إسرائيل تدخل عاصمة مصر الجديدة.. وتشبه تحركات السيسي بـ"بن سلمان"
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
نشرت صحيفة "يسرائيل هايوم" الإسرائيلية، تقريرا مطولا عن العاصمة الإدارية الجديدة في مصر أعده أحد مراسليها من داخل القاهرة بعد أن قام بجولة موسعة داخلة العاصمة ورصد أدق تفاصيلها .
إقرأ المزيدوكأول وسيلة إعلام إسرائيلية تقوم بجولة داخل عاصمة مصر الجديدة، جاء تقرير الصحيفة الإسرائيلية تحت عنوان "القاهرة خلفك: أول زيارة للمشروع الضخم والمثير للجدل .
وقال إلداد بك، مراسل الصحيفة العبرية الذي زار مصر خصيصا من أجل هذا الهدف، إن العاصمة الجديدة لمصر بمساحة هائلة تبلغ 725 كيلومترًا مربعًا تهدف لإيواء ملايين السكان، حيث أنها من المفترض أن تمهد العاصمة الجديدة التي يتم بناؤها حاليا في مصر الطريق لـ "الجمهورية الثانية".
وقال بك في تقريره: "قمت بزيارة لأول مرة بالمشروع الفرعوني الضخم الذي يكلف عشرات المليارات من الدولارات ويثير انتقادات حادة بين معارضي الحكومة"، مشيرا إلى أن المعارضة في مصر دائما ما تقول: "لسنا بحاجة إلى مساجد رائعة وكنائس ضخمة وعامة الناس ليس لديهم المال لشراء الطعام".
وبك هو مراسل سابق للصحيفة العبرية في أوروبا، وخبير في الشؤون العربية وكان محررًا للأخبار الأجنبية في صحيفة هاآرتس، وهو أحد الصحفيين الإسرائيليين القلائل الذين قدموا تقارير من دول معادية لإسرائيل مثل إيران وسوريا ولبنان والعراق وغيرها، ودرس اللغة العربية والإسلام في جامعة السوربون في باريس، وكان مراسلا في فرنسا والنمسا وألمانيا لوسائل إعلام إسرائيلية مختلفة كيديعوت أحرونوت ومعاريف.
وقال المراسل الإسرائيلي الذي أنهى رحلته لمصر مؤخرا: "إن فكرة العاصمة الجديدة لمصر تحدت مخيلتي، فأنا أحب القاهرة لفوضاها المتأصلة، وشوارعها وأسواقها المزدحمة والممتلئة بالدخان والمليئة بالناس والسيارات، وضجيجها وحركة المرور المتواصلة، ونهر النيل الشاسع الذي يمر عبرها، ولمساجدها، ومطاعمها، ونواديها، وقصورها وأحياءها الفقيرة ودور السينما وأكشاك الصحف والكتب.. ففي نظري لا يوجد بديل للقاهرة".
وتابع: "لقد زرت القاهرة للمرة الأولى في عام 1986 كمراسل للشؤون العربية للجيش الإسرائيلي، وذلك بعد ما يقرب من عقد من الزمان من الوصول التاريخي للرئيس المصري أنور السادات إلى تل أبيب .. وكانت القاهرة في تلك الأيام مختلفة تماماً عن القاهرة اليوم: فقد كانت مهملة للغاية، كانت قذرة ومزدحمة ومتخلفة، وكان مستوى الخدمة والبنية التحتية سيئا للغاية حتى في سلاسل الفنادق الفاخرة، وكانت خطوط الهاتف تعمل بصعوبة كبيرة، وكانت كل مكالمة مصحوبة بضجيج لا يطاق قبل أن تنقطع، وكانت الرحلات البرية تستغرق ساعات".
وقال بك في تقريره: "في السنوات الأخيرة، شهدت أيضًا بداية ترميم القاهرة التاريخية، فقد تم طرد جيوش المتسولين الذين جعلوا كل زيارة للمواقع المهمة في المدينة كابوسًا، وتم نفيهم منها، وفي ظل حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، أصبحت القاهرة أكثر أمانا، وبأمره، بدأ تطهير الأحياء الفقيرة المروعة في قلب المدينة، وبدأ بناء الأبراج التجارية والسكنية مكانها".
