بوابة الوفد:
2025-10-08@03:17:01 GMT

مأساة المدمنين بين بيزنس الدخلاء وتقصير الحكومة

تاريخ النشر: 3rd, September 2025 GMT

الإغلاق وحده لا يكفى.. والتراخيص المضيفة وراء الكارثة


تشهد مصر أزمة حقيقية فى ملفات علاج الإدمان، مع بطء توسع هيكل الرعاية الحكومية مقابل انتعاش مراكز «علاجية» غير مرخصة تُقدم خدمات مشبوهة عوضاً عن العلاج الفعلى، فبينما تقتصر قدرة المستشفيات الحكومية على 1,500 سرير فقط لعلاج الإدمان، يُقدَّر عدد المرضى المدمنين فعلياً بحوالى مليونين و461 ألف شخص وفقاً لإحصائيات عام 2024.


هذا الفراغ اضطر أشعل فتيل ازدهار مراكز علاجية غير مرخصة، تُنتشر محلية وخصوصاً فى مناطق مثل المقطم (أكثر من 50 مركزاً غير مرخص) والقاهرة (أكثر من 500)، بالإضافة إلى انتشار واسع فى الجيزة والمحافظات الأخرى.
التداعيات الاجتماعية والنفسية امتدت لتشمل: انتهاكات لحقوق المدمنين، من تعذيب وضرب وربط بالحبال، إلى إصابات أو حالات وفاة - حتى انتحار بعض المرضى - إلى جانب انهيار الأمل لدى الأسر الباحثة عن النجدة.
من جانبها، أقدمت وزارة الصحة والسكان على تنفيذ حملات تفتيشية مكثفة خلال النصف الأول من عام 2025، أسفرت عن إغلاق 112 منشأة خاصة للإدمان والطب النفسى فى 5 محافظات، القاهرة، الجيزة، الإسكندرية، الفيوم، والإسماعيلية.
وتمثل هذه الإجراءات إنذاراً واضحاً لوقف الانتهاكات المتواصلة وحماية مئات المرضى المخاطرين الذين كانوا يتلقون علاجاً فى ظروف قد تهدد حياتهم، لا سيما حين تدار هذه المراكز بغياب تام للكوادر الطبية، وترخيص مزيف، وانتهاك صارخ لمعايير مكافحة العدوى والتنظيم القانونى!!)
الواقع والمشاهدات تؤكد أن هناك العديد من الأسباب وراء تفاقم ظاهرة غلق مراكز علاج الإدمان تبدأ بانعدام التراخيص والموافقة الرسمية، فأغلب المراكز تدير أعمالها دون ترخيص من وزارة الصحة، ومخالفة لقانون المنشآت الطبية رقم 153 لسنة 2004 وغياب موافقة الأمانة العامة للصحة النفسية حسب قانون 71 لسنة 2009، كذلك هناك غياب للمهنيين المؤهلين والإشراف الطبى، حيث تعمل بعض المراكز دون فريق طبى مؤهل أو غرفة كشف، ويعمل الإداريون من غير المتعافين ممن لا يندرجون ضمن المعايير المهنية.
هذا التزايد فى قرارات الإغلاق يعكس خللاً مؤسسياً متكرراً؛ حيث إن عدد المخالفات المسجلة بالآلاف، بهدف حماية المريض، تتراكم فى بيئة صحية مفتقرة للرقابة، وتكرس آثاراً سلبية.
أوضاع مراكز علاج الإدمان غير المرخصة فى مصر تمثل جرحاً مفتوحاً فى مجال الصحة النفسية والعامة، تهدد آلاف الأرواح وتحطم الثقة فى النظام الرسمى. الإغلاق الحالى خطوة جريئة، لكنها بداية فقط. التحدى القادم يتطلب إصلاحاً تشريعياً وتنظيمياً فعلياً، وتثقيفاً مجتمعياً يعيد بناء الثقة فى العلاج الآمن والإنقاذ الحقيقى للمدمنين.
إيمان الجندى
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المدمنين المستشفيات الحكومية مراكز علاجية

إقرأ أيضاً:

فى جولة مفاجئة.. نائب وزير الصحة يحيل الطاقم الإداري بمستشفى كفر الشيخ العام للتحقيق

أجرى الدكتور محمد الطيب، نائب وزير الصحة والسكان، جولة مسائية مفاجئة بمستشفى كفر الشيخ العام. تهدف الجولة إلى متابعة سير العمل داخل المنشأة الصحية، والوقوف على جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، ومستوى انتظام العمليات اليومية.

