جدعون ليفي: مأساة أن نغضب لأسير جائع لكن نشمت بمقتل أطفال ينتظرون الخبز
تاريخ النشر: 1st, September 2025 GMT
انتقد الكاتب جدعون ليفي الحراك الإسرائيلي المطالب بتحرير الأسرى لدى حركة حماس، متهما إياه بالانتقائية والتعامي عن مأساة غزة.
وفي مقال له بصحيفة هآرتس، قال ليفي إن إسرائيل تقودها اليوم حكومة قاسية، رئيس وزرائها "عديم الرحمة"، وإن حياة البشر -سواء كانوا من سكان غزة أو من الأسرى أو حتى من الجنود الإسرائيليين- لا تعني لها شيئا.
وأشار إلى أن من يقف ضد الحكومة تيار صغير غير مُمَثّل في البرلمان يؤمن بالمساواة بين جميع الأرواح البشرية، على حد تعبيره.
وتابع أنه بين هذا التيار الضئيل و"الحكومة الشريرة"، يقبع معسكر "وسط"، معظم أفراده يناضلون ضد انعدام الإنسانية المتزايد وضد الخداع الذي تمارسه حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وذكر ليفي أن هذا "المعسكر الوسط" في إسرائيل -المتمثل في المتظاهرين ضد نتنياهو- يُظهر بدوره إنسانية ناقصة، إذ يبكي على 20 أسيرا إسرائيليا، بينما يتجاهل أن الجيش يقتل في المتوسط 20 مدنيا فلسطينيا كل ساعة.
وأضاف أن هؤلاء "لا يتركون حجرا إلا ويقلبونه من أجل إنقاذ أي إسرائيلي، لكنهم يُعرضون ببرود عن الفلسطينيين الذين يكون مصيرهم أشد سوءا".
وزاد موضحا: "إنهم غاضبون من قسوة بنيامين نتنياهو، لكن قسوة قلوبهم أشد. فعندما يتعلّق الأمر بالفلسطينيين، فإنهم يُظهرون الشر ذاته والقلوب المتحجرة نفسها".
أي حركة احتجاجية لا يمكن أن تكتسب قوة ومصداقية إلا إذا جعلت مناهضة الإبادة الجماعية في غزة جزءا أساسيا من أجندتها إلى جانب المطالبة بتحرير الأسرى.
وقال إن هذه الظاهرة التي بلغت ذروتها في الحرب الحالية على غزة، يصعب فهمها، "إذ كيف يمكن أن يُصدم المرء لرؤية الأسير الجائع أفيتار دافيد، ثم يهز كتفيه أو حتى يشمت بمقتل الناس في طوابير الخبز؟".
ويمضي في تساؤله: "كيف يتأتى لإنسان أن يثور لعائلة بيباس (التي وقعت في الأسر في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023)، بينما لا يكترث لمقتل ألف رضيع و19 ألف طفل بأيدي الجيش الإسرائيلي، أو لوجود 40 ألف يتيم في غزة؟".
إعلانوتساءل أيضا: "كيف يتسنى للمرء أن يسهر الليالي قلقا من أنفاق حماس، ولا يهتم بما يجري في مراكز الاعتقال في سدي تيمان أو مجيدو، التي تشكّل عارا علينا جميعا؟".
وخلص الكاتب إلى أن أي حركة احتجاجية لا يمكن أن تكتسب قوة ومصداقية إلا إذا جعلت مناهضة الإبادة الجماعية في غزة جزءا أساسيا من أجندتها إلى جانب المطالبة بتحرير الأسرى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات ترجمات فی غزة
إقرأ أيضاً:
المعارضة الإسرائيلية: رد “حماس” على خطة ترامب أزمة كبرى لـ نتنياهو
#سواليف
وصفت تقارير إعلامية إسرائيلية موقف #حركة_المقاومة_الإسلامية “حماس” من #خطة الرئيس الأمريكي دونالد #ترامب لوقف العدوان على قطاع غزة و #تبادل_الأسرى، بأنه ” #فخ_سياسي_خطير” نصبته الحركة لـ ” #إسرائيل “، معتبرة أن الرد الفلسطيني أربك المشهد الداخلي الإسرائيلي وفتح أزمة جديدة أمام رئيس الوزراء بنيامين #نتنياهو.
وقالت صحيفة /معاريف/ الإسرائيلية المعارضة إن “حماس” ردت على المبادرة الأمريكية بعبارة “نعم، ولكن”، وهو ما اعتبره ترامب إنجازًا دبلوماسيًا، في حين بدا الائتلاف اليميني الحاكم في إسرائيل في حالة ارتباك، وسط تحذيرات من أن أي خطوة قد تؤدي إلى تفكك الحكومة. وأضافت الصحيفة أن “الدراما الحقيقية انتقلت من غزة إلى تل أبيب”.
