مالطا.. رحلة بين مدن عربية الملامح وجزر ساحرة
تاريخ النشر: 2nd, September 2025 GMT
مالطا ـ في قلب البحر الأبيض المتوسط، حيث يلتقي التاريخ بالبحر، تقف مالطا كجوهرة صغيرة تزخر بسحر طبيعي وحضاري نادر.
ورغم مساحتها المحدودة، فإن هذه البلاد تحمل في أزقتها وأسوارها حكايات من عصور متعاقبة، من بينها فصل عربي ترك أثره العميق في لغتها ومعمارها، وحتى أسماء مدنها.
"مدينا" الصامتة و"سليما" النابضةتبدأ الرحلة من مدينا، العاصمة الأولى لمالطا، المعروفة بـ"المدينة الصامتة"، بأسوارها العتيقة وشوارعها الضيقة المرصوفة بالحجر، تبدو وكأنها توقف فيها الزمن، تحتفظ بعبق القرون الوسطى، وبصمة الحضارة العربية التي حكمت الجزيرة في القرن التاسع الميلادي.
ومن هدوء مدينا، ينتقل الزائر إلى سليما، المدينة الساحلية النابضة بالحياة، حيث الواجهة البحرية المزدحمة بالمقاهي والمطاعم والمتاجر، وقوارب الرحلات التي تنطلق نحو العاصمة فاليتا والجزر المجاورة، حيث ينبض قلب مالطا بالحركة، وتتناغم الحداثة مع المشهد البحري الخلاب.
ليس غريبا أن يجد الزائر العربي صدى مألوفا في مالطا، فالكثير من مدنها وقراها تحمل أسماء ذات جذور عربية مثل "مدينا" و"مرسا كسلوك" و"وردية".
أسماء مدن مثل سليما ومليحة واللغة المالطية عموما رغم كونها لغة أوروبية، إلا أنها تحتفظ بنسبة كبيرة من المفردات العربية في عبارات التحية والأسماء والمصطلحات اليومية، وذلك نتيجة قرون من التأثير الثقافي والعمراني العربي.
جزر ومعالم لا تُنسى فاليتا: تقع المدينة في شبه جزيرة، وتتميز بتاريخها الغني، وتحتفظ بتقليد إطلاق المدفعية مرتين يوميا، في مشهد يربط الماضي بالحاضر.وحول فاليتا تمتد جزر مالطا الكبرى، وغوزو الخضراء، وكومينو الصغيرة، وكل منها يحمل طابعا مختلفا يجذب الزوار؛ من هدوء الشواطئ إلى القرى التقليدية والأسواق المحلية.
إعلانوفي شوارع فاليتا الضيقة، يجد السائح نفسه بين متاحف غنية بالآثار، وكاتدرائيات مزخرفة، وحدائق مرتفعة تطل على مرافئ تعج بالقوارب.
ويمكن للزائر أن يتجول في حدائق "أبّر بارّاكا" لالتقاط صور بانورامية، أو يكتشف أسرار التحصينات القديمة في قلعة سانت إلمو، أو يتنقل بالقارب التقليدي بين "المدن الثلاث" المقابلة لفاليتا (مالطا الكبرى وغوزو وكومينو)، حيث الحياة البحرية والطابع التاريخي الفريد.
قرية باباي (Popeye Village): موقع تصوير فيلم الرسوم المتحركة "باباي" الشهير، ونتيجة لذلك تحول المكان إلى قرية ملونة تضم بيوتا خشبية على الطراز البحري، كما تقام في المكان عروض حية، وأنشطة عائلية، وتنظم رحلات بالقوارب.وتوجد قرية بباي في خليج "أنكور باي" في شمال مالطا، والتي بُنيت خصوصا عام 1979 لتصوير فيلم باباي الشهير من إنتاج شركتي باراماونت وديزني. اختير الموقع لكونه يقع في خليج محمي ويضم مناظر طبيعية ساحرة، سمحت بإقامة قرية خشبية كاملة جسدت عالم الشخصية الكرتونية.
وبعد انتهاء التصوير، تحولت القرية إلى متنزه سياحي مفتوح يقدم عروضا وأنشطة عائلية على مدار العام، وتتراوح أسعار تذاكر الدخول إلى القرية بين 25 يورو للبالغين و16 يورو للأطفال.
تنتشر في بعض قرى مالطا تقاليد غريبة مرتبطة بالخرافات القديمة، أبرزها ما يُعرف بخداع الشيطان مرتين في اليوم.
