عقوبة من سمع اسم النبي ولم يُصلِّ عليه .. علي جمعة يحذر
تاريخ النشر: 4th, September 2025 GMT
قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو كبار هيئة العلماء، إنه إذا أردنا الصلاة على سيدنا النبي ﷺ بالصيغة الإبراهيمية أو غيرها فينبغي علينا أن نضع قبل اسمه الشريف لفظة (سيدنا) أو (سيدي)، فقد أجمع المسلمون على ثبوت السيادة له ﷺ، وعلى علميته في السيادة.
وأضاف جمعة، خلال منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن الشرقاوي قال: فلفظ (سيدنا) علم عليه ﷺ، وذلك لما ثبت من إطلاقه على نفسه ﷺ، وعلى حفيده الحسن رضي الله عنه ومن إطلاق بعض أصحابه عليه في حضرته ولم ينكره، فمنه قوله : (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر) [رواه مسلم] وقوله عن الحسن رضي الله عنه : (إن ابني هذا سيد) [رواه البخاري]، وما ورد أن أحد أصحابه رضي الله عنهم قال له ﷺ يا سيدي، فعن عن سهل بن حنيف قال : مر بنا سيل، فذهبنا نغتسل فيه، فخرجت محمومًا، فنمي ذلك إلى رسول الله ﷺ قال : (مروا أبا ثابت يتعوذ.
وأوضح أن الفقهاء استحبوا الإتيان بلفظة سيدنا أو سيدي قبل اسمه الشريف حتى في الصلاة والأذان، قال الرملي : (الأفضل الإتيان بلفظ السيادة، كما قاله ابن ظهيرة، وصرح به جمع، وبه أفتى الشارح؛ لأن فيه الإتيان بما أمرنا به وزيادة الإخبار بالواقع الذي هو أدب، فهو أفضل من تركه) [تحفة المحتاج].
وأشار إلى أنه لا ينبغي للمسلم أن يعرض عن الصلاة على النبي ﷺ ويتركها فإن في تركها الشر الكثير؛ حيث إن تركها علامة على البخل والشح، قال النبي ﷺ : (كفى به شحًا أن أذكر عنده ثم لا يصلي علي) [ابن أبي شيبة في مصنفه] وقال صلى الله عليه وسلم : (البخيل من ذكرت عنده ولم يصل علي) [أخرجه الحاكم وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه].
حديث من ترك الصلاة على النبي
وتابع: إنه اشتد الوعيد على من ترك الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا ذكر اسمه، فعن كعب بن عجرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «احضروا المنبر، فحضرنا، فلما ارتقى درجة قال آمين، فلما ارتقى الدرجة الثانية قال آمين، فلما ارتقى الدرجة الثالثة قال آمين، فلما نزل قلنا: يا رسول الله، لقد سمعنا منك اليوم شيئًا ما كنا نسمعه، قال: إن جبريل عرض لي، فقال : بعدًا لمن أدرك رمضان فلم يغفر له، قلت: آمين. فلما رقيت الثانية، قال: بعدًا لمن ذُكرتَ عنده فلم يُصلِّ عليك، قلت: آمين، فلما رقيت الثالثة قال: بعدًا لمن أدرك أبواه الكبر عنده أو أحدهما فلم يُدخلاه الجنة، قلت آمين» (ابن خزيمة في سننه، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في المستدرك).
عقوبة عدم الصلاة على النبيوأفاد: فلنتأمل ذلك الحديث ونلاحظ شدة الوعيد، إذ يدعو أمين السماء جبريل عليه السلام، ويؤمِّن على الدعاء أمين الأرض سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، ويكون الدعاء بالإبعاد عن رحمة الله والخسران –والعياذ بالله-.
واختتم «أن الصلاة على سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مفتاح السعادة، ومفتاح كل خير، والمسلم الذي يبتغي السعادة عليه أن يلهج بالصلاة عليه في أغلب أوقاته، فإنها نور وهداية ورحمة ورعاية، رزقنا الله والمسلمين كثرة الصلاة على الحبيب -صلى الله عليه وسلم- حتى نكون في كنفه في الدنيا والآخرة».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصلاة على النبي المولد النبوي صلى الله علیه وسلم الصلاة على النبی
إقرأ أيضاً:
علي جمعة يكشف عن أول خطوة فى الطريق إلى الله .. تعرّف عليها
كتب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف منشورًا جديدًا قال فيه: (مُلتفِتٌ لا يَصِل) أصلٌ كبير من أصول الأدب مع الله تعالى، فإذا كُنَّا في طريق، وأردنا أن نصل إلى نهايته، فعلينا أن نسعى، وأن نسير فيه غيرَ ملتفتين عن يسارنا أو عن يميننا؛ فلو سرتَ مثلًا في طريقٍ مليءٍ بالمُبهرات، وبالأضواء، وبالفاترينات… إلخ، فوقفتَ عند كلِّ فاترينة تُشاهِد، وتدخل المتجر، وتسرح في الداخل، فإنَّ العُمر يضيع في هذه الالتفاتات، والأعمار تتفاوت، والزمن كالسيف إن لم تقطعه قطعك، قال الإمام الشافعي: (سِرتُ مع الصوفية فاستفدتُ منهم أن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك).
