ماما... تعالي خذيني
والله يا حبيبتي مش بإيدي، لو بقدر كنت جيتك
وين اللي معك بالسيارة؟
ميتين
وين إنتِ متخبّية؟
في السيارة
يعني جوة السيارة مش برة؟
آه
ماما خليكي بالسيارة، راح أبقى فاتحة التلفون أحكي معك
الدبابة جنبي.. تقول مرتعبة مرتعدة.
وتواصل الأم الكلام مع هند ابنة السادسة لطمأنتها. لكن هند خائفة فالدبابة تقترب من السيارة.
تحاول أمها طمأنتها. تقول لها وهند تكرر: بسم الله، الرحمن الرحيم، إلى آخر سورة الفاتحة، يا رب تحمينا.
ينقطع الاتصال. يصل المسعفون. لكن جيش الاحتلال يقتلهم جميعًا ويقتل هند دون أن تكمل المكالمة مع أمها، ودون أن تكمل عمرها.
تلك كانت آخر كلمات الطفلة هند في الحياة. لكنها لم تكن آخرها في التاريخ والتوثيق لجرائم الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني منذ نكبة 1948. وقتها كانت المذابح تُرتكب من دون تصوير وتوثيق. بل على العكس، كانت الصهيونية تختلق الأكاذيب وتروّج لها عبر سيطرتها على وسائل الإعلام العالمية من صحف وإذاعات ومحطات تلفزة وأفلام، وخاصة قلعة التأثير على الرأي العام الغربي «هوليوود». وهيأت للغرب أن إسرائيل هي الضحية، وللأسف صدّقها.
لكن، وهذا من أهم نتائج السابع من أكتوبر، بدأت الصورة المزيّفة تبهت وتتضح الحقيقة للعالم الذي يشاهد جرائم إسرائيل خاصة ضد الأطفال، ما أفقد الكيان تعاطف الشارع والحكومات وحتى داخل الكونغرس كما اعترف الرئيس الأميركي ترامب.
الإعلام سلاح ناعم يقتل ويدافع. الكلمة رصاصة، والمشهد دبابة، والقبلة قنبلة. قبل أيام فاز الفيلم التونسي «صوت هند رجب» للمخرجة كوثر بن هنية في أولى عروضه بجائزة الأسد الفضي. أربعة وعشرون دقيقة من التصفيق والبكاء بعد عرضه العالمي الأول، وهي المدة الأطول التي استمر بها تصفيق الجمهور خلال المهرجان.
اللافت أن من بين الفنانين العالميين الذين صفقوا نجوم من هوليوود، ومنهم النجم براد بيت، وخوان فينيكس، وروني مارا، الذين عرضوا الانضمام لفريق الفيلم منتجين منفّذين.
أكثر ما نال تأثر الحاضرين الصوت الحقيقي لاستغاثة الطفلة هند بأمها. وهو ما قالت المخرجة التونسية إنها تعمّدت أن تبقيه كما هو باعتباره صوت كل أطفال فلسطين الشهداء والمجوّعين والجرحى والمقطّعة أوصالهم بسلاح نازيي العصر الحالي.
ويبقى السؤال المؤلم: ماذا يفعل الفنانون العرب تجاه جرائم الاحتلال التي يشاهدونها كل ساعة ويكتفون بوضع «لايك» و.. ينامون!
ولماذا لا يُعرض فيلم «صوت هند رجب» في كل المدن العربية لعلنا نلحق بما سبقنا إليه الصهاينة أكثر من سبعين سنة؟ مثل هذا العمل يهدم السردية الإسرائيلية الكاذبة التي عاشت عليها منذ سنوات إنشائها على جسد الخارطة الفلسطينية؟!
الدستور الأردنية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه الاحتلال هند رجب غزة الاحتلال الاطفال هند رجب مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
اعترافات المتهمين في واقعة السيارة المخلة: كنا تحت تأثير الكحول
أقر المتهمون في واقعة "السيارة المخلة بالآداب" بارتكابهم أفعالًا خادشة للحياء تحت تأثير الكحول أثناء تجولهم بسيارة في نطاق محافظة الجيزة، مؤكدين أنهم تعدوا على شخص قام بتصويرهم، وأتلفوا سيارته وحاولوا الاستيلاء على هاتفه لمسح الفيديو.
وكانت وزارة الداخلية قد كشفت ملابسات مقطع فيديو تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه أحد الأشخاص بصحبة عدد من الفتيات داخل سيارة، وهم يقومون بتصرفات غير لائقة، قبل أن يعتدوا على مصور المقطع ويتسببوا في تلفيات بمركبته اعتراضًا على تصويرهم.
بفحص الواقعة تبين عدم ورود بلاغات رسمية، إلا أن التحريات أسفرت عن تحديد هوية المتهمين، حيث تم ضبط الشخص الظاهر في الفيديو، وله معلومات جنائية، إلى جانب ثلاث سيدات مقيمات بدائرة قسم شرطة الأهرام بالجيزة.
وخلال استجوابهم، اعترفوا بتفاصيل الواقعة، مؤكدين أنهم كانوا في نزهة بالسيارة بعد تناولهم مشروبات كحولية، وعندما لاحظوا قيام المجني عليه بتصويرهم، أوقفوا سيارته، وتعدوا عليه، وألحقوا التلفيات بمركبته في محاولة لإجباره على تسليم الهاتف وحذف المقطع.
وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، في إطار جهود وزارة الداخلية لمواجهة السلوكيات المخالفة للآداب العامة وحفظ الأمن.