عند إقامة الفعاليات أو المناسبات، يُعلن أهل القرية عن موعد البدء قبل ساعتين من الموعد الحقيقي، وذلك لخداع الشيطان أولا فيظن أن الوقت قد مر، وثانيا لإرباكه مرة أخرى عندما لا يجد أحدا في المكان في الوقت الأول، فيظن أن لا أحد سيأتي، وبالتالي لا يستطيع إلحاق الأذى أو التدخل في الحدث.
هذه الممارسة تُعد جزءا من موروث شعبي قديم يهدف إلى التحصن مما يُعتقد أنها أرواح شريرة، وحماية الناس من الحسد أو ما يعرف بسوء الطالع.
تقول ريهام صبرا، وهي سائحة سورية للجزيرة نت، إنها زارت مالطا فوقعت في عشقها بسبب سهولة الحياة فيها، وأنها توفر كل مستلزمات السياح.
وأما ليلى محمد لطيف وهي سائحة عراقية، فتصف مالطا بأنها "بلد الأمان والحياة النابضة"، مشيرة إلى وجود الشواطئ المجانية والمياه الصافية في كل مدن مالطا.
وأما المواطن المغربي عبد الحق سعيد، وهو يقيم في مالطا منذ 36 عاما، فيعتبر الجزيرة موطن الهدوء والأمان والحب.
يجمع المطبخ المالطي بين النكهات المتوسطية العربية منها والإيطالية، وأشهر أطباقه الأرانب المطبوخة بأسلوب تقليدي، إلى جانب الحلويات مثل "بان كيك" بنكهات متنوعة، والمأكولات البحرية الطازجة التي تشتهر بها القرى الساحلية.
إعلانوتظل المطاعم العربية وخيارات الطعام الحلال متوفرة في كل من العاصمة فاليتا ومدينتي سانت جوليان، وسليما، حيث الخيارات المتعددة للطعام ومطاعم الحلال المعروفة بمسمى الكباب، إضافة إلى توفر الأكلات البحرية والنباتية التي يتميز بها المطبخ المالطي وهي تندرج ضمن الأكل الحلال.
وأما عن التنقل، فإن مالطا تضم شبكة نقل عام مريحة، مع توفر بطاقة سياحية بسعر 19 يورو تتيح التنقل بحرية بالحافلات.
ولاستكشاف البلاد بطريقة ممتعة، يمكن استخدام الباص السياحي المكشوف الذي يعمل بنظام الصعود والنزول (Hop-On Hop-Off) على مسارين:
الخط الأحمر (الشمالي): يمر بالشواطئ الشمالية والمعالم الساحلية، مثل مدينة المليحة وقرية باباي. الخط الأزرق (الجنوبي): يتجه إلى المواقع الأثرية والمعابد القديمة، مرورا بالعاصمة والقرى التقليدية.وضمن خيارات السائح لتقليل مصاريفه خلال زيارته لمالطا، فمن الممكن اختيار السكن في نُزل وهو ما يعرف باسم هوستل (Hostel) بتكلفة 10 إلى 20 يورو لليلة الواحدة، فضلا عن استخدام بطاقة النقل العام التي تكلف 19 يورو، والحرص على تناول الوجبات في المطاعم المحلية أو في الأسواق الشعبية بميزانية تتراوح بين 15 إلى 30 يورو للشخص الواحد.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تشيلسي مستعد لبيع جاكسون بأقل من 65 مليون يورو
أفاد موقع "تريبونا" في نسخته بالفرنسية اليوم، الاثنين بأنه يبدو أن نادي بايرن ميونخ قد يضم المهاجم السنغالي نيكولاس جاكسون، المعار من تشيلسي، مقابل مبلغ يقل عن 65 مليون يورو.
واللاعب جاكسون منفتح على البقاء مع بطل ألمانيا بعد صيف 2026، كما أن تشيلسي يدفع هو الآخر باتجاه بيع اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، والذي لم يعد ضمن خطط النادي اللندني.
وتشيلسي مستعد لتخفيض قيمة الصفقة من أجل تقليل فاتورة الأجور، حيث يسعى النادي للتخلص بشكل نهائي من اللاعب السنغالي وإعادة هيكلة تشكيلته.
وفي وقت سابق، ذكرت أن إدارة بايرن قد حسمت قرارها بالفعل، جاكسون سيبقى في الفريق. وقد تم التفاوض على عقد مدته خمس سنوات مع ممثلي اللاعب، وسيتم توقيعه في حال استمراره في ميونخ.
حتى الآن، شارك جاكسون في ست مباريات رسمية مع بايرن، سجل خلالها هدفًا وصنع آخر.