وتابع: "رسميا، تم بناء عاصمة جديدة، حيث تهدف العاصمة الإدارية الجديدة إلى المساعدة في حل أزمة الإسكان وهذه، بالمناسبة، واحدة فقط من 15 مدينة جديدة من المقرر بناؤها في مصر وبعضها أيضًا في مراحل متقدمة من التنفيذ، وذلك من أجل توسيع المناطق المأهولة بالسكان في مصر بشكل كبير، مثل المبادرة التي تم اتخاذها في مناطق مختلفة من شبه جزيرة سيناء بعد استعادتها للسيادة المصرية عام 1982".
وقال: "حوالي 10% فقط من أراضي البلاد مأهولة وتستخدم اليوم في وادي النيل والدلتا وعلى طول قناة السويس والبحر الأحمر، ولكن في إطار (رؤية مصر 2030) التي تشبه في طموحها (رؤية 2030) لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تسعى الحكومة المصرية إلى عبر التقنيات المتقدمة لتجديد وجه مصر".
المصدر: يسرائيل هايوم
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا أخبار مصر أخبار مصر اليوم القاهرة غوغل Google فی مصر
إقرأ أيضاً:
من هو رائد سعد الذي اغتالته إسرائيل بعد 35 عاما من المطاردة؟
غزة- أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مساء اليوم السبت اغتيال رائد سعد القيادي في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، باستهداف سيارة مدنية على الطريق الساحلي جنوب غرب مدينة غزة.
وزعم الاحتلال أن اغتيال سعد جاء ردا على خرق لاتفاق وقف إطلاق النار، بتفجير عبوة ناسفة في وقت سابق بقوة من الجيش الإسرائيلي داخل غزة، لكن القناة الـ 12 العبرية قالت إنه "تم استغلال الظروف المواتية لاغتياله دون أي علاقة بأي انتهاك للتهدئة".
وأطلق الجيش الإسرائيلي على عملية اغتيال سعد اسم "وجبة سريعة"، حيث سنحت له الفرصة لاغتيال الرجل الثاني حاليا في الجناح العسكري لحركة حماس، بعد القيادي عز الدين الحداد الذي يقود كتائب القسام.
وباغتيال رائد سعد تكون إسرائيل قد نجحت في الوصول إليه بعد أكثر من 35 عاما من المطاردة، تعرض خلالها للكثير من محاولات الاغتيال.
مسيرة قيادية
ولد رائد حسين سعد في الخامس عشر من أغسطس/آب عام 1972 في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، والتحق مبكرا بصفوف حركة حماس، وبدأ الاحتلال يطارده في بداية الانتفاضة الأولى التي اندلعت عام 1987.وعتقلته قوات الاحتلال أكثر من مرة.
حصل على درجة البكالوريوس في الشريعة من الجامعة الإسلامية أثناء وجوده في السجن عام 1993، حيث كان نشطا حينها في الكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة حماس، وحصل سعد على شهادة الماجستير في الشريعة من الجامعة نفسها عام 2008.
وبحسب المعلومات الخاصة التي حصلت عليها الجزيرة نت، التحق سعد بالعمل العسكري مبكرا، وعمل مع قدامى المطاردين من كتائب القسام أمثال سعد العرابيد، ويعتبر من أواخر جيل المطاردين في مرحلة انتفاضة الأقصى التي اندلعت عام 2000.
وتولى سعد منصب لواء غزة الشمالي في كتائب القسام عام 2007، وكان ممن أشرفوا على تأسيس وتأهيل القوة البحرية للكتائب في غزة.
إعلانوفي عام 2015 ترأس ركن العمليات، وكان عضوا ضمن مجلس عسكري مصغر مكون من قيادة كتائب القسام في قطاع غزة، إلى جانب القياديين محمد الضيف ومروان عيسى، وذلك في الفترة الواقعة بين عامي 2012 و 2021.
كيف تناول الإعلام الإسرائيلي عملية اغتيال رائد سعد في غزة؟.. التفاصيل مع مراسلة #الجزيرة فاطمة خمايسي#الأخبار pic.twitter.com/gLL2nMKLsc
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) December 13, 2025
تقول إسرائيل إن سعد كان مسؤولًا عن الخطط العملياتية للحرب، حيث أشرف على خطوتين استراتيجيتين شكّلتا أساس الاستعداد التنفيذي لعملية طوفان الأقصى: الأولى إنشاء كتائب النخبة، والثانية إعداد خطة "سور أريحا"، الهادفة إلى حسم المعركة ضد فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي.
