ما خيارات السودان بعد تدشين سد النهضة الإثيوبي؟
تاريخ النشر: 9th, September 2025 GMT
الخرطوم- على وقع العد التنازلي لتدشين سد النهضة الإثيوبي رسميا اليوم الثلاثاء، في حفل ضخم يسعى خلاله رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لإظهار المشروع منجزا وطنيا وتحولا إستراتيجيا، تصاعدت تحركات الخرطوم والقاهرة وعززا تنسيقهما لتأكيد عدم شرعية التشغيل الأحادي للسد من دون اتفاق ملزم.
ويعتقد مراقبون أن أديس أبابا تسعى لإحداث فجوة في التنسيق المتنامي بين السودان ومصر قبيل حفل التدشين، لنفي استهداف دولتي المصب والإضرار بأمنهما المائي.
وظلت مصر والسودان تطالبان بالتوصل إلى اتفاق ثلاثي قانوني ملزم بشأن ملء سد النهضة وتشغيله، محذرتين من تداعيات عدم التشاور معهما على أمنهما المائي واستقرار المنطقة.
وجرى الإعلان في ديسمبر/كانون الأول 2023 فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات، وإغلاق المسار التفاوضي بعد أكثر من 13 عاما من المحادثات دون التوصل إلى اتفاق ملزم.
ولا يستبعد مراقبون أن يرد السودان ومصر على فرض أديس أبابا السد أمرا واقعا، بتقديم خطاب اعتراض مشترك لمجلس الأمن بالتزامن مع الافتتاح الإثيوبي، باعتبار الخطوة مخالفة للاتفاقيات والأعراف الدولية المنظمة للأنهار العابرة للحدود، فضلا عن اتفاق إعلان المبادئ الموقع بين الدول الثلاث عام 2015 في الخرطوم.
وكان رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد قد دعا كلا من مصر والسودان لحضور افتتاح سد النهضة، مؤكدا أن السد لا يشكل تهديدا للبلدين، وإنما فرصة للتعاون الإقليمي وتحقيق المنفعة المتبادلة، حسب كلامه.
وبينما لم تعلق الخرطوم على الدعوة الإثيوبية ولزمت الصمت، وصف وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي دعوة أديس أبابا لحضور حفل افتتاح السد بـ "العبث".
إعلانوعقد كل من وزير الزراعة والري السوداني عصمت قرشي ووزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم اجتماعا في القاهرة، الخميس الماضي، وشددا فيه على ضرورة الالتزام التام بقواعد القانون الدولي للمياه فيما يخص سد النهضة.
وأتى اجتماع الوزيرين بعد ساعات من اجتماع رباعي بمقر وزارة الخارجية المصرية، حضره معهما وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي، ووزير الدولة بوزارة الخارجية والتعاون الدولي السوداني عمر صديق.
وشدد البيان المشترك على ارتباط الأمن المائي السوداني والمصري والعمل بشكل مشترك للحفاظ على حقوق واستخدامات البلدين المائية كاملة، وفقا للنظام القانوني الحاكم لنهر النيل، وطبقا للقانون الدولي، واتفاقية عام 1959 المُبرمة بين البلدين.
وعدّ البيان سد النهضة الإثيوبي مخالفا للقانون الدولي، حيث يترتب عليه "آثار جسيمة" على دولتي المصب، ويمثل "تهديدا مستمرا" لاستقرار الوضع في حوض النيل.
بعد إعلان #إثيوبيا افتتاح #سد_النهضة الشهر الجاري.. #مصر و #السودان تدعوان للالتزام بالقانون الدولي في قضية المياه pic.twitter.com/V4zlLYPsa3
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) September 4, 2025
الموقف من أديس أبابايقول مسؤول سوداني قريب من ملف المياه للجزيرة نت، إن إثيوبيا غير جادة في دعوتها السودان ومصر لحضور مراسم تدشين سد النهضة، لأنها ظلت ترفض توقيع اتفاق ملزم لتشغيل السد يحفظ للدولتين حقوقهما المائية، وتجنب أي آثار سلبية محتملة جراء التشغيل، بينما ستستمر الخرطوم في موقفها بضرورة توقيع اتفاق ملزم.