وأوضح الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم الوزارة، أن نائب الوزير بدأ جولته بتفقد قسم الاستقبال والطوارئ، حيث أعرب عن استيائه الشديد من غياب عناصر الأمن والنظافة. وفقًا لذلك، وجه بفسخ التعاقد مع الشركة المسؤولة عن هذه الخدمات فورًا، والإسراع في التعاقد مع شركة بديلة تضمن الانضباط الكامل وسلامة المرضى والأطقم الطبية. كما قرر إحالة الطاقم الإداري بالمستشفى إلى التحقيق بسبب التقصير في أداء المهام، مع توجيهات عاجلة بتعزيز القوى العاملة من الأطباء والإداريين لضمان تدفق العمل وتحسين مستوى الرعاية المقدمة.

انتقل نائب الوزير إلى قسم الغسيل الكلوي، حيث حرص على الاستماع المباشر إلى آراء المرضى وملاحظاتهم حول جودة الخدمة. وأصدر توجيهات فورية بتوفير النواقص من الأدوية والمستلزمات الطبية، أو بدائلها، لضمان استمرار جلسات العلاج دون أي تأخير. كما شدد على تركيب ستائر فاصلة بين الأسرة لتعزيز خصوصية المرضى، مؤكدًا أن البيئة العلاجية يجب أن تكون آمنة ومريحة، تحترم كرامة المريض وتدعم جودة الرعاية الشاملة.

شملت الجولة تفقد أقسام الرعاية المركزة، حيث استمع نائب الوزير إلى شرح مفصل من الأطباء حول الحالات المعالجة وبروتوكولات العلاج المعتمدة. ومع ذلك، أبدى ملاحظاته على سوء ترتيب وتخزين المستلزمات الطبية في المخازن، موجهاً بإعادة تنظيمها فورًا وفقًا للاشتراطات القياسية للتخزين الآمن، لتجنب أي مخاطر صحية محتملة.

في صيدليات المستشفى، لاحظ نائب الوزير وجود مواد غير مخصصة داخل الثلاجات الدوائية، مما يهدد سلامة الأدوية. ووجه بمراجعة شاملة لأساليب الحفظ والتخزين، لضمان حفظها في الظروف الملائمة ومنع أي تدهور أو تلوث.

امتد التفقد إلى أقسام الحضانات، رعاية الأطفال، والقسطرة، حيث رصد عدم الالتزام بمعايير الجودة، السلامة، الصحة المهنية، ومكافحة العدوى. وفي هذا السياق، وجه بتشكيل لجنة مشتركة من المديرية القطاعية لفحص المخالفات المكتشفة وتلافيها جذرياً.

اختتمت الجولة بتفقد قسم التعقيم المركزي، حيث شدد نائب الوزير على ضرورة تطبيق صارم لإجراءات مكافحة العدوى ومعايير السلامة والصحة المهنية، لضمان حماية المرضى والعاملين على مدار الساعة.

وأكد الدكتور حسام عبد الغفار أن هذه الجولات المفاجئة تأتي ضمن استراتيجية الوزارة لرفع كفاءة الأداء في المستشفيات الحكومية، ومحاسبة المقصرين، وضمان انضباط العمليات. وأضاف أن الوزارة ملتزمة باتخاذ إجراءات تصحيحية فورية لأي مخالفات تُكتشف خلال المتابعات الميدانية، بهدف تعزيز الثقة في الخدمات الصحية.

مقالات مشابهة

  • الين يتراجع لأدنى مستوى في شهرين مقابل الدولار وسط ترقب لتشكيلة الحكومة اليابانية
  • أزمة ميزانية أمريكا.. إغلاق الحكومة يكلف الاقتصاد مليارات أسبوعياً
  • ضبط 4 مراكز علاج إدمان غير مرخصة في حملة بالقليوبية
  • ضبط 4 مراكز علاج إدمان وطب نفسي غير مرخصة بالعبور
  • مخالفات بالجملة.. الصحة: استبعاد مدير مستشفى أم المصريين ونائبه
  • إغلاق الحكومة الأمريكية يدخل يومه السادس مع تهديدات بتسريح جماعي للموظفين
  • جولة مفاجئة وإجراءات حازمة.. الصحة: «استبعاد مدير مستشفى أم المصريين بسبب التقصير»
  • استبعاد مدير مستشفي أم المصريين ونائبه.. اعرف السبب
  • فى جولة مفاجئة.. نائب وزير الصحة يحيل الطاقم الإداري بمستشفى كفر الشيخ العام للتحقيق
  • أمل جديد.. اكتشاف علاج لسرطان الثدي المتقدم| تفاصيل