تقرير إسرائيلي :سياسة نتنياهو تقوض فرص التطبيع وتعمق العزلة
تاريخ النشر: 7th, September 2025 GMT
يراقب شركاء الاحتلال في الدول العربية المنخرطة في اتفاقيات التطبيع، التصريحات التي يصدرها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وشركاؤه في الائتلاف اليميني، مما يُهدد بتغيير النظام العالمي، ويُرسل رسالة للعالم العربي بأسره مفادها استحالة إبرام صفقات معه، وقد بدأ السعوديون بالفعل يشعرون بالتردد، بحسب تقرير إسرائيلي.
بالتوازي، يراقب العالم العربي بقلق الإجراءات التي ينفذها الاحتلال حالياً في قطاع غزة والضفة الغربية، والتي أحدثت توترات غير مسبوقة، ليس مع أوروبا فحسب، بل أيضاً مع الدول العربية التي وُصفت طويلاً بأنها الأقرب إليه في المنطقة.
وذكر تقرير في القناة 12 الإسرائيلية، أنه "يُمكن تقسيم العالم العربي إلى قسمين: أولاهما مصر والأردن، الدولتان العريقتان اللتان دخلتا دائرة السلام العربي في وقت كان فيه ذلك أمرًا غير لائق وغير مقبول، وقد يُصنفهما البعض بأنهما دولتا "السلام البارد"، وثانيهما دول اتفاقيات التطبيع التي اختارت اتخاذ هذه الخطوة انطلاقًا من فهمها لضرورة دمج الاحتلال كدولة شرعية، وجزء طبيعي من الشرق الأوسط، خاصة الإمارات العربية المتحدة والبحرين".
وأضاف بحسب ما ترجمته "عربي21" أن "مواقف الدول العربية في كلا الجانبين تدهور تجاه دولة الاحتلال هذا الأسبوع على نحو متساوٍ، ففي غزة، لا تدع التطورات الأخيرة مجالًا للشك لدى المصريين بأن حكومة الاحتلال لا تريد صفقة، كما يقول كبار المسؤولين الذين يُجرون المفاوضات غير المباشرة مع حماس، وبينما كانت تقال مثل هذه الأمور في الماضي في غرف مغلقة، بصوت منخفض، ونبرة غامضة، فإن الحال اليوم ليس كذلك، لأن متابع المنصات الرسمية في وسائل الإعلام العربية تشير إلى أنها تتلقى بطبيعة الحال تعليمات حول ما يجب قوله، وكيفية قوله، ولا يُسمح لهم بالتعبير عن رأي مستقل".
وأكد أن "المصريين مارسوا بالفعل ضغطًا هائلًا على حماس، وأقرّت الحركة أن وصولها للقاهرة "كان كمينًا مُدبّرًا"، حيث لم تسمح لوفدها بالمغادرة دون إحراز تقدم حقيقي، والاتفاق على مُخطط ويتكوف المُحدّث، ومارسوا ضغوطًا إضافية عليهم بعد وصول القطريين للقاهرة، وانضمامهم للمحادثات قرابة أسبوع، حتى أعلنت حماس موافقتها على نفس المُخطط الذي قُدّم للاحتلال، والباقي معروف، ولكن حتى هذه اللحظة، لم يُجرَ أي نقاش في مجلس الوزراء حول هذا المُخطط".
وأضاف أن "تدهورا جديدا للعلاقات الإسرائيلية مع مصر حصل بشكل أكبر قبل يومين، بعد أن قال نتنياهو أنه يستطيع فتح معبر رفح أمام سكان غزة، لكن مصر ستغلقه فورًا، مما أثار ضجة كبيرة في مصر، التي سارعت لإدانة تصريحاته بشأن رغبته بطرد الفلسطينيين من أرضهم عبر معبر رفح، واتهمته وزارة الخارجية المصرية بإطالة أمد التصعيد العسكري في غزة، وزعزعة الاستقرار في المنطقة".
وأشار إلى أن "الدول المطبعة مع الاحتلال ترى في السياسة الإسرائيلية إذلالًا لها، ففي نهاية المطاف، كان خط دفاعها ضد معارضي التطبيع أن هذه الاتفاقيات جاءت لإنقاذ الفلسطينيين ودولتهم المستقبلية، وهو ما تدّعيه اليوم، لكن الإمارات على سبيل المثال ترى أن انتهاك الاحتلال لهذه الاتفاقيات لن يضرّ بعلاقاتها الثنائية معه فحسب، بل سيُوجّه رسالةً لبقية العالم العربي والإسلامي مفادها استحالة التعامل التجاري معه، وهذه رسالةٌ بالغة الأهمية لشقيقتها الكبرى، وهي السعودية".