المحللة السياسية للصحيفة، آنا بارسكي، وصفت رد “حماس” بأنه “خدعة سياسية”، موضحة أن الحركة وافقت على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، لكنها رفضت “تفكيك المقاومة”، والوجود الدولي، وتشكيل حكومة غير فلسطينية. واعتبرت أن الرد “غامض بما يكفي لعدم اعتباره رفضًا، ومتحفظ بما يكفي لعدم اعتباره موافقة”.
مقالات ذات صلة حماس تنفي الادعاءات المفبركة حول مسار المفاوضات وتسليم السلاح 2025/10/05وأضافت بارسكي: “الدراما الحقيقية لا تدور في غزة، بل في تل أبيب، حيث تواجه إسرائيل فخًا سياسيًا ودبلوماسيًا شبه مستحيل: بعد أن قالت حماس: نعم، لكن، فإن أي لا إسرائيلية ستبدو سيئة”.
وأشارت إلى أن إسرائيل خاضت حربًا على غزة لمدة عامين دون هدف سياسي واضح، قائلة: “فقدنا وعينا واعتدنا على الاعتقاد بأن القوة العسكرية هي في الواقع سياسة. والآن، حين يقدم البيت الأبيض خطة مفاوضات منسقة مع الدول العربية وبدعم دولي، يتبين أن هذه اللغة لم تعد كافية، وعلى إسرائيل أن تُكيّف خطابها مع الواقع الجديد”.
وتابعت: “خلف الكواليس، تتشكل صورة معقدة: واشنطن منهكة من الحرب. ترامب، الذي عاد إلى البيت الأبيض بوعد بإعادة الاستقرار للعالم، عازم على تحقيق إنجاز سريع في الشرق الأوسط. ورد حماس – وإن كان جزئيًا – يسمح له بالادعاء بأن الضغط نجح. بالنسبة له، حان دور إسرائيل لإظهار المرونة”.
واعتبرت بارسكي أن ما تواجهه إسرائيل اليوم هو “أكبر معضلة سياسية منذ عقد”، مضيفة: “ليست عسكرية، بل سياسية. كيف تحافظون على حكومة بينما يدفع البيت الأبيض باتجاه، ووزراؤكم يدفعون باتجاه معاكس؟ كيف تحافظون على مظهر الثبات، بينما يعتبره العالم رفضًا للسلام؟”.
وأوضحت أن إسرائيل تسعى حاليًا لتحقيق ثلاثة أهداف متوازية: طمأنة الإدارة الأمريكية، الحفاظ على السيطرة العسكرية قدر الإمكان، ومنع انهيار التحالف الحاكم – أو على الأقل تأخير انهياره.
وفي المقابل، يتفاعل العالم العربي بحذر. فالقاهرة وعمان والدوحة تتحدث عن بداية عملية سياسية، وتُعِدّ بهدوء آليات رقابية لليوم التالي، وسط إدراك جماعي بأن الفرصة سانحة.
يشار إلى أن حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أعلنت، الجمعة، موقفها الرسمي من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك بعد مشاورات معمقة داخل مؤسساتها القيادية، ومداولات واسعة مع القوى والفصائل الفلسطينية، بالإضافة إلى لقاءات مع الوسطاء والأصدقاء، بهدف التوصل إلى موقف مسؤول يحمي ثوابت الشعب الفلسطيني وحقوقه ومصالحه العليا.
وفي بيانها الرسمي، أعربت الحركة عن تقديرها للجهود العربية والإسلامية والدولية، ولجهود الرئيس الأمريكي، الرامية إلى وقف الحرب على غزة، وتبادل الأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية فورًا، ورفض الاحتلال والتهجير القسري لسكان القطاع.
وأكدت “حماس” موافقتها على الإفراج عن جميع أسرى الاحتلال، أحياء وجثامين، وفق صيغة التبادل الواردة في مقترح ترامب، مع توفير الظروف الميدانية اللازمة لتنفيذ العملية، معلنة استعدادها للبدء الفوري في مفاوضات عبر الوسطاء لمناقشة التفاصيل.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ترتكب “إسرائيل” بدعم أمريكي إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير والاعتقال، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وقد أسفرت هذه الإبادة عن أكثر من 234 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، معظمهم أطفال، فضلًا عن دمار شامل طال معظم مدن ومناطق القطاع، حتى باتت خارطة غزة شبه ممحية.