"سياسة إسرائيل في المأسسة: الأوامر العسكرية الإسرائيلية"، و "فلسطين- التدمير الجماعي للقرى الفلسطينية والاستعمار الاستيطاني الصهيوني خلال مئة عام 1882-1982"، و"الاحتلال والمخدرات- حول دور الاحتلال الإسرائيلي في نشر المخدرات بين صفوف المواطنين العرب في الأراضي الفلسطينية المحتلة "، و"سبل مواجهة الهجرة اليهودية"، و"حول مهمات المرحلة القادمة: أساليب الدعم الجماهيري للانتفاضة "، و"الاستيطان اليهودي أبعاده وعواقبه، و"الزراعة الفلسطينية إلى أين؟ "
وفي منشوراته الأخيرة، كان يركز على المأزق الذي وصلته القضية الفلسطينية حيث كان يرى أنه لا بد أن يستعيد الشعب الفلسطيني روحه، وتساءل "ترى لو كانت القيادة الفلسطينية منتخبة، حسب الدستور أو ما يسمى بالقانون الأساسي الذي رحب به العالم، لتغيّرت وجهة النظر العالمية ومنحت فلسطين اعترافا جماعيا من قبل أمم العالم. لكن البعض منا، اختار اغتصاب الحكم بعد أن دمر الدستور وألغى المجلس التشريعي ودمر النظام الديمقراطي الفلسطيني والذي أدى مؤخرا إلى انتكاسة سياسية".
أعلن عن وفاته في 23 أب/ أغسطس الحالي، ودفن في مدينة البيرة بكثير من القهر والحزن، محذرا من استمرار الإبادة الجماعية قائلا: " مصير الضفة الغربية سيكون كمصير قطاع غزة، وإن الاستيطان خير دليل على ذلك".أما المشهد قبل الأخير من حياته فقد كان قبل أن توافيه المنية بأيام، فقد كان يطل من شرف منزله يرى المستوطنة وبعض بقايا بيوت البيرة القديمة، حاملا رواية غسان كنفاني "عائد إلى حيفا" يقرأها كما لو كانت المرة الأولى، فالعودة، رغم القهر تبدو مؤجلة لكنها ممكنة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي عالم الفن كاريكاتير بورتريه بورتريه الفلسطيني عبد الجواد صالح الاحتلال أوسلو منظمة التحرير فلسطين الاحتلال أوسلو منظمة التحرير عبد الجواد صالح بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه سياسة سياسة عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی الضفة الغربیة فی عام
إقرأ أيضاً:
حين يسقط العالِم في فخ التبسيط .. خطيئة جمال حمدان حين أفتى في الأدب
في لحظة ثقافية تتشابك فيها الأسئلة أكثر مما تتضح الإجابات، يطلّ الكاتب عبد الوهاب داود من خلال كتابه «معادلات مختلّة» ليقلب حجراً ثقيلاً في ذاكرة الثقافة المصرية. حجرٌ يحمل اسمًا كبيرًا نادرًا ما يُمسّ بالنقد: الدكتور جمال حمدان.
العالم العبقري، صاحب «شخصية مصر»، الذي غيّر طريقة المصريين والعرب في فهم الجغرافيا والتاريخ والهوية، لكنه ـ كما يقول الكاتب ـ «لم يكن معصوما»، بل ارتكب خطيئة فكرية كبرى حين تحدث عن الأدب من موقع من لا يعرفه، وأصدر أحكامًا قاطعة على فنون الكتابة دون أن يقرأ منها إلا ما كان موجّهًا للأطفال والمبتدئين.
في هذا الفصل اللافت من «معادلات مختلّة»، لا يهاجم عبد الوهاب داود شخصية جمال حمدان، ولا يقلل من شأنه، بقدر ما يفتح سؤالاً فلسفيًا عميقًا: هل يجوز لعالِم أن يحكم على مجال كامل خارج تخصصه دون أن يكون قد تعرّف إليه بعمق؟ وهل يمكن لذكاء علمي حاد أن يعصم صاحبه من السقوط في أحكام سطحية عندما يغادر منطقة معرفته، السؤال الذي يطرق به الكاتب هذا الباب ليس سهلاً، ولا خفيفًا. إنه سؤال يمسّ قدسية الرموز، ويعيد النظر في صورة العالِم الكامل، ويؤكد أن «غلطة الكبير بألف».