وأوضح أن "الرياض تراقب من بعيدٍ ما يسعى إليه الاحتلال، دون استبعاد إمكانية إبرام أكبر وأهم اتفاقية تطبيع، لكنها شعرت بترددٍ شديد بعد أن أضاع عدة فرصٍ خلال العامين الماضيين لإنهاء الحرب في غزة، والتوصل لاتفاقٍ شاملٍ لإعادة الرهائن، وفتح طريقٍ للسلام الإقليمي، ونجح نتنياهو بإفساد هذه الفرص بشكلٍ أكبر في وقتٍ سابقٍ من هذا العام بعد أن أطلق نكتةً غير موفقةٍ حول القضية الفلسطينية، حين دعا الفلسطينيين لإقامة دولتهم في السعودية التي لديها أراضٍ واسعة".
يمكن القول إنه بعد مرور ما يقرب من عامين على حرب غزة، يتضح لدى قادة العالم العربي أنه رغم القوة العسكرية والنجاحات التي أظهرها الاحتلال في لبنان ضد حزب الله وإيران، فإن نقطة الانطلاق من الحرب ليست في الأفق، ليس بسبب قوة حماس في غزة فقط، بل بسبب عدم رغبة الاحتلال، أو قدرته على اتخاذ قرارات حاسمة لإنهاء الحرب، والتوصل لحلّ سياسي، وليس مجرد حل عسكري، مما يعني تآكل ما يصفها الاحتلال بالإنجازات التي حققها وهما: التطبيع مع العرب، وتهميش القضية الفلسطينية التي عادت مجددا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية نتنياهو إسرائيلي غزة الفلسطينيين إسرائيل فلسطين غزة نتنياهو ترامب صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العالم العربی فی غزة
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيلي: نتنياهو سيسعى لإفشال خطة ترامب بألاعيبه كالمعتاد
تناولت وسائل إعلام إسرائيلية التحذيرات المتصاعدة من احتمال أن يعمد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى إفشال خطة السلام الأميركية المرتقبة عبر ما وُصف بـ"ألاعيبه المعتادة"، مدفوعا برغبته في البقاء في الحكم وتجنب أي تسوية قد تُقيّد تحركاته السياسية أو تُضعف قبضته على السلطة.
ورأى محللون إسرائيليون أن التاريخ السياسي لنتنياهو يعج بمحاولات متكررة لإحباط المبادرات والصفقات، سواء مع الفلسطينيين أو بوساطات دولية، معتبرين أن "الصفقة الحالية" التي يرعاها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لن تكون استثناء ما لم تُمارس عليه ضغوط حقيقية تحول دون تعطيلها.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4صحف عالمية: خطة السلام قد لا تنجح وإسرائيل الخاسر الأكبر إذا لم تنفذlist 2 of 4يديعوت أحرونوت: مفاوضات وقف الحرب على غزة تجري مع ترامب نفسهlist 3 of 4نتنياهو: لن ننتقل إلى بنود خطة ترامب قبل الإفراج عن المحتجزينlist 4 of 4ترامب: سنقضي على حماس تماما إذا قررت البقاء في السلطةend of listودعا رئيس حزب "الديمقراطيين" المعارض ياير جولان، في تصريحات نقلتها القناة 13 إلى عدم الإفراط في التوقعات، قائلا إن حكومة نتنياهو رفضت مرارا فرص إبرام صفقات سابقة، مذكّرا بأن الاتفاق الأخير "فُرض على الحكومة فرضا"، ما يتطلب -برأيه- وضع سقف واقعي للتطلعات بشأن تنفيذه.
وأضاف جولان أن وتيرة التنفيذ لن تكون كما يتخيل البعض، رغم الضغط الأميركي الذي قد يُسفر عن نتائج لاحقا، لكنه شدد على ضرورة التعامل بحذر مع نوايا نتنياهو الذي لطالما عرقل الاتفاقات حين شعر بأنها قد تُنتقص من مكانته السياسية.