ويوضح المسؤول الرسمي -الذي طلب عدم الكشف عن هويته- أن أديس أبابا ظلت تسعى لضرب التنسيق بين الخرطوم والقاهرة، وكان آخرها مزاعم عن تسريب وثيقة اتفاق مع السودان بشأن تشغيل السد وقعت في العام 2022.
ويتساءل المسؤول الحكومي: "حتى لو كان هناك اتفاق موقع أو غير ذلك، فهل التزمت به إثيوبيا؟"، مؤكدا أنها تسببت في إضرار بلاده من خلال تفريغ مياه سد النهضة عبر بوابات المفيض، وكذلك انحسار مياه النيل الأزرق بصورة كبيرة في فترة سابقة، إلى جانب التعقيدات في تشغيل سد الروصيرص السوداني القريب من الحدود الإثيوبية، مما يؤكد أنه لا يوجد تنسيق أو اتفاق بينهما.
وفي المقابل، واصل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إطلاق رسائل متفائلة، مبينا أن المشروع يمثل "تحولا إستراتيجيا" يعيد صياغة موقع بلاده في معادلة القوة الإقليمية، وقال "انتهت قرون من الركود الجيوسياسي وبدأ عصر جديد من التنمية والسيادة الوطنية".
وردا على الانتقادات الموجهة لبلاده، شدد أحمد خلال لقاء أجراه من موقع السد مع التلفزيون الإثيوبي على أن استخدام إثيوبيا جزءا محدودا من مياه النيل "لا يعد جريمة ولا اعتداء على حقوق الآخرين"، مؤكدا أن المياه تُطلق عبر التوربينات والممرات بما يضمن استمرار التدفق إلى مصر والسودان.
الخيارات الممكنةيقول الكاتب والباحث في الإعلام التنموي إبراهيم شقلاوي إن خبراء سودانيين بارزين، مثل وزيري الري السابقين عثمان التوم وسيف الدين حمد، يرون أن السد يحقق فوائد عدة للسودان.
وعن التنسيق بين دولتي المصب، يعتقد الكاتب في حديث للجزيرة نت أن مصالح السودان ليست مطابقة لمصر، فبينما تخشى القاهرة على حصتها المائية، يحتاج السودان بالدرجة الأولى لتنظيم التدفقات وتحسين قدراته في جانب الطاقة والتوسعة الزراعية.
إعلانومع اقتراب التدشين الرسمي للسد يقول الكاتب إن السودان أمام خيارين:
إما الانخراط بفعالية في إدارة المرحلة الجديدة، عبر التعاون والمبادرات المشتركة. أو البقاء رهين ردود الفعل، وما يترتب على ذلك من خسائر محتملة.أما الخبير الدولي والمستشار القانوني لوزارة الري السابق أحمد المفتي فيشدد على ضرورة توقيع اتفاق ثلاثي ملزم لتشغيل سد النهضة وأن عرض إثيوبيا بتبادل المعلومات والبيانات فهو غير ملزم لها.
ويقول المفتي للجزيرة نت إن "الاتفاق الثلاثي هو الأفضل، لأن الأمر مرتبط بمصالح السودان ومصر وإثيوبيا، كما أن أي اتفاق تبرمه الخرطوم مع أديس أبابا سيكون في صالح القاهرة".
وكان مشروع "سد النهضة" قد أطلق عام 2011، بميزانية بلغت 4 مليارات دولار، حيث يعد أكبر مشروع سد كهرومائي في أفريقيا، إذ يبلغ عرضه 1.8 كيلومتر وارتفاعه 145 مترا.
وترى أديس أبابا أن السد ضروري لتلبية احتياجاتها من الكهرباء، حيث تصل سعته التخزينية إلى 74 مليار متر مكعب من المياه، وهو قادر على توليد أكثر من 5 آلاف ميغاوات من الكهرباء، أي ما يعادل ضعف الإنتاج الحالي لإثيوبيا، كما تتوقع أن يحقق إيرادات سنوية تصل إلى مليار دولار.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات السودان ومصر اتفاق ملزم أدیس أبابا سد النهضة
إقرأ أيضاً:
سد النهضة.. خبير يكشف عن تراجع منسوب المياه بحوض المفيض
كشف هاني إبراهيم، الباحث في الشأن الإفريقي وحوض النيل، عن سر تراجع مخزون المياه في حوض تهدئة المفيض في سد النهضة الإثيوبي، خلال أمس، عما كان عليه منذ 10 أيام ماضية.
