ثورة المارد الإفريقي على الهيمنة الامبريالية الفرنسية!!
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
بالأمس النيجر، واليوم الغابون، أثرى أثرياء الدول النفطية الإفريقية، وغداً سوف تحذوا تشاد وأخريات حذو البلدان الغرب إفريقية التي قالت لا للهيمنة والغطرسة الفرنسية، إنّها إرادة الشعوب التي لا تقهر، وكما هو معلوم أن فرنسا خرجت من البلدان التي استعمرتها اسماً، ولكنها بقيت كأنظمة حكم وراثية تديرها نُخب مدجّنة وخاضعة للمشروع الفرانكفوني الاستغلالي، الذي لم تجني منه هذه البلدان سوى رفد وتغذية ضرع البقرة الفرنسية الحلوب بثروات إفريقيا، ففي هذا الخضم الثوري المدعوم بمؤسسات الجيوش الغرب إفريقية، تكون حلقات الخلاص من الاستعمار الفرنسي قد اكتملت، فالشعوب ومهما طال زمان قهرها والجلوس على ظهرها، لابد لها من يوم للتحرير الوطني الذي يجب أن يأتي فوراً، لقد عكست الأجيال الإفريقية الناشئة إرادة كوامي نكروما وتصميم توماس سنكارا وتضحية القائد الأممي الشهيد الإفريقي المبجل باتريس لوممبا، هكذا يكون وفاء الأجيال الحاضرة للأجيال الغابرة، التي ظن المستعمر أنه بتحليل أبدانها في حمض الكبريتيك المركز، سوف يقوم بإزالة واستئصال شعلة الوعي النابضة في قلوب الحاضرين، ولما للعقل الامبريالي من تعنت ومشقة في فهم واستيعاب حقوق السكان الأصليين، كان لابد من طرق المارد الافريقي الهمام بيده الحديدية على الآذان غير الصاغية وغير المبالية لهذا المتحكم الأجنبي على شئون البلدان الإفريقية.
الديمقراطية وما أدراك ما الديمقراطية الحاملة للرؤساء الدكتاتوريين العشائريين، الحاكمين بشرعية الأسرة والجماعة والقبيلة في إفريقيا، هذه الجماهير التي سيقت لحتفها بظلفها عبر العمليات الديمقراطية المحسوبة العواقب، بواسطة المراقب الفرنسي الذي يعد ويحسب دبيب النمل الافريقي على الأتربة والأراضي السمراء، لقد أوهمت الشعوب الافريقية هذه الديمقراطية الزائفة الحارسة لعروش المستعمرين الناهبين لثروات القارة الأم (مهد البشرية)، ولم تجني شعوب الغرب الافريقي (الفرانكفوني) غير التمكين السلطوي الاستعماري لفرنسا على مقاليد أمور الحكم وانتهاك السيادة الوطنية، وبعد أن هاجت وماجت أمواج الصراع الدولي حول موارد القارة الافريقية، وبعد دخول الماردين العملاقين التنين الصيني والدب الروسي، لميادين الصراع الاقتصادي حول الموارد الافريقية التي لا تنضب، دعم الثعلب الفرنسي وفي لحظات لفظه لأنفاسه الأخيرة الأنظمة الوراثية والأبوية التي أسس لها حكماً طاغوتياً ظنه دائم، دون أن يكترث للمياه الغزيرة التي انسكبت وانهمرت تحت جسور الأنهر الافريقية العظيمة، لقد اشرأب الجيل الحديث في بوركينا فاسو (أرض الرجال النزهاء) ومالي، ووقف سداً منيعاً أمام المحاولات اليائسة للثعلب الفرنسي المجتهد في سبيل دق اسفين بين الأشقاء، بتفعيل الأجندات المغرضة المجرّمة للحراك الشعبي الطامح في إزالة الطاغوت.
إرادة الشعوب لا تقهر، فحتى ولو خمد وسكن بركانها فإنّه لابد وأن يتفجّر يوماً ما، واستطالة عنجهية المستعمر الفرنسي الحاط من قدر إنسانية إنسان هذه القارة الودود الولود، التي تكتنز أرضها احتياطي ثروات العالم، لابد لهذه العنجهية من كابح يكبح جماحها، ويمتلك أدوات كفاح ونضال ليست كأدوات المشروع القاتل لأحلام أطفال افريقيا، الذين يلعبون ويعبثون بالرمل الذهبي فوق أرض أجدادهم، فيأتي صاحب العين الزرقاء ليوحي لهم أن الرمل الذهبي ما هو إلّا تراب رخيص الثمن لا يسمن ولا يغني من جوع، ليأخذه منهم استهبالاً فيبيعه في مزادات الدنيا مقابل العملات الصعبة، وبذلك يؤسس للضمانات الاجتماعية والصحية لأحفاده البيض في باريس والمدن الجليدية، من الذين اعتاشوا لقرون مضت على مردودات فوائد هذا العطاء الذي لا يستحقونه، فدورة الأيام مكتوب عليها أن تدور لتنصف المظلوم وتحاسب الظالم وتودعه المصير المظلم داخل سجون وزنازين الدنيا، هذا هو ديدن (الكارما)، كما شدا بذلك الثائر الافريقي بوب مارلي: (يمكنك أن تخدع بعض الناس بعض الوقت، لكنك لن تسطيع خداع كل الناس كل الوقت)، لكن المستعمر الإمبريالي لن يستوعب مضمون الحكمة الأفريقية إلّا بعد ضحى الغد، حينما يجد نفسه تحت أقدام أحفاد باتريس لوممبا، فأرض الرجال النزهاء لن ترضخ ولن تستسلم ولو أنها صمتت لقرن من الزمان، لابد لها وأن تلد الثائر الجيفاري الذي سوف يلجم العنجهي الأبيض، ذلك الغازي المتربص، وأن تختم على كتفه أن اخرج ولا تعد.