بدورها، أيدت عضو الكنيست عن حزب "يوجد مستقبل" المعارض كارين الحرار هذه الرؤية، مشيرة إلى أن نتنياهو "لم يرد يوما تلك الصفقات ولم يسع إليها، بل تجاهلها عمدا"، على حد وصفها.
وأكدت أن هذا الموقف لا يعبر عنها وحدها بل يتقاسمه أعضاء سابقون في المجلس الوزاري المصغر الذين شهدوا سلوكه في محطات تفاوضية سابقة.
فرص سابقةأما القائد السابق للفريق الشمالي نوعام تيبون، فاستعاد واقعة تعود إلى أكتوبر/تشرين الأول 2023 حين وصلت -وفق الصحفية غيلي كوهين- رسالة من قطر تفيد باستعداد حركة حماس لإطلاق النساء والأطفال والمسنين مقابل الإفراج عن معتقلين قاصرين، إلا أن نتنياهو -كما قال تيبون- رفض مناقشة العرض.
إعلانوأوضح تيبون أن بعض الرهائن، ومنهم شيري وكفير وأريئيل، كانوا على قيد الحياة في تلك الفترة لكنهم قُتلوا لاحقا، معتبرا أن رفض نتنياهو المتكرر لتلك المبادرات أدى إلى "دفع حياة الناس ثمنا"، في إشارة إلى فشل محاولات سابقة لإتمام صفقات تبادل.
من جانبها، شددت عبير غولدشتاين، وهي قريبة قتيلين في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، على أن 43 مخطوفا كانوا على قيد الحياة وقت اختطافهم لكنهم لقوا حتفهم بسبب "الضغط العسكري الإسرائيلي المباشر أو غير المباشر"، بحسب قولها، مؤكدة أن لجنة التحقيق الرسمية المرتقبة يجب أن تتناول كذلك "قضية إحباط الصفقات".
أما المستشار الإعلامي السابق لنتنياهو، أفيف بوشينسكي، فقد أقرّ بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية غالبا ما يتصرف بدافع من رغبته في الاستئثار بالإنجازات، قائلا إن نتنياهو ظهر للإعلام ليؤكد أنه هو من قرر "القتال خلافا لرأي الجيش"، وأنه ضغط ونجح في مسعى -برأيه- لإعادة نسب أي نجاح إليه شخصيا.
وأضاف بوشينسكي أن نتنياهو يحاول ترويج رواية تُنسب إليه الفضل في طرح صفقة لإعادة جميع المخطوفين "منذ اللحظة الأولى"، لكنه في الواقع -كما يرى- سعى مرارا لطمس تلك الجهود أو تأخيرها كي لا تُحسب لغيره.
تقويض متكرروفي مداخلة لاحقة، عاد ياير جولان ليؤكد أن فرص التوصل إلى صفقات تبادل تكررت في مارس/آذار ومايو/أيار 2024 لكن نتنياهو أحبطها مذكّرا بمحاولة وصفها بـ"الواضحة تماما" عندما سعى عبر صحيفة "بيلد" الألمانية إلى تقويض مبادرة كانت قيد النقاش آنذاك.
وأضاف جولان أن نتنياهو انتهك لاحقا الاتفاق المبرم في مارس/آذار 2025، الأمر الذي وصفه بـ"اعتداء على الوحدة الإسرائيلية وعلى الأمن القومي"، مشددا على أن التخلي عن المخطوفين "جريمة سياسية وأخلاقية" ينبغي ألا تمر دون محاسبة.
الوزير السابق يئزهار شاي، الذي فقد ابنه في هجوم الـ7 من أكتوبر، قدم بدوره قراءة أكثر عمقا لشخصية نتنياهو، موضحا أنه يرى نفسه "حامي إسرائيل" ويعتقد أن بقاءه في الحكم مصلحة وطنية عليا، لذلك يسعى لتكريس وجوده بأي وسيلة.
وأشار شاي إلى أن نتنياهو لم يسع يوما إلى اتفاق سياسي في غزة، بل سمح له بالتحرك بحرية دون انضباط، ما أدى إلى نتائج "كارثية" على حياة الجنود والمخطوفين، محذرا من أن استمرار هذا النهج قد يفضي إلى انتكاسات جديدة ما لم يظل الرئيس الأميركي يقظا لما وصفها بـ"ألاعيب نتنياهو المعتادة".