الملتفت لا يصل
وتابع: ومن هنا وجب أن يكون العمل خالصًا لله، لا ألتفتُ إلى الأنوار، ولا إلى الأسرار، ولا إلى الملك، ولا إلى الملكوت، ولا إلى التجليات، ولا إلى غير ذلك، إنما المقصود هو الله.
وأشار إلى أن من أجل ذلك إذا ذكر العابدُ ربَّه فإن الذِّكر يُجلِّي قلبَه، ويجعله كالمرآة، وإذا صار القلبُ كالمرآة انعكَسَت عليه أنوارُ الربوبية، وانعكاسُ أنوار الربوبية يحدث لذَّةً عجيبة، ليس لها مقابلٌ في اللغات بحيث يمكن أن نُشبِّهها، أو أن نتكلَّم عنها وحولها، ولا يمكن أن ننقل كنهها، ولا يعرفها إلا من جرَّبها؛ فإن من ذاق عرف، ومن عرف اغترف، ولا يمكن أن نعرِف إلا بالتجربة، وبترويض النفس.
أول خطوة فى الطريق إلى الله
وبين ان الذِّكر أولُ خطوةٍ في الطريق، وهو يؤدِّي إلى صقل القلب، ويجعل القلبَ كالمرآة، وملتفتٌ لا يصل؛ فإذا ذكرتَ الله، فحدَث لك خارق، فانشغلتَ بهذا الخارق، فقد دخلتَ في المبهرات، وبدأتَ في الالتفات، وهذا هو بدايةُ الانحراف، حيث انشغلتَ بالمُبهرات، فتكونُ بذلك غيرَ مخلِصٍ مع الله.
الذكر عماد القلب
قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان الذِّكرُ هو عبادةُ القلب، التي يَصْلُحُ بها ويطمئنّ، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾.
واستشهد جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما قال: «ألا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ». فإذا اطمأنَّ القلبُ صَلُح، وبصلاحه يَصْلُحُ سائرُ الجسد؛ فالذِّكرُ عِمادُ القلب، والقلبُ عِمادُ الجسد.
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لَا يَذْكُرُ رَبَّهُ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ». فقلبُ المؤمن يَحْيَا بذكر الله تعالى، وبحياة القلب يحيا سائرُ الجسد.
وعلاقةُ الذكر ببقية العبادات كعلاقة الشجر بالأرض؛ فلا يمكن غرسُ شجرةٍ بغير أرضٍ تُغرس فيها. قال تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾.
وعند الإحرام بالصلاة يبدأ المصلي بـ«التكبير»، وإذا شرع في صلاته بـ«بسم الله الرحمن الرحيم»، يُباهي الله تعالى به ملائكته ويقول: «ذَكَرَنِي عَبْدِي». فالذِّكرُ هو الإطارُ الجامعُ، والبيئةُ الطيبةُ التي تنمو في رحابها سائرُ العبادات.
والأمرُ بالذكر أمرُ محبٍّ لمحبوبٍ، فإذا أحبَّ المرءُ منا أحدًا طلب منه أن يذكره ـــ ولله المثل الأعلى ـــ فالذِّكرُ أمارةُ المحبة؛ فما من محبٍّ وهو لاهٍ عن محبوبه. ولذلك قال العلماء: «الذِّكرُ منشورُ الولاية».
وقال العارف بالله سيدي عبد الوهاب الشعراني رحمه الله تعالى: «وأجمع القومُ على أن الذكر مفتاحُ الغيب، وجاذبُ الخير، وأنيسُ المستوحش، ومنشورُ الولاية، فلا ينبغي تركُه ولو مع الغفلة، ولو لم يكن من شرف الذكر إلا أنه لا يتوقّت بوقتٍ لكان ذلك كفايةً في شرفه؛ قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ﴾. قالوا: ما ثَمَّ أسرعُ من فتح الذكر، وهو جامعٌ لشتات صاحبه، وإذا غلب الذكرُ على الذاكر امتزج بروح الذاكر حبُّ اسم المذكور». [الأنوار القدسية]
فالطريقُ إلى الله تعالى أساسُه الذكر؛ بدايتُه ذكر، وأوسطُه ذكر، ومنتهاه ذكر؛ حتى يفنى الذاكرُ في المذكور، وحتى يصير ذاكراً في حضرته وفي غيبته، في صحوه وفي نومه، حتى يفنى بمن يذكر عن ذكره.