إسماعيل عبدالله
31اغسطس2023
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
اجتماعات بالرباط للجنة التقنية ولجنة تسيير مشروع أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي
انعقدت يومي 10 و11 يوليوز الجاري بالرباط، اجتماعات رفيعة المستوى للجنة التقنية ولجنة التسيير الخاصة بمشروع أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي، بحضور المدراء العامين (وفرقهم التقنية والإدارية) للشركات الوطنية للبترول بالدول التي يعبرها الأنبوب، إلى جانب مفوض البنية التحتية والطاقة والرقمنة ومدير الطاقة والمعادن بالمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو).
وأوضح بلاغ للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، أنه في إطار حكامة المشروع، ووفقا لبروتوكولات الاتفاق الموقعة بين الشركات الوطنية للبترول، مكنت هذه الاجتماعات من الوقوف على تقدم الأشغال.
وسجل المصدر ذاته أن المشروع قطع مراحل هامة على المستويات التقنية والبيئية والمؤسساتية، حيث تم استكمال الدراسات الهندسية التفصيلية سنة 2024، وإنجاز دراسات المسح والتأثير البيئي والاجتماعي للجزء الشمالي، فيما تتواصل الدراسات الخاصة بالجزء الجنوبي نيجيريا-السنغال، مبرزا أن المشروع قد صمم لنقل 30 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، وسيتم تطويره على مراحل.
وستوكل مهمة الحكامة خلال مرحلتي التمويل والإنجاز إلى شركة قابضة، تشرف بدورها على ثلاث شركات متخصصة لكل مقطع على حدى.
من جهة أخرى، تم اعتماد الاتفاق الحكومي الدولي الذي يحدد حقوق والتزامات كل دولة في دجنبر 2024 خلال القمة الـ 66 لسيدياو. وتعزز هذه المكتسبات مكانة أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي كرافعة رئيسية للاندماج الإقليمي.
كما تم على هامش هذه الاجتماعات التوقيع على مذكرة تفاهم بين الشركة الوطنية للبترول النيجيرية، والمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن من جهة، والشركة التوغولية للغاز من جهة أخرى.
وقد تم توقيع المذكرة مسبقا من طرف السيد بشير بايو أوجولاري، المدير التنفيذي العام للشركة الوطنية للبترول النيجيرية، فيما جرت مراسم التوقيع بحضور السيد أولاليكان، النائب التنفيذي للرئيس المكلف بالغاز والطاقة ممثلا للشركة النيجيرية في هذا الحدث، إلى جانب مشاركة ممثلي وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، والوكالة المغربية للطاقة المستدامة « مازن »، والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب.
وتأتي هذه المذكرة، التي تمثل آخر انضمام رسمي بعد التحاق الشركة التوغولية للغاز بالمشروع، لتكمل سلسلة الاتفاقات المبرمة مع باقي الدول المعنية.
وقد نوهت الأطراف المعنية بالتقدم الحاصل، وأكدت التزامها بمواصلة التعاون النموذجي من أجل إنجاز هذا المشروع البنيوي والاندماجي.
وشدد البلاغ على أن « هذا المشروع الاستراتيجي، الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وفخامة الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو، سيساهم في تنمية القارة الإفريقية، وتحسين ظروف عيش السكان، وتعزيز اندماج اقتصادات دول المنطقة والقارة الإفريقية، كما سيمنح لإفريقيا بعدا اقتصاديا وسياسيا واستراتيجيا جديدا.
وأشار إلى أن الأنبوب سيمتد على طول الساحل الغربي لإفريقيا انطلاقا من نيجيريا، مرورا بالبنين، التوغو، غانا، الكوت ديفوار، ليبيريا، سيراليون، غينيا، غينيا بيساو، غامبيا، السنغال وموريتانيا وصولا إلى المغرب، حيث سيتصل بأنبوب الغاز المغاربي الأوروبي وشبكة الغاز الأوروبية. كما سيمكن من تزويد النيجر وبوركينا فاسو ومالي بالغاز