وأكد هاني إبراهيم عبر حسابه بمنصة "إكس"، أن التراجع في مخزون المياه بحوض تهدئة مفيض سد النهضة يرجع إلى خضوعه لأعمال صيانة، وتدعيمات إضافية تتعلق بثبات التربة، حيث تتأثر باندفاع المياه خلال تشغيل المفيض على أرضية حوض التهدئة، كاشفًا أنه سبق وتم تنفيذ هذا الأمر في العام الماضي، وسوف يتكرر مرة اخرى هذا العام، ما يؤكد عدم وجود دراسات فعلية للسد.
وقال الباحث في الشأن الإفريقي وحوض النيل هاني إبراهيم، عن تطورات سد النهضة: "الموقف في السد الكارثي (سد النهضة الإثيوبي)، منسوب البحيرة يتراجع نوعيا ويقدر بنحو 638 مترا، بسعة 70 مليار متر مكعب في المتوسط".
وأكد هاني إبراهيم أن هناك "تشغيل عدد محدود من التوربينات يقدر بحوالي 5 الى 6 توربينات من أصل 13 توربين".
وأوضح إبراهيم أن "مقدار التدفق يتراوح بين 150 إلى 175 مليون يوميًا، وفق مقارنات لمناسيب النهر، وقدرة التوربين الواحد على التمرير تعادل 28 مليون متر مكعب في أقصى تقدير".
وتابع: "تلاحظ تراجع مخزون المياه في حوض تهدئة المفيض خلال اليوم عما كان عليه منذ 10 أيام، وهو ما يرجح خضوعه لأعمال صيانة وتدعيم إضافية، تتعلق بثبات التربة نظرًا لتأثير اندفاع المياه خلال تشغيل المفيض على أرضية حوض التهدئة، بالإضافة لمسألة اندفاع المياه في اتجاه المجرى وتأثيرها على حوض التوربينات".
وأكد هاني إبراهيم "سبق وتم تنفيذ هذا الأمر في العام الماضي وسوف يتكرر مرة أخرى هذا العام، بما يرجح استمرار هذا العملية في الصيانة سنويًا على الأقل، فيما يتعلق بثبات التربة، وهو يؤكد عدم وجود دراسات فعلية للسد".
وقال الباحث في حوض النيل هاني إبراهيم إن "وظيفة حوض التهدئة تقليل اندفاع المياه في اتجاه المجرى خلال تشغيل المفيض، حيث تنهمر المياه من ارتفاع يتراوح بين 125 إلى 140 مترا فعليا".
وأكد هاني إبراهيم أن "حسب منسوب البحيرة "بحيرة سد النهضة"، أقصى منسوب 640 مترا فوق مستوى سطح البحر، وأقل منسوب للمفيض 625 مترا فوق مستوى سطح البحر، فيما يسجل منسوب النهر 500 متر فوق مستوى سطح البحر.
اقرأ أيضا:
بدء تحصيل تذاكر ركوب لأتوبيسات النقل الداخلي بالعاصمة الإدارية يناير المقبل
الصحة: غلق 18 مركزًا لعلاج الإدمان في المقطم للعمل بدون ترخيص
أمطار على القاهرة.. تنويه عاجل من الأرصاد بشأن طقس الساعات المقبلة
نقيب البيطريين يكشف مفاجأة عن السعر العادل لكيلو اللحمة
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
سد النهضة الإثيوبي منسوب المياه بحوض المفيض تطورات سد النهضة هاني إبراهيم أخبار ذات صلةفيديو قد يعجبك
محتوى مدفوع
أحدث الموضوعاتإعلان
أخبار
المزيدإعلان
سد النهضة.. خبير يكشف عن تراجع منسوب المياه بحوض المفيض
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
من نحن اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
21 14 الرطوبة: 42% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي من نحن إتصل بنا إحجز إعلانك سياسة الخصوصية