بعد قرن من وعد بلفور.. فلسطينيون يلاحقون بريطانيا قانونيا بسبب جرائم الانتداب
تاريخ النشر: 9th, September 2025 GMT
قدم مجموعة من الفلسطينيين، من بينهم رجل الأعمال والناشط السياسي الفلسطيني البارز منيب رشيد المصري، البالغ من العمر 91 عامًا، عريضة قانونية من 400 صفحة إلى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ووزيري الخارجية والدفاع، والمدعي العام، تطالب المملكة المتحدة بتحمل مسؤوليتها عن انتهاكاتها المتكررة للقانون الدولي، وجرائم الحرب التي ارتكبت خلال الاحتلال البريطاني لفلسطين خلال فترة الانتداب بين عامي 1917 و1948.
وتأتي العريضة، التي أُعدت بصياغة فريق قانوني رفيع المستوى بقيادة المحامين بن إميرسون وداني فريدمان، وبمشاركة خبراء القانون الدولي والمؤرخين جون كويغلي، آفي شلايم، وفيكتور قطان، لتعرض أدلة دامغة تثبت أن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي كان "صناعة بريطانية" نتيجة أفعال بريطانيا غير المشروعة أثناء احتلالها لفلسطين.
حملة "بريطانيا تحمل ديناً لفلسطين"
وتأتي تلك العريضة ضمن الإجراءات التي تتخذها حملة "بريطانيا تحمل دينا لفلسطين"، التي تطالب بالاعتراف الرسمي بمسؤولية بريطانيا، وتقديم اعتذار وتعويضات عن خلق "قرن من القمع"، وتوضح العريضة أن الحكومة البريطانية قد تواجه مراجعة قضائية في حال فشلها بالرد على المطالب.
وخلال جلسة، حضرتها "عربي21"، قال منيب المصري، الذي أصيب برصاصة على يد الجنود البريطانيين وهو في الثالثة عشرة من عمره: "الأزمة الحالية في فلسطين كانت "صناعة بريطانية" خلال سلسلة من الانتهاكات الممنهجة وإساءة المعاملة بحق الشعب الفلسطيني، لقد عانينا معًا أكثر من قرن من الاضطهاد، لا يمكن لبريطانيا أن تساهم في بناء سلام عادل اليوم إلا إذا اعترفت بدورها الحاسم في مآسي الماضي، إن الاعتذار سيكون بداية عادلة لما يتوقعه الفلسطينيون من الحكومة البريطانية".
قدم كلا من بن إميرسون وداني فريدمان شرحًا قانونيًا مفصّلًا يوضح مسؤولية بريطانيا عن الانتهاكات وفق المعايير الدولية المعمول بها آنذاك، فيما ناقش آفي شلايم وجون كويغلي وفيكتور قطان الأبعاد التاريخية والسياسية لوعد بلفور، ودوره في صناعة الصراع العربي-الإسرائيلي، وكيف تواصل آثار هذا القرار حتى اليوم.
وتطرق جون هالفورد إلى الجوانب الإدارية والقانونية المتعلقة بالاحتلال والانتداب البريطاني، مشددًا على ضرورة مساءلة الحكومة عن الإخفاقات القانونية والأخلاقية.
وتضمنت العريضة شهادات عن ممارسات القوات البريطانية التي كانت تجمع السكان وتقودهم مقيدين بالأصفاد، وتحتجزهم في أقفاص قبل تنفيذ الإعدامات، إضافة إلى قمع الفلسطينيين خلال ثورة 1936–1939، بما يشمل القتل، التعذيب، والاعتقال التعسفي، كلها انتهاكات ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
المسؤولية القانونية البريطانية
وتستند العريضة إلى المعايير القانونية الدولية المعمول بها آنذاك، بما في ذلك: قوانين الاحتلال وفق لوائح لاهاي 1899/1907، ميثاق عصبة الأمم لعام 1919، اتفاقيات لاهاي والقانون الدولي العرفي، ميثاق الأمم المتحدة لعام 1945.
وتكشف العريضة ثلاثة مستويات رئيسية للانتهاكات:
1 - خرق سلطتها كقوة احتلال وعدم الاعتراف بالسكان الفلسطينيين الأصليين، وإنشاء الانتداب دون سند قانوني، واستمرار الاحتلال غير المشروع حتى 1948.
2 - القمع غير المشروع للشعب الفلسطيني بما يشمل العنف الجماعي، الاعتقال التعسفي، وإساءة المعاملة.
3 - التخلي عن وحدة فلسطين وتقسيمها، وتشجيع الاستيطان الصهيوني، ما أدى إلى طرد الفلسطينيين وتهجيرهم الجماعي خلال النكبة.