وزعم الاحتلال -خلال الحرب الأخيرة على غزة- اعتقاله أثناء اقتحام مجمع الشفاء الطبي في مارس/آذار 2024، ونشر صورته حينها ضمن مجموعة ممن تم اعتقالهم، قبل أن يعترف بأنها وردت بالخطأ مما يشير إلى ضعف المعلومات الاستخبارية المتوفرة عنه لدى الاحتلال الإسرائيلي.
وتعرض سعد أيضا خلال الحرب لعدة محاولات اغتيال، كان أبرزها في شهر مايو/ أيار عام 2024، بقصف منطقة سكنية بمخيم الشاطئ، وعرض الجيش الإسرائيلي مكافأة مالية قيمتها 800 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي للوصول إليه بعد فشل اغتياله.
ونقلت إذاعة الجيش أن إسرائيل بحثت عن رائد سعد لفترة طويلة جدا، وسعت إلى اغتياله مرتان في الأسبوعين الماضيين، لكن الفرصة لم تكتمل، وبمجرد أن تم التعرف عليه مساء السبت وهو يستقل مركبة برفقة حراسه الشخصيين، نفذت الغارة على الفور.
واقع أمني جديدوأمام اغتيال إسرائيل الشخصية العسكرية الأبرز في المقاومة الفلسطينية منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يعتقد الباحث في الشأن الأمني رامي أبو زبيدة أن "الاحتلال لا يتعامل مع التهدئة في قطاع غزة بوصفها حالة توقف عن الحرب، بل كمرحلة عملياتية مختلفة تُدار فيها المعركة بأدوات أقل ضجيجا وأكثر دقة".
وأوضح في حديثه للجزيرة نت أن الاغتيالات والاستهدافات الانتقائية التي نُفذت مؤخرا تكشف بوضوح أن الحرب لم تنتهِ، بل أُعيد تدويرها ضمن نمط جديد يقوم على الضرب المتقطع، وإدارة الصراع بدل حسمه.
ولفت إلى أن الاحتلال يحرص على اختلاق مبررات ميدانية لتسويق عدوانه باعتباره ردا دفاعيا، "غير أن هذا الخطاب لا يخرج عن كونه محاولة مكشوفة لإعادة تعريف مفهوم الخرق نفسه، بحيث يصبح أي حادث أمني أو اشتباك محدود أو اختلاق أحداث غير موجودة -في عمق سيطرته داخل الخط الأصفر- ذريعة كافية لتنفيذ عملية اغتيال".
ويرى أبو زبيدة أن الاحتلال يسعى لفرض معادلة جديدة قوامها "أن التهدئة لا تعني الأمان"، وأنه يحتفظ بحق الضرب متى شاء، ويسعى من خلال هذا السلوك إلى فرض قواعد اشتباك أحادية الجانب، تمنحه حرية العمل الجوي والاستخباراتي داخل القطاع دون التزامات سياسية أو قانونية.
وأشار إلى أن الضربات المحدودة لا تهدف فقط إلى إيقاع خسائر مباشرة، بل إلى الحفاظ على زمام المبادرة، ومنع المقاومة من الانتقال من مرحلة الصمود إلى مرحلة التعافي وإعادة التنظيم، وإبقاء البنية التنظيمية للمقاومة في حالة استنزاف دائم.
إعلانوفي البعد الأمني لفت أبو زبيدة إلى أن كثافة العمل الاستخباراتي تشير إلى أن الاحتلال يستغل فترة الهدوء لتحديث بنك أهدافه استعدادًا لجولات قادمة، وهو ما يفسر عدم تسريح وحدات سلاح الجو والطيران المسيّر، واستمرار عمل شعبة الاستخبارات العسكرية بكامل طاقتها.
ويعتقد الباحث في الشأن الأمني أن "السيناريو الأخطر يكمن في تطبيع هذا النمط من الاستباحة، بحيث تتحول الضربات الخاطفة إلى حالة دائمة، تُنفّذ على مدار الوقت، وإن كانت أقل كثافة من الحرب الشاملة، وهذا يعني عمليًا تكريس واقع أمني جديد في قطاع غزة، تُنتهك فيه التهدئة بشكل مستمر، ويُفتح الباب أمام نزيف دم متواصل بلا سقف زمني أو ضمانات حقيقية".