حوار قديم.. لكن صدمته متجددة
ينطلق الفصل من حوار منشور في مجلة «آخر ساعة» بتاريخ 30 أغسطس 1986، وهو حوار بدا عابرًا في وقته، لكنه صار اليوم وثيقة كاشفة، وفي هذا الحوار، يفاجئ جمال حمدان القارئ بتصريحات صادمة يقول فيها إن الأدب «سقط متاع العقل البشري»، وإن قيمته «محدودة للغاية»، وإنه لم يجد للأدب «موضوعًا حقيقيًا»، وإنه ظل طوال سنوات «مشْكوكًا في وجوده».
وبقدر قسوة التصريح، بقدر ما يكتشف القارئ أن حمدان بنى كل ذلك على أساس متهالك: خمسمائة رواية قرأها في شبابه… كلها من روايات الجيب، الموجّهة للأطفال والمراهقين، والمختصرة اختصارًا مخلاً لحدّ التشويه، وهنا يشعل الكاتب أول شرارة في النقاش، عندما يتساءل بدهشة:
كيف يمكن لعالِم في حجم جمال حمدان أن يبني تصورًا معرفيًا عن الأدب العالمي اعتمادًا على نصوص مختصرة، لا تمت بصلة للأعمال الأصلية؟، وهل يمكن لمن قرأ ملخصًا بائسًا لرواية مثل «مائة عام من العزلة»، أو «آنا كارنينا»، أو «البؤساء»، أن يكوّن حكمًا على تولستوي أو هوغو أو ماركيز؟
يعترف حمدان في الحوار بأن تلك التصورات «صبيانية»، وأنها من «فترة التلمذة»، لكنه يعود، وهو في السادسة والخمسين، ليصف الأدب بأنه مجرد “ترف عقلي”، وأن دوره هامشي على «جانب الحياة»، ويضيف تشبيهًا بدا للكاتب جارحًا حين قال إن الأدباء الكبار «تسلّقوا ترام العالمية في غفلة من الزمن».
هنا تبدأ المعادلة المختلة
يرى عبد الوهاب داود أن المشكلة ليست في رأي جمال حمدان، فلكل مفكر الحق في رؤية مختلفة، لكن المشكلة تكمن في خطأ المنهج: أن يُصدر عالم كبير حكمًا حاسمًا على مجال لا يعرفه، بل ولم يمنحه فرصة ثانية لتصحيح الانطباعات الأولى.
فالعالِم الذي صنع واحدة من أعمق الدراسات عن عبقرية المكان في مصر، والذي أدرك قيمة التفاصيل الجغرافية والبشرية، بدا هنا ـ من وجهة نظر الكاتب ـ أسير قراءة مراهقة لم يراجعها لاحقًا، وظلت تتحكم في رؤيته لعقود، حتى أصبحت “معادلة فكرية مختلّة” أثّرت على حكمه على الأدب كله.
ويشير الكاتب إلى أنّ ما يؤلم في تلك التصريحات ليس قسوتها فقط، بل أنها صادرة من عقل يعرف قيمة التخصص. يعرف أن العلوم تتكامل، وأن خريطة العالم لا تُقرأ من جغرافيا الأرض وحدها، بل من جغرافيا الإنسان أيضًا، ومن حكاياته وأساطيره وإبداعاته.
الأدب.. ذاكرة الإنسانية قبل الخرائط
يتوقف عبد الوهاب داود مطولاً عند نقطة محورية: أن الأدب أقدم من العلم، وأعمق من الجغرافيا، وأرسخ من الخرائط.
فإنسان الكهوف لم يكن يرسم الحدود، لكنه كان يحكي، والحضارات لم تحفظ نفسها بالنظريات العلمية وحدها، بل بالحكايات والأساطير والملاحم.
ويرى الكاتب أن استبعاد الأدب من سياق المعرفة الإنسانية يشبه الرغبة في قراءة تاريخ البشر بلا أصواتهم، أو فهم رحلة الحضارة بلا تجاربها، أو تتبع أثر المكان بلا قصص من سكنوه.