مقدمو العريضة الآخرون
تضم العريضة مجموعة واسعة من الفلسطينيين من مختلف الأطياف والمناطق، من بينهم: غصون عبد الله أحمد عبدو من مخيم اليرموك بسوريا، عماد فائق شريف أبو كشك من عرب أبو كشك شمال يافا، وليد نجيب مصطفى الأحمد من رمانة في جنين، نصير رحمي حامد عرفات من نابلس، أحمد محمود أبو سلعوم من الدوايمة، الخليل، تيسير محمد صالح نصر الله من مخيم بلاطة، نابلس، سعيد حسين أحمد الحاج من الطيرة (اللد)، جهاد عزّت يعقوب عيسى من مخيم بلاطة، محمد محمود عبد القادر حرب من مسكة، طولكرم، خالد توفيق صبري ذوقان من يافا، سميرة بغدادي من صفد، محمد سعيد بركة من صفورية، الناصرة، دانا فرّاج من اللد.
وأشار الموقعون إلى التهجير القسري، ومصادرة الممتلكات، والقتل الجماعي، والتدمير الممنهج للمنازل والقرى الفلسطينية، ويمثلون شهادات حية على الانتهاكات البريطانية والصهيونية المتواصلة منذ أكثر من قرن.
وأكدت العريضة أن بريطانيا تتحمل مسؤولية مباشرة عن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي ونتائجه الكارثية، وأن الاعتراف الرسمي والاعتذار والتعويضات يشكلان خطوة أولى نحو العدالة التاريخية للفلسطينيين. وتبرز أهمية التدابير القانونية الدولية لضمان عدم إفلات المسؤولين من العقاب التاريخي والاعتراف بالحقائق.
وجاءت العريضة في أعقاب لقاء قانوني في لندن الاثنين، حضره مجموعة من كبار القانونيين والمؤرخين، لمناقشة آخر التطورات المتعلقة بالدعوى القضائية المرفوعة من منيب رشيد المصري وفريقه القانوني ضد الحكومة البريطانية، نظرًا لمسؤولية بريطانيا عن إصدار وعد بلفور عام 1917.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الفلسطينيين الاحتلال فلسطين الاحتلال تعويضات حرب الانتداب المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
كيف تسترد حقك قانونيا عند شراء سلعة أون لاين وظهورها مخالفة للمواصفات؟
يشهد سوق التجارة الإلكترونية في مصر توسعاً كبيراً خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي دفع جهاز حماية المستهلك إلى تشديد الرقابة ووضع قواعد واضحة تضمن للمواطنين حقوقهم عند الشراء عبر الإنترنت.
ورغم سهولة التسوق الإلكتروني وسرعة الوصول إلى المنتجات، إلا أن بعض المتعاملين يواجهون مشكلة استلام سلع تختلف عن تلك التي ظهرت أثناء عملية الشراء، سواء في الجودة أو اللون أو المواصفات.
وصلتك سلعة مختلفة عن طلبك؟ خطوات قانونية تضمن لك استرجاع حقك
وبحسب الخبير القانوني علي الطباخ، القوانين المنظمة لحماية المستهلك، المشتري يمتلك حقاً كاملاً في استرجاع قيمة السلعة أو استبدالها إذا ثبت أنها غير مطابقة لما تم عرضه.
تبدأ الخطوة الأولى فور استلام المنتج واكتشاف المشكلة، حيث يُنصح بتوثيق الحالة عبر تصوير السلعة من جميع الزوايا واحتفاظ المشتري بفواتير الشراء أو رسائل التأكيد الصادرة من الصفحة أو الموقع الإلكتروني. تلك المستندات تعد دليلاً قانونياً أساسياً لإثبات حق المستهلك.
ويجب على المشتري التواصل مع البائع فوراً عبر الرسائل أو الهاتف وعرض المشكلة بشكل واضح، مع طلب استرجاع المبلغ أو استبدال المنتج بآخر مطابق.
وفي حال امتناع البائع أو تجاهله للشكوى، يستطيع المستهلك تقديم بلاغ رسمي لجهاز حماية المستهلك عبر الخط الساخن أو من خلال التطبيق الإلكتروني، مع إرفاق الأدلة المتاحة.
ويقوم الجهاز بدوره باتخاذ إجراءات فورية قد تصل إلى إلزام البائع برد المبلغ أو توقيع عقوبات في حالات الغش التجاري.
وتشدد الجهات المختصة على ضرورة شراء السلع من صفحات موثقة أو مواقع رسمية لضمان وجود طرف يمكن الرجوع إليه قانونياً، مع التأكيد على أن حقوق المستهلك مكفولة حتى لو كان الشراء من بائعين على منصات التواصل الاجتماعي، طالما توافرت الأدلة التي تثبت عملية البيع.
وتسعى الدولة من خلال القوانين الحالية إلى تنظيم سوق التجارة الإلكترونية، بما يضمن حماية المواطن من أي ممارسات تضليلية، وتعزيز الثقة في عمليات الشراء عبر الإنترنت التي أصبحت جزءاً أساسياً من حياة ملايين المصريين.