كيف تستخدم المحاكاة في التدريب الطبي؟
تاريخ النشر: 1st, September 2025 GMT
شهد التعليم الطبي قفزات هائلة خلال السنوات الماضية، كان من أهم ركائزها استخدام المحاكاة في التدريب الطبي، فما هذا العلم وما الذي يقدمه للأطباء والمتخصصين في الرعاية الصحية وللمرضى؟ وكيف يتم تطبيقه في الرعاية الصحية؟
هذه الأسئلة وغيرها طرحناها على الدكتور عبد الله صبابحة رئيس قسم المحاكاة في سدرة للطب في قطر، والمستشار والخبير في المحاكاة والتعليم الطبي، والمدرب الإقليمي المعتمد في جمعية القلب الأميركية.
المحاكاة هي تمثيل للواقع واستشراف للمستقبل، عندما نتكلم على المحاكاة هو علم قديم استخدم في مجالات متعددة مثل مجالات الطيران وتعليم الطيران، في المجالات العسكرية مثل المناورات العسكرية التي تشكل جزء من المحاكاة، أما دخول مصطلح المحاكاة في المجال الطبي والتعليم الطبي فهو حديث العهد، تقريبا بدء قبل 40 سنة.
الهدف من ادخال هذا العلم الحديث في التعليم الطبي هو توفير البيئة الآمنة للكادر الطبي والمتدربين لممارسة مهاراتهم السريرية وتطويرها، ويمكن استخدامه أيضا لغايات الأبحاث وتطوير البروتوكولات الطبية المختلفة، يما ينعكس على الرعاية الصحية للمريض والمتدرب في نفس الوقت.
تقدم المحاكاة بيئة آمنة لطرفي المعادلة؛ المتدرب الذي قد يكون طالب على مقاعد الدراسة في الجامعة أو عامل في القطاع الصحي، والمريض حيث تحسن المحاكاة من جودة الرعاية الطبية المقدمة ويساهم في تقليل الأخطاء الطبية ويزيد من كفاءة الرعاية الصحية مما ينعكس على الرعاية المقدمة للمريض.
ما أنواع المحاكاة؟يمكن تقسيم المحاكاة بأكثر من طريقة، إذا أردنا تقسيمها من حيث الأدوات المستخدمة في المحاكاة يمكن تقسيمها إلى محاكاة باستخدام دمية كاملة الأعضاء (full body manikin) تحاكي وظائف الجسم بنسبة تزيد 99%، الشيء الوحيد غير القادرة على عمله هو القيام عن السرير والمشي، عدا ذلك يمكنها محاكاة أي علامات حيوية موجودة عند الانسان مثل ضربات القلب وارتفاع الصدر عن التنفس، والدمية قادرة على الكلام والتفاعل مع مقدمي الرعاية الصحية، وحديثا تم استخدام الذكاء الصناعي لجعل الدمية قادرة على الإجابة على أي سؤال يقدم من قبل المتدرب.
إعلانبعض الدمى قادرة على الاستجابة للأوامر مثل رفع اليد أو الاصبع، وهذه تمثل الدمى الأكثر تطور والأعلى ثمنا، ويوجد دمى هي جزء من الجسم، ولكنها أقل تطور وتكون أقل سعرا.
الدمى المتطورة يزيد سعرها عن 140 ألف دولار للدمية الواحدة والسعر يعتمد على التطور التكنولوجي. بعض الروبوتات المستخدمة في العمليات الجراحية يزيد سعرها عن مليون دولار وهذه الكلف العالية تشكل أكبر التحديات التي تواجه العاملين في هذا المجال، بالإضافة لكلف التشغيل العالية والصيانة الدورية للدمى، كما يوجد ندرة في وجود اخصائي المحاكاة.
لا يشترط أن تتوفر أحدث التقنيات في المجال في كل مركز للمحاكاة حيث يتم تحدد نوع الأداة المستخدمة في المحاكاة بما يتناسب مع الهدف المنشود منها.
إذا أردنا تصنيفها من حيث نوع المتدربين المنخرطين يوجد متدربين موجودين على مقاعد الدراسة وتم حديثا استخدام الواقع الافتراضي الذي يستخدم في الألعاب وغيره، هذا النوع من المحاكاة يجذب انتباه هذا الجيل.
والنوع الثاني هو الممارسين الطبيين الذين يعملون في المستشفى ويكون التركيز هنا على تطوير البروتوكولات المتبعة في المستشفيات، مثل بروتوكولات التعامل مع الكوارث الطبيعية، حيث يتم عمل تمرين سنوي لتدريب الكوادر الطبية على التعامل مع هذه الحالات، وهذا نوع من استشراف المستقبل.
كيف تنعكس المحاكاة إيجابيا على الممارسة الطبية؟تقدم المحاكاة بيئة آمنة للمتدرب من مقدمي الرعاية الصحية لتطوير مهاراته السريرية وتطوير بروتوكولات صحية وذلك دون بعيدا عن الضغوط النفسية المتعلقة بسلامة المريض، ويحصل المتدرب بعد انتهاء المحاكاة على تغذية راجعة ونقاط يمكن تطويرها ويمكن إعادة السيناريو حتى يصل المتدرب لأفضل أداء.