ومن هنا، يسوق أمثلة تكشف مفارقة مؤلمة: كيف لم يرَ عالم جغرافيا مثل جمال حمدان أن نصوصًا مثل أسطورة إيزيس وأوزوريس تحتوي على معلومات تتجاوز الواقع العلمي؟، كيف لم ينتبه إلى أن «فساد الأمكنة» لصبري موسى تقدّم تحليلًا للمكان الصحراوي لا يقل ثراءً عما يقدمه بحث علمي؟
وكيف لم يلاحظ أن أعمالًا حديثة مثل «السيد من حقل السبانخ» تطرح عبر الخيال أسئلة علمية تحولت لاحقًا إلى واقع ملموس؟
الأدب ـ كما يقول الكاتب ـ ليس مجرد «أسلوب جميل»، كما قال حمدان، بل هو وعي الإنسان بذاته، ومرآته التي يرى فيها ما لا تقوله الخرائط.
تبسيط لا يليق بعالم
في الحوار، يذهب جمال حمدان إلى القول إن الفيلم السينمائي يمكنه أن يختصر رواية «الحرب والسلام» في ساعة، وإن السينما «ورثت» الأدب، وإن الصحافة سبقتها في ذلك، هنا ينفجر الكاتب غضبًا صامتًا، واصفًا هذا الرأي بأنه «تبسيط مهين»، لا يليق بعالم يعرف أن كل فن له لغته، ووسيلته، ودوره الخاص، فالرواية لا تختصر في ساعة، وما يُختَصر ليس الرواية، بل مجرد هيكلها.
والسينما ليست بديلاً عن الأدب، بل فنًا آخر له جماليات مختلفة، تمامًا كما أن الخريطة ليست بديلًا عن التاريخ، ولا الصورة الجوية بديلًا عن التحليل الميداني.
يرى الكاتب أن قول حمدان هذا أوقعه في فخّ لم يتوقعه: فخّ السطحية، الذي لم يكن من المفترض أن يقترب منه عالم مثله.
العبقري.. والإنسان
الفصل لا يهدف إلى هدم صورة جمال حمدان، بل إلى تذكير القارئ بأن العباقرة بشر، وأن العقول الكبيرة قد تزلّ، وأن العالم الذي صنع مجدًا فكريًا قد يقع في خطأ صادم خارج تخصصه، فالمكانة العلمية لا تمنع السقوط في أحكام ناقصة، ولا تلغي الحاجة إلى إعادة النظر والمراجعة.
يقدم عبد الوهاب داود جمال حمدان باعتباره واحدًا من أعظم ما أنجبت مصر، لكنه في الوقت نفسه يعتبر حديثه عن الأدب «هشًا»، و«متسرعًا»، و«لا يتناسب إطلاقًا مع حجم صاحبه».
وفي ذلك يضع الكاتب معادلة جديدة: أن احترام الرموز لا يعني تقديس كل أفكارهم، وأن النقد لا ينتقص من القيمة، بل يحررها من طبقات الصمت.
قيمـة الفصل.. وقيمة النقاش
ينتهي الفصل إلى رؤية واضحة: أن الأدب ليس ترفًا، ولا هامشًا، ولا سقط متاع، بل هو أحد الأعمدة التي قامت عليها الحضارة الإنسانية، فالحكاية هي التي بنت الوعي، ونقلت التجارب، وعبّرت عن خوف البشر ورغباتهم، وقادتهم إلى اكتشاف أنفسهم والعالم.
وما طرحه جمال حمدان في ذلك الحوار ـ كما يرى الكاتب ـ لا ينبغي السكوت عنه، ولا ينبغي تمريره بدعوى احترام العلماء.
بل يجب الوقوف عنده لأن مراجعة الكبار جزء من احترام العلم ذاته.
بهذا الفصل، يقدّم عبد الوهاب داود عملاً شجاعًا، يفتح بابًا للنقاش حول حدود التخصص، ومزالق الأحكام الجاهزة، ومخاطر أن يصدر عالم كبير فتوى فكرية دون أدوات المعرفة الكاملة.
ويمنح القارئ فرصة لرؤية العلاقة بين الأدب والعلم بوصفها علاقة تكامل لا خصومة، وأن العقل الذي يصنع الخرائط لا يكتمل فهمه للعالم دون أن يصغي إلى من يصنعون الحكايات.