المحاكاة تساعد المريض على الحصول لأفضل رعاية صحية بأقل وقت ممكن دون حدوث أخطاء أو مضاعفات، بالتالي يزيد من رضى المريض ومرافقيه.
المنظومة الطبية بشكل عام تستفيد المحاكاة حيث تقل التكلفة العلاجية الناتجة عن الأخطاء الطبية والمضاعفات.
قصة نجاح باستخدام المحاكاةأحد قصص النجاح التي عشناها في 2018 في مستشفى سدرة في قطر كانت عملية لفصل توأم متلاصق، هذه العملية كانت من أوائل العمليات التي يتم اجراؤها في المنطقة.
قبل الولادة كان من المعروف أن إحدى النساء الحوامل كانت تحمل توأم متلاصق، وبدأ التحضير لعملية الولادة وكيف سيتم مع التعامل مع التوأم. التحدي الأبرز كان سببه أن التوأمين كانا يشتركان في الكبد فيما كانت باقي أعضاءهم منفصلة.
تم عمل 32 ساعة محاكاة بمشاركة 150 مقدم رعاية صحية من المعنين في هذه الحالات من أطباء تخدير وجراحة وأنسجة والمختبر وبنك الدم، كانت النتائج الإيجابية، من ضمن العوامل التي أثرت على نجاح العملية كان اجراء المحاكاة.
في كندا عام 2019 تم عمل دراسة على مجموعتين من جراحي الروبوتات، مجموعة تم تدريبها بالطرق التقليدية والمجموعة الثانية تم تدريبها باستخدام المحاكاة وكانت النتيجة أن جراحي الروبوتات الذين تم تدريبهم بالمحاكاة كانوا قادرين على انجاز العملية بوقت أقل بنسبة 30% من الفريق الذي تدرب بالطرق التقليدية، وقلت نسبة المضاعفات بعد العملية بما يزيد عن 25%.
إعلان كيف تنظر لمستقبل المحاكاة؟التكنولوجيا صديقة للإنسان إذا استخدمت بالطرق الصحيحة، يمكن استخدماها لاستشراف المستقبل وتطوير الأدوية واللقاحات بما يقلل من عدد المتطوعين لتجريبها. والذكاء الاصطناعي وخوارزمياته قطعا سيحسن الرعاية الطبية وسيساهم في تطوير السياسيات المتبعة في القطاع الطبي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات عيادة الجزيرة الرعایة الصحیة المحاکاة فی
إقرأ أيضاً:
ميليشيا الدعم السريع تستخدم غازات كيميائية سامة في الفاشر ضد المدنيين الأبرياء
أفادت مصادر طبية مسؤولة في مدينة الفاشر، اليوم الأحد، بأن ميليشيا الدعم السريع قد استخدمت غازات كيميائية سامة في هجماتها على عدة مواقع داخل المدينة خلال الأيام الثلاثة الماضية، مما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين بأعراض خطيرة تشمل التشنجات، الهلوسة، والتقيؤ الشديد الناتج عن استنشاق الغازات.
وأوضحت مصادر للصحفي المقيم بالفاشر معمر إبراهيم، أن الضحايا الذين تم نقلهم إلى المستشفيات الميدانية في المدينة يعانون من صعوبات تنفسية حادة واضطرابات عصبية، مع تسجيل حالات حرجة بين الأطفال والنساء.
واضاف معمر في منشور له: “وصفت إحدى المصادر الطبية الوضع بأنه كارثي، مشيرة إلى أن الغازات المستخدمة تُصنف كمواد سامة محظورة دولياً بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية”.
وفقًا للتقارير، تم إطلاق هذه الغازات عبر مسيّرات انتحارية مزودة بأسطوانات ألمنيوم صغيرة وقوارير بلاستيكية تحمل المواد الكيميائية، مما يتيح توزيعها على مساحات واسعة داخل الأحياء السكنية والمناطق المدنية. وقد حدثت الهجمات الرئيسية في يومي السبت والجمعة الماضيين، مع استمرار الاشتباكات المسلحة بين قوات الجيش وميليشيا الدعم السريع في محيط المدينة.
وحذرت المصادر الطبية من الخطر الوشيك لهذه المواد على حياة الآلاف من المدنيين المحاصرين في الفاشر، التي تعاني أصلاً من نقص حاد في الإمدادات الطبية والغذائية بسبب الحصار المستمر منذ أشهر.
من جانبها، أعلنت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر أن يوم أمس شهد حادثة مثيرة للقلق، حيث قامت مسيَّرات تتبع للمليشيا بإلقاء مقذوفات غريبة في مناطق مدنية. وبحسب شهود عيان، صدرت من هذه المقذوفات روائح قوية وغريبة يُعتقد أنها تحتوي على مواد سامة أو مهيِّجة.
وأضافت مقاومة الفاشر: “حتى اللحظة لم تصدر أي جهة رسمية بياناً تفصيلياً، لكن مصادر طبية أكدت أن الأعراض الظاهرة تشير إلى وجود مواد كيميائية”.
صحيفة السوداني
إنضم لقناة النيلين على واتساب